عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

9 ملايين لاجئ.. فى حضن مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

تفتح مصر ذراعيها وتحتضن حوالى 9 ملايين لاجئ هاربين من الحروب المدمرة والظروف المعيشية المتدهورة فى بلدانهم، ولسان حالها يقول: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

 

ورغم أن الحرب الأوكرانية الروسية وفترة الإغلاق الطويلة فى أعقاب تفشى فيروس «كورونا» قد أدت إلى آثار اقتصادية صعبة تئن منها حاليًا دول العالم، ومن بينها مصر، إلا أن المصريين استقبلوا بصدورهم الرحبة وكرمهم الكبير هذا العدد الضخم من اللاجئين، وعاشوا بينهم وعملوا وأكلوا معهم، دون أن يتم عزلهم كما تفعل الدول الأوروبية التى تعزلهم فى معسكرات تحت حراسة مشددة.

 

وتقدر «المنظمة الدولية للهجرة» نسبة اللاجئين إلى مصر بمعدل 8٫7٪ من إجمالى عدد السكان، مشددة على أن «الخطاب الإيجابى للحكومة المصرية تجاه هذه الفئات» يمثل عامل جذب تجاه المهاجرين واللاجئين وطالبى اللجوء، حيث تضعهم على قدم المساواة مع المواطنين.

كيف وأين يعيش هؤلاء الملايين التسعة من اللاجئين والمهاجرين داخل مصر؟ وماذا يقولون عن مصر والمصريين؟

الإجابة فى هذا الملف.

 

القاهرة والجيزة والإسكندرية ودمياط والدقهلية.. وجهتهم المفضلة

 

قدرت «المنظمة الدولية للهجرة» (التابعة للأمم المتحدة)، أعداد المهاجرين الذين يقيمون فى مصر حاليًا بأكثر من 9 ملايين شخص يمثل 8.7 فى المائة من إجمالى سكان البلاد (103 ملايين شخص تقريبًا).

 

وأوضح التقرير، أن الإحصاء الذى أُجرى فى الفترة من أكتوبر 2021، وحتى يونيو 2022، أكد أن «هناك زيادة ملحوظة فى عدد المهاجرين منذ عام 2019 بسبب عدم الاستقرار الذى طال أمده البلدان المجاورة لمصر، ما دفع الآلاف من السودان، وجنوب السودان، وسوريا، وإثيوبيا، والعراق، واليمن إلى البحث عن ملاذ فى مصر».

 

وبحسب المنظمة فإن الخطاب الإيجابى للحكومة المصرية تجاه المهاجرين واللاجئين عامل جذب للمهاجرين واللاجئين وطالبى اللجوء مؤخراً إلى مصر، مؤكدة أن مصر سخية فى إدراج المهاجرين واللاجئين وطالبى اللجوء فى النظم الوطنية للتعليم والصحة، على قدم المساواة مع المصريين فى كثير من الحالات، وهذا رغم التحديات التى يواجهها هذان القطاعان والتكاليف الاقتصادية الباهظة.

 

وأكدت أن إدراج السكان المهاجرين فى خطة التطعيم الوطنية ضد فيروس (كورونا) هو مثال حديث واضح على نهج الحكومة المصرية فى معاملة المهاجرين، على قدم المساواة مع المواطنين.

وبشأن أعمار المهاجرين أظهر الإحصاء أن متوسط عمر المهاجرين فى مصر هو 35 سنة، مع نسبة متوازنة من الذكور (50.4%) والإناث (49% ).

 

كما حدد إحصاء »الدولية للهجرة« 5 محافظات رئيسية تضم 56% من المهاجرين وهى: »القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، ودمياط، والدقهلية«، فيما يعيش باقى المهاجرين باعداد قليلة فى محافظات مثل: أسيوط، أسوان، الغربية، الإسماعيلية، الأقصر، مرسى مطروح، المنوفية، المنيا، بورسعيد، القليوبية، قنا، والشرقية وسوهاج والسويس، ومحافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء.

وتطرقت »الدولية للهجرة« إلى عمل المهاجرين (وفقاً لإفادة السفارات)، إذ تبين أن أكثر من ثلث المهاجرين (37%) يعملون فى وظائف ثابتة وشركات مستقرة، ما يشير إلى أن المهاجرين فى مصر يسهمون بشكل إيجابى فى سوق العمل، ونمو الاقتصاد المصرى.

