عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سوق روض الفرج... لا صوت يعلو فوق صوت الكساد!

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

التجار: البضائع تأتينا بأسعار مرتفعة... وأرباحنا انخفضت

مواطنون: قاطعنا الياميش.. ونشترى أقل من احتياجاتنا من البلح.. والأسعار نار

 

 

مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام يتوافد الآلاف يومياً على سوق الساحل بروض الفرج بمنطقة شبرا، بحثاً عن أنواع البلح المختلفة التى تباع بأسعار فى متناول الجميع. فمنذ سنوات طويلة أصبح هذا السوق قبلة لمشترى البلح والياميش ومستلزمات شهر رمضان.

وترجع شهرة هذه المنطقة بالبلح لقرون عديدة مضت، حيث كان هذا المكان مواجها لميناء روض الفرج أو ساحل الغلال، الذى كان يستقبل البلح والمحاصيل الواردة من كل أنحاء مصر، ليتم بيعها وتوزيعها فى كل مكان، وكانت المنطقة عبارة عن جزيرة فى وسط النيل تسمى بجزيرة الفيل، وبفعل عوامل التعرية اتصلت الجزيرة بالأرض، لتصبح شبرا وروض الفرج، وتوسعت النطقة بعد ذلك وسكنها الناس لخدمة الميناء والبحارة الوافدين مع «الغلال» و«بلاليص العسل» و«البلح» من جنوب مصر، وكان تجار الجمال والمواشى يتوافدون من الدلتا للتجارة فى هذه السوق، وساعد مد خط الترام فى شارع شبرا سنة 1902م وفى شارع روض الفرج سنة 1903 م على تسهيل اتصال المنطقة بقلب القاهرة، لذلك أصبحت قبلة لكل من يريد شراء البلح والمحاصيل المختلفة خاصة قبيل شهر رمضان المبارك. 

وفى سوق روض الفرج نجد مشهداً متكرراً قبل كل رمضان حيث تُنصب السرادقات الضخمة ذات الأعمدة الخشبية الطويلة التى يصل طولها إلى 7 أمتار، تزينها المصابيح الكبيرة الملونة التى تتدلى منها سلاسل معدنية ذات لون فضى مميز، وداخل هذه السرادقات تعرض البضائع الرمضانية، حيث نرى أطنان من التمر معبأة فى أجولة، يعلو كل منها ورقة تعريفية بنوع البلح وشهرته وسعره، ويتوافد آلاف المواطنين والباعة من مختلف المحافظات على هذه السرادقات يوميا لشراء البلح وأنواع الياميش المختلفة.

وفى هذه السرادقات يباع البلح جملة وقطاعى وبأسعار متفاوتة فى متناول الجميع، حيث يستطيع الفقير والغنى أن يجد ما يريده هناك.

وأخبرنا بعض تجار السوق بأنهم مع قدوم شهر شعبان، يبدأون فى استبدال بضائعهم التقليدية من حبوب ومحاصيل مختلفة بأخرى مرتبطة بشهر رمضان الكريم مثل البلح والياميش، وينضم إليهم تجار جدد لعرض بضائعهم على زبائن السوق أسفل كوبرى الساحل، وهناك تتراص أجولة التمر الجاف، وخلفها عبوات وكراتين البلح وغيرها من منتجات الياميش الرمضانى المختلفة الأشكال والألوان والأحجام.

وخلال جولة الوفد فى السوق أبدى عدد من التجار استيائهم من ضعف حركة البيع معللين ذلك بارتفاع الأسعار، مؤكدين أن البضائع تأتيهم مرتفعة الثمن، ومن ثم يضطرون إلى رفع الأسعار على المشترين.

وتتراوح أسعار البلح بين 14 جنيهاً وحتى 75 جنيهاً، ومن أشهر هذه الأنواع البلح السكوتى الذى يتراوح سعره بين 20 و25 جنيهاً، والبلح الأبريمى الذى يبدأ من 24 جنيها، أما البلح المركابى فيبدأ من 20 جنيهاً، ويبدأ سعر البلح البرتموتة من 30 جنيها، وقرن الغزال من 35 جنيها للكيلو.

وبالدخول إلى الفرشات المنصوبة فى الداخل باتجاه منطقة روض الفرج فى شارع عبدالقادر طاهر، قالت لنا إحدى البائعات وتدعى «أم محمد» أنها جائت من محافظتها بالصعيد للعمل فى السوق خلال هذا الموسم الذى ينتظره التجار من عام لآخر، مؤكدة أن السوق يرضى جميع الأذواق، حيث تتنوع بضائعه بين المنتجات الشعبية منخفضة الأسعار والأخرى المميزة والغالية، وأضافت قائلة: «كل عام نتحمل أعباء السفر من محافظاتنا على أمل بيع كمية كبيرة من البلح وتحقيق أرباح، لكن السنة دى الحال واقف»، لافتة إلى أنه من المفترض أن يكون السوق خلال هذا الوقت مزدحم إلا أن هذا لم يحدث بسبب ارتفاع الأسعار، وأشارت إلى أن الباعة يلجأون لتخفيض الأسعار لجذب الزبائن.

