رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شتاء للأغنياء فقط!

بوابة الوفد الإلكترونية

تواجه الأسر المصرية صعوبات كبيرة مع دخول فصل الشتاء، بعد القفزات الهائلة فى الأسعار، شملت الزيادات الخضراوات والفاكهة، وكذلك البطاطين والدفايات، وصولاً إلى أسعار الملابس التى يصرخ منها الجميع.

 

حتى وصل الأمر إلى الأدوية والمضادات الحيوية التى يزيد استخدامها فى هذا الفصل بسبب نشاط الفيروسات وما ينتج عنها من أمراض متعددة، ومع ارتفاع أسعار كافة السلع تزداد معاناة الكثير من الأسر المصرية، حتى أصبح الشتاء للأغنياء والقادرين فقط، فهم من يستطيعون تحمل تكلفة فاتورة مواجهة البرد، أما الفقراء فلهم الله.

 

والحقيقة أن قسوة الشتاء الحالى لا تقتصر على مصر وحدها، إذ تشمل العديد من بلدان العالم بما فيها أوروبا التى تواجه شعوبها برودة قاسية وعدم توافر خدمات التدفئة بعد تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية التى ألقت بتأثيراتها السلبية على الاقتصاد العالمى.

 

 

أسعار الملابس تتحدى برودة الجو

 

شراء الملابس الشتوية من أهم الطقوس التى يحرص الملابس الشتوية على القيام بها مع بداية كل موسم، ولكن ارتفاع الأسعار الذى تشهده الأسواق هذا الموسم جعل هذا الطقس حلما يصعب على الكثيرين تحقيقه، ومن هنا انتعشت أسواق البالة والمستعمل حيث تشهد وكالة البلح وسوق الجمعة بمنطقة الإمام والسيدة عائشة بوسط القاهرة إقبالا كبيرا، عكس محلات الملابس فى كثير من المناطق مثل وسط البلد وروكسى ومدينة نصر التى تشهد حالة من الركود نظرا لارتفاع الأسعار.

 

وكشفت جولة «الوفد» فى الأسواق عن انخفاض الإقبال على محلات وسط البلد وشارع 26 يوليو، ونظرا لضعف حركة البيع، قام أصحاب المحلات بنشر مندوبى تسويق ومبيعات فى الشوارع لجذب الزبائن.

 

 ويقول عادل عز، موظف، إنه جاء لشراء ملابس الشتاء لأبنائه لكنه فوجئ بارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، حيث يتراوح سعر الجاكت من 800 إلى 1500 جنيه، أما البلوفر فيصل إلى 700 جنيه، و«التيشرت هيكول» 500 جنيه، وأكد أن من لديه أسرة مكونة من 4 أفراد فقط يحتاج ميزانية كبيرة لشراء الملابس الشتوية، متابعًا: "ماحدش بيعرف يوفر فى الشتا أصلا، بسبب الدروس ومصاريف المدارس. وقال: «أنا باجى على نفسى دايما وبأجل مشترياتى علشان أوفر متطلبات الأبناء»، موضحا أن الأسعار أصبحت فوق قدرة معظم أبناء الشعب المصرى حتى من كانوا من أبناء الطبقة الوسطى.

أما منة محمد، موظفة، فقالت إنها جاءت لشراء الملابس الشتوية من منطقة وسط البلد لأنها ملابس مضمونة وراقية ويتم تسليم فاتورة لها، لكن الأسعار مرتفعة جدا إذ يبلغ سعر «البالطو» 1200 جنيه، وذو الجودة الأقل يصل إلى 800 جنيه، موضحة أنها كانت تريد شراء قطعة من الملابس للعمل، ولكنها اضطرت مع ارتفاع الأسعار للاكتفاء بجاكت واحد والاعتماد على ملابس شتاء الأعوام السابقة.

