رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفوضى..أهم معوقات تطوير الدائرى

بوابة الوفد الإلكترونية

حوادث يومية بسبب النزلات والسلالم والمواقف العشوائية

مواطنون: القمامة ومخلفات المبانى تملأ الأنفاق والظلام يهدد بناتنا

وزارة النقل: العام القادم الدائرى فى ثوب جديد وتكاليف التطوير تصل لـ 13 مليار جنيه

 

 

 

 أعلنت وزارة النقل عن تدعيم الطريق الدائرى بخطوط نقل سريع تعرف بالأتوبيس الترددى بدءاً من العام المقبل فى إطار خطة تطوير منظومة النقل الذكى، مع توفير 57 محطة على الطريق الدائرى، ترتبط مع مواقف الميكروباص أسفل الطريق الدائرى، تمهيدا لمنع سير الميكروباص نهائياً على الطريق.

ورغم أهمية هذه الخطوة التى ستساهم إلى حد كبير فى حل مشاكل السير على الطريق الدائرى، إلا أن «الوفد» رصدت عشرات المشكلات التى تتحدى الوزارة فى إتمام عملية تطوير الدائرى، منها بعض المشاكل التى لا توجد على الطريق نفسه، ولا تتبع وزارة النقل ولكن تتبع الأحياء والمحليات مثل أنفاق العبور بين الاتجاهين وسلالم صعود وهبوط المواطنين.

وتعتبر هذه السلالم واحدة من أهم المشكلات التى تسبب معاناة دائمة للمواطنين مثل سلم «ناهيا وفيصل والقومية والمؤسسة» فمعظمها متهالك ويسبب معاناة لكبار السن والأطفال، ولا يحيط به إلا سور معدنى قديم وأحياناً يختفى هذا السور ليكون صعود الطريق رحلة شقاء بدلاً من توفير سبل الراحة للمواطنين، ومعظم سلالم الطريق يتم بناؤها بشكل غير مطابق للمواصفات وذلك لعدة أسباب على رأسها غياب ملاجئ    الطوارئ ووحدات الإنقاذ. 

هناك أيضا مشكلة الظلام الدامس على جانبى الطريق الدائرى والتى تؤدى إلى المزيد من الحوادث اليومية.

أما محور أحمد عرابى الذى يربط بين المهندسين وامبابة والطريق الدائرى والذى تم إنشاؤه بهدف تخفيض الكثافة المرورية على محور ميدان لبنان، ودخل الخدمة منذ عدة سنوات، إلا أنه أصبح عنواناً للحوادث والأزمات المرورية بسبب السرعة الزائدة رغم وجود لوحات إرشادية.

أما أهم مشكلات الطريق الدائرى فهى الأنفاق ما بين الاتجاهين والتى غالباً ما تكون عرضة للإهمال، حيث إنها تتبع الأحياء وليست هيئة الطرق والكبارى، ورصدت عدسة «الوفد» بعض الأنفاق التى تمتلىء بكثير من أكوام القمامة ومخلفات المبانى، وعلى رأسها نفق بشتيل الذى يربط بين شارع أحمد عرابى بالمهندسين والطريق الدائرى، ونفق كفر طهرمس بمنطقة فيصل، فبمجرد أن تطأ قدماك الطريق أسفل الدائرى بفيصل تستقبلك جموعًا غفيرة من سائقى التوك توك أمام سلم النزول لتوصيلك بأجرة مضاعفة إلى المكان الذى تريده بالمنطقة، وهناك ستشاهد المشاجرات التى تحدث بين السائقين بسبب أسبقية اللحاق بالمواطنين، وفيها تسمع أبشع الألفاظ التى تخترق آذان الصغار والكبار.

