رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دراسة ميدانية ترصد خفايا عالم البلطجة

ازدهرت أعمال البلطجة في‮ ‬مصر بشكل‮ ‬غير مسبوق بعد ثورة‮ ‬يناير الأمر الذي‮ ‬جعلها ظاهرة شبه‮ ‬يومية عاني منها المواطن في‮ ‬جميع أنحاء البلاد‮. ‬وقد تعددت أساليب البلطجية ونجح أصحابها في‮ ‬فرض أنفسهم علي الشارع المصري‮ ‬بشكل أفقده الأمن والأمان الذي‮ ‬كان سمة أساسية علي مدار العقود الماضية‮. ‬ ورغم أن هذا قد‮ ‬يكون مقصودا من أجل الدفع بالمواطنين للبكاء علي النظام السابق إلا أن الأوضاع لم تعد تحتمل الأمر الذي‮ ‬يتطلب وقفة متأنية مع هذه الظاهرة‮. ‬

وحتي الآن فإن الكتابات المتناثرة عن الظاهرة لا تتجاوز التعرض السريع لها دون محاولة التوغل في‮ ‬أعماقها الأمر الذي‮ ‬نحاول من خلال هذه السطور تجاوزه بنشر تلك الدراسة أو التصور المبدئي‮ ‬عن الظاهرة ومحاولة وضعها في‮ ‬قالب‮ ‬يتعدي التناول الحدثي‮ ‬لها‮. ‬

لا‮ ‬يحتمل تناول ظاهرة البلطجة الإرجاء أو التأجيل ويلزم العلاج ويمكن للمرء أن‮ ‬يلمح مظاهر ثابتة من هذا التتابع الزمني‮ ‬السريع والمتلاحق للأحداث المؤسفة ومن هنا علينا أن نحظر الكمائن والفوضي والسلب والنهب والأمر الذي‮ ‬يمكن الاتفاق عليه بشكل مبدئي‮ ‬يتمثل في‮ ‬أن أعمال البلطجة تحركها رموز النظام الفاسد ومعاونوهم والذين اتفقوا فيما بينهم علي القيام بهذه المهمة تحقيقا لهدف تقويض الثورة ومحاولة إشغالها بقضايا جانبية‮. ‬

ومع تطورات ثورة‮ ‬يناير فقد فتحت بعض أسواق البلطجة أبوابها فيما أغلقتها أخري حقنا للدماء والملاحظ هنا أن قائمة الأسعار خيالية وهو ما‮ ‬يأتي‮ ‬بالتزامن مع تغليظ العقوبات والأحكام العسكرية السريعة‮. ‬

ومن واقع المتابعة الدقيقة لتطورات الأحداث في‮ ‬مصر بعد ثورة‮ ‬يناير‮ ‬يمكن القول أن عمليات البلطجة تجاوزت أكثر من‮ ‬190‮ ‬عملية تمت بنجاح دون مقاومة،‮ ‬وأما عن مقر البلطجية فهو البؤر الإجرامية والعشوائيات وساكنو القبور والمراحيض وأطفال الشوارع واللقطاء والمولودون سفاحا والغرف التي‮ ‬تسكنها عائلات بدون باب ولا‮ ‬يتجاوز الفاصل‮ "‬ملاية محلاوي‮".‬

 

أصول البلطجية

إن البلطجية من عائلات إجرامية وقد اكتسبوا الخبرة بالوراثة وهم في‮ ‬أكثر الأحوال مولودون لأب وأم مجرمين وتبدو علامات الإجرام علي‮ ‬وجوههم وفي‮ ‬دمهم وهم خريجو سجون ونشاطهم الإجرامي‮ ‬في‮ ‬تزايد مستمر ومسجلون شقي‮ ‬خطر فئة‮ "‬أ‮" ‬ولا‮ ‬يخافون العقاب أو السجون‮.‬

ويتضمن نشاطهم الإجرامي‮ ‬فرض سيطرة ومقاومة السلطات بالسلاح ومهاجمة مجموعات من الناس تجمعهم رابطة واحدة‮. ‬وأما عن الأدوات الإجرامية للبلطجة فإنهم‮ ‬يطورون هذه الأدوات ويمكن أن نجدهم‮ ‬يستخدمون الموتوسيكل الطائر بدلا من الجمل والحصان كما أن لديهم أسلحة مسروقة من الأقسام وسجناء هاربين كما‮ ‬يستخدمون السلاح الأبيض بجميع أنواعه والمولوتوف معبأ بنزين‮ ‬92‮ ‬والعبوات حديثة التصنيع‮. ‬وفي‮ ‬مختلف عملياتهم‮ ‬يصعب مقاومتهم من قبل العامة‮.‬

