رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"السولار" حلال على "غزة" وحرام على "مصر"

ابراهيم ابو عليان
ابراهيم ابو عليان

لم يتغير شىء فيها..الفقر كما هو.. بل أصبح أشد وطأة.. الأمن ضائع وجنوده يستشهدون.

السولار في غزة.. لكنه في سيناء ممنوع.. ينعون هيبة الدولة المهدرة على الأرض ومحلل دماؤها.. هذا هو حال العريش والشيخ زويد ورفح وصحراء سيناء تحت حكم الإخوان المسلمين.. فهم دائماً من حاكم إلي حاكم يعانون التهميش والاضطهاد.. يصرخون الظلم والفقر.. يندمون علي اختياراتهم في الانتخابات.. يبكون تبعيتهم لدولة تعاملهم كمواطنين درجة ثانية.. سئموا من ممارسات سلبية جعلتهم ضحايا طوال 30 عاماً مضت ثم جاءت 9 أشهر في نظام جديد يخشون أن تتحول تبعيتهم من القاهرة إلي أي مكان آخر.
فى سيناء مشكلات كل محافظات مصر.. لكن الفارق في أن هذه المشكلات تكون هنا بالزيادة في كل شيء.
الفقر والبطالة والانفلات الأمنى، بالإضافة إلى تعنت الحكومة معهم في إصدار القرارات الخاصة بهم مثل تملك الأراضى أو حقوق الانتفاع.
الشيخ عبدالهادى عتيق، قاضى قضاة سيناء العرفيين، يقول: فى سيناء مشكلات لا حصر لها.. ففي 25 يناير فتحنا طاقة أحلام بلا هوادة.. حلمنا بدولة جديدة بنظام جديد يهتم بمواطنيه.. والآن لا أحلام في مصر.
نعاني في سيناء مما يسمي مركزية اتخاذ القرار.. فالقاهرة تصدر قراراتها ونحن في سيناء يجب علينا تنفيذها.. وفوجئنا قبل 6 أشهر بقرار من وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي يحظر علي أبناء سيناء تملك أرضهم، أو التصرف فيها، وهو ما كنا نأمل ألا يتحقق بعد الثورة.
ويضيف: القاهرة لا تشعر بمدي حماقة قراراتها العنصرية التي تحرمني من أرضى، ورغم أننا مصريون، إلا أنهم لا يفهمون حتي الآن طبيعة البدوى الذي يعاير إذا باع أرضه، فالبدوى كل همه الحفاظ على أرضه وإشباع عنزته، وتعليم ولده، وتزويج ابنته.
ويوضح: شكلنا وفداً لمقابلة «السيسي» لعرض الأزمة وطرق حلها.. لكنه لم ينطق سوى بـ«سندرس الموضوع».. فهم لا يدركون تبعات القرار.. أرض فاضية دون شعب سهلة الاحتلال.
ويكمل: شكلنا وفداً آخر لمقابلة رئيس الجمهورية لكنه أيضاً لم يخرج عن السياق الذي وضعه له «السيسي».. وقال: أعدكم بدراسة الموضوع.
وعلي الرغم من أن «مرسى» يمثل رئيسًا مدنياً و«السيسي» يمثل المؤسسة العسكرية، فإن اختلافنا مع «مرسي» أكثر من اختلافنا مع «السيسي» لأن الأول ليس رئيساً يليق بهذه الثورة ولا هذه المرحلة.
مشكلة سيناء ليست في قرار حظر تملك الأراضى في سيناء فقط.. فمن وجهة نظر عتيق أن المشكلة الأمنية تؤثر علي سيناء بشكل كبير، موضحاً أن سيناء لا يجب النظر إليها كملف أمني بحت دون أن تكون هناك تنمية للمجتمع اقتصادياً واجتماعياً. والحل يكمن في بروتوكول تعاون بين الداخلية والقبائل بمقتضاه يتم اختيار شيخ القبيلة بالتعيين وتكون البداية بالـ 9 شياخات الشاغرة حتي الآن.. وأن يتم تعيين 20 شخصاً من أهل الثقة في القبائل سواء العرفيين أو الشرعيين يتلخص عملهم في حل الأزمات بالتعاون مع الداخلية من خلال مكتب قبلى، يتعاون في كل الجرائم إلا جرائم الدم.
كما يكون الضابط العامل في سيناء مؤهلاً للتعامل مع الطبيعة البدوية، ويكون هناك اعتذار مكتوب من الداخلية لأهالى سيناء عما سبق منهم قبل الثورة، حتي يتم قبول عودتهم.
الشيخ إبراهيم أبو عليان الأمين العام لجمعية

القبائل العربية، يري أن من بين مشكلات سيناء، الصراع القائم بين مـؤسسات الدولة أو شخصنة المشكلات، موضحاً أن الجيش يقوم بالعملية «نسر» للقبض علي الخارجين علي القانون، فى حين أن مؤسسة الرئاسة تتفاوض معهم وهو ما يعنى أن رأس الدولة لا يمتلك فن الإدارة.
ويضيف أبو عليان: من بين المشكلات المتفاقمة بين أبناء سيناء، عدم تنفيذ الرئيس مرسي لوعوده بالإفراج عن المعتقلين وكذلك عدم إصدار قرار بالعفو الكامل لأكثر من 252 من أبناء سيناء المحكوم عليهم غيابياً.
وعن مشكلة المياه فيقول أبو عليان: لا توجد نقطة مياه حلوة صالحة للشرب في سيناء علي الرغم من أن إسرائيل أثناء احتلالها كانت تأتى بالماء من بحيرة طبرية من حدود سورية، ففي مصر، حتى الآن لم يستطيعوا ضخ مياه النيل في سيناء.
وأضاف: هنا نعيش علي مياه الآبار القادمة من ساحل البحر في الشيخ زويد.. وهذه المياه تصلح للري والأغراض الشخصية دون أن تصلح كمياه شرب.
ويضيف: مياه الشرب تتكلف كل 10 أيام 250 جنيهاً للمواطن العادى، وهو ما يثقل كاهله بالمصروفات الزائدة.
محمد حسن من سكان قرية «شيبانة» الحدودية يري أن سيناء تعتمد بالأصل علي الزراعة وهو ما قل بسبب نقص المياه وارتفاع تكلفة حفر البئر الواحدة الذي قد يصل لأكثر من 70 ألف جنيه، مشيراً إلي أن ذلك ساهم في ارتفاع نسبة البطالة في سيناء والتى أصبحت تتجاوز نسبة 70٪ وهي نفسها نسبة الأمية، موضحاً أن النسبة الباقية موزعة بين أعمال حكومية أو أعمال زراعية وأعمال غير مشروعة مثل الاعتماد علي الأنفاق أو تجارة العبيد.
ويرجع حسن عزوف الشباب عن العمل بسبب سياسات الحكومة التصديرية وخاصة أنهم يعتمدون علي زراعة الزيتون أو الخوص وهما للتصدير.
أما علاء الكاشف الناشط السياسي فيري أن مشكلة السولار من إحدى أهم المشكلات التي تعصف بسيناء، خاصة ندرة تواجده دائماً، مشيراً إلي أن الأنفاق يتم منها التهريب الفورى، مضيفاً: السوق السوداء تشتعل حيث يصل فيها سعر لتر السولار إلي حوالى 2.5 جنيه في حين يصل سعر لتر البنزين إلى 3.5 جنيه.