رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المحليات تغرق فى شبر ميه

بوابة الوفد الإلكترونية

إنذار.. كانت أمطار الثلاثاء الماضى، التى غمرت القاهرة وأغلب محافظات الدلتا، مجرد إنذار بأن الشتاء الذى يدق الأبواب قد يكون قاسياً ومليئاً بالأمطار التى تصل إلى حد السيول..

وعندما تذكر أمطار الشتاء والسيول تتوجه الأنظار فوراً إلى مخرات السيول، باعتبارها «فتيل الأمان» الذى ينزع خطورة الأمطار الكثيفة، وتقى من خطر السيول التى تتجمع من مياه الأمطار، وتحولها من نقمة إلى نعمة تستخدم فى الزراعة والصناعة والشرب أيضاً.. فهل استعدت الأجهزة الحكومية فى وزارات مصر المختلفة وفى المحافظات لأمطار الشتاء؟.. التحقيق التالى يجيب:

فى البداية أوضح حمدى عرفة- خبير الإدارة المحلية، أنه طبقاً لقانون المحليات فإن المحافظين، ومن يتبعهم من قيادات للإدارة المحلية فيما يقرب إلى 27 محافظة، هم خط المواجهة الأول لمخاطر السيول، بالتنسيق مع كل من وزارة الرى والزراعة.

وقال: مجارى الصرف الصحى المطلوب «تسليكها» قبل بدء الشتاء هى مسئولية محافظ الإقليم من ناحية الإشراف والمتابعة، فالمادة رقم 27 من قانون المحليات تنص على «يتولى المحافظ بالنسبة إلى جميع المرافق العامة التى تدخل فى اختصاص وحدات الإدارة المحلية جميع السلطات والاختصاصات التنفيذية المقررة للوزراء بمقتضى القوانين واللوائح ويكون المحافظ فى دائرة اختصاصه رئيساً لجميع الأجهزة التنفيذية».

وأشار «عرفة» إلى أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى تخدم محافظات الجمهورية، وتوجد 409 محطات معالجة الصرف الصحى فيما يبلغ إجمالى أطوال شبكات الصرف الصحى 45 ألف كيلو متر.. وقال «لا بد من الاستعداد التام هذا العام، للاستفادة من مياه الأمطار، وهى كميات ليست بالقليلة فما سقط من أمطار على القاهرة قبل أيام بلغ 2,5 مليون متر مكعب فى أقل من ساعتين».

وأكد أستاذ الإدارة المحلية أن كميات الأمطار التى سقطت على مصر فى الشتاء الماضى بلغت 4 ملايين متر مكعب تكفى لزراعة 650 ألف فدان، فضلاً عن أنه توجد مخرات للسيول طبيعية وصناعية، موضحاً أن عدد المخرات الصناعية نحو 900 مخر رئيسى تم إنشاؤها منذ عقود، للاستفادة من السيول فى الزراعة ومياه الشرب وشحن المياه الجوفية.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية وحيد سعودى أننا ما زلنا فى فصل الخريف، وعدم الاستقرار فى الجو يبدأ مع شهرى نوفمبر وديسمبر ويشهد تزايداً كبيراً فى توقعات سقوط الأمطار والسيول، وتأثيرها الأكبر على كل المدن الساحلية المطلة على البحر المتوسط سواء الغربية منها عند السلوم وسيدى برانى ومطروح والإسكندرية أو على مدن ومحافظات القناة، خاصة على بورسعيد أوعلى سواحلنا الشرقية عند مدينتى رفح والعريش تقل حدتها نسبياً كلما اتجهنا للمدن.

وأضاف «سعودى»: يصاحب ذلك سقوط أمطار متوسطة الشدة إلى غزيرة أحياناً تقل كمياتها على جنوب الوجه البحرى والقاهرة، ويصاحب ذلك انخفاض آخر فى درجات الحرارة ونشاط للرياح يزيد من الإحساس بهذا الانخفاض وإلى اضطراب حركة الملاحة البحرية فوق مسطح البحر المتوسط، ولذلك نوجه نصائح للمواطنين، تجنب الجلوس تحت الأسقف غير الثابتة، وتجنب القيادة عند غزارة المطر بسبب انعدام الرؤية، وتجنب الإمساك بأجسام معدنية موصلة للكهرباء أثناء المطر، عند ملاحظة وجود أسلاك كهربائية أوأعمدة إنارة تمثل خطورة على المارة أثناء المطر فلا تبادر بحل المشكلة وقم بإبلاغ الجهات المسئولة.

