رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الأسواق الحضارية» ومشروعات الشباب شاهد على فساد المحليات وإهدار المال العام

بوابة الوفد الإلكترونية

تشهد «الجمهورية الجديدة» تغيرات شاملة فى كل مناحى الحياة ومن ضمن أولوياتها إزالة الأسواق العشوائية بكل مآسيها وأزماتها ومشكلاتها، وأن يحل محلها أسواق حضارية آدمية نظيفة وصحية.. شيدت الحكومة العديد من الأسواق الحضارية.

 

وتكلفت تلك الأسواق عشرات الملايين من الجنيهات ولكن من الغريب فى ظل وجود تلك الأسواق الحضارية، أن تواصل الأسواق العشوائية عملها، حتى أصبحت الأسواق التى تكلفت ملايين الجنيهات خاوية على عروشها بلا زبائن ولا بضائع ولا بائعين.

 

فى هذا الملف ترصد «الوفد» حال عدد من الأسواق المطورة وتكشف السر وراء تحولها إلى خرابات وبيوت للأشباح، فى القاهرة الكبرى ومنها منطقة الزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة ومنطقة الكيت كات بمحافظة الجيزة.

يذكر أن الأسواق العشوائية إلى معاناة يومية للمواطنين على مدى سنوات طويلة نتيجة انتشار الإشغالات والباعة الجائلين وتعطيل حركة المرور فى الشوارع، وهى مخالفات يردها البعض إلى تواطؤ بعض موظفى الأحياء مع المخالفين للحصول على إتاوات شهرية لن يحصلوا عليها فى حالة انتقال الباعة إلى الأسواق الحضارية.

 

6.5 مليون جنيه  تكلفة إنشاء سوق طلخا بمنطقة الزاوية الحمراء

 

136 باكية بسوق طلخا بالزاوية الحمراء

 

390 محلا تجاريا على مساحة 3782 مترا مربعا بمول الزاوية الحمراء الحضاري

 

40 مليون جنيه تكلفة إنشاء مول الزاوية الحمراء بتمويل من صندوق تطوير العشوائيات

 

13.5 مليون جنيه تكلفة إنشاء سوق مدينة النور بالزاوية الحمراء

 

8٪ فقط.. نسبة تشغيل سوق مدينة النور الحديث في إهدار للمال العام.

 

«سوق الزاوية الحمراء».. بائع وحيد وكلاب ضالة!

 

سوق «الزاوية الحمراء الحضارى» بشارع جيهان، يعانى الشيخوخة رغم أن عمره لم يتجاوز السنوات الأربع.

 

تم افتتاح السوق كان فى عام 2019 ضمن مخطط إنشاء الأسواق الحضارية ومواجهة الأسواق العشوائية، وأكد وقتها الدكتور حسام الدين فوزى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، وأكد أهمية الانتهاء من كافة الإجراءات التى تحول دون تشغيل السوق من أجل تحقيق أقصى استفادة من 209 «باكية» داخله.

 

ولكن سرعاً ما تحول السوق إلى خرابة تسكنها الاشباح والقطط الضالة والكلاب المسعورة.. على باب السوق التقت «الوفد» بائعة فى الستين من العمر، والتى بادرت بالقول «السوق مش شغال والبائعين «طفشانين» برة بعد تراكم الإيجار عليهم بسبب عدم وجود زبائن داخل السوق ولم يعد يوجد بالسوق سوى أفراد الأمن وبائع واحد فراخ فقط».

الوصول لهذا البائع الوحيد محفوف بالمخاطر، فالكلاب الضالة تهدد كل من يمر بالمكان «أبو أحمد» - 43 عاماً من سكان الزاوية هو بائع السوق الوحيد، ويبيع دواجن قال إنه حصل على محل داخل السوق فى شهر ديسمبر عام 2021، مقابل 575 جنيهًا إيجارًا شهريًا وبعد شهر واحد فوجئ بفرار جميع البائعين من السوق والعودة للبيع فى الشوارع، ولم يعد فى السوق غيرى، وتحول السوق إلى بيت للرعب لا يقربه أحد خشية الكلاب الضالة التى تملأ جنبات السوق.

وأضاف «أبو أحمد»: «لا أحد من مسئولى الحى يزور السوق وأنا نفسى أقابل رئيس الحى الجديد لأخبره بالحال الذى وصل إليه السوق ولكن لا أستطيع الوصول إليه»

 

وتابع: «أسدد الإيجار فى مواعيده منذ 13 شهرًا، ولم يأتنى زبون واحد منذ عام كامل.. وحاليًا شغال دليفرى بسبب عدم دخول المواطنين للسوق لأنه فعلًا بيت رعب لا تستطيع ربة منزل الدخول لحصولها على كيلو فراخ فالسوق مهجور، رغم عملية التطوير وتوفير الإمكانيات، خاصة أصحاب المحلات بالسوق أغلقوها بسبب المديونيات التى تراكمت عليهم، بسبب عدم وجود زبائن».

