رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيارات المتهالكة.. قنابل موقوتة فى شوارع المحروسة

بوابة الوفد الإلكترونية

سكان إمبابة وبولاق يستغيثون.. والأحياء فى «خبر كان»

 

خبراء: إزالة السيارات القديمة مسئولية المرور والمحليات معاً

 

تخفيف الزحام فى الشوارع وتوفير العملة الصعبة.. أهم مميزات إعادة التشغيل

 

 

فى إطار جهود الدولة لتطوير الطرق والمحاور، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنهاء اشغال الطرق بالسيارات والمركبات المهملة فى مختلف المدن والأحياء على مستوى الجمهورية، فضلاً عن تصفية مقابر السيارات وتصنيف ما يمكن إعادة الاستفادة منه أو إحالته إلى التكهين والتخريد، بالتعاون بين مختلف الجهات المعنية فى المحليات والتنسيق الحضارى بالمحافظات.

وفى هذا الإطار، تمكنت الإدارة العامة لمرور القاهرة من رفع 47 سيارة ودراجة نارية متروكة ومتهالكة من الشوارع. كما شنت الإدارة العامة لمرور الجيزة حملاتها المرورية الموسعة لرصد كل المخالفات المرورية، ورفع السيارات والدراجات البخارية المهملة والمتروكة بالشوارع.

وفى جولة ميدانية فى عدة مناطق بمحافظة الجيزة، رصدت «الوفد» عدة شكاوى من المواطنين بسبب السيارات الموجودة فى مناطق متفرقة داخل المحافظة.

يقول مصطفى عبدالحميد، صاحب محل تجارى بمنطقة فيصل، إنه يوجد بعض السيارات فى المنطقة، خاصة فى شارعى العشرين والملكة وميدان الساعة، متروكة فى منذ سنوات، ولا يعلم أحد عنها شيئاً، وعندما يأتى رجال الحى لا يستطيعون الاستدلال على أصاحبها فيتركونها، ولا يقومون برفعها لأنها مكلفة على حد قولهم، وتترك هكذا لتسهم فى زيادة ازدحام الطرق بالمنطقة.

أوكار للمخدرات

فى منطقة بولاق الدكرور، يوجد عدد من السيارات المتروكة فى الشوارع دون وجود لوحات معدنية عليها، وبعضها موجود فى الشوارع الرئيسية بالمنطقة، وهو ما أكده يوسف محمود، صاحب محل ملابس بالمنطقة، مشيراً إلى أن هناك سيارات خردة موجودة بشارع ناهيا الرئيسى ولا نعرف أصحابها. وأضاف أن أهالى المنطقة تقدموا بشكاوى عديدة إلى الحى لإزالة السيارات، ولكنه لم يحرك ساكناً، مضيفاً أن هناك سيارات تظل مركونة لسنوات ويستخدمها المتسولون ومتعاطو المخدرات، ولابد من استغلالها أو الاستفادة منها من قبل الحكومة بدلاً من وجودها فى الطرق بمنطقة تعد من أكثر مناطق القاهرة الكبرى ازدحاماً، كما أنها تعتبر ثروات مهدرة.

وفى منطقة إمبابة يوجد الكثير من السيارات المتهالكة خاصة فى ميدان الشجرة ببشتيل وأرض المطار، وهى مناطق ذات كثافة سكنية، وهناك بعض السيارات المتروكة داخل الشوارع الرئيسية، يقول بسيونى سيد، صاحب محل تجارى بالمنطقة، إن هذه السيارات المتهالكة مركونة فى المنطقة منذ فترة طويلة، ولم يفكر أحد فى رفعها أو إزالتها من الطريق، وتحولت إلى أوكار لمتعاطى المخدرات والمتسولين الذين ينامون داخلها، كما أنها تتحول أحياناً أخرى إلى أوكار لممارسة الأعمال المنافية للآداب، وهناك من قام بإبلاغ حى شمال الجيزة عنها، إلا أن مسئولى الحى ردوا بأنها مسئولية الإدارة العامة للمرور. وأضاف: «نريد أن تكون شوارعنا بلا سيارات متهالكة بعد أن أصبحت قنابل موقوتة وأوكاراً لممارسة الأعمال الخارجة عن القانون».

لوحات معدنية

وشرح اللواء احمد هشام، الخبير المرورى، بشكل تفصيلى إجراءات تعامل الإدارة العامة للمرور مع السيارات المتهالكة فى الشوارع، موضحاً أن أوناش المرور تمر فى الشوارع الرئيسية والجانبية والفرعية، وفى حالة وجود سيارة متهالكة يتم الاستعلام عنها من خلال بيانات اللوحات المعدنية، حيث تسهل هذه اللوحات عملية الاستعلام عن مالك السيارة، وفى حالة الوصول إليه يتم تسليمها له، على أن يتعهد بعدم تركها فى الشارع مرة أخرى، وفى حالة عدم الوصول إليه يتم رفع السيارة وحجزها داخل الحى، وإذا طلب صاحب السيارة استعادتها يكون ملزماً بدفع مصاريف الرفع والحجز، أما فى حالة عدم رفضه تسلمها يتم حجزها لمدة 60 يوماً، ثم يتم تخريدها ويذهب العائد منها لصالح الدولة.