 

من جانبه قال الدكتور مدحت الشريف، استشارى الاقتصاد السياسى وسياسات الأمن القومى، أن مصر دائمًا تفتح أبوابها للاجئين بشكل عام مما يجسد صفات كرم الضيافة المصرى، رغم الظروف الاقتصادية التى تعيشها مصر حاليا، موضحا أن ثورات الربيع العربى زادت من اللاجئين والمهاجرين إلى مصر خاصة من السوريين والسودانيين، موضحًا أن هجرة الجنسيات الإفريقية كان يزعج الدول الأوربية، وكانوا لا يستطيعون التعامل معهم بشكل حضارى ولائق.

 

وأضاف أن الحرب التى حدثت داخل سوريا وانتشار العصابات الإجرامية، دفع عددًا كبيرًا من السوريين إلى التوجه للدول الأوروبية، ولكن مع فتح مصر لأبوابها أصبحت الأعداد الكبيرة تلجأ إلى مصر قبل اللجوء إلى أوروبا، خاصة عندما شاهدوا أنهم يعيشون فى مصر بنفس مستوى المواطن المصرى، لافتًا إلى أن السوريين فى مصر شعروا أنهم فى بلدهم فلا يتم وضعهم فى معسكرات للاجئين ولا يقفون وراء الأسلاك الشائكة وحراسة مشددة حولهم مثلما يحدث فى أوروبا.

 

وأوضح أن المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة بمصر، ذات إمكانيات مادية محدودة، وتعانى دائمًا من نقص تمويل ميزانيتها التى تدعمها الأمم المتحدة، وتعتمد على إعانات من دول أوروبية، مضيفًا أن مصر يمكنها أن تضغط بشكل أكبر على الدول الأوربية باعتبارهم الأكثر استفادة من استضافة مصر لملايين المهاجرين، لكى يكون لها دور مباشر مع الحكومة المصرية لتمويل العديد من الأعمال التى تقوم بها الحكومة المصرية لصالح اللاجئين.

 

وأكد »الشريف« أن منظمة اللاجئين لديها عجز فى ميزانيتها فى عام 2022 يزيد على 400 مليون دولار، لافتًا إلى أنه يجب على الدول الأوربية أن تقدم المزيد من التبرعات فى هذا الشأن، خاصة أن الفئات التى تعد أكثر احتياجًا بين اللاجئين طبقًا للإحصائيات التى أعلنتها الأمم المتحدة فى عام 2021 منهم فى مصر ما يقارب مليون لاجئ ويحتاجون إلى دعم مباشر مما يزيد ضغط على الميزانية المصرية التى توفر لهم الكثير من الدعم.

 

وأوضح أنه كانت هناك مقترحات لتحصيل مائة دولار من كل لاجئ فى مصر، باستثناء المليون الأكثر احتياجًا، لكى يعوض نسبة ضئيلة مما يتمتع به اللاجئون من خدمات دعم تقدمها الحكومة له مثله مثل المواطن المصرى من دعم فى المستشفيات والمواصلات والكهرباء، وغيرها، ولكن الحكومة المصرية لم تستجب لهذا الطرح ولم تناقشه من الأساس، رغم أن ذات الطرح مازال قائمًا فى دول أخرى.

 

وأكد» الشريف «ضرورة دعم الدول الأوروبية للاجئين فى مصر، مؤكدًا أن استيعاب مصر لـ9 ملايين لاجئ يؤثر بشكل مباشر على الحالة الاقتصادية لها، حيث إن هناك بعضًا من اللاجئين وخاصة السوريين، أقاموا مشروعات اقتصادية والحكومة المصرية سهلت لهم الكثير من الإجراءات وبكافة وسائل الدعم التى يأخذها المواطن المصرى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكأنهم أبناء الوطن، وليس كمستثمر أجنبى، وأن كل هذه المزايا لا يحصل عليها اللاجئون فى أى دول أخرى.

 

وأكد أن المؤسسات الدينية وخاصة الكنائس تدعم اللاجئين وتدعم هجرتهم وتستضيفهم فى البيوت وتوفر لهم فرص عمل، وهذا عنصر إيجابى تقوم به تلك المؤسسات، مضيفًا أن فكرة تصدير المهاجرين واللاجئين لدول أوروبا تعتبره هاجسًا أمنيًا مخيفًا لأوروبا، مضيفًا أن دول أوروبا تعتبر مصر هى الملاذ الأمن لجميع اللاجئين، وتمنح بعضهم موافقات للهجرة لبعض الدول الأوروبية، خاصة الجنسيات الأفريقية.

---

السودانيون والسوريون واليمنيون والليبيون.. النسبة الأكبر بين اللاجئين

 

تشهد مصر منذ بداية عام 2019 زيادة ملحوظة فى أعداد المهاجريين من الجنسيات المختلفة، خاصة العربية والأفريقية.

