عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاغتيالات.. عودة لتاريخ الثأر والدماء

بوابة الوفد الإلكترونية

وعاد التاريخ المصري ليسطر تاريخ الدم والاغتيالات التى طالما سطرت حكاياته صفحات الوطن، فما بين بوابل الرصاص والعبوات الناسفة يقع"السبب".. الذي انحسر دائمًا ما بين دوافع وطنية أو بدايات إرهابية بتحريض من جماعات وتشكيلات لها أهداف سياسية.

جاءت اليوم محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لتفتح ملف الاغتيالات المصرية من جديد, التى حصدت العديد من الشخصيات والرموز السياسية المختلفة, وما أكثر تلك الشخصيات التى راحت ضحية تلك الحوادث!.
سطر تاريخ الانتقام والثأر بدايته باغتيال بطرس باشا غالي رئيس وزراء مصرعام 1910، على يد إبراهيم ناصف الورداني عضو الحزب الوطني أمام وزارة الحقانية، حيث أطلق عليه الورداني ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته.. وكان الدافع وراء اغتيال غالى هو اضطراره لتوقيع اتفاقية السودان 19 يناير 1899 بالنيابة عن الحكومة المصرية باعتباره وزير خارجيتها وبموجب تلك الاتفاقية أصبح لانكلترا رسميًا حق الاشتراك في إدارة شؤون الحكم بالسودان، ورفع العلم الانجليزي إلى جانب العلم المصري في أرجائه كافة، وتعيين حاكم عام للسودان بناءً على طلب الحكومة البريطانية، وأصبح المصريون غرباء عنه أو خدامين للانجليز فيه، فضلاً عن ترأسه لمحاكمة دنشواى الشهيرة، تجمعت تلك الأسباب السابقة في ذهن الورداني حتى قرر قتل الباشا  وحين سئُل الوردانى عن أسباب تنفيذه عملية الاغتيال أجاب"لإنه خائن للوطن، وجزاء الخائن البتر" .
أما أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر فى الأربعينيات, فقد جاءت حادثة اغتياله والحرب العالمية الثانية تلفظ أنفاسها الأخيرة، فقد دفع ماهر حياته ثمنًا لرؤيته الصادمة, فقد كان من أنصار دخول مصر الحرب العالمية الثانية إلى جانب الإنجليز؛ لإن ذلك سيعطي الجيش المصري خبرة ميدانية يفتقدها، فهو جيش لم يدخل حربًا منذ عهد محمد علي 1939، وبينما كان البرلمان يناقش هذا الأمر قام شاب مصري معارض لدخول مصر الحرب اسمه محمود العيسوي باغتيال أحمد ماهر يوم 24 فبراير 1945م و هو في البهو الفرعوني في البرلمان المصري.
أما عن اغتيال "النقراشي" الذي تولى رئاسة وزارة مصر عدة مرات, فقد توقف التاريخ طويلاً أمام هذا الحادث, فالنقراشي قد دفع حياته ثمنًا لمحاربة فكر الإخوان المسلمين, فطالما حاربهم طويلاً وهم في أوج قوتهم, فأقدم على قرار حل جماعة الإخوان المسملين في 8 ديسمبر 1948م، ذلك القرار الذي أوغر صدر شباب الجماعة، فقام شاب يرتدي ملابس ضابط شرطة بإطلاق

رصاصتين على النقراشي باشا، وهو في طريقه إلى مصعد مبنى وزارة الداخلية صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948م.. وحكم على الجاني بالإعدام، ونفذ الحكم.
هناك اغتيالات وقف الزمن أمامها وقتًا, لما يحمله حب الانتقام والثأر من إطلاق الرصاصات بقلب رجل الحرب والسلام.. فحادث اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات الذي سُمى "بحادث المنصة " أو "عملية الجهاد الكبري" جاءت نتيجة تضافر مجموعة من الظروف السياسية المحلية والدولية لتحقيق هذا الاغتيال.. لقد كان الاغتيال رمزًا للأزمة التي وصل إليها النظام السياسي المصري، نفذت عملية الاغتيال عام 1981 خلال عرض عسكرى احتفالاً بالانتصار الذى تحقق خلال حرب أكتوبر، وقد نفذها خالد الإسلامبولى أحد أبناء الجماعة الإسلامية، الذى حكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص لاحقًا فى أبريل 1982.
في صباح يوم الجمعة 12 أكتوبر 1990، مر موكب رئيس مجلس الشعب آنذاك الدكتور ''رفعت المحجوب'' من أمام فندق ''سميراميس'' في اتجاه فندق ''المريديان'' لمقابلة وفد سوري رفيع المستوى، ثوانٍ معدودة ومجهولون يستقلون دراجات بخارية أنهوا حياة "المحجوب" على الفور من خلال 8 رصاصات.
"قتل المحجوب في الحال بعد أن ترك ملقي لساعات في الطريق، قبل نقله إلى المشرحة وإبلاغ عائلته".. لغز مقتل المحجوب لازال مستمرًا حتى الآن، وقد تقدمت عائلته بطلب لإعادة فتح التحقيق، ويستمر اللغز ما بين تأكيدات على أن الجماعة الإسلامية هي من قامت بقلته، وما بين اعترافاتهم ثم نفيهم، ليتم القبض على صفوت عبد الغنى كأحد المتهمين باغتياله, الذى خرج علينا من جديد في عهد المعزول مرسي عضوًا بمجلس الشعب.