رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميليشيات الصوفية تحمى الأضرحة والموالد

بوابة الوفد الإلكترونية

عاشوا عقودا عدة زاهدين عن الدخول بالمعترك السياسي، يزورون أضرحة أولياء الله الصالحين ويقيمون الموالد، وحلقات الذكر، فى هدوء فسره البعض بالضعف وآخرون بالخوف، فيما اعتبروه أنفسهم تنفيذاً لأوامر الإسلام فالدين لا يجب خلطة بالسياسة.

وظلت الطرق الصوفية على حالها الزاهد، إلى اندلاع ثورة 25 يناير وظهور التيار الإسلامى بقوة على السطح السياسى ثم صعوده للحكم على إثر أول انتخابات رئاسية بعد ستين عاماً من الحكم العسكرى، لتبدأ الخلافات التى أخفاها الزهد فى البروز.
ورغم أن التيار الإسلامى وبخاصة السلفى منه يرى منذ زمن بعيد فى طقوس المتصوفة بدعا تصل إلي حد الكفر وهو ما قيل صراحة فى فتاوى شيوخ سلفيين، إلا أن لا صراع تأجج، فظل مقتصراً على اعتقاد كلا الطرفين فى الآخر، فالأول يرى التصوف أمرا خارجا عن تعاليم الدين، والصوفية تجد التشدد يخالف العقيدة، ليظهر فى الأيام الأخيرة انحراف خطير فى مسار التاريخ الصوفى بإعلان بعض رموزه تشكيل جماعات مسلحة فيما أسموه بـ «تنظيم الجهاد الصوفى» لحماية الأضرحة من هجمات المتشددين.
وانحراف مسار البيت الصوفى سببه الظاهر هو تصريحات الدكتور عبد الرحمن البر مفتى جماعة الإخوان المسلمين الأخيرة التى أكد خلالها ضرورة التحرر من فكر أضرحة أولياء الله الصالحين، لكن المدقق فى الشأن الصوفى يلحظ أن المتصوفة لم يكسروا زهدهم عقب ما قاله القيادى الإخوانى، فقد فاض بهم الكيل بسبب سلسلة اعتداءات على عدد من المراقد فى المحافظات وتهديدات بإفساد موالدهم، إلى جانب اعتراضاتهم على سياسة الإخوان الفاشلة فى إدارة شئون البلاد.
وشيوخ الطرق الصوفية وإن ظلوا متشبثين بعباءة السلطة الحاكمة طيلة عقود مضت إلا أن جرأة شملتهم فى الفترة الأخيرة لتظهر تصريحات معارضة لسياسات الرئيس محمد مرسى وجماعته، لتتوج بتهديدات الشيخ عبد الخالق الشبراوى شيخ الطريقة الشبراوية ومصطفى زايد منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية بتنظيم جماعات مسلحة على غرار التنظيمات الجهادية من أجل الدفاع عن المتصوفة وأضرحتهم.
وفى بيان شديد اللهجة هدد الائتلاف العام للطرق الصوفية بتشكيل جماعات مسلحة تحت مسمى «الصوفية الجهادية» لحماية الأضرحة من أى اعتداءات متطرفة عليها بعد تصريحات «البر».
واعتبر مصطفى زايد منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية تصريحات مفتى جماعة الإخوان المسلمين بمثابة ضوء أخضر لبدء العنف ضد الصوفيين ومحبى آل البيت، مؤكداً أن أهل التصوف لن يصمتوا أمام أى اعتداء على الأضرحة، مشيراً إلى أن هناك 15 مليون صوفى مصرى سيدافعون بأرواحهم عن مراقد أولياء الله الصالحين.
وقال «زايد» فى تصريحات لـ «الوفد»، إن الجماعات المتطرفة صاحبة الفكر المتشدد ستأخذ تصريحات مفتى الإخوان المسلمين ذريعة للتعدى على الأضرحة، محملاً «البر» مسئولية أى دماء ستسيل فى المعركة الجديدة.
وأضاف أن العديد من الأطراف تحاول الزج بالطرق الصوفية فى المعترك السياسى وتلطيخ ثوبها بالفتنة الطائفية مستغلة فى ذلك الغياب الأمنى وحالة الالتباس التى يعيشها المجتمع.
وكشف منسق ائتلاف الصوفية ورود معلومات للائتلاف بتخطيط متطرفين للاعتداء على مريدى مولد السيدة زينب الذى بدأ أمس وسيستمر طيلة أسبوع، محذراً من تعكير صفو الاحتفال، وقال: «من يخطط لإفساد الاحتفال بالمولد لا يلومن إلا نفسه»، مطالباً الجهات الأمنية بتشديد التأمين فى محيط مسجد السيدة زينب.
وأوضح الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، أن مفتى الإخوان يسعى بتصريحاته إلى إراقة دماء المصريين، مؤكداً أنه فى حالة الاعتداء على الأضرحة فحق الدفاع عن النفس مكفول مهما كانت الوسيلة.
وقال «الشبراوى» إن الدعوة لإنشاء ما يسمى بالصوفية الجهادية الهدف منها هو حماية الأضرحة والمقامات.
وأشار شيخ الطريقة الشبراوية إلى أنه فى حال التعدى على أضرحة الصالحين فجميع المتصوفة سيحملون السلاح بالإضافة إلى القوى الشبابية والثورية المحبة لآل البيت ومقاماتهم، لافتاً إلى أن الغياب الأمنى هو ما أدى لتفاقهم الأوضاع بذلك الشكل.
وقال الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية ورئيس المنظمة العالمية للتصوف، إن الصوفيين اعتادوا تلك التصريحات من قيادات الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن النظام الحاكم يسعى لإحداث فتنة طائفية ليس فقط بين المسلمين والأقباط ولكن بين السلفيين والمتصوفة لينشغل المجتمع بحالة الفوضى والحرب الأهلية عن فشل السلطة فى إدارة شئون البلاد طوال عام كامل.
وأضاف «أبو العزائم» أن «الإخوان» يركزون على البقاء أطول فترة ممكنة بالسلطة بغض النظر عن الوسائل المؤدية لذلك وما سيترتب عليها من نتائج، رافضاً التعليق على مسألة تشكيل تنظيم مسلح لحماية الأضرحة، لافتاً فى الوقت نفسه عدم قدرة أى جهة فى مصر على منع المتصوفة من ممارسة طقوسهم كزيارة مراقد أولياء الله الصالحين وإقامة الموالد.