 

المنظمة الدولية للهجرة ذكرت فى تقرير لها، أن هناك زيادة ملحوظة فى عدد المهاجرين لمصر، منذ عام 2019، بسبب عدم استقرار البلدان المجاورة لها، ما دفع آلاف السودانيين ومن جنوب السودان والسوريين والإثيوبيين والعراقيين واليمنيين إلى البحث عن ملاذ فى مصر، لافتة إلى أن المهاجر هو أى شخص يتحرك أو ينتقل، عبر حدود دولية أو داخل دولة، بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد، بغض النظر عن الوضع القانونى له، وما إذا كانت الحركة طوعية أو غير طوعية أو أسباب الحركة أو مدة الإقامة.

 

وأوضح التقرير أن المهاجرين من 133 دولة، بينهم السودانيون (4 ملايين)، والسوريون (1.5 مليون)، واليمنيون (مليون)، والليبيون (مليون). وتشكل هذه الجنسيات الأربع 80٪ من المهاجرين المقيمين فى البلاد.

 

من جانبه أرجع حسن الغزالى، الأمين العام للمؤسسة الأفريقية للتطوير وبناء القدرات، سبب تزايد أعداد اللاجئين فى السنوات الأخيرة لمصر، إلى أن مصر دولة مستقرة حتى وأن كانت المعيشة مرتفعة بالنسبة لأوضاع اللاجئين، ولكن اللاجئ يهمه فى المقام الأول الشعور بالأمان والاستقرار وهما متوفران فى مصر.

وأضاف أن مصر تتعامل مع اللاجئين بشكل آدمى، فلا يوجد لدينا معسكرات للاجئين، لافتًا أن اللاجئين يستفيدون بشكل قوى من الخدمات التى تقدمها الحكومة للمصريين، خاصة اللاجئين السودانيين واليمنيين، مؤكدًا أن مصر منذ قديم الأزل تقوم بهذا الدور.

 

وأوضح أن مصر لا تعتبر المتواجدين على أرضها لاجئين، والرئيس عبدالفتاح السيسى صرح بذلك من قبل، مضيفًا أن اللاجئين العرب هم أشقاء للمصريين، وأنهم استفادوا بشكل كامل من مصر خاصة فى مجال التعليم.

 

وأكد أن الشعب المصرى بطبعة ودود، والجميع يستطيع الاندماج داخل مصر، كما أن المصريين يتفهمون أن اللاجئين قادمون من أماكن صراع وحروب، ولهذا يمدون لهم يد العون ويساعدونهم على الانصهار فى المجتمع المصرى، مضيفًا أن هناك مظاهر ثقافية ظهرت فى مصر نتيجة الاندماج الذى حدث بين المصريين وعدد من اللاجئين لمصر سواء فى الأكلات أو المعاملات، مثل الشاورما السورى، وأصبح الآن جزءًا من أكلات العديد من المصريين.

 

وأوضح الغزالى أن اللاجئين أضافوا للاقتصاد المصرى مثل السوريين وحركو فرص الاستثمار بشكل حقيقى، مضيفًا أن مدينة السادس من أكتوبر بها تكتلات سوريين وبها رواج اقتصادى قوى.

---

أبناء بلد فى «أم الدنيا».. ومحبوسون داخل معسكرات أوروبا!

 

مقارنة بسيطة بين حال اللاجئين إلينا وحال أقرانهم اللاجئين إلى أوروبا أو أى دولة أخرى تكشف الفارق الكبير بين مصر ودول تتشدق بحقوق الإنسان، بينما ترتضى لنفسها أن تحتجز بشرًا فى معسكرات فى العراء.

 

 مصر تستقبل اللاجئين بترحاب، وترفض أن تضعهم فى مخيمات فى الصحراء كما تفعل دول كثيرة.

 

فى أوروبا يحبسون اللاجئين فى معسكرات ولا يقدمون لهم من الطعام إلا ما يكفيهم ليبقوا على قيد الحياة، أما القاهرة فتدمج كل من يلجأ إليها ليعيش حياته الطبيعة وسط المصريين وكأنه واحد منهم، وتقدم لهم كل وسائل الدعم والخدمات التى يتمتع بها المواطن المصرى، وهو ما يجسد المعدن الأصيل لمصر العظيمة

 

اللواء يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، يؤكد أن مصر تحتضن اللاجئين خاصة من الأشقاء العرب سواء من السودان أو سوريا أو اليمن والعراق وليبيا، وغيرها، وجميعهم يعاملون معاملة المواطن المصرى فى كل شىء، ويعيشون وسط المصريين فى المدن

فى كافة المحافظات المصرية دون الحجر عليهم فى التحرك وتلك هى قمة الإنسانية.