 

من جانبه، يوضح مصطفى محمود، بائع، أن الأسعار تبدأ لديه من 800 جنيه للجاكت وتصل إلى 2000 جنيه، والبلوفر من 700 حتى 950 جنيها، و«أندر تيشرت» من 500 جنيه حتى 650 جنيها، أما أسعار الجاكت الجلد الطبيعى فتتراوح بين 1000 و15 ألف جنيه فى حين ترتفع الأسعار فى بعض الماركات إلى 4 آلاف جنيه، لافتًا إلى أن الإقبال ضعيف جدا هذا الموسم بسبب تراجع القوة الشرائية للمواطنين، وغلاء أسعار مختلف السلع ما جعل الأسر تفكر فى أولوياتها، ولأن الملابس لا تحتل أولوية لديهم مقارنة بالأكل ومصروفات المدارس وفواتير الكهرباء والغاز والمياه فالإقبال ضعيف عليها.

 

وأشار إلى أنه سيقدم فى الأيام المقبلة، تخفيضات تبدأ من %20 على كافة موديلات الموسم الشتوى الحالى، فى حين تصل نسبة التخفيضات إلى %50 على بعض الموديلات المتبقية من الموسم الماضى.

 

أما فى منطقة وكالة البلح التى تعتبر ملاذ المصريين من برد الشتاء، فقد شهدت إقبالا كبيرا على شراء الملابس التى تباع بأسعار أقل من غيرها من المناطق.

 

تقول سوسن سمير، ربة منزل، إن أسعار البلوفر تتراوح من 75 إلى 100 جنيه، أما الجاكت فيصل سعره إلى 300 جنيه، لافتة إلى أنها لا تشترى إلا الضروريات فقط، قائلة: «عندى جاكت وسأشترى واحدا آخر فقط للتبديل بينهما، وسأقضى بهما فصل الشتاء».

 

أما «أم عبدالله» صاحبة ستاند بالوكالة فأكدت أن ملابس الوكالة تتنوع بين ماركات «سوبر كريمة» أغلى سعر، و«كريمة» أقل منها فى الجودة ولكنها مستوردة من أوروبا، والشعبى من دول آسيا والخليج، لافتة إلى أن الملابس مر عليها عام فى بلد المنشأ، أو بها أخطاء بسيطة، أو مستعملة استعمالا خفيفا ويتم غسلها وكيها جيدا وبيعها مرة أخرى، مشيرة إلى أن أسعار الملابس الشتوية تبدأ من 75 جنيها لـ«أندر تيشرت»، و350 جنيها للجاكت، ومائة جنيه للبلوفر حسب جودته وبعضها من 150 إلى 200 جنيه.

 

وأضافت أن هناك زبائن يشترون قطعة ملابس واحدة لتتماشى مع أكثر من قطعة أخرى كالبالطو أو الجاكيت، أو "فيست" بدون أكمام، مع تغيير الحذاء والشنطة والبنطلون أو "الجيب"، وكذلك الإيشارب بالنسبة للمحجبات لمواجهة ارتفاع الأسعار.

قالت سماح هيكل

وفى هذا السياق، قالت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، إن أسباب ارتفاع الملابس ترجع لارتفاع أسعار الخامات، وللأسف تلك الأسباب إلى عوامل خارجية أثرت على السوق المحلى، مشيرة إلى أنه من غير الممكن أن تتأثر الحالة الشرائية بزيادة الأسعار، لأن المستهلكين يشترون احتياجاتهم فى حدود إمكانياتهم فقط، كما أن مُصنعى الملابس يقومون بتصنيع موديلات بخامات متفاوتة لتناسب كل الفئات.

 

 وأوضحت "هيكل" أن الزيادة فى الأسعار تصل إلى 20% وأكثر فى كل المنتجات سواء محلية أو دولية، وحل المشكلة يبدأ من الخارج بمعنى حل المشكلة الروسية الأوكرانية، والتوتر بين تايوان والصين وأمريكا، حينها ستعود الأوضاع كسابق عهدها، وذلك لأن أى مشكلة سياسية خارجية تؤثر على مصر اقتصاديا، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الدولار أمام الجنيه.

