رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجيش يفلت من مؤامرة الإخوان فى أزمة الجنود

بوابة الوفد الإلكترونية

«مصر قيادة واحدة»، هذه هى الرسالة التى حاولت جماعة الإخوان توصيلها فى قضية خطف الجنود السبعة التى انتهت  بمشهد درامى تصدره جلوس الرئيس محمد مرسى بجوار المخطوفين وقيادات الجيش والداخلية فى قاعة مطار ألماظة بالقاهرة

ليؤكد أنه فوق كل السلطات وأنه الرئيس الأعلى ولا ينازعه أحد فى السلطة حتى لو كان وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي.
المحللون والعالمون ببواطن الأمور أكدوا ان عملية خطف الجنود فى سيناء كانت مؤامرة إخوانية لإحراج الجيش والتأكيد على عدة رسائل مهمة أولاها ان الجيش تحت تصرف الرئيس وانه لا يستطيع التحرك إلا بأوامر من «مرسي» خاصة ان الحديث خلال الأيام السبعة التى قضاها الجنود تحت الخطف كان يدور حول استعداد القوات المسلحة للعملية العسكرية.
الرسالة الثانية التى حرص الإخوان على توصيلها للشارع هى حكمة الرئيس فى التعامل مع الأزمات، وبالتالى زيادة شعبيته التى وصلت إلى أدنى معدلاتها خاصة بعد آخر استطلاع للرأى والذى أجراه مركز بصيرة لبحوث الرأى العام وأظهر تراجع شعبية «مرسى»، وأكد أنه لو أجريت الانتخابات الرئاسية غدًا لن يحصل على أكثر من 30٪.
فالجماعة طوال الأيام السبعة الماضية، كانت حريصة على التأكيد على أن مؤسسة الرئاسة هى التى تقود عملية تحرير الجنود فى سيناء، وأن الرئيس يتابع وذلك عكس ما حدث أثناء أحداث رفح فى أغسطس الماضى والتى كانت الجماعة فيها حريصة على التأكيد على أن الجيش هو المسئول عن أحداث رفح وتطهير سيناء وبالتالى ألقت بمسئولية قتل 16 جندياً فى سيناء العام الماضى على الجيش عكس أحداث خطف الجنود والتى حاولت فيها الجماعة أن تؤكد على حكمة الرئيس فى إدارتها.
الرسائل التى حاولت الجماعة ومؤسسة الرئاسة توصيلها ظهرت فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيس فى مطار ألماظة فى حضور الجنود السبعة العائدين من الخطف حيث كرر الرئيس فى مؤتمر كلمة «مصر قيادة واحدة» 7 مرات وهو تأكيد منه على أن الجيش تحت تصرفه وانه القيادة الوحيدة فى البلاد.
وقيادات الإخوان أنفسهم تباروا فى مدح دور الرئيس حيث كانت أولى الكلمات تخرج من عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بعد دقائق من الاعلان عن عودة الجنود المختطفين على حسابه الشخصى على موقع تويت قال فيها: «تحية إلى الرئيس (مرسي) القائد الأعلى للقوات المسلحة».
وحسب تأكيدات البرلمانى السابق مصطفى بكرى فان عملية خطف الجنود فى سيناء كانت مؤامرة إخوانية لكسر هيبة الجيش وتوريطه فى عملية عسكرية تؤدى إلى مقتل عدد كبير من الجنود والمدنيين فى سيناء وتكون تلك العملية ذريعة لإقالة الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع وعدد آخر من قيادات الجيش بالإضافة إلى أن تلك العملية ستسهم فى هز ثقة الشارع فى الجيش، وارتفاع شعبية الرئيس.
وأضاف «بكري» ان الجيش استوعب الأمر وفهم ما حدث وقام بعملية التحرير التى تمت بمشاركة جميع الأجهزة وبتخطيط من الجيش وجرى الضغط على أقارب الخاطفين، كما قام الجيش بمحاصرة القرى التى يتواجد فيها الخاطفون والجنود وكانت هناك ضغوط شديدة على الخاطفين أجبرتهم على إطلاق سراح الجنود فى الساعة الخامسة فجر أمس الأول وتوجهوا بعدها إلى أقرب معسكر.
وأكد «بكري» ان الجيش كان مسيطرًا على العملية وصاحب القرار ولم يحدث تفاوض مع الخاطفين ولم يكن هناك أى اتفاق على مطالب من الخاطفين، والجيش وجه رسالة أخيرة كان لها مفعول السحر مساء الثلاثاء الماضى كان مضمونها أنه لو تم المساس بأى جندى فسيتم حرق الخاطفين وكانت هناك مهلة 24 ساعة للإفراج عن الجنود ولو لم تتم عملية الافراج سيبدأ الجيش عملية عسكرية فى المساء.
وقال حلمى النمنم، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ان هناك نظرية من خلالها يمكن التعرف على ما حدث فى قضية خطف الجنود وهى أن الواقع الحالى أثبت ان جميع المنظمات الإسلامية لا فرق بينها وأن بينها مسافات قريبة جداً وتلك

