رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جدرى القرود.. يثير رعب المصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

«الصحة»: لا إجراءات استثنائية لمواجهته.. وعمليات الرصد مستمرة بكفاءة كبيرة

 

 

خلال الأيام الماضية، أعلنت وزارة الصحة اكتشاف أول إصابة بجدرى القرود فى مصر، وكانت لمواطن مصرى حاصل على إقامة بإحدى الدول الأوروبية، اكتشاف الإصابة جاء من خلال إجراءات الرصد الوبائى التى تقوم بها وزارة الصحة وتم عزله على الفور، ومع أنه اتخذت كافة الإجراءات الصحية معه ومع المخلّطين وفقًا للبروتوكول العلاجى لمنظمة الصحة العالمية.

ورغم الحديث المطمئن لمتخصصين فى علم الفيروسات بأن جدرى القرود لا داعى للقلق منه خاصةً أنه غير مشابه لطبيعة فيروس كورونا، ولا ينتقل بسهولة للأفراد، لكن ذلك لم يهدئ من حدة الصدمة التى أصابت الكثيرين بعد علمهم بوجود أول حالة إصابة بالفيروس فى البلاد، وبعضهم تأهب لما هو أسوأ.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن جدرى القرود ظهر لأول مرة بين البشر فى عام 1970 فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أصيب به صبى عمره 9 سنوات، ومنذ ذلك الحين بدأ يظهر العديد من الحالات فى المناطق الريفية فى حوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.

أما عن طرق الإصابة بالفيروس، قال د. فايد عطية، أستاذ الفيروسات الطبية والمناعة أن مرض جدرى القرود ينتقل عن طريق المخالطة والتلامس بشكل مباشر للحيوانات المصابة، ومن إنسان لآخر عن طريق المخالطة المباشرة لإفرازات المجرى التنفسى لشخص مصاب بالعدوى، أو عن طريق الرذاذ، أو عن طريق التلامس للمريض أو استخدام أدواته الشخصية، أو الاتصال الجلدى أو الجنسى به.

وأوضح أنه جدرى القرود لا يشكل خطورة بالغة، خاصةً أن 90% من الحالات المصابة به تم شفاؤها بالكامل، وحتى الآن لا يزال انتشار الفيروس محصور فى عدد من الدول دون غيرها وهى جنوب وغرب ووسط أفريقيا وعدد قليل من الدول الأوروبية بإجمالى عدد إصابات وصلت لـ240 حالة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد لقاح محدد لجدرى القرود ولكن التطعيم ضد الجدرى أثبت فعاليته بنسبة تصل لـ90% للوقاية من هذا المرض.

ونوه إلى أن أعراض الفيروس هى ارتفاع درجة الحرارة يصاحبها صداع شديد وتضخم بالغدد اللمفاوية التى تعتبر من الأعراض المميزة للمرض، والشعور بآلام فى الظهر وفى العضلات ووهن شديد، وقد تستمر لـ5 أيام، علاوةً على ظهور الطفح الجلدى، الذى يظهر عادة بعد مرور يوم واحد إلى 3 أيام عقب الإصابة بالحمى وذلك حسب حالة المريض.

وأوضح أن الطفح الجلدى يبدأ من الوجه فى أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأطراف والأغشية المخاطية للفم والعين والأعضاء التناسلية.

وأكد أنه يمكن الوقاية من الفيروس عن طريق الابتعاد عن الأشخاص المصابة، وعدم تبادل الأدوات الشخصية مع بعضها البعض، والمداومة على غسل الأيدى، مشيرًا إلى أن عدداً من العوامل سارعت بظهور وانتشار الفيروسات، من بينها زيادة السفر على مستوى العالم وتغير المناخ.

ولفت إلى أنه لا يجب الخوف أو القلق من هذا الفيروس خاصة أنه لا ينتقل بسهولة من شخص لآخر، مثل فيروس كورونا الذى اجتاح العالم فى نهاية عام 2019، مشيرًا إلى أنه لن يتم اتخاذ إجراءات بالحظر الكلى أو الجزئى أو إجراءات الغلق كما حدث فى جائحة كورونا لأن عدد الإصابات لا تذكر جراء هذا المرض.

فى الإطار ذاته، أكد د. إسلام عنان، أستاذ علم انتشار الأوبئة أن جدرى القرود مختلف تمامًا عن كورونا، مشيرًا إلى أن العدوى فى الأول صعبة للغاية (ففى الجدرى الشخص يعدى شخصاً واحداً فقط)،

أما فى كورونا فالفرد الواحد يعدى من 12 لـ14 شخصاً.

ونوه إلى أنه كان من المتوقع أن يأتى هذا الوباء لمصر خاصةً أنه سبق وانتشر فى العديد من الدول من حولنا، مثل السعودية والسودان والمغرب والامارات وغيرها، وبالتالى نظرًا لأنه العالم غير مغلق الحدود والمطارات، فمن الطبيعى أن تنتشر الحالات من بلد لآخر.

وأشار إلى أنه لا داعى أن تقلق الناس ولا خوف على الطلاب فى المدارس من هذا الوباء، لأن طبيعة هذا الفيروس صعبة جدًا فى الانتقال ما بين البشر واحتمال تحوره ضعيفة للغاية، لذلك فرضية تحوله إلى جائحة عالمية مثل كوفيد صعبة، ففى ٧ شهور كانت حالات الإصابة بجدرى القرود ٥٢ ألفاً فقط أما كورونا فى نفس الفترة الزمنية كانت ٢٥ مليوناً.

ولفت «عنان» إلى أن جدرى القرود أقل انتشارًا من كورنا نظرًا لأن معدل انتشاره ضعيف جداً، وأكد أن الفئات المعرضة للإصابة الشديدة أكثر من غيرهم هم الأطفال وضعاف المناعة وكبار السن فوق ٧٠ والذين لا يقدرون على تناول الأدوية المضادة للفيروسات أو أدوية تعالج الأعراض عامةً، مشيرًا إلى أن يتم اكتشاف المرض فى البداية إكلينيكياً عبر ظهور الأعراض ثم بعد ذلك يتم عمل PCR أو antigen test.

فى السياق ذاته، أكدت وزارة الصحة أنه لا يوجد أى داع لاتخاذ أى إجراءات استثنائية لمجابهة الفيروس خاصةً أنه هناك حالة من الترصد قوية لاكتشافه ومعالجته، مشيرةً إلى أن حالة الترصد طبقت فى البلاد منذ إعلان وزارة الصحة العالمية أنه فيروس مثير للقلق.

وكانت الحكومة المصرية قد اتخذت عدة إجراءات وقائية طبقتها السلطات المصرية بمنافذ الدخول فى المطارات والموانئ، حيال القادمين من الدول المتوطنة بجدرى القرود أو الدول التى أبلغت مؤخرًا عن حالات جديدة، للاكتشاف المبكر للحالات ومنع دخولها، وشملت هذه الإجراءات مراقبة درجات الحرارة للقادمين من الخارج من خلال الكاميرات والبوابات الحرارية، والمناظرة البصرية للركاب وأطقم وسائل النقل القادمين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وحددت وزارة الصحة طبقًا للبروتوكول العلاجى لمنظمة الصحة فترة حضانة المرض بأنها تتراوح ما بين 5 أيام وحتى 21 يومًا، كما أوضح أن هناك مجموعة من العقارات المضادة للفيروسات يتم دراستها حالياً لعلاج حالات جدرى القرود والتى كانت تستخدم فى الماضى لحالات الجدرى.