 

وأشارت إلى أنه فى الفترة الحالية من الممكن أن ينتهز المواطنون فرصة الشراء من المحلات، لوجود تخفيضات تصل إلى 30٪ على جميع أنواع الملابس.

وأكدت أن موردى الخامات من الملابس امتنعوا عن توريد الخامات للمصانع بعد تعويم الجنيه بحجة أن الدولار غير مستقر وأجبروا المصانع على الانتظار لكى يحددوا الزيادة الجديدة.

 

تضاعف تكلفة الأطعمة والمشروبات الساخنة

 

 

تعد الأطعمة والمشروبات الساخنة واحدة من أهم وسائل التغلب على برد الشتاء، لذلك تفكر الأمهات فى صنع أطباق معينة خلال هذا الفصل كالعدس وحمص الشام والبطاطا، فهذه الأطعمة تعتبر هى الطبق الرئيسى لهذا الفصل، فهى وسائل سهلة وأسعارها فى متناول اليد لمواجهة برودة المناخ، ولكن ارتفاع أسعار هذه المواد يهدد المصريين بشتاء بارد جدا.

 

ويعد طبق العدس من أهم الأطباق التى تحرص العديد من الأمهات على إعداده لأبنائهن خاصة خلال موجات البرد القارس، فهو وجبة متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن، كما أنها رخيصة السعر مقارنة بالأطعمة الأخرى، بالإضافة إلى فوائده الصحية فهو يعزز من صحة القلب نظرًا لأنه يحتوى على ألياف غذائية وحمض الفوليك والبوتاسيوم، كما أنه يعمل على تقليل مستوى الكوليسترول الضار بالجسم، ويقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب، كما أنه يزيد من حرارة الجسم، ويمد الإنسان بالطاقة، وتناول العدس يساعد على إتمام عملية الهضم، ويريح المعدة بتقليل الإصابة بالإمساك، كما أنه يساعد على الشعور بالشبع، إلا أن الإنسان قد يحرم من هذه الفوائد المتعددة بسبب زيادة أسعاره، حيث وصل سعر الكيلو السائب إلى 40 جنيها فى بعض المناطق، بينما يصل سعر النصف كيلو المغلف إلى 33 جنيها.

 

كما تعد البطاطا من أهم الأطعمة الشتوية التى تعمل على تدفئة الجسم، وتزيد من طاقته، وهى تحتوى على فيتامين «أ» الذى يمد الجسم بالطاقة، وهناك أيضاً الفاصوليا البيضاء التى تمثل وجبة مميزة لإمداد الجسم بالطاقة والدفء لفترات طويلة خلال اليوم، وذرة الفشار الذى يعطى إحساسا بالشبع، ويوفر الطاقة للجسم.

برد الشتاء

وأكد مجدى الوايلى، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات أن مصر تستهلك 120 ألف طن عدس ما بين الأسود والأصفر، مشيرًا إلى وجود 8 مصانع كبرى تنتج أكثر من 240 ألف طن عدس، ولدينا العدس الإسناوى بالصعيد، وفى ظل ارتفاع أسعار الأسمدة يتم استيراد العدس، حيث يعتبر استيراده أرخص من إنتاجه.

وتعتبر الأعشاب من أهم مضادات البرد حيث يحرص المصريون على شربها دافئة لتدفئة الجسم ورفع كفاءته فى مواجهة البرد، ومن أهم هذه الأعشاب الزنجبيل الذى يخفف من السعال الجاف، لما له من خصائص مضادة للالتهابات، كما أنه يخفف أيضاً من الغثيان والألم.

 

ويعتبر النعناع أيضاً من المشروبات المهمة حيث يعمل كمضاد للاحتقان ودعم صحة الشعب الهوائية وتحسين التنفس عن طريق تحفيز المستقبلات فى الجهاز التنفسي.

