رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظاهرة الإرهاب العشوائى تهدد أمن البلاد

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يعد يمر يوم دون أن نسمع عن دوى انفجار عشوائي هنا أو هناك، فى محافظة القاهرة أو محافظات الوجهين القبلى والبحرى، جميع المدن أصبحت مستهدفة من قوى الإرهاب، من أجل تصفية حسابات سياسية، لا دخل للمواطن البسيط بها.

ومع تصاعد حوادث الإرهاب العشوائى بشكل مفزع يبقى السؤال: إلى أين تأخذنا تلك الحوادث الإرهابية إذا ما ازدادت وتيرتها فى الأيام المقبلة؟.. وما هو السبيل لمنع الإرهاب العشوائي رغم محدوديته؟.. والأهم من ذلك هل هناك صلة بين ما يجري في سيناء وما يجري في القاهرة؟
عبر شهاب وجيه، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، عن أسفه مما تشهده البلاد من حوادث إرهابية، تخلف وراءها ضحايا، كل ذنبهم أنهم يقومون بواجبهم فى حماية بلادهم، مرجعاً انتشار مثل هذه الحوادث الإرهابية إلى ما قام به البعض على مدار السنوات الماضية من تربية أبنائهم على احتقار وكره الآخر، والتقليل من شأنه لاختلافه فى الرأى معه، فضلاً عن اللجوء إلى مبدأ العنف للدفاع عن أفكارهم المغلوطة، متصورين أنهم وحدهم هم من يعتنقون الفكر الإسلامى الصحيح وما دونهم كفره وملحدون وينبغى محاربتهم ومحاكمتهم.
وتابع: «أخطر شىء على أمن البلد تلك القلوب المشبعة بالرغبة في الانتقام والثأر لمبادئ هى فى الأصل خاطئة، مطالباً السلطات الأمنية بالتصدى للإرهاب بحزم، وفى نفس الوقت يتم المضى قدماً فى تنفيذ خارطة الطريق والنهوض بالأوضاع الاقتصادية فى البلاد ليشعر المواطن بتحسن الأوضاع ومن ثم تستقر الأمور نسبياً».
وعبر المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار عن قلقه البالغ بشأن تصاعد وانتشار الأعمال الإرهابية، وقربها من مؤسسات حيوية مهمة بما يهدد أمن البلاد.
لدى الخبير الأمنى فاروق حمدان، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رؤية مهمة تحلل انتشار مثل هذه الحوادث التى تستهدف فى المقام الأول الأكمنة الشرطية والمؤسسات الحكومية تقوم على أن ما يحدث فى هذه الآونة هو نتيجة طبيعية للقبض على القيادات المؤثرة من جماعة الإخوان المسلمين وكذلك القيادات فى الصفين الثانى والثالث، ومن ثم فلم يتبق فى الشارع سوى عامة الناس المغرر بهم، ونظراً لغياب القيادة التى تقوم بالتخطيط الجيد فإن هؤلاء العامة يحاولون القيام بتلك العمليات الإجرامية الفردية، عبر إلقائها القنابل فى أماكن متفرقة لنشر الفوضى والرعب فى البلاد.
وتابع الخبير الأمنى: «حتى الآن فإن تبعات وتأثير مثل هذه الحوادث من حيث الخسائر البشرية والمادية ليست كبيرة لكنها فى نفس الوقت سيكون لها أثر كبير لو استمرت بنفس النهج على المدى البعيد، لأنها ستزيد من حالة الفزع لدى المواطنين فى الداخل وفى نفس الوقت تعطى صورة للعالم الخارجى سيئة عن غياب الأمن فى البلاد».
واعتبر «حمدان» مثل هذه العمليات الإرهابية محاولات أخيرة من جماعة الإخوان المسلمين لإثبات تواجدهم وإيهام المواطنين أنهم مازالوا موجودين وقادرين على تحريك الأمور فى صالحهم وهذا غير صحيح، لأن مثل هذه الحوادث الإرهابية تزيد من حالة السخط والكره الشعبى ضدهم، ومن ثم فهم يخسرون كل يوم.
وأوضح الخبير الأمنى أن كثيراً من تلك العمليات لا يقوم بها جماعة الإخوان وإنما عدد من المأجورين الذين يدفع لهم أموال من أسر

المعتقلين بدافع الانتقام، مؤكداً قدرة المؤسسات الأمنية على التعامل بحسم وقوة مع هذا الإرهاب وأنها وضعت خططاً بديلة منها تزويد كثير من المؤسسات الحيوية ببوابات كاشفة للمعادن، وجعل الأكمنه متغيرة وغير ثابتة، فضلاً عن تمشيط جميع مرافق الدولة قبل بدء اليوم بالكلاب البوليسية ووسائل تكنولوجية مختلفة، وهو ما يسفر عنه كشف كثير من تلك القنابل قبل انفجارها، ويجعل أثر تلك الحوادث الإرهابية لا يذكر إلى الآن.
وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الجهات الأمنية قادرة على التصدى لمثل هذه الحوادث الإرهابية وأنه فى غضون شهور قليلة سيتم القضاء تماماً على كل بؤر الإرهاب فى مصر ويعود الأمن إلى البلاد.
«الفقر والجهل» ثنائية عوَّل عليها حسن ترك، رئيس حزب الأمة، فى انتشار مثل هذه الحوادث الإرهابية، قائلاً: «على الحكومة أن تمضى قدماً فى تنفيذ خارطة الطريق التى أقرها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ومن ثم يتم خلق فرص عمل للشباب وتتحسن الظروف المعيشية وتنخفض الأسعار، وهو أمر إذا تحقق وشعر به المواطن العادى، فسيكون له أثر كبير فى توقف مثل هذه العمليات الإرهابية، أما فى حال استمرار الأوضاع المعيشية فى هذا التردى فإن الإرهاب سيستشرى فى البلاد، ولن يكون بيد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحسب بل بيد كثير من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم».
وطالب «ترك» السلطات الأمنية بالضرب بيد من حديد والتعامل بحزم مع أى شخص يثبت تورطه فى عمليات إرهابية.. محذراً من التمادى فى اللجوء إلى الحل الأمنى واعتباره الحل الأول والأوحد لأن من شأنه زيادة الكره والعنف، لأن العنف لا يولد إلا عنفاً، مشيراً إلى أهمية تفعيل المؤسسات الدينية الرسمية فى الدولة كالأزهر الشريف، وغلق السبل على الدعاة الذين يحرضون على العنف ويروجون للتطرف والإرهاب.
واستبعد «ترك» أن يتم القضاء على البؤر الإرهابية فى فترة قصيرة بسبب الشكل العشوائى الذى أصبحت عليه تلك الحوادث الإرهابية التى إن لم تكن ذات أثر كبير فى الوقت الحالى فإنها ستكون أكثر تنظيماً وعنفاً إذا ما استمرت بهذا النهج المتكرر.