وعن أنواع البلح المتوافرة فى السوق، قالت إن هناك العديد من الأنواع أشهرها بلح الشامية والبريمى ومركبى وأبيض غزال وعينات وألبان ووردة وبرموته وأسوانى وسكوتى وجنديلة وقرن غزال، مشيرة إلى أن أفضل بلح هو البرموته والشامية، وتتراوح أسعارها بين 16 إلى 30 جنيهاً، كما أن البلح السوبر يبدأ من 30 وحتى 35 جنيها، أما البلح المتوسط فيبدأ من 15 جنيهاً، والبلح الشعبى يبدأ من 12 جنيهاً.

 ويقول الحاج فهد أنه توجد أنواع كثيرة من البلح فى السوق، فهناك بلح «الملكاب» ذو اللون الأسمر وبلح «الشامية» ذو اللون الفاتح الصغير، وبلح «عينات» و«سكوتى»، وتبدأ الأسعار من 18 حتى 45 جنيهاً لكل كيلو جرام، مؤكدًا أنه بالرغم من أنخفاض الأسعار إلا أن البيع قليل جداً، لذا نأمل أن تنشط عملية البيع لتقليل الخسائر التى نتكبدها

وعن طريقة التعرف على البلح الجيد قال أنه يجب أن تكون البلحة ناعمة خالية من أى ثقوب، ويمكن للمواطن أن يفتح البلح حتى يتأكد أنه خالٍ من السوس، مشيراً إلى أنه لا يوجد بلح مخزن من العام الماضى.

ركود

أما الحاج دسوقى فتحى فأكد لنا أن السوق فى البداية كان جملة، وكان البيع فيه قاصرا على أصحاب المحلات الذين يأتون لشراء عدد من الأجولة، ولكن نظراً لقلة البيع والركود لجأنا إلى البيع بالتجزئة، مضيفًا إلى أن الأعمال الخيرية وموائد الرحمن كانت تمثل الجزء الأكبر فى عملية الشراء والبيع التى اختفت تدريجيًا نظرًا لارتفاع الأسعار.

وأضاف أن السوق ليس مقصوراً على تجارة البلح، ولكن تباع فيه أنواع الياميش المختلفة، وتتراوح أسعار المشمشية بين 150و 180 و200 و250 جنيهاً، فى حين كانت أسعارها فى العام الماضى تتراوح بين 90 و100 و120 جنيها، والقراصيا تباع بـ90 و160 و180 جنيهاً، أما لفة التين فتباع بـ 45 جنيهاً، وهناك تين يصل سعر الكيلو منه إلى 170 وتين تركى بـ190 جنيهاً

أما الكاجو الكبير فيصل سعره إلى 300 جنيه، والصغير بـ250، والفستق يتراوح بين 300 و350 جنيهاً، واللوز بـ200 جنيه، وأضاف أن التجار قاموا بعرض علب صغيرة وزن ربع كيلو من المكسرات حتى يستطيع الزبائن شراءها.

وأضاف أن هناك بعض الزبائن يشترون كميات قليلة بـ20 جنيهاً، ولعلمنا بأحوال الناس نبيع لهم، موضحاً أن الإقبال على شراء البلح أكبر من شراء المكسرات، وأضاف أن الإقبال كبير على شراء التمر السريع الذى يباع الكيلو منه بـ25 جنيهاً والكركديه بأنواعه المختلفة والذى تتراوح أسعاره بين 120 إلى 180

جنيهاً والخروب بـ 40 و60 جنيهاً.

أرخص من أرجل الفراخ

«تعالى البلح أرخص من رجل الفرخة» بهذه العبارة يحاول تامر النمس، جذب الزبائن، الذين يترددون على السوق، للتغلب على قلة حركة البيع، فلم تكن مهنة بيع البلح محل اختيار الشاب ولكن قرب إقامته من شارع روض الفرج جعله يفكر فيها موضحا «قولت اشتغل الشهرين دول وأهو جنب البيت».

ولم يكتفِ تامر ببيع البلح فقط، بل عرض بعض أنواع الياميش بجواره مثل «قراصيا والمشمشية والتين وقمر الدين»، قائلاً: إنها يجب أن تكون موجودة مع البلح على سفرة رمضان، مشيراً إلى أنه يتحدى الأسعار المبالغ فيها فى الأسواق الأخرى، حيث يبيع لفة قمر الدين بـ25 جنيهاً، والمشمشية بـ70 جنيها، والزبيب بـ55 جنيهاً، وجوز الهند 60 جنيهاً، وكيلو العجوة بـ20 جنيهاً.