 وبمجرد دخولك النفق لعبور الطريق ستشاهد على جانبيه الكثير من مخلفات المبانى، فى ظل عدم وجود أى إضاءة وسط غياب تام لمسئولى الحى، كما يتعرض المواطنون لبعض المضايقات من سائقى التوك توك والمتسولين، ويقول يوسف عبدالمنعم موظف من سكان منطقة فيصل، إن نفق كفر طهرمس أسفل الطريق الدائرى يعانى من إهمال تام من قبل الحى ودائماً ما يتسابق سائقو التوك توك على الزبائن بشكل مقزز ومعظمهم صبية صغار ويشربون المخدرات، ونخاف على بناتنا منهم خاصة أن النفق غير مضاء نهائياً ويمتلىء بكثير من أكوام القمامة، وأحيانا يجلس داخله المتسولون ونباشو القمامة ونطلب من الحى المرور وتنظيف أنفاق الدائرى، خاصة بمنطقة فيصل والهرم، لأنها تعتبر تعذيبًا لسكان المنطقة.

وفى منطقة الطالبية بحى الهرم يوجد نفق أسفل الطريق الدائرى ويعانى أيضا من الإهمال حيث تنتشر بكثرة مقالب القمامة داخله، ويقول محمد حسين موظف مقيم بالمنطقة، إن النفق أسفل الدائرى يمثل مأساة بالنسبة إليه ولأسرته لأنه ملىء بالقمامة والمتسولين، ودائماً مظلم، مشيرا إلى أن سكان المنطقة تقدموا بشكاوى عديدة إلى حى الهرم، وأحيانا يستجيب المسئولون بإزالة هذه المخالفات ليعود الحال إلى ما كان عليه سريعا، مضيفا أن هناك مشكلة أخرى تزعج كبار السن وهى سلم الصعود إلى الطريق الدائرى نفسه، فهو غير أدمى ومصمم بشكل صعب ويسبب ألما كبيرا عند صعوده وهبوطه، لذلك نتمنى ان يتم استبدال هذا السلم الحجرى بآخر كهربائى مثل محطات المترو ليناسب كبار السن والأطفال.

 

وفى منطقة ناهيا التقينا مصطفى ناصر طالب جامعى والذى أكد أن الطريق الدائرى دائماً يسبب له قلقًا خاصة أثناء العام الدراسى، بسبب التدافع أحياناً لركوب الميكروباص خاصة فى أوقات الذروة الصباحية التى تشهد زيادة فى أعداد المواطنين على الطريق الدائرى، وعند النزول من السيارة أحيانا يقف السائق فى منطقة غير مخصصة للنزول بسبب الزحام، وهو ما يسبب مشكلة لكبار السن وأصحاب الهمم، وأضاف أن أنفاق العبور تمثل مشكلة أخرى حيث يتمركز سائقو التوك توك أمام النفق ويتعاملون مع المواطنين بشكل سيىء وبعضهم يقوم بمضايقة الفتيات، وأيضاً سلالم الصعود والنزول صغيرة جداً وتكون مكدسة فى أوقات الصباح، ويطالب حى بولاق الدكرور بالتدخل لحل تلك الأزمات أسفل الطريق الدائرى.

وأكد الدكتورمجدى صلاح الدين أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة، أن التحديات التى تواجه الطريق الدائرى كبيرة فهو من أطول الطرق فى الجمهورية، ومشروع هندسى كبير ولذلك فمهمة تطويره أخذت الكثير من الحكومة فهو يحمل على الأقل 300 ألف سيارة، ويخدم نحو 5 ملايين مواطن يومياً، وهناك بعض «النزلات» على الطريق تحتاج لإعادة النظر، لأنه مع التوسعة الجديدة قد تتأثر تلك الطرق، ولابد أن يكون هناك تقييم لسلالم الصعود والنزول للمواطنين، فمعظمها غير مطابق للمواصفات، وفى بعض المناطق قام بعض الأهالى بتصميم سلالم بدائية للصعود والنزول خلال فترات ثورة يناير، ولا ننكر أن هناك مجهودًا كبيرًا تم بذله من وزارة النقل لتطوير الطريق ولكن بعض المشاكل التى تواجه الطريق الدائرى لم يتم التعامل معها وهو ما يستوجب ضرورة العمل على حلها.