أما الحلبة فهى تعمل على تدفئة الجسم وتزويده بالطاقة لأنها مضادة للالتهابات والميكروبات التى تنتشر فى فصل الشتاء، وكذلك تعمل القرفة على تقوية الجهاز المناعى وتعتبر من المضادات الحيوية التى تنشط الدورة الدموية وتعالج مشكلات الجهاز التنفسى مثل التهاب الحلق والسعال والبلغم والربو، وتعالج مشكلات الجهاز الهضمى مثل الإمساك المزمن، وتعمل على تخفيف الآلام والمغص، وتمنح الجسم الدفء.

 

وتؤكد أمل محمد أن المصريين يواجهون برودة الشتاء بالطعام قائلة: "هناك أكلات معروفة نحرص جميعا على تناولها فى الشتاء، ولكن تدفئة المعدة لم تعد بالساهل، لافتة إلى أن حمص الشام وصل سعره إلى 48 جنيها للكيلو السائب، والقلقاس وصل إلى 10 جنيهات، والبطاطا التى كانت تباع قديماً بـ3 جنيهات، وصلت الآن إلى 7 جنيهات أى ضعف الثمن تقريباً، والسحلب أصبح بـ75 جنيها للكيلو، والبليلة وصلت إلى 28 جنيها.

 

ويقول محمد إبراهيم صاحب محل للبقالة إن الأسعار زادت بنسبة 20% خلال الفترة الأخيرة، وذلك لارتفاع سعر الدولار، بالإضافة إلى زيادة الطلب على بعض المنتجات بسبب قرب دخول فصل الشتاء، حيث يتراوح سعر كيلو الفول البلدى من 26 إلى 30 جنيهًا للكيلو، والمستورد يتراوح من 23 إلى 25 جنيهًا للكيلو، وسعر كيلو الحمص يتراوح من 38 و45 جنيهًا للكيلو، والفاصوليا البيضاء 35 جنيهًا للكيلو، ووصل سعر كيلو العدس الأصفر إلى 40 جنيهًا للكيلو، والترمس ما بين 20 إلى 30 جنيهًا للكيلو، واللوبيا البلدى 45 جنيهًا، بينما بلغ سعر اللوبيا المستوردة 35 جنيهًا للكيلو، ووصل سعر السمسم إلى 55 جنيهًا للكيلو.

 

من جانبه، أكد حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، أن هناك عدة أسباب لزيادة أسعار المنتجات فى هذه الفترة وهي: أن فترة ما بين الشتاء والصيف تسمى فاصل عروات يقل فيها العرض ويكثر الطلب على بعض المنتجات فترتفع أسعارها، بالإضافة إلى كثرة الحلقات الوسيطة، وزيادة أسعار مستلزمات الزراعة المستوردة بسبب حرب روسيا وأوكرانيا، مطالبًا بإعادة رسم الخريطة الزراعية وهيكلة السياسات الزراعية بما يخدم الصالح العام ومساندة وتحفيز الفلاحين لزيادة ومواصلة الإنتاج.

ندى صابر

وقالت ندى صابر، باحثة فى مجال إدارة المنزل واقتصاديات الأسرة، إن المجتمع المصرى لا يستطيع أن يحيا دون وجود السلع الاستراتيجية، والتى تضمن عيش المواطن وعدم توافرها يهدد أمنه، ولعل من أهم أسباب ارتفاع أسعار هذه السلع هو الأزمة العالمية التى يعانى منها العالم كله، خاصةً بعد جائحة كورونا، والتى هددت الاقتصاد العالمى ككل، وأثرت بشكل كبير على الاستيراد وإنتاج الأغذية والسلوك الاستهلاكى والنمط الشرائى وغيره.

 

وتابعت قائلة إن هناك أسبابا أخرى لارتفاع الأسعار ومنها ارتفاع تكلفة إنتاج المحاصيل الزراعية، بداية من البذور وحتى نقل المحاصيل لأماكن بيعها، بالإضافة إلى قلة المخزون المحلى من بعض السلع وخاصةً السلع الغذائية، مما دفع الدولة لإنشاء وتطوير المشروعات الزراعية والغذائية، لتوفير السلع الاستهلاكية للمواطنين بتكلفة أقل.

