عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مطالب بعودة التيار السلفى إلى كهفه

بوابة الوفد الإلكترونية

تتعالى الأصوات داخل الدعوة السلفية المطالبة بانسحاب الأحزاب الإسلامية السلفية من الحياة السياسية والاكتفاء فقط بالدعوة والتربية، وذلك على خلفية تهميش تلك الأحزاب فى لجنه الخمسين والمشهد السياسى بأكمله، وهو ما وضع حزب النور فى مأزق شديد وجعله عرضة للانتقادات من الفصائل السياسية كافة.

فجماعة الإخوان المسلمين اعتبرت الأحزاب السلفية التى شاركت فى ثوره 30 يونية أو باركتها، خائنة، ولا عهد لها، والأحزاب المدنية والليبرالية ترى فى بقاء تلك الأحزاب، إجهاضاً للعملية الديمقراطية، لأنها تستغل الدين فى تحقيق مصالحها السياسية وهو ما يضر بالدين والوطن فى نفس الوقت.
تلك المطالب والأصوات المهددة بانهيار كيان حزب النور تشكل صداعاً مزمناً، وخطراً كبيراً على بقائها فى المشهد السياسى، فياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية انتقد مطالبة عدد من قيادات الدعوة السلفية وأعضائها بالانسحاب من الحياة السياسية والاكتفاء بالدعوة والتربية، ووصفهم بـ«الأقلية».
واعترف برهامى بوجود تلك المطالب داخل الجماعة السلفية، معتبرا إياها أصواتاً غير مدركة لخطورة المشهد السياسى، مؤكدا أن هناك جهوداً حثيثة لإقصاء الإسلاميين من الحياة السياسية وظهر ذلك فى لجنة الـ«50»، وأن تلك الأصوات ارتفعت عقب تراجع شعبيه التيار الإسلامى.
الخلاف على بقاء الدعوة السلفية فى المشهد السياسى أو اختفائها والعودة إلى الكهوف خياران يدور حولهما سجال سياسى كبير، لكن الاتجاه الغالب لدى الأحزاب الليبرالية والمدنية هو اختفاء تلك الأحزاب واكتفاؤها بالدعوة على أن يستمر حقها فى المشاركة السياسية بكافة أنواعها شريطة خلع عباءة الدين التى أساءت للإسلام أكثر مما أعطته.
السياسيون رأوا أهمية انسحاب التيار الإسلامى من المشهد السياسى، خاصة أن الدستور الجديد يحظر إنشاء الأحزاب الدينية، وهو ما يعنى حل حزبى النور والأصالة وكافة الأحزاب الإسلامية، ومن ثم فإن حلها لنشاطها الحزبى دون انتظار حكم قضائى سيحفظ قدراً من مياه وجهها.
أكد المستشار عادل عبد الباقى، نائب رئيس حكومة الوفد، وزير حكومة الإنسان والثقافة، أن إبعاد التيار السلفى عن المشهد السياسى أمر متوقع من فترة طويلة، وأنه حان الوقت للتفكير الهادئ والمنطقى الذى يخدم البلاد، معبراً عن ترحيبه بعودة التيار السلفى إلى الدعوة وعدم المشاركة فى الحياة السياسية خاصة فى ظل الظروف العصيبة التى تشهدها البلاد.
ورفض عبد الباقى وصف «تهميش التيار الإسلامى»، مؤكدًا حق الأفراد التابعين للتيارات الإسلامية فى المشاركة فى الحياة السياسية ولكن بصورة فردية ودون أى حسابات أو انتماءات من شأنها شق الصف.
ولفت نائب رئيس حكومة الوفد إلى أن الدستور الذى تعكف لجنة الخمسين عليه من شأنه حظر إنشاء الأحزاب على أسس دينية، وهو ما يعنى حل الأحزاب السلفية كافة، بما فيها حزب النور مؤكدا أن من حقهم المشاركة فى الحياة السياسية بكافة أشكالها. قال الدكتور فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إنه لابد من وضع معايير محددة وواضحة للقوى السياسية كافة التى ستشارك فى الحياة السياسية الفترة المقبلة دون إقصاء لأحد، ويتم من خلال تلك المعايير الحكم على مشروعية أنشطتها من عدمها.
وأردف قائلاً: من أهم تلك المعايير تاريخ تلك الحركة وهل ثبت تورطها فى أى أنشطة سياسية مشبوهة، ومدى نبذها للعنف والإرهاب وإدانتها للعنف والأهم من ذلك مدى اتفاقها على مبادئ ثورتى 25 يناير و30 يونية وعلى خارطة الطريق التى أقرها الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، وفى ضوء ما سبق، يتم الحكم على مدى بقائه فى المشهد السياسى أو غيابه.
وفى سياق متصل، قال أحمد الخادم، وزير السياحة فى حكومة الوفد، إن فصل الدين على السياسة أمر فى غاية الأهمية، لأن الدين عمل دعوى وإقحامه فى السياسة، يسيئ للدين، وما تشمله السياسة من دسائس وأساليب ملتوية، ومن ثم فإن اختفاء الأحزاب السلفية من المشهد السياسى أمر مهم.
مضيفا: «ما المانع أن يكون رجل سياسة خيرياً دون أن يرتدى عباءة الدين فكافة الأعضاء الوفديين قديما كانوا أعضاء فى جمعيات خيرية، مثل جمعية العروة الوثقى، وغيرها وقدموا العديد من الأعمال الخيرية دون أن يتستروا بالدين، فضلا عن أن تلك الأحزاب الإسلامية تعتبر ما دونها غير إسلاميين وهو ما سبب حاله الكراهية والعداء الشديد لهم.
وأكد زهران أن حزب النور إلى حد كبير ينطبق عليه المعايير السابق ذكرها ومن ثم فإن بقاءه فى المشهد السياسى أمر مهم للحياة السياسية والعملية الديمقراطية لأن إقصاءه حينها لا يقوم على أسس واضحة.
وفى سياق متصل، أكد صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، رئيس حزب المواطن المصرى، أن هذا أمر فى صالح العمل السياسى والدعوى فى نفس الوقت.. لأن تجربة ممارسة الأحزاب السلفية للعمل السياسى على مدار السنوات الثلاث الماضية أثبتت فشلها الذريع، ولم تضف للحياة السياسية أو الإسلام أى شىء سوى فضائح مثل عملية تجميل البلكيمى وفضيحة النائب ونيس والقبض عليه متلبساً فى قضية آداب وغيرها وهو ما أساء للإسلام وشوه صورته.
وتابع: «الإسلام سيكسب كثيراً إذا خلعت تلك الأحزاب رداء السياسة واكتفت بالعمل الدعوى، لأن غير ذلك سيزيد من الفرقة فى المجتمع».