وعن أماكن التنفيذ فهي‮ ‬جميع شوارع ومنشآت المحروسة بلا استثناء علي قارعة الطريق وبشكل علني،‮ ‬وفيما‮ ‬يتعلق بالميقات الزمني‮ ‬فشعار البلطجية هو‮ "‬نرتكب جرائم ما بعد الثورة والانفلات الأمني‮ ‬علي مدار‮ ‬24‮ ‬ساعة ولا‮ ‬يوجد عطلات أسبوعية ونعمل في‮ ‬الأعياد والمواسم ولانكل ولا نمل ودائما نفوز بغنيمتنا‮". ‬

وينطلق البلطجية من أن فكرهم‮ ‬يتسم بالجدة وكونه منظماً‮ ‬ومخططاً‮ ‬في‮ ‬ظل استعداد

لتلبية كل الطلبات ومواجهة كافة الاحتمالات‮. ‬وتشمل تخصصاتهم اقتحام الأقسام والسجون وتهريب السجناء‮. ‬وبشكل عام ومن واقع ما جري خلال ما بعد الثورة فإن البلطجية متخصصون في‮ ‬السعي‮ ‬لتحقيق عدة أهداف‮:‬

‮< ‬تحديد="" المستقبل="" السياسي="">

‮< ‬اقتحام="" قاعات="" المحاكم="" والنيابات="" وضرب="" الصحافة="">

‮< ‬فرض="" السيطرة="" ومقاومة="">

‮< ‬سرقة="" واتلاف="" المحلات="">

‮< ‬امتلاك="" خبرات="" في="" سرقة="" أحراز="" السلاح="" والمخدرات="" بالطب="" الشرعي‮="">

‮< ‬إضرام="" النيران="" في="" ملفات="" القضايا="" الهامة="" بالمحاكم="">

‮< ‬حوادث="" الخطف="" والاغتصاب="" وهتك="">

‮< ‬ضرب="" الأطباء="" والممرضات="" وتدمير‮="" ‬غرف="" العمليات="" والعناية="" المركزة‮="">

‮< ‬امتلاك="" سيارات="" مجهزة="" لتهريب="" السجناء="" والمحبوسين="" أحتياطياً‮="">

‮< ‬سرقة="" الخزائن="" وسيارات="" نقل="">

‮< ‬القتل="" وازهاق="" الروح="" والتقرير="" مضمون‮="" -="" ‬هبوط="" حاد="" في="" الدورة="">

‮< ‬متخصصون="" في="" الثورات="" المضادة="" وتأييد="" النظام="" الفاسد="" والبركة="" في="" أبو="">

‮< ‬امتلاك="" معدات="" ثقيلة="" للتنفيذ="" وهدم="" السجون="" من="" بلدوزرات‮="" -="" ‬كساحات‮="" -="">

‮< ‬امتلاك="" سيارات="" ذات="" دفع="" رباعي="" وسلاح="" علي="" أعلي="" مستوي‮="">

جرائم ما بعد الثورات

إن الثورات والحروب والانقلابات العسكرية تخلق جرائم مستحدثة علي المجتمع ويزداد معدلها الإجرامي‮ ‬خلال هذه الفترات وينضم إليها عناصر إجرامية جديدة لم تكن معروفة أو مسجلة جنائيا من قبل قبل وهي‮ ‬فئة الشباب من سن‮ ‬15‮ ‬سنة وحتي‮ ‬24‮ ‬سنة‮.‬

ولا تظهر الجرائم أثناء الثورات ذاتها حيث‮ ‬يكون المجرمون في‮ ‬حالة ترقب ظهور نتائج الثورات فقد‮ ‬يكونون مع الجانب الفائز او ضده وكله إجرام وغنائم وغياب القانون والشرعية والروح الخاص وتعود الحياة لطبيعتها بعد فترة الاستقرار السياسي‮ ‬وإعلان اسم رئيس الدولة ومجلس الوزراء والتشكيلات الوزارية والمحافظين‮. ‬

وفي‮ ‬محاولة لتحديد الأسباب وراء الجريمة التي‮ ‬يقوم بها البلطجي‮ ‬فهي‮ ‬ذاتية في‮ ‬المجرم ذاته سواء كانت عضوية أو نفسية أو قد تنبع من المجتمع ذاته ولعل السؤال الأساسي‮ ‬هنا هو أين دور المؤسسات المهتمة بعالم الجريمة والمجرم؟

هنا لا بد أن نعي‮ ‬من الخطأ أن نعتمد فقط في‮ ‬مكافحة الجرائم علي رجال الشرطة ورجال النيابة والقضاء،‮ ‬فالجميع تم الاعتداء عليهم‮.‬