 

وأشارت «صابر» إلى أن هذا الارتفاع فى الأسعار أدى إلى اتجاه بعض المواطنين لتجنب الإنفاق على البنود الترفيهية وتقليل الإنفاق على البنود الأساسية، وذلك باستخدام منتجات ذات تكلفة أقل تحقق نفس الهدف، فعلى سبيل المثال أصبح المواطن المصرى يهتم بشراء السلع الأساسية التى تضمن عيشه مثل الأرز والبقول والحبوب والزيت والسكر وغيره، وفى نفس الوقت تحقق له هدف الإشباع وتلبية احتياجات الأسرة، وبما أن العدس من البقول الصحية المفيدة التى يفضلها الجميع خاصةً فى فصل الشتاء فمن المتوقع أن يظل المستهلك مُقبلا على شرائه لما يحققه له من فوائد.

 

 ووجهت خبيرة اقتصاديات المنزل، نصائح لمواجهة الغلاء، منها تناول الأطعمة عالية القيمة الغذائية، وغير المكلفة، مثل القلقاس والسبانخ والعدس والفاصوليا، التى يمكن تناولها دون الحاجة لوجود لحوم أو دواجن.

 

إقبال ضعيف على البطاطين والمفروشات

 

 

كشفت جولة "الوفد" لرصد أسعار مستلزمات الشتاء التى باتت تلهب جيوب المواطنين، كشفت الجولة زيادة فى أسعار البطاطين عن الأعوام الماضية، فمع أول نسمة هواء باردة، ومع أول قطرة مياه تنزل من السماء تظهر كلمة البطاطين والمفروشات الشتوية فى حياة الأسر المصرية، ويكون لها الأولوية فى تجهيزات الشتاء، التى لا يمكن لأى أسرة تجاهلها أو الاستغناء عنها، لذلك مهما كان ثمن هذه التجهيزات لابد من توفيرها، إلا أن الأسعار المرتفعة تقف حائلا دون تحقيق هذا الحلم.

 

وفى الأسواق تختلف أشكال وأحجام البطاطين، ويتم تحديد السعر حسب وزن البطانية والخامة المستخدمة فى صناعتها، إضافة إلى المقاس سواء كان كبيرا أم صغيرا، كما تختلف الأسعار من مكان لآخر.

 

وداخل سوق "حمام التلات" الشعبى بمنطقة الموسكى، تقول فتحية السكرى، مالكة أحد المحال التجارية، إن أسعار البطاطين والدفايات والملاءات للموسم الشتوى ارتفعت، مما أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين عن الشراء خاصة البطاطين الأغلى سعرا، ولجأوا إلى الدفايات التى تستخدم كمفرش للسرير، أما العرائس فيشترين أخف البطاطين بدلًا من شراء البطانيات الثقيلة، لافتة إلى أن البطاطين يصل سعرها إلى أكثر من 900 جنيه، وذلك لأن أغلبها تركية أو مستوردة من الخارج، أما المفروشات فتبدأ من 160 جنيها وتصل إلى 350 جنيها حسب الخامة.

البطاطين والمفروشات

 

ووافقتها فى الرأى الحاجة «كوثر»، التى أكدت أن الأسعار ارتفعت هذا العام مقارنة بالعام السابق، ولذلك يلجأ البعض إلى شراء المفروشات من على الإنترنت أو من أشخاص غير معروفين لذلك غالبا