 

البائع الوحيد فى سوق الزاوية الحمراء الحضارى يعانى من أزمة غريبة وهى أن السوق كله ليس به سوى عداد مياه واحد مسبوق الدفع يخدم مرافق السوق بالكامل بما فيها المراحيض.. وغسيل الأرضيات، إضافة وعابرين يملأون المياه من حنفيات السوق، ولهذا سرعان ما ينتهى رصيد شحن عداد المياه، وعندها يضطر وحده إلى شحن العداد على نفقته الخاصة حتى يستطيع توفير مياه لذبح الدواجن وتنظفها وبيعها «ديليفرى» لمن يطلبها!

وروت كريمة سعيد 66 عاماً واقعة عاشتها قائلة: إنها حصلت على محل داخل سوق الزاوية الحضارى بشارع جيهان بعد ما كانت تمتلك باكية فى شارع أحمد خليل التجارى لأكثر من 30 عاماً وأجبرنى موظفو الحى على نقلى داخل السوق مقابل سداد 500 جنيه إيجارًا شهرياً ولكنى لم أجد زبائن داخل السوق لأنه مهجور فتراكم الإيجار بسبب عدم قدرتى على سداده، فطلب منى مسئولو الحى التنازل عن المحل فتنازلت عنه، وعدت للبيع بشارع أحمد خليل وشارع الملاعب.

 

«مول منطقة القصيرين».. إغلاق 390 محلاً بعد الافتتاح بأسبوع

 

مول «الزاوية الحمراء الحضارى» بمنطقة القصيرين، سوق هو الأول من نوعه فى مصر، إذ يعمل بالطاقة الشمسية، ومزود بمنظومة مكافحة الحريق وأجهزة تستشعر الحرارة والأدخنة، ويضم 390 محلا تجاريا على مساحة 3782 مترا مربعا، ويتكون من ثلاثة طوابق، وتكلف إنشاؤه 40 مليون جنيه، بتمويل من صندوق تطوير العشوائيات.

 

محلات السوق مقسمة إلى 104 محلات تم تخصيصها بالمزاد العلنى، و286 محلا للباعة الجائلين، منهم 111 خاص بباعة الترجمان، و111 محلا خاصا بباعة العتبة، وهو سوق خاص ببيع الملابس فقط، ويعمل بالسوق ورديتان للأمن الصناعى وثلاث ورديات للأمن العام وكذلك عمال نظافة، ويحصل باعة السوق على بضائعهم بأسعار الجملة، وهو ما يتيح لهم تحقيق مكاسب ليست قليلة.

توقع الكثيرون نجاحا كبيرا لهذا السوق، لكن الإهمال والفوضى كان لهما رأى آخر.

 

نرمين سيد، 20 عاماً، من سكان الزاوية الحمراء، وتعمل فى محل والدها بالسوق الحضارى، أوضحت أن قيمة إيجار المحل داخل السوق يختلف من مكان لآخر.. وقالت «الإيجار يصل أحياناً إلى 1300 جنيه بالإضافة إلى 5 آلاف جنيه تأمين».

 

وأضافت: «هناك سر غامض فى السوق، فالبائع يصارع حتى يحصل على محل داخل السوق. وبعد الحصول عليه يقوم بتشغيله لمدة أسبوع ثم يتم غلق المحل للأبد مكتفيا بسداد الإيجار».

 

 وتابعت: «أغلب أصحاب المحلات المغلقة يأملون فى تشغيل السوق فى المستقبل وأن يتم تغيير موظفى الإشغالات من قبل محافظة القاهرة ليعودوا للعمل داخل منافذهم بالسوق».

 

من جانبه أكد شاكر مصطفى، 53 عاماً، بائع أمام السوق الحضارى، أن معظم البائعين الذين حصلوا على محلات إيجار داخل السوق لديهم أماكن أخرى داخل الزاوية الحمراء مع أن شرط الحصول على محل داخل أى سوق مدعم من الدولة هو أن يكون البائع ليس لديه منفذ بيع. آخر وقال «نسبة كبيرة من المحلات المعدنية داخل السوق غير جاهزة للتشغيل، فهى عبارة عن حوائط من السلك الحديدى المكشوف فقط»، وأضاف: «إذاً تخصص السوق لتجارة الملابس فقط سيكون أفضل بسبب موقعه المميز والذى يسهل الوصول إليه من جميع المناطق المجاورة»، لافتاً إلى أن هناك حيلاً كثيرة للحصول على أكثر من «باكية» داخل السوق بواسطة الأقارب والأصدقاء والإيجار من الباطن للمعارف فقط!