 

وأعرب عن دهشته ممن يزعمون بأن ملف حقوق الإنسان فى مصر يشهد تجاوزات.. وقال: «مصر تعامل الأغراب عنها بقمة الإنسانية، فلا تعزلهم فى مخيمات ولا معسكرات نائية، كما تفعل كثير من دول أوروبا ذاتها، وإن كانت الدولة المصرية تتعامل بكل ذلك الرقى وكل تلك الإنسانية مع الأغراب فما بالنا بأبناء الوطن». مشددًا أن مصر تحترم حقوق الإنسان بشكل كامل سواء للمصريين أو غير المصريين.

 

وأوضح «كدوانى» أن اللاجئين فى الدول الأجنبية يعاملون معاملة قاسية بخلاف معاملة مواطن الدولة المضيفة، فتضعهم تلك الدول فى مخيمات وتضع أسلاكًا شائكة وحراسة حولهم، ومثل هذا التصرف يمثل قمة المهانة والانتقاص من حقوق الإنسان.

 

وأضاف أن وجود 9 ملايين لاجئ يمثلون عبئًا وضغطًا على الاقتصاد المصرى، خاصة أنهم يعاملون معاملة المصريين ويتمتعون بكافة أشكال الدعم المقدمة من الحكومة للمصريين، وتتحمل مصر ماليًا كثيرًا نتيجة لهذا الأمر، ولكن مصر تفعل ذلك انطلاقًا من مبادئها العظيمة التى تتمسك بها على مر الأزمان.

 

من جانبه وصف الدكتور عمرو هاشم ربيع عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- استيعاب مصر لتسعة مليون لاجئ بأنه حدث تاريخى.. وقال:» مصر منذ القدم تفتح أبوابها لكل الأفارقة والعرب، سواء كان للجوء السياسى، أو للهجرة أو للزيارات أو للبحث عن العمل، مؤكدًا أن مصر تتعاطف مع بعض الجنسيات المهاجرة إليها، وتعطيهم حقوقًا أكبر مثل المهاجرين الفلسطينيين والسوريين.

 

وأكد أن مصر لا تقيم مخيمات للاجئين مثل الدول الأوروبية، نتيجة أن الغالبية العظمة من اللاجئين هم عرب وأفارقة، لافتًا أن مصر تلعب دورًا قويًا فى الوقت الحالى فى هذا الشأن وتعتبر الدولة الحاضنة للاجئين العرب والأفارقة.

 

وأوضح أن بعض الجنسيات التى جاءت إلى مصر صار لها دور واضح فى الاقتصاد المصرى مثل السوريين الذين جاءوا إلى مصر والغالبية العظمة منهم لا يجدون عملًا، ولكن فى الوقت الحالى لا يوجد فى مصر سورى دون عمل، نتيجة حبهم للعمل، مضيفًا أن غالبية السوريين الذين بدأوا بمرتبات ضعيفة نجحوا فى إثبات وجودهم وحصل كثير منهم على مرتبات أعلى من المصريين فى الوقت الحالى، وإذا قمنا بعمل بدراسة عن البطالة لدى اللاجئين فى مصر سنجده أقل من عدد البطالة لدى المصريين.

وعن لجوء الجنسيات العربية والأفارقة لمصر رغم الوضع الاقتصادى وتفضيلها على دول غنية مثل دول الخليج، أكد «ربيع» أن دول الخليج لا تسمح لأحد دخول أراضيها إلا بـ«ڤيزا» دخول و«ڤيزا» إقامة، ومن يريد أن يقيم يومًا واحدًا زيادة لابد أن يجدد أقامته، لكون أن تلك الدول ليس مسموحًا لأحد بدخولها إلا للعمل فلابد أن من يأتى إليها أن يأتى للعمل.

وحول مدى تضرر الاقتصاد المصر من لجوء 9 ملايين شخص اليها، قال «ربيع» إن مصر على مدى تاريخها لم تغلق بابها أمام من يلجأ إليها، وفى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك كان فى مصر أعداد هائلة من اللاجئين إليها وكانوا متواجدين فى الحدائق وينامون فى الطرقات والشوارع ويتسولون وكانت مصر تحمل عبئًا كبيرًا، والآن العبء أكبر خاصة فى ظل زيادة أعداد اللاجئين وفى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ولا سيما وأن كل هذا العدد الكبير يتمتعون بكل وسائل الدعم التى تقدمها الحكومة للمصريين.