ما تكون الخامات غير جيدة، لافتة إلى أنه كلما ارتفع سعر السلعة سواء كانت بطانية أو لحافا أو مفرش سرير شتويا زادت جودتها وقدرتها على التدفئة، والعكس صحيح كلما انخفض سعرها كانت أقل فى مستوى الخامة والوزن والتدفئة التى تحققها. وهناك بطاطين وألحفة رديئة سواء على مستوى التدفئة أو حتى الراحة، لأنها تصنع من خامات قد تسبب مشكلات فى الجلد، وبالنسبة للحاف فمن الممكن أن يبدأ من 300 جنيه، لكن عادة ما يكون غير قابل للغسل بمجرد أن يتسخ وبتعرضه للماء يفقد صلاحيته تماما ويتكدس القطن بداخله، وهناك بطانية قطيفة طبقة واحدة فرو عالٍ يتراوح سعرها بين 600 إلى 700 جنيه، وبطانية تركى 3.5 كيلو يتراوح سعرها من 700 إلى 900 جنيه، وبطانية كورى بوزن 8 كيلو يتراوح سعرها من 750 جنيها إلى 900 جنيه، وبطانية أكليرك طبقة واحدة مقاس 220×240 يتراوح سعرها من 650 إلى 850 جنيها، ودفاية سرير مايكروفايبر مقاس 200×200 سم من 550 إلى 650 جنيها، وبطانية كورى 9 كيلو مقاس 220×240 تتراوح بين 950 و1050 جنيها، وبطانية كورى 10 كيلو من 1050 إلى 1300 جنيه، أما البطانية الكورى 12 كيلو فيتراوح سعرها من 1350 إلى 1550 جنيها.

 

وفى منطقة السيدة زينب أكدت «الحاج شاهين» أن الباعة ينتظرون دخول الشتاء لأنه موسم عملهم، لكن الحالة الاقتصادية للمواطنين هذا العام لا تبشر بخير؛ بسبب ارتفاع الأسعار، مؤكدًا أن حالة السوق متوقفة تمامًا، كما أن البطانية واللحاف تبدأ من 900 جنيه وتصل إلى 1500 جنيه، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار الذى يواجهه سوق المفروشات الشتوية أثر كثيرا على حركة البيع والشراء.

 

ويضيف أن أسعار البطاطين تشمل بطانية كورى 9 كيلو مقاس 220×240 يتراوح سعرها من 900 إلى 950 جنيها، والبطانية الـ10 كيلو بين 1000 و1300 جنيه، أما البطانية التركى 3.5 كيلو مقاس 220×240 فتتراوح بين 600 و750 جنيها، والبطانية الكورى وزن 8 كيلو مقاس 220×240 تتراوح من 650 إلى 900 جنيه، وتراوح سعر دفاية سرير مايكروفايبر مقاس 200×200سم من 450 إلى 600 جنيه، أما البطانية القطيفة طبقة واحدة فرو عالى فتتراوح بين 600 و800 جنيه، والبطانية الإكليريك طبقة واحدة مقاس 220×240 سم فيتراوح سعرها من 700 إلى 900 جنيه، أما البطانية القطيفة حفر ليزر مقاس 220×240 سم متعددة الألوان فتصل إلى 400 جنيه.

 

ويقول أحمد هشام، أحد تجار سوق الموسكى، إن الأسواق تشهد إقبالا متوسطا على شراء البطاطين، بسبب ارتفاع الأسعار بنسبة تجاوزت 20%، وسط وفرة فى المعروض، ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن البطاطين الكورى والإسبانى والتركى، هى الأكثر طلبا من جانب المستهلك المصرى؛ إذ تتميز بملمسها الناعم، وتنوع أوزانها لتناسب كافة الأذواق، وتبدأ من 4 كيلو حتى 9 كيلو، وهناك بطانيات صينى تتراوح أسعارها من 400 إلى 600 جنيه حسب الخامة، بالإضافة إلى البطانيات الشعبى المحلى التى تبدأ أسعارها من 130 وتصل إلى 500 جنيه، أما سعر الإسبانى، ذات الطبقة الواحدة فتبدأ من ألف جنيه.

 

وتوجد أماكن لبيع البطاطين فى القاهرة بأسعار رخيصة لشراء كميات لاستخدامها فى الصدقات، ويعد شارع 26 يوليو بمنطقة الإسعاف بوسط القاهرة من أشهر الأماكن التى تبيع هذه البطانيات، وتنتشر المحلات على الصفين، وتسمى بالبطاطين الشعبية أو بطاطين الغلابة، وتكون مصنوعة من الصوف وذات ملمس خشن وذلك للتدفئة خلال فصل الشتاء، وتبدأ أسعارها من 100 جنيه للبطانية، أما عن الدفايات الشعبية فتبدأ من 90 جنيها. 