أما فى حالة عدم وجود لوحات معدنية على السيارة، فقد أكد الخبير المرورى أنه يتم الاستعلام عن صاحب السيارة من خلال الحى، وفى حالة عدم الوصول إليه، يتم رفع السيارة وتحجز داخل الحى أو إدارة المرور لفحص رقم الموتور والشاسيه ويتم التواصل مع مالك السيارة وإرسال إخطار رسمى إليه بالحضور وتسملها، وفى حالة عدم الوصول إليه خلال 60 يوماً يتم تخريد السيارة.

وأوضح «هشام» أنه فى حالة ثبوت أن السيارة مسروقة يتم إبلاغ مالكها للتوجه إلى قسم الشرطة التابع للمنطقة التى وجدت بها السيارة، ويحصل على صورة ضوئية من المحضر، ثم يتوجه إلى مديرية أمن المحافظة التابع إليها، للتواصل مع مكتب مكافحة سرقة السيارات، وبعدها يمكنه استرداد سيارته، وإعادة ترخيصها إذا كان الترخيص قد انتهى.

تكلفة الرفع كبيرة

وأوضح سيد عوض، أمين سر لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى برفع السيارات المتهالكة وتيسير حركة المرور دليل على متابعة الرئيس لما يحدث فى الشارع المصرى، مشيراً إلى أن هذه السيارات يتركها أصحابها لأنها متهالكة أو قديمة جداً، ولن يستطيعوا الاستفادة منها حيث إن مصاريف تشغيلها تكون كثيرة جداً فيتركونها فى الشوارع، وتلك المشكلة قائمة منذ سنوات عديدة، وتسبب زحاماً وإشغالاً للطرق، وتقوم الإدارة العامة للمرور بمجهودات كبيرة فى رفع تلك السيارات بالتعاون مع الإدارات المحلية.

وأضاف وكيل لجنة النقل والمواصلات أن عملية رفع السيارات من الشوارع مكلفة، ولذلك يجب تحميلها على مالك السيارة، وتعهده بعدم اشغال الطريق بها مرة أخرى، لذلك تسعى الأحياء مراراً للاستدلال على أصحابها، لأنها مصدر إشغال وإزعاج فى الطرق خاصة فى ظل زيادة عدد السيارات فى مصر لأكثر من 10 ملايين سيارة.

توفير العملة الصعبة

وأكد الحسين حسان، خبير الإدارة المحلية، أن مصر تضم عدداً كبيراً من السيارات، وهناك عدد كبير من السيارات تتهالك سنوياً، وبعد تهالكها نهائياً يقوم مالكوها بتركها فى الشوارع حتى لا يدفعوا أجرة الجراج، أو تحمل مصاريف الترخيص والتشغيل، وهو ما يتسبب فى إعاقة حركة المرور وتعطيل الطرق وهو سلوك غير إيجابى، وهنا يأتى دور الأحياء المسئولة عن الوصول لأصحاب هذه السيارات بالتعاون مع إدارة المرور لتسلمها أو تخريدها.

وكشف خبير الإدارة المحلية، أن الحل الأنسب لاستغلال هذه السيارات المتهالكة هو إعادة استخدامها وتشغيلها بعد صيانتها، لأن تخريدها وتخزينها لن يضيف الكثير للدولة، ولكن تشغيلها وصيانتها بشكل جيد سيجعلها مناسبة للاستخدام، خاصة فى المناطق غير الحضرية مثل القرى والأرياف،

لأنها تكون ذات كثافة سكانية أقل، وهو ما سينعكس على تقليل استيراد السيارات الحديثة، وتوفير العملة الصعبة للمشروعات الأهم للدولة.

يذكر أنه فى منتصف العام الماضى أعلنت وزارة التنمية المحلية أنه يجرى التنسيق مع وزارة الاتصالات وإدارات المرور بالمحافظات لتفعيل خدمة الخط الساخن «136» على مستوى جميع المحافظات لتضمينه خدمة الإبلاغ عن المركبات المتهالكة والمتروكة فى الأحياء والمدن لاستعادة المظهر الحضارى للشوارع، وتسيير الحركة المرورية، إضافة إلى خطورتها من النواحى الأمنية.

وقالت الوزارة فى بيانها إن ذلك يأتى فى إطار الجهود التى تبذلها وزارة التنمية المحلية والمحافظات لإعادة الشكل الحضارى والجمالى للمدن والمراكز والأحياء، والقضاء على أى مظهر عشوائى فى الشارع المصرى.

