رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الألتراس".. أزمة تلعب بها "الإخوان"

بوابة الوفد الإلكترونية

وجودهم الحماسى فى المدرجات كان معتاداً قبل ثورة 25 يناير، فهم يقفون بجوار فرقهم الرياضية يشجعونها حتى حال هزيمتها بطرق استعراضية منها إشعال الشماريخ والحركات الجسدية المنظمة بينهم.

ومع اندلاع الثورة على نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ترك مشجعو الفرق الرياضية أو ما يعرفون بـ«الألتراس»، المدرجات الرياضية لينضموا مع باقى المصريين فى ميدان التحرير، ليبعثوا شكلاً جديداً ومبهجاً للتظاهر.
وعاد الألتراس الذى لا ينتمى لأى فصيل سياسى إلى تشجيع فرقه مع نجاح الثورة، لكنه خرج فى فترات متقطعة فى العام 2011 للتنديد بعنف رجال الشرطة، لتتفاقم الهوة بينهم ووزارة الداخلية مع حادث مذبحة بورسعيد فى أول فبراير من العام الماضى، وتندلع مظاهرات مستمرة للمطالبة بالقصاص لضحايا المجزرة كان أبرزها اقتحام مقر اتحاد الكرة بالزمالك.
وفى ظل المشهد السياسى المحتقن واستمرار الفعاليات الاحتجاجية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، احتشد أمس الأول الآلاف من شباب الألتراس «أهلاوى» و«وايت نايتس»، أمام دار القضاء العالى، للمطالبة بالإفراج عن 25 من زملائهم، الذين تم القبض عليهم في مطار القاهرة، أثناء تواجد المجموعة لاستقبال فريق كرة اليد بالنادي الأهلي، بعد العودة من البطولة الأفريقية.
واحتجاج الألتراس يبعث الكثير من المخاوف حول استغلال أنصار «مرسى» للموقف لتشكيل الكثير من الجبهات المعارضة للسلطة الحالية، كما أنه يثير القلق من انضمام هؤلاء الشباب إلى احتجاجات جماعة الإخوان المسلمين رداً على تجاهل أجهزة الدولة لمطالبهم.
أكد عدد من السياسيين خطور تجاهل الدولة لمطالب الألتراس، محذرين من استغلال «الإخوان» لحماسة الشباب لتبييض وجهها وإحراج القيادة السياسية الحالية.
وشدد الساسة فى تصريحاتهم لـ«الوفد» على ضرورة توحد الجبهة الداخلية المتمثلة فى أجهزة الدولة والأحزاب السياسية والقوى الثورية والشبابية من أجل القدرة على مواجهة «الإخوان».
قال الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، إن الدولة ارتكبت خطأ بفتح جبهات جديدة للمواجهة فى نفس توقيت حربها على الإرهاب الذى تقوده جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف أن المشهد الراهن يحتاج إلى توحد الجبهة الداخلية أمام «الإخوان»، مؤكداً ضرورة تدارك الأزمة مع شباب الألتراس لعدم تفاقمها.
وحذر «زيدان» من استمرار عدم تلبية مطلب الألتراس المتمثل فى الإفراج عن زملائهم، وأردف: «اقتربنا من إحياء ذكرى أحداث محمد محمود وهو ما يمكنه معه دخول الألتراس فى موجهات دموية مع قوات الشرطة حال استمرار تعنت الدولة فى تلبية مطالبهم».
ولا يجد رئيس حزب الثورة المصرية أى تعارض بين تلبية مطلب شباب الألتراس واحترام القانون، وتابع: «يمكن إحالة الشباب الذين مارسوا العنف إلى المحاكم مع اطلاق سراحهم لضمان تهدئة الوضع المحتقن».
ووصف «زيدان» أعضاء الألتراس بالشباب المتحمس

الذى يمكن استيعابه بالحوار، متوقعاً استغلال أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى للأزمة الراهنة لتحقيق مكاسب سياسية، وتابع: «ندرك جميعاً أن الألتراس لا يتحرك من أجل قضية سياسية لكن مؤيدى مرسى سيصورون الأزمة بذلك الشكل للرأى العام لتحقيق أهداف بعينها».
ورأى عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن جميع الأطراف تستغل الأحداث الجارية فى صراعها لتحقيق مصلحة معينة، لافتاً إلى أن «الإخوان» لا يستثمرون فقط أزمة الألتراس لتبييض وجوههم وإحراج السلطة الحالية، بل أيضاً يركزون على رفض القوى السياسية لمشروع قانون التظاهر.
وقال «شكر»: إن احتمالية المواجهة بين شباب الألتراس والأجهزة الأمنية، لاتزال قائمة مع عدم تلبية مطالبهم، لكنه فى الوقت نفسه دعا إلى احترام الإجراءات القانونية سواء من قبل الدولة أو المواطنين، وتابع: «قضية الألتراس تنظر حالياً أمام القضاء ولا يشملها أى تعسف من قبل وزارة الداخلية».
من جانبه، قدم عصام الشريف. منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى تحية لشباب الألتراس الذين نظموا وقفتهم الاحتجاجية أمس الأول أمام دار القضاء العالى بشكل سلمى يبتعد عن مشاهد العنف، مطالباً أجهزة الدولة بأن تلبى مطالبهم لضمان عدم الصدام بين الطرفين.
وقال «الشريف»: إن الدولة تواجه حربًا مع جماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» ولا يمكن أن تنزلق إلى الصراع مع القوى الثورية وشباب الألتراس سواء مع الأول بتمرير قانون التظاهر المعيب أو مع الثانى بعدم الإفراج عن أعضائه.
ووصف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى، مطالب الألتراس بالمشروعة، مشيراً إلى دور هؤلاء الشباب خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير والاطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك رغم عدم انتمائهم لأى فصيل سياسى.
وتساءل مستنكراً: «لماذا تدخل الدولة فى صراع مع أطراف وهى تعرف أن الإخوان سيستغلونه لصالحهم؟».