 

«سويقة طلخا».. 6٫5 مليون جنيه فى الهواء

 

«سويقة طلخا» بالزاوية الحمراء، كانت قبل التطوير مكانًا سيئ السمعة وصارت بعد التطوير عنوانًا للفوضى والإهمال..

 

قبل التطوير كانت سوقًا لبيع الأسماك والدواجن والمخدرات أيضاً، كما كانت بؤرة تلوث تنبعث منها روائح كريهة بسبب تراكم القمامة ومخلفات الأسماك داخله.

سويقة طلخا

وظل السوق على هذا الحال المأساوى لسنوات عديدة، حتى تم وضعه على قمة مشروعات التطوير بأموال منحة فرنسية، وبعدها تم رفع تلال القمامة وإزالة السوق العشوائى، وتحول المكان إلى سوق متطور حديث يضم 136 باكية بتكلفة تقارب 6.5 مليون جنيه.

 

وأعلن رئيس حى الزاوية السابق اللواء هشام عبدالحميد، عن فتح باب الحجز للحصول على باكية داخل السوق، وسارع كثير من الباعة بتجهيز الأوراق المطلوبة وتسديد رسوم تأمين بحوالى 5 آلاف جنيه ليتمكنوا من الفوز بباكية داخل السوق بإيجار شهرى بمبلغ 500 جنيه، ووعدهم مسئولو حى الزاوية الحمراء بتزويد السوق بكل ما يحتاجه من خدمات إضافة لتواجد أفراد أمن للحفاظ على بضائعهم، وتم افتتاح السوق بحضور اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة الذى أكد أن السوق والمشروعات المحيطة به تستهدف الارتقاء الحضرى بالمحيط العمرانى بها.

سويقة طلخا

وقال أحمد محمد، 36 عاماً من سكان القصيرين بائع بسوق طلخا، إن السوق متوفر به باكيات مخصصة لتجارة الأسماك والدواجن، ومنذ أن تم افتتاح السوق بحضور المحافظ ولا يقترب أحد من الباكيات، حيث فر الباعة من السوق إلى شارع طلخا الرئيسى وعادوا إلى الصراع وسط الشارع لترويج الخضراوات والفاكهة واللحوم فى منتصف الطريق، وبسب ذلك لا يستطيع أحد المرور فى الشارع بسيارته حتى لا يتعرض إلى المشاجرات أو تحطم سيارته أثناء المرور وتحول السوق إلى سابق عهده، وأصبح رمزًا للفوضى والسويقة العشوائية بسبب إهمال موظفى الإشغالات.

 

وأضاف إبراهيم حسن 63 عاماً من سكان القصيرين، صاحب محل تجارى بالمنطقة، أن شارع داير الناحية تحول من شارع مخصص لمرور أطفال المدارس بالمنطقة إلى مركز لتكدس البائعين مما أصاب الشارع بشلل تام ولا يستطيع أحد أن يمنع البائعين من تواجدهم خارج السوق الذى أنفقت عليه الدولة والمنحة الفرنسية ملايين الجنيهات ولكنه تحول إلى مخازن للروبابكيا وعربات الكارو والأخشاب المتهالكة وأصبح السوق بلا رقابة رغم وجود أفراد الأمن تابعين للحى ولكنهم يكتفون بالجلوس على الأبواب، بينما لا يتوقف موظفو الإشغالات عن المرور بسياراتهم فى الشوارع دون التصدى للبائعين فى الشوارع أو رفع الإشغالات التى تكاد تغلق الشوارع تمامًا، وطالب بتغير موظفى الإشغالات بالحى بسبب تقاعسهم عن أداء وظيفتهم برفع الإشغالات من الشوارع والتى تتسبب فى انهيار الشكل الحضارى الذى أنفق عليه ملايين الجنيهات.

--

محلات تشغيل الشباب.. بيوت للأشباح واللصوص

 

فى إطار جهود الدولة لتوفير منافذ خاصة للباعة الجائلين نجح جهاز رعاية وتشغيل الشباب بمحافظة الجيزة فى توفير محلات خلف النادى السويسرى بمنطقة «الكيت كات» بقيمة إيجارية لا تتخطى 300 جنيه لكل محل ولكن ما حدث بعد ذلك لا يصدقه عقل.