---

سورى ويمنى وسودانى لـ«الوفد»ِ: نعيش وسط أهالينا

 

«عباس» و«عمار» و«سيف» ثلاثة رجال يحملون جنسيات ثلاث دول عربية.. فأولهم يمنى والثانى سورى والثالث سودانى.

 

ثلاثتهم جمعتهم مصر والإقامة فيها، ورغم أن لكل منهم حكاية إلا أن الخيط الذى يربط بن حكاياتهم جميعًا هو أنهم لم يشعروا يومًا بالغربة فى مصر، بل على العكس يؤكدون أنهم يشعرون أنهم يعيشون وسط «أهاليهم» وناسهم.

 

عباس على حمود- مواطن يمنى، يقيم فى مصر منذ عام 2011، ويعمل فى مطعم بحى الدقى بالجيزة، قال إنه يعتبر مصر وطنه الثانى والمصريين إخوته، لافتًا إلى أنه يشعر باستقرار معنوى ومادى منذ قدومه إلى مصر مع أسرته، وأن نعمة الأمان التى يعيش فيها المصريون هى أكبر نعم الله تعالى.

وأضاف: أشعر بالأمان فى مصر، وأعيش حياتى بشكل طبيعى وسط المصريين، ولم أشعر يومًا بالغربة، ولا بالاغتراب، خاصة أن المصريين يعاملوننى وكأنى مصرى مثلهم وواحد منهم، والمصريون عمومًا أصحاب «عشرة حلوة».

 

وتابع: «أبنائى الأربعة فى مراحل التعليم المختلفة فى مدارس اليمن بمصر، ويتلقون تعليمهم بشكل طبيعى ومنتظم»، مؤكدًا أن جميع أقاربه المقيمين بمصر يعيشون مندمجين مع المصريين وتربطهم دائمًا مودة وألفه، ويتبادلون الزيارات فى كل المناسبات.

 

وعن وجود متطلبات أو شكاوى من أية جهة أو أشخاص، قال «حمود» إنه منذ قدومه من اليمين لم يعانى هو أو أسرته من أى شىء.

 

وبحزن شديد أضاف: «فقدان الوطن غال وعندما تشعر أنت وأبناؤك بعدم الأمان فى بلدك فهذا أمر فى غاية الصعوبة، ولكن قدومى إلى مصر واحتضان المصريين لى ولأسرتى، غسل أحزاننا وأزال منا الشعور بالغربة.

 

وقال عمار عزاوى، من سوريا، يقيم بمصر منذ سنوات، ويعمل فى محل بيع السجاد بمحافظة الجيزة، إنه مستقر فى مصر لحين استقرار الأوضاع فى سوريا، لافتًا إلى أنه جاء إلى مصر مع مجموعة من أصدقائه بحثًا عن الأمان والعمل.

 

وأضاف: «الكثير من الأسر السورية نزحت إلى مصر للفرار من الأوضاع السيئة وعدم استقرار البلاد، وبسبب توالى قدوم السوريين صارت فى مصر مناطق لتجمعات للسوريين مثل أكتوبر والعبور وغيرها».

 

وأشار «عزاوى» إلى أن عدد السوريين المتواجدين فى مصر يتجاوز مليونى سورى وهذا العدد الكبير ليس له إلا معنى واحد وهو أن السوريين يشعرون فى مصر بالأمان والاستقرار والمعاملة الحسنة، وهذا ليس غريبًا على المصريين الذين يتميزون بالشهامة والكرم، مضيفًا أنه زار كل معالم القاهرة ولم يشعر يومًا إلا وكأنه يعيش بين أهله.

وأوضح أن جميع السوريين فى مصر ينعمون بالاستقرار فى جو أمن خال من الحروب أو النزاعات.

 

وقال سيف البروف، رئيس تحرير «شبكة سودزوال» الإعلامية، ومقيم بمصر، إن الشعب المصرى ودود، والسودانيون لا يشعرون بأنهم مغتربون، وأنهم فى وطنهم الثانى، موضحًا أن عدد السودانيين فى مصر كبير جدا، حيث إن مصر تعد أقرب دولة لهم من دول الجوار، والثقافة الشعبية بين الشعبين متقاربة جدًا.

 

وأضاف أن هناك بعض المشاكل تقابلهم، مثل عدم توثيق عقود الإيجار لتجديد الإقامة بمصر، مما يفتح المجال أمام مستغلى بيع عقود إيجار مزيفة لتجديد إقامتهم.