وأضاف أستاذ الطرق والمرور، أن الأنفاق أسفل الطريق والخاصة بعبور المشاه والتى تشهد تواجد سائقى التوك توك وتحولت إلى مقالب للقمامة تتبع التنمية المحلية وليست وزارة النقل وهيئة الطرق والكبارى، مشيراً إلى أن الحكومة أخذت مسألة تطوير وبناء طرق جديدة بشكل جدى وفى السنوات الأخيرة، ولاحظنا تطوير وبناء طرق لتخفيف الضغط على الطرق الموجودة حالياً، وأن تقرير التنافسية العالمية الذى يقوم بترتيب الدول حسب إحصائيات أطوال الطرق فيها، وضع مصر فى مكانة متقدمة، حيث أضافت نحو خمسة آلاف كيلو متر من الطرق الجديدة، وكلما أنشأت مصر طرقا جديدة تحسن ترتيبها، وهذا أمر جيد لأن الطرق تعد شرايين للتنمية وتشجع على الاستثمار، إذ إن وجود بنية تحتية أساسية مثل الطرق عامل أساسى لنجاح الاستثمار.

 

طرق بديلة

ويرى الخبير المرورى اللواء احمد هشام أن الطريق الدائرى من اهم الطرق فى مصر فهو يربط بين 3 محافظات هى القاهرة والجيزة والقليوبية، ويتخطى طوله 110 كيلومترات وتم البدء فى تنفيذه فى الثمانينيات والانتهاء منه فى أوائل الألفية الجديدة، وتم إهماله لعدة سنوات مما جعله يتهالك

بشكل كبير فى ظل الزيادة السكانية، ولكن الدولة اتخذت خطوات جادة للتطوير، ولذلك بدأ التفكير فى إنشاء طريق بديل يخفف الضغط عليه وتم إنشاء الطريق الدائرى الإقليمى الذى بدأ تنفيذه عام 2014 وهو طريق كبير يربط بعض محافظات القاهرة الكبرى ويبلغ طوله 400 كيلو متر مربع، مما خفف الضغط على الطريق الدائرى الذى تمر عليه 350 ألف سيارة يومياً.

وأضاف الخبير المرورى، أنه تم تحديد السرعات على الطريق للسيارات بـ 60 كم للنقل و70 كم للنصف نقل و80 كم للأتوبيسات و90 كم للسيارات الملاكى، مع منع سيارات النقل الثقيل حمولة 5 أطنان فأكثر من السير عليه من الساعة 6 صباحاً حتى منتصف الليل، وهى خطوات جادة لتقليل الحوادث على الطريق، مع تعيين خدمات مرورية مكثفة لمتابعة سير العملية المرورية، ويتم الانتهاء من تطوير الطريق الدائرى بأكمله نهاية العام الجارى.

وأوضح اللواء أحمد هشام، أن الطريق الدائرى سيشهد تحولا كاملا مع دخوله منظومة النقل الذكى وإلغاء سير الميكروباص، الذى تصل أعداده يومياً إلى 250 ألف سيارة واستبداله بالأتوبيس الترددى الذكى، حيث ستخصص محطة على الطريق لهذا الاتوبيس، وسيتم إنشاء:سلالم جديدة وحديثة تليق بمنظومة النقل الذكى داخل مصر، مع وجود خدمات مخصصة لذوى القدرات الخاصة، وتخصيص سلام صعود وهبوط لخدمة كبار السن والسيدات الحوامل، فضلا عن وجود ربط لاسلكى بين الاتوبيس وبين إشارات المرور، وسيكون الوقوف فى المحطات المخصصة له، كما سيتم تزويد المحطات بلوحات تشير إلى موعد وصول الأتوبيس التالى، بالإضافة إلى وجود إشارات ضوئية لأنه دخل منظومة النقل الذكى، أما السيارات الميكروباص فسيكون لها مواقف داخل المسطحات الأرضية، منها مواقف أقاليم لنقل الركاب إلى المحافظات الأخرى، أما السيارات التى ستعمل داخل القاهرة الكبرى فستخصص لها خطوط سير محددة، وهى خطوة جيدة فى تنظيم عملية النقل الجماعى.

