عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوباما وبوش وجهان لعملة واحدة!

بوابة الوفد الإلكترونية

عشر سنوات فقط تفصلنا عن قرار الرئيس السابق جورج بوش الابن بضرب العراق، ذلك القرار الذى أسقط الآلآف، وأظهر للعالم مدى بطش العقل الأمريكى وقدرته علي سفك الدماء بحجج واهيه صدقها العالم العربي.

الآن  يعيد التاريخ  نفسه بالقرار الديكتاتورى الذي اتخذه أوباما بدخول سوريا ليحذو حذو من رفض سياساته الحربية على دول الشرق الأوسط.
فباراك أوباما الذي انتقد سياسات جورج بوش الابن في حربه على العراق خلال حملته الانتخابية عام 2008 والتى هاجم خلالها بشدة الرئيس بوش لشنه حرباً بدون سلطة تشريعية, انتقد اليوم موقفه السابق فأعلن تنصيب نفسه كحامى حماة العالم لتنفيذ أطماع أمريكا الاستعمارية للسيطرة علي العالم من خلال قراره المنفرد بالحرب على سوريا .
وقد ذكرت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية، أنه بعد مرور عشرة أعوام من الحملة العسكرية الأمريكية في العراق ، وجد الرئيس باراك أوباما نفسه يطارد أشباح العراق ، بينما يسعى لكسب تأييد الكونجرس المرتاب, والشعب الذي سئم الحروب من أجل توجيه ضربة عسكرية عقابية ضد نظام بشار الأسد في سوريا المشتبه في تورطه باستخدام الكيماوي ضد شعبه".. متسائلاً "ما الغرض من النظام الدولي الذي بنيناه إذا لم نستطع أن نعاقب من يقوم بأفعال شنيعة ويستخدم الأسلحة المحظورة مثل نظام الأسد؟".
أوباما الذي اتخذ قرار الحرب منفرداً مثلما سبقه بوش الابن , ظهر يوم السبت بخطاب أعلن خلاله أنه سيرجع إلى الكونجرس ليجيز اللجوء إلى القوة , ليتبدل موقف أوباما من "الإصرار" إلى "التراجع" ,خاصة بعد تخلى بريطانيا عنه , بعد أن صوت البرلمان البريطاني في وقت متأخر الخميس ضد توجيه ضربة عسكرية تستهدف معاقبة الحكومة السورية, الأمر الذي قد يؤجل التحرك الأمريكي لسوريا عشرة أيام على الأقل.
يبدو أن أوباما لن يتراجع عن موقفه حتى وإن لم يحصل على موافقة الكونجرس بشأن قراره , فهاهو الرئيس الأمريكي كعادته يحشد الرأى العام في صفه مستنداً على حجة رفضه لاستخدام الأسلحة الكيماوية على الأطفال والمدنيين , فقد قال في خطابه " إن اللجوء إلى مثل هذه الأسلحة

يشكل تحديا للعالم أجمع , ولا يمكننا قبول عالم يقتل فيه نساء وأطفال وأبرياء بالغازات" ..واستند إصرار أوباما على الحرب على دعم فرنسا له , فقد أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس عزمه على مشاركة الولايات المتحدة تحركاً "متناسباً وحازماً". لكن تركيا بدت أكثر تشدداً، ودعا رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان أمس إلى تدخل عسكري دولي يضع نهاية لحكم الأسد.
ولكن يبدو أن الدب الروسي أحد حلفاء نظام الأسد لن يترك الولايات المتحدة تخوض حربها ضد حليفها الأسد , فقد أعلنت روسيا في وقت سابق  إن الولايات المتحدة لا تملك حق التحدث باسم المجتمع الدولي في ما يخص التدخّل بالنزاع السوري, مؤكدة في الوقت ذاته من أن تنفيذ ضربة عسكرية على سوريا بدون تفويض أممي سيلحق ضرراً بالغاً بالنظام العالمي.
وعلى الرغم من إقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما أن لا أحد سأم الحرب أكثر منه، إلا إنه حذر من أن ذلك يجب ألا يقف في وجه مغامرة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.. فكثرة المقارنات التي عقدتها إدارة أوباما بين الأزمة السورية والحرب في العراق أثارت العديد من التساؤلات " فكيف لرجل يدين قتل الأطفال معلناً سأمه من حروب العالم أن يخوض حرباً جديدة من شأنها تدمير معالم دولة وقتل الأبرياء؟.. ولم يقبل بالسقوط في فخ سياسات بوش الحربية والتى لطالما حاربها مسبقاً"؟