وأكد جمال صيام استاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة، أن موسم السيول يتركز فى شهرى نوفمبر وديسمبر وتسقط الأمطار فى مناطق غير مأهولة بالسكان، وخاصة الجبال بداية من مرسى مطروح والإسكندرية والبحر الأحمر ومحافظات الصعيد خاصة أسيوط وأسوان، وبالنسبة لاستغلال مياه الأمطار يكون فى الزراعة والرى والمصارف، ولكنه يصعب استخدامها كمياه للشرب، نظراً لأنها تكون فى الغالب أمطاراً حمضية، مشيرا إلى أن عدم الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار يؤدى إلى مشكلات كبيرة فى القرى والمحافظات، حيث تسبب أحياناً كوارث طبيعية فى المناطق الجبلية بالمحافظات.

ووجهت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، برفع درجة الاستعداد داخل مراكز الإغاثة على مستوى الجمهورية، استعداداً لمواجهة التغيرات المناخية المنتظرة فى فصل الخريف واستقبال فصل الشتاء وما يصاحبها من سقوط أمطار قد تصل لحد السيول.

وقالت القباج، إن مخصصات بند الإغاثة بالخطة الاستثمارية للوزارة لهذا العام بلغت 120 مليون جنيه، وتم دعم البند بمبلغ 10 ملايين جنيه لشراء مهمات إغاثة إضافية لدعم المراكز وعددها 27 مركزا على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى الموجودة بالمخازن، مؤكدة على أنه يتم تدريب العاملين فى مجال الإغاثة، سواء فى المديريات أوبواسطة الإدارة العامة للإغاثة.

ولفتت وزيرة التضامن الاجتماعى إلى تشكيل فريق عمل للإغاثة بالوزارة ومقابل له بالمحافظات استعدادا لفصل الشتاء، وما قد يحدث فيه من تقلبات جوية، كما تم تزويد مراكز الإغاثة بالمحافظات بالعدد الكافى من المهمات الإغاثية استعداداً لفصل الشتاء ومراجعة المهمات المتوفرة من البطاطين والمراتب.

وفى هذا السياق شكلت وزارة التنمية المحلية، لجان ميدانية من الوزارة وكل محافظة، للمرور على الأحياء والمراكز والمدن فى كل محافظة والتنسيق مع شركات المياه لمراجعة مخرات السيول والترع والمصارف والسدود والبحيرات ومحطات الصرف الصحى وبالوعات صرف مياه الأمطار و«الشنايش»، للتأكد من جاهزيتها لاستقبال موسم سقوط الأمطار والسيول، فيما سيتم تشكيل مجموعات عمل مدنية يقودها شباب المتطوعين بالمحافظات لمواجهة أخطار السيول والأمطار الغزيرة، وتحديد أماكن تمركزها وأماكن تمركز المعدات.

وأكدت وزارة التنمية المحلية، استعداد غرفة العمليات المركزية بالوزارة للعمل على مدار الساعة والتنسيق مع غرف العمليات بالمحافظات، وغرفة عمليات مجلس الوزراء، حال سقوط أمطار، للتدخل السريع والتعامل مع كميات الأمطار، والتواصل المستمر مع هيئة الأرصاد الجوية ومركز التنبؤات بوزارة الموارد المائية والرى، ووضع خطط وسيناريوهات لتوقعات الهيئة لحالة الطقس بشكل يومى.

وتتابع غرفة العمليات بوزارة التنمية المحلية، مع المحافظات للتنسيق مع كافة الجهات المعنية فى كل محافظة للتأكد من توافر وكفاءة المعدات والأدوات اللازمة للتعامل السريع مع أماكن سقوط الأمطار والسيول، وتحديد أماكن تمركزها، وإعداد دليل اتصال بكل الجهات المعنية، وكشوفات بفرق العمل المشكلة مع إعداد خريطة بالمخاطر المحتملة، بالإضافة إلى مراجعة كافة الخطط التى تم وضعها خلال الفترة الماضية بين المحافظات وممثلى الوزارات والجهات المعنية بمواجهة الأمطار الغزيرة والسيول، وعلى رأسها وزارتى الموارد المائية والرى والكهرباء وشركات مياه الشرب والصرف الصحى ومسئولى المحافظات.

وناشدت وزارة التنمية المحلية، المواطنين فى القاهرة الكبرى والمحافظات وخاصة المحافظات الساحلية، التواصل معها

حال وجود شكاوى أورصد تراكم مياه أمطار فى أى شارع، وذلك من خلال غرفة العمليات المركزية لوزارة التنمية المحلية على أرقام:27957837، و33356708، أوفاكس 33378597، أومن خلال مبادرة صوتك مسموع وذلك عن طريق رقم «الواتس آب» «01150606783» رقم الخط الساخن «15330»، وعبر الصحفة الرسمية للمبادرة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».