وأوضحت الوزارة فى بيانها أنه يجرى حالياً تنفيذ إجراءات التعاقد بين المحافظات والشركة المصرية للاتصالات على عدة خطوط لتنفيذ منظومة الكول سنتر «call center» للإبلاغ عن المركبات المتروكة فى الشوارع، مشيراً إلى أن السيارات المتروكة والمتهالكة تحتل مساحات كبيرة من حرم الطرق والشوارع، وتشوه المنظر الجمالى، كما تضر أيضاً بالبيئة من خلال تجمع الأتربة والمخلفات عليها، لتتحول إلى بؤر تجمعات للقمامة تستدعى سرعة رفعها حفاظاً على صحة المواطنين.

وأردف البيان أنه تم التنبيه على رؤساء الوحدات المحلية بالمحافظات بعدم السماح بوجود أى مركبات بجوار المنشآت الحيوية مثل المستشفيات والمبانى الحكومية والشوارع والميادين والمحطات والمواقف والأنفاق ومطالع الكبارى، وغيرها من المواقع حتى يتم إتاحة الفرصة لتنظيف وتجميل الشوارع وإزالة العشوائيات والقضاء على أى مخلفات تنتج عن تلك التجاوزات.

وأكد البيان أنه على الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بتكثيف واستمرار حملات رفع السيارات المتهالكة والمهملة المتروكة بالشوارع بالتعاون والتنسيق مع الإدارات العامة للمرور بالمحافظات، وتسليمها لهم حال وجود لوحات معدنية عليها، أو التحفظ عليها بالمخازن والساحات المخصصة لهذا الغرض بالأحياء حال عدم وجود لوحات عليها، واتخاذ الإجراءات القانونية، وعدم تسليمها لمالكيها إلا بعد تقديم أوراق ثبوت الملكية، وسداد الغرامات المقررة، والتعهد بعدم تركها فى الشارع واتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد المخالفين.

وانطلقت المبادرة الرئاسية لإحلال السيارات المتقادمة بأخرى جديدة تعمل عبر الغاز الطبيعى مؤخراً، وتهدف إلى تحويل السيارات لتعمل بالغاز بدلاً من احتراق الوقود الذى يؤدى إلى تلوث الهواء، وبالتالى ينتج عنه أمراض للمواطنين. وحتى الآن وصل إجمالى الطلبات على موقع مبادرة إحلال السيارات المتهالكة إلى 7600 ألف طلب، فى انتظار موافقة شركات السيارات ليتم استبدال سياراتهم القديمة بجديدة تعمل بالغاز.

وتهدف المبادرة التى تم إطلاقها هذا العام إلى استبدال السيارات التى تعمل باحتراق الوقود إلى سيارات تعمل بالغاز الطبيعى، ويجب أن تكون السيارات المتقادمة مر عليها 20 عاما أو أكثر، وتتم إتاحة تقسيط مبلغ السيارة الجديدة المتبقى عن سعر سيارتك القديمة على فترة تتراوح بين 7 و10 سنوات.

وتقدم الدولة حافزاً يسمى «الحافز الأخضر» يعطى نسبة 10% من ثمن السيارة ويأتى كالآتى: أصحاب السيارات الملاكى حد أقصى 22 ألف جنيه، وأصحاب السيارات التاكسى حد أقصى 45 ألف جنيه، وأصحاب السيارات الميكروباص حد أقصى 65 ألف جنيه. وحتى الآن خرجت من شوارع مصر سيارات متقادمة يبلغ عددها 24,600 ألف سيارة منذ انطلاق المبادرة حتى الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضى، وتسلم أصحاب السيارات المتقادمة سيارات جديدة تعمل بالغاز الطبيعى.

وجاء تصنيف السيارات المتقادمة التى خرجت من الشارع المصرى كالآتى: 22240 ألف سيارة ملاكى بمختلف الماركات، وما يقرب من 790 تاكسى، 1580 ألف ميكروباص.

وتم توزيع تلك السيارات على عدة ساحات، منها: ساحة القاهرة الكبرى نقل إليها 21840 ألف سيارة، ساحة الإسكندرية نقل اليها 1540 سيارة، وساحة السويس 360 سيارة، وساحة البحر الأحمر 345 سيارة، وساحة بورسعيد 422 سيارة، وساحة الأقصر 42 سيارة، وساحة شرم الشيخ 20 سيارة، وساحة أسوان 19 سيارة.

وتتيح مبادرة الإحلال والتجديد أمام المواطنين العديد من أنواع السيارات الجديدة لاختيارها بدلاً من سياراتهم القديمة، وتعمل السيارات الجديدة بالوقود المزدوج «غاز طبيعى وبنزين» منها: بى واى دى F3، وهيونداى إلنترا HD، وشيرى تيجو 3، هيونداى أكسنت RB، وشيرى أريزو 5.