رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"قناص العيون".. بصمتك لن تضيع!

بوابة الوفد الإلكترونية

بالتزامن مع إحياء ذكرى أحداث شارع محمد محمود الأولى فى 18 نوفمبر 2011، فإننا لا نستطيع أن نغفل الشخصية الأشهر فى هذه المجزرة الجماعية للثوار المطالبين بحقوقهم، ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى أكثر الشخصيات التى ذاع صيت قسوتها خلال هذه الأحداث، الذى ترك بصمة بندقيته فى أعين بعض المتظاهرين، إنه الملقب "بقناص العيون. "

محمود صبحى الشناوى، أو " الشناوى" ضابط الأمن المركزى الذى شوهد فى فيديو مسجل يصوب سلاحه نحو أعين المتظاهرين، و يتباهى بإنجازه زميله قائلا " جت فى عنيه يا باشا.. جدع و الله يا باشا!. "
أصاب الشناوى بطلقاته الحية أعين أربعة أفراد، إثنين منهما تمت إصابتهما بعاهة مستديمة، و الإثنين الآخرين إصابتهما تتعدى العلاج لمدة 21 يوما، الأمر الذى جعل النيابة تبدل تهمته من قتل عمد إلى تعمد إحداث عاهات مستديمة.
و لأن جرائمه كانت غير اعتياديه فى قسوتها،تشكلت حملة شعبية بعنوان " إبحث مع الشعب" على مواقع التواصل الإجتماعى للكشف عن هوية ضابط الأمن المركزى، قناص العيون، إلى أن تم القبض عليه، بعد ستة أشهر من تاريخ الحادث المأساوى، فى إبريل 2012، و تم توجيه  تهم القتل العمد و الشروع فى القتل.
بينما جاء موقف وزارة الداخلية متراخيا بعض الشئ، إذ ماطلت الوزارة حينها بالإفصاح عن مكانه، كما ماطلت أيضا فى التحقيق معه بشأن جرائمه  فى حق المتظاهرين ، و على إثر ذلك تم تجديد حبسه ٩ مرات علي ذمة القضية، و كذلك رفضت وزارة الداخلية عرضه على النائب العام في البداية للتحقيق معه فيما تم التحفظ عليه في مكان مجهول.
و تناقض ذلك مع موقف وزير الداخلية آنذاك اللواء منصور العيسوى الذى أدلى بتصريحات  للصحافة قائلا بأنه سوم يتم ملاحقته مبينا أنه قد غير مكان إقامته لتلقيه تهديدات وهو ما اعترف به الشناوي أثناء التحقيقات. 
و بالرغم من أن الشناوى اعترف بتغييره لمحل إقامته إلا أنه أنكر التهم المنسوبة إليه، و هى قتل المتظاهرين عمدا، و أيضا الشروع فى قتلهم، مدافعا عن نفسه في أثناء التحقيقات، التي تمت في مكان مجهول بحراسة رجال الشرطة بأنه لم يصوب الخرطوش في اتجاه أعين المتظاهرين قائلا أنه كان يطلق طلقات دفع فقط في الهواء عندما يقترب المتظاهرون من محيط وزارة الداخلية .

وأكمل قناص العيون إنكاره و كذبه لما هو منسوب إليه من تهم كفيلة بأن تودى بحياته إلى "البدلة الحمراء"  بتعليقه علي الفيديوالذى تم رؤيته فيه يصوب سلاحه ضد أعين المتظاهرين أو إلى صدورهم

لإبادتهم  أنه لا يعرف إن كان تعليق الشرطي موجه له أو لشخص آخر، متناسيا أنه بذلك يؤكد تواجده فى مسرح جريمته الشنعاء!.
و كشف التحقيق مع ضابط الأمن المركزى عن تجاوزه كافة الخطوط المشروعة لفض التظاهرات السلمية، إذ أفصحت التحقيقات عن قيام المتهم  باستخدام السلاح الخاص بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية وطلقات خرطوش.
و ذلك بعد أن قام بنزع كأس إطلاق القنابل من السلاح وأصبح السلاح المعد لإطلاق قنابل عبارة عن بندقية خرطوش، وقام بإطلاق ذخيرة حية منها طلقات خرطوش فى مواجهة متظاهرين قاصدًا إصابتهم، بل قاصدا إعاقتهم مدى الحياة، أو قاصدا الإطاحة بهم إلى العالم الآخر.
و مما أزاحت التحقيقات عنه الستار أيضا أن الشناوى قد تعمد فى يوم 20 نوفمبر من العام ذاته قتل المجنى عليه محمد فتحى محمد إسماعيل، عمدًا بأن أعد لذلك سلاحا ناريا (بندقية خرطوش)، وصوبها ناحيته وأطلق منها عيارا ناريا قاصدًا فى ذلك قتله، إلا أن سرعة تلقيه العلاج اللازم و العناية الإلهية قد تدخلتا لإنقاذ حياته، ليصبح شاهدا على جرم الشناوى فى التحقيقات أمام النيابة.
كما تزامنت هذه الواقعة مع وقائع أخرى مشابهة إذ أشارت التحقيقات أيضا إلى تعمده قتل المجنى عليهم عمدا سعد عدنان سعد رفعت، وعلاء الدين السيد سلطان، وأشرف أحمد محمد عبد الرحمن، ومحمد شعبان جابر زايد، إذ أعد لهم ذات السلاح النارى وصوبه ناحية المجنى عليهم، وأطلق منه عدة أعيرة نارية قاصدا من ذلك قتلهم فأحدث بهم إصابات مبرحة، وتم الحكم على الشناوى "قناص العيون"  بثلاثة سنوات سجن فقط، ليكون هذا الحكم مكملا لجراح كل من نزفت أعينهم دما، و كل من تحسر على عاهته.