عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمصلحة من هدم "البرادعي"؟!

الدكتور محمد البرادعى
الدكتور محمد البرادعى

حملة شرسة يتعرض لها الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية للشئون الخارجية ليس فقط من التيار الإسلامى والإخوان على اعتبار انه الخصم الأول لهم،لأنه أحد محركى ثورة 30 يونية

وانما شارك فيها كل من أنصار الحزب الوطنى «الفلول» فضلاً عن كتيبة الإعلام الثقيلة وذلك على خلفية تصريحاته التى قال فيها إنه يتمني العفو عن الرئيس المعزول مرسي إذا كانت التهم الموجهة له غير خطيرة.
حيث قال البرادعى فى تصريحات لجريدة الواشنطن بوست إنه يريد أن يتم العفو عن الرئيس المعزول مرسي إذا كانت التهم الموجهة له غير خطيرة، مضيفا أن ذلك يجب أن يكون ضمن حزمة كبيرة من التسوية، لأن مصلحة البلاد أكثر أهمية.
وأضاف البرادعى فى حواره الذى فتح عليه سيل اتهامات والتخوين: السيسي يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي. وعليه مسئولية حماية البلاد، والحوار هو الأسلوب الأمثل لفض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة، مشددا على ضرورة التوقف عن العنف تماما، لانه لا يريد أن يرى المزيد من إراقة الدماء.
فهل هذا الطرح العاقل الذى يطرحه الدكتور البرادعى ومن قبله عقلاء الساسة مثل الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، يستحق كل هذه الاتهامات بالتخوين، لنيل من شخص كان ضميرا لثورة 25 يناير، ومبشرا للتغيير الذى حدث فى 30 يونية، وله ثقل سياسى فى الأوساط العالمية، ولمصلحة من هدم وتشويه تلك الشخصية الوطنية.
انتقد المستشار محمد على قاسم، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحكومة الوفد الموازية، الهجوم على الدكتور البرادعى، واصفا اياها بحملة مغرضة وفى غير موضعها تهدف للنيل من شخص ذى حنكة سياسية وخبير فى العلاقات الخارجية بحكم صلاته وجولاته فى الخارج.
وأكد قاسم أن تلك التصريحات تؤكد سلمية 30 يونية أمام الرأى العام العالمى، وتنفى ما يروج لها جماعة الإخوان من انها انقلاب عسكرى وأن هناك حرب إبادة سيتعرضون لها، مشيراً إلى أن الدعوة للمصالحة هى بشروط ومن ثم فلا غبار عليها، ما دام سيكون هناك محاكمات عادلة للجميع.
وأوضح قاسم، أن تصريحات البرادعى، دبلوماسية، وستحظى باحترام الرأى العام العالمى، وهذا أمر فى غاية الأهمية، لأنه كلما زاد العنف فقدنا التعاطف العالمى، أما بتلك التصريحات فسيظهر ان الحكومة تسعى حثيثا للصلح، فى حين ان أنصار المعزول مرسى يتمسكون بالاعتصام وبلغة العنف والإرهاب الموجودة فى رابعة والنهضة، مشددا على التمسك بهذا الطرح.
ورحب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بدعوة المصالحة مع من لم تلوث يداه بالدماء، لأنها من شأنها الحد من الاحتقان والغضب الشعبى، لافتا الى ضرورة العمل فى خطين متوازين الاول هو لهجة التهديد والعنف والتي ينتهجها وزير الداخلية والتى تطلب منهم فض الاعتصام، والثانى الخط الدبلوماسى واظهار أمام الرأى العام العالمى حرص الحكومة وتمسكها بالسلمية.
وحذر قاسم من مغبة الهجوم على البرادعى، ووأد مبادرته، لأنه يهدف بهذا الطرح أن يغلق البلاد على الدخول فى متاهات منها تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتطبيق الباب السابع، وتعلن مصر دولة إرهابية، وحينها يحق للمجتمع الدولى وحلف الأطلنطى التدخل على غرر ما حدث فى ليبا وجميعها خطوات ستخسر البلاد فيه الكثير وستكون عواقبها وخيمة، ومن ثم فإن البرادعى لايريد ان يقحم البلاد فى تلك المهاترات التى ستوسع من دائرة العنف
وطالب قاسم كافة القوى والفصائل السياسية بمساندة البرادعى، لأنه شخص محنك وعليم باللعبة السياسية وقواعدها، ويضع مصلحة البلد نصب عينيه ومن ثم فتلك الضجة الإعلامية التى تهدف هدمه وحرق مجهوداته، ستخسرنا سياسياً من الطراز الاول، لنستيقظ على ندم شديد، فى وقت سيكون التراجع فيه امراً صعباً بل مستحيلاً.
واتفق معه فى الرأى السفير إيهاب وهبة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مؤكدا أن كل تصريحات البرادعى ومساعيه تصب فى صالح علاقات مصر الدبلوماسية، لأن المصالحة هى السبيل الوحيد لتنعم مصر بالاستقرار والأمن وتسير المسيرة نحو الديمقراطية، لأن الامور لن تستقم في ظل إقصاء فصيل وابعاده من السلطة نهائيا.
وتابع: «الوضع الحالى بعد 30 يونيه وضع انتقالى لابد من جلوس جميع الفصائل على مائدة الحوار، ليتم المضى قدماً فى تنفيذ خارطة الطريق».
وأكد وهبة أن الرأى العام العالمى يؤمن بالديمقراطية، ويرفض العنف والبرادعى يعى ذلك جيدا وعليه ان يتحدث بالهجة التى تحظى برضاء الرأى العام العالمى لأن مصر لن تعيش فى معزل عن العالم.
واستنكر الحملة الإعلامية التى تشن ضد البرادعى، مؤكدا أنها لن تهدم وتنال من شخص البرادعى وحسب وانما ستنال من مكون أصيل ومحرك أساسى فى ثورة 30 يونية، لافتا إلى ضرورة كسب التعاطف الخارجى مع الحكومة الحالية خاصة وأن أنصار المعزول يروجون لتعرضهم لمجازر وهذا أمر يثير سخط الغرب.