 صيانة الدائرى

وقال سيد عوض وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن الطريق الدائرى من أطول الطرق فى مصر وهو يخدم شريحة كبيرة من المواطنين وخفف الضغط المرورى عن مناطق وسط القاهرة مع الزيادة السكانية، ولكن مع نهاية عام 2010 كان الطريق قد شهد إهمالاً غير مسبوق وغياب تام للصيانة الدورية عليه مما عرضه لبعض المشاكل مثل تدهور الطريق وتهالك الفواصل واستغلال أنفاقه لإلقاء المخلفات والقمامة، ولهذا وضعت الدولة خطة شاملة لتطويره مع إنشاء الدائرى الإقليمى ليكون موازياً للطريق الدائرى، وهناك إهمال من بعض الإدارات المحلية والتى ستشهد تحسناً ملحوظاً مع الحركة الجديدة للمحليات، وتغيير بعض القيادة فى صيانة ومراقبة الطرق.

وأضاف وكيل لجنة النقل، أن القيادة السياسية أولت الطريق الدائرى أهمية كبيرة فى السنوات الأخيرة وقامت بتطويره بشكل كبير مع توسعته مثل تطوير دائرى المنيب ليصل إلى 8 حارات وفى العام المقبل سيعمل الأتوبيس الترددى ومنع سير الميكروباص نهائياً عليه، مع تطوير محطات الوقوف والسلالم الخاصة بالصعود والنزول، وسينتهى الوقوف العشوائى على الطريق الذى يتسبب فى كوارث كبرى ففى وقت من الأوقات كان الطريق الدائرى هو الأكثر من حيث عدد الحوادث، ولكن الآن قلت بشكل كبير.

وأخيراً أعلنت وزارة النقل فى الأول من أغسطس الماضى أن تكلفة تطوير الطريق الدائرى بالمحاور والكبارى تصل إلى 13,8 مليار جنيه، بطول 76 كم، بعد انتهاء توسعة وتطوير المرحلة الأولى من الطريق حول القاهرة الكبرى من إجمالى 110 كم.

وبعد أن كان الطريق الدائرى دائما سببا فى تعطل المواطنين بسبب التكدس والازدحام خاصة فى أماكن النزلات وسلالم المشاة خاصة بمناطق المرج وقليوب وغيرها، ولكن الأمر اختلف تماما الأن فالطريق تم توسعته للضعف مع طلاء العقارات المطلة عليه لتناسب أعمال التطوير.

 وأصبح الطريق الدائرى بعرض 7 حارات مرورية بدلا من 4، وأمام كوبرى المنيب أصبح عرضه 8 حارات بدلا من 4، ويتم حاليا إنشاء طريق خدمة على جانبى الطريق بعرض 10 أمتار، كما تم حل أزمات التكدس بإنشاء نزلات جديدة تسع كثافة السيارات مع عمل مواقف تستوعب السيارات الميكروباص أسفل الطريق، وإنشاء مسار وسط الطريق الدائرى يخصص للأتوبيس الترددى الكهربائى الجديد المقرر تشغيله ويتم الآن إنشاء 48 محطة بطول الطريق.

 

انفوجراف

ـ 13 مليار جنيه تم إنفاقها لتطوير الطريق الدائرى وتوسعته خلال السنوات الماضية طبقاً لوزارة النقل.

ـ 110 كيلو مترات تقريباً هو طول الطريق الدائرى.

ـ 250 ألف سيارة تسير يومياً على الدائرى.

ـ سرعة الطريق 60 كم للنقل و70 كم للنصف نقل و80 كم للأتوبيسات و90 كم للسيارات الملاكى.