 

داخل محلات هذا السوق يؤكد أنيس السيد، 65 عاماً، صاحب محل

صيانة غسالات وبوتاجازات، أكد أنه حصل منذ 23 عاماً على محله من محافظة الجيزة، ولكنه يعانى غياب الزبائن.. وقال: لا يوجد زبائن والمكان شبه ميت وأكثر من نصف المحلات تمت سرقتها من الحرامية الذين سرقوا كل شىء حتى خراطيم الكهرباء البلاستيك المتواجدة تحت الأرض، مؤكدًا أن المحلات لا تحقق أى عائد مادى مقنع لأصحابها بسبب الغياب التام للزبائن.

محلات تشغيل الشباب

 وأوضح أنه من الأفضل أن تنقل محافظة الجيزة المحلات من خلف النادى السويسرى إلى مكان آخر يصلح للتجارة.

 

وأضاف محمد سيف، 57 عاماً، من سكان الكيت كات، أن المحلات تصلح للمشروعات الخدمية والصيانة المنزلية، ولا تصلح لإنشاء مشروعات تجارية موكداً أن المحلات تم افتتاحها مئات المرات وسرعان ما تم غلقها بسبب فشل التجارة بالسوق.

 

 وتابع: السوق لا يشهد بيع أو شراء ولا يمر أحد من أمام المحلات ونقدم كل عام إقرارًا ضريبيًا ونسدد للضرائب مبالغ رمزية.

 

ومن جانبه قال أيمن سيد، 43 عاماً، مستأجر محل مغسلة سجاد من الباطن، إن البعض يحول نشاطه إلى نشاط آخر دون إبلاغ لجهاز رعاية وتشغيل الشباب حتى لا يتم سحب المحل بسبب مخالفة بنود العقد، مؤكداً أن جهاز رعاية وتشغيل الشباب يمنع ممارسة ثلاثة أنشطة «حلاق، مطعم، قهوة» ويتم تأجير المحل من الجهاز بـ300 جنيه تقريباً ومن أهم الشروط أن تكون سن المتقدم لا تقل عن 40 عاماً وحاصلًا على مؤهل متوسط.

 

وأضاف أنه خلال أيام ثورة يناير قام أصحاب المحلات بهدم بعض المحلات وبناء محلات جديدة مما أدى إلى بروز 15 سم عن باقى المحلات، ولم يتصدَ لهم أحد!

--

8٪ فقط.. نسبة إشغالات «مدينة النور»

 

كشفت جولة لـ«الوفد» العديد من المفاجآت داخل سوق مدينة النور الزاوية الحمراء، والمخصص لبائعى الخضراوات والفاكهة واللحوم البيضاء والأسماك والبقالة وأدوات المطبخ الخفيفة، وتكلف انشاؤه حوالى 13.5 مليون جنيه، وكل من يتوجه إلى السوق لابد أن يستوقفه مشهد غريب على شمال الباب الرئيسى للسوق، حيث يوجد مقهى صغير، مساحته لا تتعدى 6 أمتار مربعة تقريباً يجلس فيها عامل نظافة وبيده «الشيشة» وبجانبه أكثر من 6 أنابيب غاز يضعها وسط الطريق! ومن يتجاوز هذا المشهد الغريب، لن يجد داخل السوق إلا الشكوى.

 

اشتكى العديد من باعة السوق من صغر حجم «الباكية» مؤكدين أن من شيد السوق صب مواد خرسانية فوق كابل الكهرباء الذى يغذى منطقة الشرابية بالكامل !.

وبكلمات حزينة قال إبراهيم محمد، 42 عاماً، من سكان مدينة النور: «أعمل فى السوق منذ أكثر من 30 عاماً وبعد تطويره تقدمت للحصول على «باكية» لبيع الخضراوات والفاكهة مقابل إيجار 500 جنيه شهرياً وفوجئت بأن المساحة صغيرة جدا عكس المتوقع وبعد الحصول على مكان فى السوق، انتقل البائعون إلى شارع «ترعة الدكر» المخصص لسير السيارات وحركة المواطنين فتحول الشارع إلى سوق عشوائى لبيع الخضراوات والفاكهة بينما ظل السوق شبه خالٍ من الباعة والزبائن».

