رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد العمدة .. كبير المتحولين

محمد العمدة
محمد العمدة

يعشق النائب السابق محمد العمدة فن النفاق السياسى، تعود أن يسير فى أى طريق يقربه الى السلطة ولا يمانع فى أن يغير أفكاره ومبادئه من أجل أن ينال من كعكة السلطة ما يرضيه ويحقق طموحاته فتارة يؤيد «البرادعى» وتارة يهاجمه وتارة أخرى يهاجم الرئيس وأخرى يهاجم منتقديه فهو لا يرى غير السلطة هدفا حتى لو باع نفسه من أجلها.

بدأت تغييرات «العمدة» بمجرد صعوده السياسى فالرجل ذهب من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وحاول أن يجد لنفسه دورا وسط السياسيين ولكنه فشل وبقيت صورته باهتة لدى الشارع وفشل فى تجميلها فالرجل ذهب ضحية الجماعة بعد أن أضطر الى منافقتها وإطلاق سهام الهجوم على قيادات المعارضة التى كان ينتمى لها فى الماضى ويحاول أن يجد دورا بينهم ولكنه خسر فى أن يحصل على عنب السلطة ولا بلح الجماعة فخرج خاوى اليدين وحتى البرنامج الذى منحته إياه الجماعة على قناتها مصر 25 والذى خصصه للهجوم على معارضى الجماعة تم إيقافه بعد أن فشل فى تحقيق أى جماهيرية ولا الهدف الذى أنشاته الجماعة من أجله وهو التأثير على الرأى العام.
«العمدة» يستحق أن يحصل على لقب كبير المتحولين فى الوطن بعد أن تنقل بين الأحزاب السياسية المختلفة وبدا ظهوره عام 2005 عندما انضم الى حزب الغد بقيادة أيمن نور وحاول أن يسوق نفسه على أنه الوجه الليبرالى الجديد المعارض للنظام وحاول أن يستفيد من شعبية أيمن نور فى تلك الفترة فتقرب اليه ولكنه ابتعد عنه بعد قضية تزوير توكيلات الحزب وهاجم الحزب فى تلك الفترة وبعدها انضم الى الحزب الدستورى الحر الذى كان يترأسه ممدوح قناوى وكان الحزب مقربا من النظام السابق ومؤيدا له فى كافة قراراته.
انشق «العمدة» عن الحزب الدستورى وانضم الى حزب الوفد ليستفيد من شعبيته وليحصل على عضوية البرلمان من خلاله وبعد أن حصل على عضوية البرلمان أنشق عن الحزب بعدما فشل فى الحصول على كل ما يتمناه من الحزب وبعدها مال ناحية الإخوان وظل مدافعا عن سياساتها وسياسات الرئيس رغم أنه لم يكن يوما مؤمنا بمبادئ لا الجماعة ولا حزبها.
«العمدة» لم يكتف بتحولاته السياسية المثيرة للجدل دائما ولكنه أثار الجدل والسخرية من تصريحاته المتناقضة أيضا والتى تكشف عن مدى زيف معتقداته وأفكاره فقبل الثورة وبينما كان نجم الدكتور محمد البرادعى ساطعا ويحظى بقبول الإخوان وكل قوى المعارضة بقى العمدة جانبه ونافقه وطالبه بأن يترشح لانتخابات الرئاسة ووصفه بأنه شخصية وطنية ورمز للنزاهة ولكن موقف العمدة تجاه البرادعى تغير الى النقيض تماما بعدما وصلت جماعة

الإخوان الى الحكم وتهربها من كل القوى السياسية التى وقفت بجانبها الى حد أنها عادت «البرادعى» فصار وراءها العمدة وعادى البرادعى وأطلق تصريحات تصفه بالخيانة والعمالة للخارج وتغير موقفه تماما الى النقيض لمجرد أن يحصل على رضا أهل السلطة.  
استخدمت الجماعة محمد العمدة فى معركتها مع المحكمة الدستورية خاصة بعد صدور قرار حل مجلس الشعب الذى أزعج «العمدة» فراح يهاجم المحكمة ويتقرب الى الجماعة وتولى «العمدة» مهام تقديم الطعون على قرار حل البرلمان وسانده محامى الجماعة وساعتها أدرك مدى أهمية أن يكون بجانب الإخوان فقرر أن ينضم الى كتيبة من يعتقدون أنهم يدافعون عن الدين والداعين للخلافة الإسلامية التى لم يكن يؤمن بها فى الأساس «العمدة».
وأطلق «العمدة» سيل الهجوم على المستشارة تهانى الجبالى وقيادات الدستورية فحصل على المكأفاة بمنحه برنامج فى قناة الإخوان فقرر أن يزايد على مواقف الجماعة ويدعمها ويهاجم منتقديها وبعد أن انتهت مهمة الرجل أوقفت الجماعة البرنامج ولكنها احتفظت به على قوائم الداعمين الاحتياطيين لها وأحد من يقوموا بتنفيذ كافة المهام المطلوبة منهم.  
لا ينسى أحد تحول المواقف عند «العمدة» فى المظاهرات فأثناء أحداث العباسية وحصار أنصار حازم أبو إسماعيل وزارة الدفاع ووقف «العمدة» ليدافع عن المجلس العسكرى ووصف المعتصمين بأنهم «شوية صيّع» ولكن بعد وصول الإخوان كان أحد الداعمين لحصار الدستورية والمحاكم بل شارك فيها ودعا الى ممارسة مزيد من الضغط على المحاكم حتى أنه دعا الى عقد جلسات البرلمان بالقوة الجبرية واقتحام النواب للمجلس.
«العمدة» نموذج للسياسى عندما يغير مبادئه وأفكاره من أجل السلطة فالرجل كتب شهادة وفاته السياسية مبكرا عندما ساند الجماعة وهاجم من وقفوا بجانبه من المعارضين الذين كانوا يرون فيه النموذج الثورى فى الماضى.