 

هذه الأسعار انعكست على حركة البيع والشراء، كما أكد التجار والمواطنون أيضاً حيث توضح «إيمان» ربة منزل، أنها أصبحت عاجزة عن تجهيز ابنتها قائلة: "إحنا مش عارفين مين اللى بيزود السعر والتقطت أطراف الحديث سيدة أخرى قائلة: "أنا مش عارفة أشترى بطاطين؛ لأن السعر اللى كنت متوقعاه وعاملة حسابى عليه فى الفلوس اتغير".

 وعن سبب ارتفاع الأسعار، علق الدكتور طه رمضان خبير الاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، أن الشتاء هذا العام سيكون ساخنا جدًا من حيث الأسعار، لأنه يأتى تزامنًا مع مشكلات سياسية عالمية كحرب روسيا وأوكرانيا، ومشكلات الاتحاد الأوروبى، والتى أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والسلع المستوردة، وذلك على مدار السنة وليس فصل الشتاء فقط، ولكن نظرًا لاستهلاك بعض السلع بنسبة كبيرة فى بعض الأوقات كالبطاطين مثلا لذلك تزداد المشكلة. 

وتابع "رمضان" أن تلك المشكلة ليست وليدة اليوم بل على مدار العام، كما أن المشكلة مرتبطة بثقافة المستهلكين ومدى ارتباطهم بالشراء فى المواسم السنوية، مضيفًا أنه على المستوى المحلى نحتاج إلى مراقبة الأسواق والأسعار، بالإضافة إلى الجهود الذاتية فى عملية الوعى بالتعرف على أرخص الأسواق والتى توفر بدائل عن السلع المرتفعة السعر، وتشديد قانون حماية المستهلك، وقيام المستثمرين والمنتجين بعمل عروض وتخفيضات لتوفير كافة احتياجات المستهلك بأقل الأسعار.

 

ولفت الخبير الاقتصادى إلى أنه من المتوقع أن تصل الزيادات إلى المنتجات الزراعية والحيوانية وكافة السلع الاستهلاكية، وذلك بسبب ارتفاع نفقات الإنتاج فى الشتاء وانكماش إنتاج بعض المنتجات الزراعية، خاصة تلك التى تحتاج إلى رعاية أكثر، لذلك يجب ترشيد الاستهلاك واستبدال بعض المنتجات بالأقل سعرًا، بالإضافة إلى الشراء فى فترة الأوكازيون، وكذلك السلع الشتوية كالبطاطين التى يمكن أيضاً شراؤها فى مواسم غير موسم الشتاء حتى لا يزيد الطلب وبالتالى ترتفع الأسعار.

--

قفزة كبيرة فى أسعار أدوية نزلات البرد

 

مع قدوم فصل الشتاء تبدأ الكثير من الأسر استعداداتها بشراء بعض الأدوية والمضادات الحيوية التى ترتفع مبيعاتها بشكل ملحوظ، خاصة أدوية الزكام والبرد والربو، بالإضافة لبعض مستحضرات فيتامين C للوقاية من الإصابة بنزلات البرد، ولكن أسعار هذه الأدوية أصبحت تشكل أزمة كبيرة للعديد من الأسر.

 

 "مفيش حاجة اسمها خد الدواء ده هيقوى مناعتك".. ففى سبتمبر من العام الحالى، خلال حوار تليفزيونى، قال الدكتور أمجد الحداد استشارى الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أنه يجب الحفاظ على جهاز مناعى متوازن، موضحًا أن مصطلح "إزاى أزود مناعتي" يقصد به الأطفال وليس كبار السن والبالغين، وذلك لأن الشخص البالغ وصل لمرحلة مناعية تكون فيها كل أجهزته اكتملت، بما فيها الجهاز المناعى الذى هو عبارة عن منظومة من عدة أجهزة، وبالتالى فإن تقوية المناعة للكبار مصطلح غير طبى، ولكن يمكن الحفاظ على الجهاز المناعى بأدوية تحت إشراف طبي، لافتًا إلى عدم وجود أى داعٍ لتناول المضادات الحيوية للوقاية، مؤكدا أن فرط استخدام المضادات الحيوية يؤدى إلى قتل البكتيريا النافعة فى الجهاز الهضمى ونمو البكتيريا الضارة وهو ما يؤثر على مناعتنا.