المنظمات تخدم مصالح الإخوان باعتبارها مشروع واحدًا.
وأكد «النمنم» ان ما حدث فى سيناء له احتمالان بناء على هذه النظرية وهى أن الإخوان دبرت حادثة اختطاف الجنود حتى تهز ثقة الشارع فى الجيش وإحراجه لدى الرأى العام وتوريط الجيش فى عملية تكون نتيجتها إقالة الفريق «السيسي» وزيادة شعبية الرئيس مرسى والترويج له باعتباره الرجل الذى أنقذ سيناء من بحور الدم وهذا هو الاحتمال الأكبر.
وقال «النمنم» إن الاحتمال الثانى أن الجماعات الجهادية تورطت فى العملية للضغط على الإخوان ليحصلوا على العديد من المكاسب السياسية والتعجيل بتطبيق الشريعة الإسلامية والإفراج عن عدد من المعتقلين ليكتمل عقد الجماعات الجهادية.
وأكد ان خاطفى الجنود كانوا يستعدون لتهريبهم إلى غزة عبر الأنفاق وبالتالى يعجز الجيش عن استعادتهم وبعد فترة من الوقت تهتز سمعة الجيش ويكون لدى الرئيس حجة لإقالة «السيسي» أو أن يستجيب الجيش لمطالب الابتعاد عن الأنفاق والجماعات الجهادية.
وأشار «النمنم» إلى أن حديث محمد الظواهرى زعيم القاعدة عن انه لو قام الجيش بعملية عسكرية سيتم الرد عليها بعمليات إرهابية فى القاهرة والإسكندرية وهذا يؤكد المخطط تجاه الجيش وفى كل الظروف حماس وكتائب عزالدين القسام ليست بعيدة عما جرى فالهدف أمامهم هو الجيش.
وقال محمد أبوحامد البرلمانى السابق انه لا يوجد عمل عسكرى لا ينتج عنه القبض على المتورطين والمحرضين وإذا لم يحدث ذلك الآن فسيؤكد ان الموضوع كله من تدبير جماعة الإخوان وحليفتها «حماس» مثلما حدث فى أحداث رفح الأولى وذلك لاحراج الجيش وهز ثقة الشارع فيه خاصة بعد مطالبات بعودته إلى الحياة السياسية وبتوكيلات المواطنين للفريق «السيسي»، وكان لابد من عملية لخفض شعبية الجيش وزيادة شعبية «مرسي» ولكن الجيش خرج منتصراً فى تلك العملية بشرط القبض على المتورطين.
وأكد سعدالدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون ان الجيش قام بمهمة وطنية بغض النظر عن نوايا الرئيس والإخوان تجاهه ومرسى خارج إطار تلك العملية وخرج مهزوماً والشارع أصبح أكثر ارتياحاً للجيش الذى قام بهذا الدور.
ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى السابق كان أول من انفرد فى تصريحات خاصة لـ«الوفد» بالاعلان عن قرب الافراج عن الجنود المخطوفين، وقال ان الجماعة هى من قامت بتدبير عملية خطف الجنود لزيادة شعبية «مرسي» والتأكيد على أن الجيش خاضع تحت تصرف الرئيس.
«الخرباوى» أكد ان ما حدث قبل ساعات من الافراج عن الخاطفين من عمليات انزال للفرق والمدرعات إلى سيناء والقيام بعمليات تحليق للطيران كان هدفها الضغط على الخاطفين والرسالة التى أصدرها الجيش مساء الثلاثاء الماضى كانت ضمن مخطط الضغط على الخاطفين أيضاً.