وأعلنت المحافظات الساحلية والحدودية استعدادتها، وأكدت منال عوض محافظ دمياط، رفع حالة الطوارئ ورفع درجة التأهب بكل الجهات استعداداً لاستقبال فصل الشتاء، وشددت على إتمام كل الاستعدادات لمواجهة أى تداعيات محتملة تترتب عن هطول أمطار غزيرة والعمل وفقاً لخطة محددة تسهم فى الحد من آثار موجات الطقس السيئ وسيتم متابعة الموقف أولا بأول من خلال غرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة والتى تعمل دائما على الوقوف على معرفة التنبؤات بسقوط الأمطار من خلال البيانات الصادرة عن هيئة الارصاد الجوية.

ومن ناحيته أكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، أن المحافظة تواجه فصل الشتاء هذا العام بإدارة مختلفة، ولأول مرة بعد إطلاق الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة من بورسعيد وتتولى الشبكة التنسيق وإدارة منظومة المواجهة لطوارئ فصل الشتاء مع جميع الإدارات والمديريات، وتم تنفيذ أكثر من مناورة عملية من خلال الشبكة ومحاكاة افتراضية لأمطار غزيرة وسيول، وتم التأكد من أن جميع أجهزة وإدارات المحافظة على أهبة الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء والتعامل مع طبيعة الطقس خاصة التقلبات الحادة خلال أيام النوات.

وشدد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية على رؤساء الأحياء والأجهزة التنفيذية المعنية بالمتابعة الميدانية والتواجد على مدار الساعة بالشوارع، لرصد أى حالات طارئة والتعامل الفورى مع أى أثار ناجمة عن تجمعات لمياه الأمطار أولاً بأول، والتأكد من سيولة الحركة المرورية تيسيراً على المواطنين وحفاظا على سلامتهم.

وأشار المحافظ إلى أنه تم تعميم مجموعة من التوصيات والتحذيرات للمواطنين لضمان سلامتهم وأمنهم وعلى رأسها ضرورة توخى الحيطة والحذر والابتعاد عن أى أشجار أولافتات الإعلانات وأعمدة الإنارة والضغط العالى ومساعدة سيارات شفط مياه الأمطار من التحرك بسهولة ويسر وتجنب السير بسرعات عالية بالسيارات والحفاظ على مسافة أمان.

وأوضح اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، أن أسوان شهدت حدوث سيول خلال عامى 2010 و2021 مما دفع المحافظة للاهتمام بالتعامل مع السيول، مشدداً على أنه من المهم عمل محاكاه للمناطق التى حدثت فيها السيول قبل ذلك على أرض الواقع، لافتاً إلى أنه تم إجراء تجارب مع كافة المعنيين بهذا الأمر.

مشيراً إلى أنه عقد اجتماعات مع جميع المعنيين لمواجهة السيول لمعرفة إمكانيات كل قطاع، وتوزيع المهام عليهم، وحل أى مشكلة تواجههم، منوهاً بأن قوة سيول نوفمبر ٢٠٢١ أدت لتوجه الرئيس السيسى إلى أسوان للاطمئنان على أهل أسوان.

وأوضح محافظ أسوان، أن المحافظة بها غرف عمليات رئيسية متصلة بكافة المراكز والمدن الـ 10 داخل المحافظة، أى موقف يحدث يتم التعامل معه خلال دقيقتين أوثلاث دقائق على الأكثر، مشدداً على أنه تم إجراء اختيارات لغرف العمليات على أرض الواقع وعمل محاكاة للتأكد من أن كافة القطاعات مترابطة ولديها الوعى الكافى، وأن تجربة المحاكاة للاستعداد لموسم الشتاء والتعامل مع السيول أمس نجحت بشكل متميز جداً. وحذرت غرفة عمليات البحر الأحمر المواطنين من تساقط أمطار على مدن المحافظة، تزامنا مع موجة التقلبات الجوية التى تشهدها مدن المحافظة خاصة فى المناطق الجبلية وحلايب وشلاتين التى تشهد أمطارا مع اقتراب فصل الشتاء تصل إلى حد السيول على الطرق والمناطق الجبلية.

ووجهت غرفة عمليات محافظة البحر الأحمر، فى بيان، تحذيرات للمواطنين، بأنه فى حالة تساقط الأمطار يجب على المواطنين تجنب لمس أى أكشاك أوأعمدة إنارة أوكابلات كهربائية، وتجنب ملامسة فيش الكهرباء حال ابتلال الملابس.

وطالبت غرفة عمليات البحر الأحمر قائدى السيارات على الطرق السريعة بالالتزام بالإرشادات المرورية والسرعات المقررة والقيادة ببطء خلال تساقط الأمطار، وعدم لمس بطارية السيارة إذا تعطلت أثناء هطول الأمطار وعدم ركوب الدراجات النارية لأنها سهلة الانزلاق على الطرق المبتلة، واستعدت أجهزة البحر الأحمر بعدد من البحيرات الصناعية والسدود لمواجهة الأمطار المحتملة خاصة على مدن الجنوب وطرق المحافظة.