عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سياسيون يتفاءلون بعودة "الدب الروسي"

د.جمال زهران
د.جمال زهران

«حليف اليوم قد يكون عدو الغد».. مقولة شهيرة يدركها كل من يعمل في السياسة خاصة على الصعيد الدولي وحروب توازن القوى بين الدول الكبرى، وحلفائها من الدول الصغرى.

فالبرغم من شدة أواصر العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والتي امتدت إلى التعاون العسكري ومد روسيا مصر بالسلاح والتعاون في بناء السد العالي، إلا أن الرئيس الراحل أنور السادات قد ألغى كل ما سبق تحالفاً مع أمريكا باستقبال رسمي للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1974.
فقد انتهت وقتها العلاقات المصرية-الروسية شديدة القرابة، ثم انتهت أسطورة «الدب الروسي» بعد سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 91 المكون من 16 جمهورية بحكم ذاتي، لتحل أمريكا مكانها والتي أصبحت فيما بعد القوة الأحادية الأولى في العالم.
فعادت المنطقة العربية لتغيير من مشهد توازن القوى في العالم بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، لتظهر روسيا من جديد ومعها الصين وكوريا الشمالية ليمثلا القوى التعددية في المستقبل القريب.
وأكد عدد من المصادر السياسية أن ثورات الربيع العربي أفسد السياسيات التي قد وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2007 تحت مسمى «الشرق الأوسط الجديد». وأوضحت المصادر أن تخبط السياسيات الأمريكية أفسح المجال لروسيا أولاً لتجد موطئ قدم لها من جديد في العالم العربي بمشاركة دول أخرى امتلكت قوة التسليح في العقود القليلة الماضية على رأسها «النمور الآسيوية».
وطالبت المصادر بضرورة الاستفادة من إعادة تقسيم القوى العالمية لصالح مصر والمنطقة للتخلص من الهيمنة الأمريكية وفرض وصايتها دون مقابل أن علقت مساعدتها العسكرية في مصر.
وفي هذا الشأن، رأي الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد أن الدور الأحادي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية قد انتهى، وحل الدور الروسي ضيفاً جديداً بعد الثورات العربية محاولاً بسط نفوذه بعد حالة التخبط الأمريكي.
ووصف زهران ما قامت به أمريكا من سياسات معادية للشعوب العربية بعد سقوط عدد من الأنظمة بالغباء «الفاحش» وعدم القدرة على وزن الأمور؛ كما فعل الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى سُدة الحكم وانفرادهم بالسلطة مما أدى إلى سقوطهم سقوطاً مدوياً.
وأثنى أستاذ العلوم السياسية على الذكاء الذي تتمتع به روسيا لاقتناصها لفرص العودة بعد أن اشتمت رائحة السقوط الأمريكي؛ موضحاً أنها تعلمت من الدرس جيداً منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 91، مشيراً إلى مساندتها في بادئ الأمر إلى نظام الأسد الذي منحته الغطاء الدولي الذي حال دون التدخل العسكري الأمريكي بعد التهديد الروسي الذي أطاح بالحلم الأمريكي في إعادة هيبته في المنطقة بعد الربيع العربي.
فيما أكد على تغيير المشهد القطبي العالمي من أحادي إلى ثنائي قد يتحول إلى تعددية في ظل الصعود الصيني والكوري والهندي، لافتاً إلى الدور الأمريكي الهابط في التعامل مع شعوب المنطقة إبان الثورات؛ الذي أعطى البيئة الخصبة إلى صعود الدول التي وصفها بـ«الخلايا النائمة».
وأضاف زهران قائلا: «بندول الساعة لا بد أن يتحرك تجاه الشرق»، في إشارة إلى ضرورة بحث العالم العربي عن مصادر تمويل وتحالف في دول الشرق على رأسها روسيا والصين كوريا الشمالية والهند؛ معتبراً أن اتجاهات العالم اختلفت وقد تسمح بالتعددية القطبية.
ومن جهتها، أشارت الدكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة العربية التي تجعلها متمسكة بالسيطرة عليها؛ وأولها هي الحفاظ على أمن الطاقة وثانياً المحافظة على أمن حليفتها الأولى وهي إسرائيل ومن ثم وأخيراً مكافحة الإرهاب لضمان أمن الطاقة وإسرائيل.
ولفتت أستاذة العلوم السياسية إلى تغيير السياسية الأمريكية في المنطقة العربية في عام 2007 من

المحافظة على الأنظمة إلى التحالف مع الجماعات الإسلامية ووضع خطة الشرق الأوسط الكبير؛ اعتقاداً منها أن تيارات الإسلام المعتدل ستحافظ على المصالح الأمريكية في المنطقة وكذلك أمن إسرائيل. وأضافت، بعد صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة وسيطرت على التزام حماس بعدم توجيه ضربات إلى إسرائيل؛ إلى أن أفرجت عن المئات من العناصر الجهادية والتكفيرية المتشددة والتي قامت بعد عمليات إرهابية في سيناء وهذا ما تنافى مع المصالح الأمريكية-الإسرائيلية في المنطقة.
وأكدت أن الثورة الشعبية الثانية التي وقعت في 30 يونيو الماضي أربكت الحسابات الأمريكية بشأن تحالفها مع الجماعات الإسلامية وكذلك الانشقاقات التونسية حول حكم نفس الجماعات، بالإضافة إلى الدعم الليبي لمصر بعد 30 يونية ومساندة معظم دول الخليج لمصر؛ والتي أعربت عن انزعاجها من الدور الأمريكي في المنطقة.
وقالت بكر إن لهجة الخطاب الأمريكي المتشدد نحو الشأن السياسي المصري، أفسح الطريق أمام «الدب الروسي» ليجد موطئ قدم له بعد انهياره في أوائل التسعينيات. وأوضحت أن التخوف الأمريكي من عودة النمو الروسي وبسط سيطرته في المنطقة؛ أجبرها على تغيير لهجتها المعادية للشعوب العربية خاصة في مصر.
وأبدت تفائلها الكبير من عودة روسيا إلى المشهد القطبي من جديد، موضحة صعود عدد من القوى الأخرى مثل: الصين وكوريا الشمالية اللتين ستحلان محل الدور الأمريكي عما قريب بسبب التباطؤ الذي تعاني منه الإدارة الأمريكية الحالية.
وعن حقيقة عودة «الدب الروسي»، توقع الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية أن روسيا لن تعود قوة قطبية كما كانت قبل سقوط الاتحاد السوفيتي المكون من 16 جمهورية بحكم ذاتي في عام الـ 91.
وقال ربيع إن الدور الروسي في المنطقة العربية سيكون له تأثير كبير في الفترة المقبلة على الدور الأمريكي الأحادي؛ لكنه لن يكون منفرداً وسيكون معه الدور الصيني والكوري من جانب القوة والأسلحة وتصدير القمح، بالإضافة إلى الدور العربي من ناحية الطاقة ومصادر التمويل المالي والموقع الاستراتيجي.
واعتبر الباحث السياسي انشغال أمريكا في مصالحها ومصالح إسرائيل وتنفيذ مشروع «الشرق الأوسط الجديد» دون التطلع إلى التغييرات التي طرأت على واقع البلدان العربية وجعلها تقوم بالثورات، سقطة كبيرة وقعت فيها الإدارة الأمريكية وأدت إلى ضياع هيبتها وسط الشعوب والأنظمة الجديدة، مشيراً إلى الموقف المصري غير المبالي اتجاه وقف أمريكا مساعدتها العسكرية والبحث عن مصادر تمويل عسكري جديد أصاب أمريكا بـ«الذهول».