وهناك الحاج على عبدالحميد، صاحب أحد محال العطارة بالمنطقة، والذى قام بتحويل تجارته خلال شهر رمضان لبيع جميع أنواع التمور، التى يجلبها سنويًا فى شهر شعبان من أسوان، والذى أكد لنا أن تجارة التمور مربحة فى كل الأحوال، فحتى البضائع المتبقية من العام الماضى، يتم تبخيرها وتخزينها وبيعها بسعر أقل، معلقًا: البلح لا يفسد، ولا تنتهى صلاحيته إذا تم تخزينه بطريقة صحيحة، كما أن المواطنين عادًة ما يرغبون فى شراء التمور طوال العام؛ ما يجبره على توفير كمية مناسبة منه لطرحها فى المحل خلال باقى الشهور.

وأضاف أن التجار يقومون بإطلاق أسماء المشاهير على أنواع البلح المختلفة، كوسيلة لجذب الزبائن، حيث وضع التجار اسم اللاعب محمد صلاح على أفخر أنواع البلح، استغلالا لشعبية نجم المنتخب المصرى ونادى ليفربول الإنجليزى، ويصل سعره إلى 50 جنيها للكيلو، أما عن المشمشية فتتراوح أسعارها بين 180 و200 جنيه للكيلو، والتين بـ180 والقراصيا بـ130 و140 والزبيب يتراوح بين 60 و75 جنيهاً، أما لفة قمر الدين فتبدأ من 25 وحتى 40 جنيهاً.

وعلى عكس كل التجار أكد الحاج على أن أسعار المكسرات لم ترتفع هذا العام كثيرا، بل أن منهم أصناف انخفضت أسعارها، كما أن لها زبونها الذى يحرص على شرائها، فالبندق واللوز بـ 160 جنيهاً، فى حين كانا فى العام الماضى بـ 180 جنيها، وأضاف سوق روض الفرج تباع به المشروبات الرمضانية أيضاً مثل السوبيا التى تتراوح بين50 و55 جنيها، والكركديه الأسوانى بـ100 جنيه، بالإضافة لأنواع التمور المختلفة مثل التمر الأردنى «علبه 5 كيلو» فتباع بـ 450 جنيه والكيلو بـ 90 جنيها، ما توجد علب تبدأ من 15 جنيهاً فقط، وهناك أنواع أخرى بـ 17 و18 و20 جنيهاً.

الأسعار نار 

على الجانب الآخر، أكد عدد من المواطنين أن أسعار الياميش مرتفعة جداً هذا العام وأنهم يشترون كميات «على الأد» فقط وحسب ظروفهم المالية، منوهين إلى أن الأسعار ارتفعت 20% عن العام الماضى.

وبالقرب من أحد المحلات، وقفت فاطمة محمود، تدقق بعينيها فى لافتات الأسعار الموجودة فوق «أجولة» البلح، وتقول السيدة الثلاثينية: «الأسعار غالية بس مضطرة أشترى مفيش قدامى خيار تانى».

وضمت الحاجة ميرفت مصطفى صوتها لصوت فاطمة قائلة: أسعار البلح والياميش نار، وأضافت: «ليس من الضرورى شراء المكسرات، لذلك اكتفيت بشراء البلح والزبيب وقمر الدين»، مشيرة إلى إنها كانت تشترى كيلو البلح بـ7 جنيهات فى العام الماضى وأصبح سعره هذا العام 15 جنيهاً»، مؤكدة أنها تشترى احتياجات رمضان كل عام من سوق روض الفرج، ولكنها فوجئت هذا العام بارتفاع الأسعار بهذا الشكل.

والتقط أطراف الحديث كامل محمد، موظف على المعاش، مؤكداً أن بعض التجار يبيعون بأسعار خيالية، ولكن هناك غيرهم يبيعون بأسعار معقولة، مشيرا إلى أنه اشترى 2 كيلو من البلح فقط، لكن الياميش أسعاره مبالغ فيها، لذلك امتنع عن شرائه، مؤكداً أن هذا العام مختلف تماماً عن الأعوام الماضية، لأنه اعتاد على توزيع شنط رمضان على البسطاء، لكن هذا العام لم يستطيع تلبية احتياجات أسرته من البلح فقط.

وأضافت أميرة سعيد ربة منزل، قائلة:  بلف بقالى ساعتين، قررت المشاهدة والتعرف على الأسعار فقط، فوجدتها مرتفعة جداً، ولا يوجد تاجر واحد يساعد المواطن على الشراء، فالكل متمسك بالأسعار المرتفعة.