 

وأضاف: «تحدثنا كثيراً مع موظفى الإشغالات بالحى لرجوع الباعة وعودة حركة البيع مرة أخرى داخل سوق مدينة النور ولكن لم يستجب أحد من موظفى الحى، والسوق حاليا شبه خال فلا يوجد بداخله أكثر من 9 بائعين فقط، من أصل 133 بائعا «بنسبة إشغال حوالى 8%» وكل بائع منهم يقوم بتوزيع بضائعه على أكثر من 5 «باكيات» حتى لا يهرب الزبائن من السوق إذا وجدوه خاليا».

 

وأضاف «نعمل جاهدين على عودة الزبائن مرة أخرى ولا نستطيع بسبب بعض موظفى الإشغالات المتسببين فى فرار البائعين إلى أماكن أخرى مقابل الحصول منهم على إتاوات يومية»

 

يحكى سيد رجب، 53 عاماً، من سكان مدينة النور، بائع خضراوات وفاكهة، واقعة عاشها بنفسه قائلا: «فى الأسبوع الماضى حضر 10 أشخاص من موظفى الحى بالسيارات لإزالة «فرش خضراوات» لبائع واحد فقط خارج السوق، وعندما تساءلنا لماذا لم يتم إزالة باقى البائعين المخالفين خارج السوق، قال موظفو الحى إن الحملة موجهة لبائع واحد فقط بسبب تقديم بلاغ ضده!».

 

وتابع: «موظفو الإشغالات مسئولون عن رفع كافة الإشغالات فى الشوارع ولكن سيارات الحى تمر أمام المخالفين والمتسببين فى انهيار حركة البيع والشراء داخل السوق الجديدة، دون اتخاذ أى إجراء ضدهم».

 

وأكد عدد من باعة السوق - طلبوا عدم ذكر أسمائهم- أن الباعة المنتشرين فى الشوارع يدفعون رشاوى وإتاوات أسبوعبة لبعض موطفى الحى لكى يتم السماح لهم بالبيع خارج السوق وينالوا الرضا من الحى!

 

وأكدت أم سيد، 46 عاماً، من سكان عبود- بائعة داخل سوق مدينة النور أن الأسبوع الأول عقب افتتاح السوق شهد رقابة صارمة وتم منع خروج البائعين من السوق ولكن الأمر تغير بعد ذلك وهجر أغلب الباعة السوق وحولوا شارع «ترعة الدكر» بالزاوية الحمراء إلى سوق موازٍ.. وقالت: «سألنا كثيرا من موظفى الحى عن سبب عدم السيطرة على الباعة الذين حولوا شارع ترعة الدكر إلى سوق موازٍ رغم أنه مخصص لسير الميكروباصات ومرور أهالى المنطقة، فقالوا إن شرطة المرافق لا تعاوننا فى السيطرة على الشارع و«اللى عنده شكوى يروح اقرب قسم الشرطة».

اللواء هشام عبدالحميد

وقال إبراهيم جامع، 35 عاماً، من سكان منطقة الساحل بائع فاكهة: «بعد انتهاء فترة تولى اللواء هشام عبدالحميد رئاسة حى الزاوية الحمراء وتولى المهندس محمد عبدالنعيم رئاسة الحى خلفا له روج موظفى الحى للبائعين أن «الغربال الجديد له شدة» ويتم تشكيل حملات مكثفة لضبط حركة الشارع وحتى الآن لا يرى أحد رئيس حى الزاوية الجديد!

 

ودعا باعة سوق مدينة النور رئيس حى الزاوية الحمراء إلى القيام بزيارة مفاجئة للسوق ليرصد بنفسه ما يجرى داخل السوق من هروب الباعة. والعمل خارجه.. وقالوا: الباعة خارج السوق يتلقون اتصالات هاتفية من بعض موظفى الحى لإبلاغهم بمواعيد حملات الشرطة حتى لا يتم ضبطهم».

 

وقالت مريم عامر، 52 عاماً، بائعة أدوات منزلية من سكان الزاوية: «طلبت من موظفى الحى عمل محاضر إشغال طريق للباعة المتواجدين فى الشارع فرد قائلاً: «إن موظفى الحى لا يستطيعون عمل محضر لأحد، فقلت له «طيب أنا هاخرج من السوق وأبيع فى الشارع كما يفعل الباعة الآخرون»، وعندها رد بحسم «بياناتك عندى ولو جالى خبر بخروجك من السوق هنهى عليك من المربع بالكامل».

 

وشكا أشرف شاكر - 36 عاماً- من سكان عبود بائع خضراوات وفاكهة، من ضعف حركة البيع بسبب هروب الزبائن من السوق.. وقال: «على مدى ثلاثة أيام لم أتمكن من بيع قفصين طماطم وشوال بطاطس وغير قادر على بيعهم بسبب هجرة الزبائن من السوق».