رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مونسانتو".. السم فى حبة الذرة

بوابة الوفد الإلكترونية

تبدأ يوم السبت القادم مسيرات فى جميع بلدان العالم للتنديد بسياسة شركة ««مونسانتو»» العالمية التى تعد أكبر الشركات على مستوى العالم إنتاجا للكيماويات والبذور المعدلة وراثيا.

وفى القاهرة تنطلق الحملة من أمام وزارة الزراعة للتنديد بوجود منتجات الشركة فى مصر لما لها من اضرار بالغة على صحة الإنسان، بل وعلى الارض الزراعية.
تعود أزمة شركة «مونسانتو» فى مصر الى عام 2008 عندما وافق أمين اباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق على السماح بدخول شحنات من منتجات «مونسانتو» من الذرة المعدلة وراثيا «تقاوى» الى مصر، بينما قامت العديد من البلاد بمنع دخول المنتجات الى بلادها منها فرنسا وروسيا والعديد من الدول الأوروبية نظرا لتأثيرها الضار على المستهلك فقد تسبب إصابته بأمراض السرطان كما أنها تسبب أضرارا للبيئة الزراعية.
أكد بحث علمى أن استخدام الذرة المعدلة وراثيا يسبب اختلال فى الدم خاصة كرات الدم البيضاء مما يعكس وجود خلل فى المناعة فضلا عما تسببه من تشوهات فى الأجنة والتأثير على الأرض الزراعية وهذا الخلل يظهر بعد عشرات السنين لدرجة انه قد يؤدى الى إبادة محصول الذرة نهائيا حيث أصبح الفلاح مجبرا على زراعة التقاوى التى يتسلمها من الجمعيات الزراعية التى تم استيرادها من الخارج.
والمشكلة الكبرى فى القضية أن شركة «مونسانتو» ليست مثل أى شركة محتكرة يمكن مواجهتها بالقانون إلا أن لها وضعا خاصا فقد استطاعت من خلال سطوتها ونفوذها فى تحصين نفسها ضد القانون لدرجة انها أصبحت من حقها عدم كتابة أى بيانات على الأغذية المعلبة توضح ان العبوة تحتوى على منتجات «مونسانتو» حتى لا يؤثر على مبيعاتها، ما يعد انتهاكا واضحا لحق المستهلك.
والمشكلة ليست فى هذه الشركة أو فى غيرها ولكن فى المسئولين الذين سمحوا بدخول هذه السموم الى مصر رغم التأكيدات العلمية بخطورة منتجاتها ورغم سمعتها السيئة على مستوى العالم والمفترض أن ترفع مصر دعوي قضائية على الشركة المصنعة لتأخذ حق المستهلكين.
وبعد أن انتشر الموضوع فى جميع بلدان العالم بدأ بعض النشطاء

التحرك فى مصر كل فى تخصصه بدافع الحفاظ على حياته وحياة أولاده فقد دشن مجموعة من الشباب موقعا على «الفيس بوك» للتنديد بشركة «مونسانتو» ومنهم هدى كامل ونادية كامل ووهالة بركات وريم سعد.
أشارت الحملة الى أن المستهلك لا يرى اسم ««مونسانتو»» في المحلات بالرغم من أن بيته يمتلئ بها ويتناولها يوميا فهى تدخل في تصنيع العديد من المواد الغذائية فقد نجحت الشركة بفضل سطوتها ونفوذها في منع الإشارة إلى احتواء تلك المنتجات على عناصر معدلة وراثيا وفي ذلك انتهاك واضح لحق المستهلك في المعرفة والاختيار.
كما تمثل المحاصيل المعدلة وراثيا والتي أصبحت للأسف متداولة الآن في مصر على يد شركة «مونسانتو» وشركائها المحليين خطرا شديدا على السيادة الغذائية بتهديدها لأصناف البذور المحلية ولاستقلالية المزارع المصري حيث تحتكر الشركة انتاج البذور وتمتلك حقوق الملكية الفكرية لها وبالتالي تتحكم في انتاج الغذاء والمحاصيل الاستراتيجية الأخرى.
وقد أشارت أبحاث علمية كثيرة إلى خطورة منتجات تلك الشركة التي تضر بالبيئة الزراعية وأنه حدث تأثيرات مدمرة ودائمة لا يمكن تداركها فيما بعد على النباتات والحشرات والحيوانات.
هذا إلى جانب الحقائق العلمية المتزايدة بخصوص الخطورة الصحية لتلك المحاصيل والتي تبقى آثارها غير المعروفة لمدة طويلة وإن دلت المؤشرات على احتمالات قوية لآثار وخيمة ستتضح لاحقا بعد فوات الأوان إن لم نتحرك الآن.