الدكتور كريم كرم

وفى نفس السياق، قال الدكتور كريم كرم عضو المركز المصرى للحق فى الدواء، إن هناك ارتفاعا فى أسعار الأدوية يتراوح بين 30% إلى 40 %، لافتًا إلى أن السوق المصرى به 86% من الإنتاج المحلى والباقى مستورد، ولكن معظم الخامات مستوردة، مضيفًا أن بعض المواطنين يقبلون على تناول الفيتامينات لتقوية جهاز المناعة فى بداية فصل الشتاء، والتى يزيد استهلاكها بنسبة 60% فى هذه الفترة عن باقى أشهر السنة، وذلك بسبب انتشار الأمراض والفيروسات، هذا إلى جانب بعض المستلزمات مثل لصقات الظهر أو الكريمات. وأضاف أنه فى فصل الشتاء تبدأ الإصابات المتتالية بنزلات البرد، ويلجأ الكثيرون إلى تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، وهذا خطأ فتناول العصائر والفواكه التى تحتوى على فيتامين C أفضل لزيادة مقاومة الجسم للفيروسات.

وأكد "كرم" وجود أدوية شهيرة تستخدم عادة عند الإصابة بدور برد خفيف ويقوم الأفراد بشرائها بمعدل علبتين أو ثلاث على الأكثر فى بداية فصل الشتاء ليكونوا على استعداد لتناولها فور ظهور الأعراض، وهناك أدوية أخرى مثل المضادات الحيوية الشديدة التى تستخدم لعلاج حساسية الجيوب الأنفية الشديدة والنزلات الشعبية، وهذه الأدوية يجب ألا تصرف إلا بروشتة من الطبيب وتحت إشرافه لخطورتها، أما بالنسبة لأدوية الحساسية المستمرة التى تظهر لبعض الأفراد مع كل شتاء والتى يستخدم لها بخاخات الأنف أو الفم فهى تشترى مع بداية فصل الشتاء بصفة مستمرة لأن صاحبها معتاد عليها، لافتًا إلى أن المشكلة الحقيقية فى زيادة الأسعار هو أن معظم الصيدليات لديها مخزون من الأدوية ورغم ذلك تبيعها بالسعر الجديد الغير مدون على العلبة. 

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأدوية يؤدى إلى زيادة الإقبال على شراء الأدوية من أماكن غير مخصصة لذلك كسوق الجمعة، وغالبا ما تكون هذه الأدوية مغشوشة أو معاد تصنيعها فى مصانع بئر السلم وهو ما يمثل خطرا كبيرا على صحة المواطنين.

 

يذكر أنه فى يناير الماضى كشفت شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، فى بيان لها، عن زيادة جديدة فى 100 صنف من الأدوية داخل مصر، بناءً على أسعار حددتها هيئة الدواء المصرية، والتى شملت المضادات الحيوية وأدوية البرد ومستحضرات التجميل والعديد من الأدوية الأخرى، وذلك بعد دراسات واسعة ومخاطبة الشركات العالمية للتأكد من ارتفاع أسعار خامات الأدوية، والتأكد من ارتفاع تكلفة الشحن على الشركات.

 

وفى شهر أكتوبر اعتمدت هيئة الدواء المصرية، زيادات جديدة على أسعار عدد من الأصناف الدوائية، بنسب وصلت إلى 25%، بعدما تقدمت الشركات بطلبات رسمية لمراجعتها فى خضم الأزمة الاقتصادية الراهنة، والسعى لضمان توفيرها بالسوق المصرى.