رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكومة الأزمات تلعب بـ3 ورقات

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن شهر العسل بين المهندس شريف هدارة، وزير البترول، وحكومة الدكتور هشام قنديل الإخوانية انتهى سريعاً وانكشف المستور بعودة أزمة الوقود لتطل برأسها من جديد على المواطنين بشكل أشد ضراوة بعد اختفاء البنزين بنوعيه 80 و92 على مدى نهاية الأسبوع الماضى.

وحتى لا تحرج الحكومة وزيرها الإخوانى المهندس شريف هدارة قامت على طريقة اللعب بالثلاث ورقات سراً بتغيير خطة استيراد المنتجات البترولية واستبدال حصص البنزين بالسولار والمازوت لتنفيذ تعليمات الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بحل أزمة انقطاع الكهرباء وتوفير المازوت حتى يشعر المواطن بنقص البنزين يتم التبادل فى استيراده مع المازوت والسولار.
أزمة الوقود الجديدة تعد الأعنف منذ ثورة 25 يناير، حيث شملت اختفاء بنزين 80 و92 بشكل مفاجئ من جميع محطات الوقود فى وقت واحد لتعود البلاد إلى مربع صفر وتبدأ عمليات الاتهام المتبادلة كالمعتاد بين الوزارات المعنية كالبترول والتموين والكهرباء، وبدأت وزارة البترول بالإعلان بأن الدنيا ربيع والبنزين طافح فى المحطات وفقاً لتصريحات المهندس طارق البرقطاوى، رئيس الهيئة العامة للبترول، الأربعاء الماضى، بعدم صحة حدوث أزمات فى البنزين أو السولار وأن الهيئة تضخ أعلى من المعدلات الطبيعية للاستهلاك المحلى بواقع 15 ألف لتر بنزين و37 ألف طن سولار بشكل يومى.
والغريب هنا أن وزارة التموين نفت ما تردد عن ضخ الكميات التى أعلن عنها رئيس هيئة البترول، وأشار المسئولون بمديريات التموين بالمحافظات إلى نقص المعروض خاصة محافظة الإسكندرية.
ويؤكد الواقع العملى عدم صحة التصريحات الوردية لرئيس الهيئة عندما تحولت المحافظات إلى طوابير ممتدة من مكتب المحافظ حتى مواقع البنزينات انتظاراً لتموين السيارات بمجرد قدوم سيارات.
وظلت المحطات أمس الأول الجمعة، خاوية على عروشها من الوقود مكتفية بتلويح عامل البنزينة للقادم إلى المحطة بعدم وجود بنزين، كما قامت محطات أخرى بإطفاء الأنوار والجلوس أمام المحطة والإعلان للقادم بعدم وجود بنزين.
واكتفى أصحاب السيارات بتبادل جراكن البنزين على سبيل السلف لقضاء مصالحهم والاتفاق فيما بينهم بذهاب سيارة واحدة للتموين فى المحطات النائية وتعبئة جراكن للسيارات الأخرى.
ومن جهة أخرى، اعترفت هيئة البترول بوجود أزمة بنزين بدأت من محافظة الإسكندرية الأسبوع الماضى، بسبب إجراء صيانة بمعامل التكرير بالعامرية وليس بسبب نقص كميات ضخ البنزين المقررة لمحافظة الإسكندرية من جملة الـ17 ألف لتر على مستوى الجمهورية.
وأشارت الهيئة إلى أن تحديد كميات المخزون الاستراتيجى للبنزين والسولار يخضع لزيادة عدد الشحنات التى تدخل إلى موانئ الإسكندرية والسويس بكميات الخام المستوردة ولا تتجاوز حالياً مدة الاحتياطى أسبوعاً على الأكثر.
وأرجعت الهيئة الأسباب إلى نقص السيولة المالية المقررة بواقع 600 ألف دولار شهرياً لتنفيذ خطة الاستيراد لكميات البنزين والسولار لتغطية احتياجات السوق المحلية، بالإضافة إلى تغيير سعر الدولار مع ثبات مبلغ

الدعم المقرر لدعم المنتجات البترولية وصعوبة توفير الفرق المالى بين أسعار الدولار والجنيه.
وقال المهندس محمود نظيم، وكيل أول وزارة البترول، إن حل مشكلة أزمة الوقود يبدأ بتطوير معامل التكرير، مشيراً إلى رصد 18 مليار دولار للتطوير بمعامل مسطرد وأسيوط بالإضافة إلى ضرورة منح هيئة البترول صلاحيات الضبطية القضائية أسوة بوزارة التموين للسيطرة على عمليات تهريب الوقود والمتاجرة فى السوق السوداء فى جراكن البنزين والسولار.
ويرى وكيل الوزارة أن سرعة سداد مستحقات الشركاء الأجانب العاملين فى مجال البحث والاستكشاف يشجعهم على بيع كامل حصتهم لهيئة البترول الناتجة عن عمليات الاكتشافات فى مجال البحث والتنقيب.
كما كشف مصدر مسئول بهيئة البترول أن السبب الحقيقى لنقص البنزين خلال اليومين الماضيين يرجع إلى فشل الهيئة فى الحصول على قروض من البنوك لسداد مستحقات الشريك الأجنبى القديمة ورفض الشركات بيع حصتها من الخام لإنتاج البنزين والسولار لتأخر الهيئة فى سداد الديون القديمة وصعوبة توفير فرق أسعار الدولار التى يبيع بها الخام الشريك الأجنبى.
كما تواجه الهيئة مشكلة توفير سيولة مالية للاستمرار فى عمليات استيراد المنتجات البترولية من الخارج.
وأرجع المصدر أسباب رفض البنوك إقراض هيئة البترول إلى وصول الهيئة إلى مرحلة تجاوز الحد الائتمانى وانعدام فرص الحصول على قروض جديدة إلا بضمان وزارة المالية للهيئة لدى البنوك بعد انخفاض التصنيف الائتمانى لمصر.
وتقوم الهيئة بتغيير الخطة الاستيرادية سراً وتوجيه المبالغ المالية إلى شراء المازوت بواقع 300 ألف طن مازوت شهرياً و100 ألف طن سولار لمواجهة احتياجات الشبكة القومية للغاز لتغطية احتياجات محطات توليد الكهرباء وعلى مدى يومين أغلق المهندس شريف هدارة، وزير البترول، ونائبه المهندس طارق البرقطاوى، تليفونيهما هرباً من مواجهة أسباب أزمة البنزين التى تضرب البلاد حالياً واكتفى كل منهما بالمطالبة بترك رسالة تطبيقاً للمثل «مخبى فى قلبى وساكت».