رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة الجامعات

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت الجامعات المصرية موجة من الغضب العارمة، التى انتابت الطلبة، نتيجة غياب الأمن والإهمال وتعنت الإدارة ضد الطلبة، الذين تحولوا عن الدراسة والاستعداد لموسم الامتحانات النهائية

إلى الخروج خارج أسوار الجامعة والتظاهر أمام أبوابها، وتنظيم المسيرات إلى وزارة التعليم العالى ودار القضاء العالى وكشفت أحداث جامعة عين شمس الأخيرة النقاب عن مجتمع جامعى غابت قدسيته وانتهكت حرمته، البلطجة انتشرت فى كل الكليات والمخدرات تباع ويتعاطاها الطلبة أمام الجميع، التحرش بالطالبات أصبح أمراً اعتادت عليه الفتيات، السلاح فى يد الجميع بدلاً من الكتاب والقلم.


«عين شمس» طردت البلطجى «غريب» وأعوانه


مع تصاعد الأحداث داخل «عين شمس» واستمرار مسلسل البلطجة والمشاجرات بين الطلبة وبعضهم، والتى يراها الأمن المدنى الضعيف يوماً بعد الآخر دون تدخل أو محاولة لفض النزاعات بين الطلبة ومعاقبة المخطئين، انفجر بركان الغضب الذى ثار فى الأسابيع الأخيرة لينفجر فى وجه الجميع، معلناً الثورة على البلطجية وتوحد جميع الطلبة من المستقلين وطلبة القوى السياسية وقادوا ثورة الأحد 14-4 تحت شعار واحد «لا للبلطجة داخل جامعة عين شمس».
وبحسب رواية الطلبة فإن البلطجة فى جامعة عين شمس نوعان اولهما تنتج عن المشاكل والنزاعات بين الطلبة وبعضهم والتى تنتهى دائماً إما بالصلح أو فى أقسام الشرطة خارج أسوار الجامعة، والنوع الثانى هو الفوضى المنظمة والبلطجة التى يقودها عصابات داخل الجامعة تختبئ خلف ستار الاتحادات والأسر الطلابية، ويترأس قائمة البلطجة داخل الجامعة أسرة طلابية تسمى «نيو فيجين»، والتى يتزعمها، أحد البلطجية يدعى غريب محمود (32 سنة)، هو ابن النظام السابق وتربية أمن الدولة، استخدمه الحرس الجامعى وإدارة الجامعة قبل الثورة فى التعدى على طلبة الحركات السياسية وإخراس أى صوت طلابى مناهض لسياسات الجامعة.
وبعد الثورة واقتلاع الحرس الجامعى التابع للداخلية من داخل أسوار الجامعة وزوال رؤوس الفساد من إدارة الجامعة بعدما نادى الطلبة بإقالة كل رؤوساء وعمداء الكليات الذين عينوا بواسطة أمن الدولة، انطلقت هذه المجموعات لتنشر البلطجة والمخدرات وعاثوا فى الجامعة فساداً بدون رادع أو معاقب سواء من الأمن المدنى الذى يتكون من مجموعة من الموظفين «الغلابة» الذين لا يقدرون أصلاً على حماية أنفسهم، أو من إدارة الجامعة التى تحولت إلى «ودن من طين وودن من عجين».
كانت الجامعة قد شهدت الأحد الماضى، اشتباكات عنيفة بين طلاب الحركات السياسية وأسرة «نيو فيجن» بكلية حقوق، والتى تم شطبها لاتهام أعضائها بالقيام بأعمال «بلطجة» داخل الجامعة. وتحولت الجامعة إلى ساحة للكر والفر بين الطلاب بالعصى والحجارة، ما تسبب فى إصابة عشرات الطلاب.
وتجددت الاشتباكات، داخل الجامعة، الثلاثاء، بين عشرات الطلاب ومجموعة من البلطجية، بالأسلحة البيضاء، وسط حالة من «الكر والفر» واعتدى بعض الطلاب على الدكتور حسين عيسى، رئيس الجامعة، الذى قرر قبول استقالة مسؤول الأمن.
واقتحم نحو 50 طالباً، من أعضاء أسرة «نيو فيجن»، بكلية الحقوق، الحرم الجامعى، حاملين أسلحة بيضاء وخرطوش، ومزقوا اللافتات الخاصة بالأسر الطلابية، ما أثار حالة من الفزع بين الطلاب، الذين أبلغوا الشرطة العسكرية لاحتواء الموقف.
الأزمة الأخيرة التى شهدتها الجامعة، خيمت عليها حالة من السرية والتعتيم من قبل الإدارة، «الوفد» انتقلت إلى مقر الجامعة لتسمع القصة كاملة من الطلبة.
أميرة هشام، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الأداب، هى الطالبة التى بدأت بسببها أحداث جامعة عين شمس وروت أميرة لـ«الوفد» تفاصيل الواقعة التى أدت إلى اشتعال الموقف بين طلبة كليتى الآداب والحقوق وقالت: البداية كانت يوم 10-4 عندما كان اتحاد الطلبة ينظم نشاطاً طلابياً بمقر رعاية الشباب بالكلية وهو مسابقة لتنس الطاولة وباعتبارى أمينة اللجنة الرياضية بالاتحاد ذهبت من صباح اليوم واستمر النشاط على مدى اليوم حتى فوجئنا بالطالب عبدالرحمن والشهير «فرودو» يدخل إلى مقر الرعاية ويطلب من العمال إقامة اجتماع للجوالة داخل القاعة وأثناء استمرار النشاط، فرفض العمال ذلك وأيدتهم، فقال لى «وإنتى مالك؟» فأخبرته أننى أمينة اللجنة الرياضية وأوضحت له الأمر، وفوجئت منه بردة فعل عصبية وتحدث معى بأسلوب غير لائق.
وأثناء المشادة جاء مستشار اتحاد طلبة حقوق والمعروف باسم «مصطفى موبينيل» ليتحدث بأمور تخص بالاتحاد، وقتها شافنى بالصدفة وأنا باعيط ودخل يعاتب عبدالرحمن، فاعتدى 7 أفراد من الجوالة عليه، وتدخلت لحل المشكلة.
واستكملت أميرة، دوى صدى الاعتداء على مصطفى فى الجامعة فجاء طلبة كلية الحقوق وطلبة أسرة «نيو فيجين» للدفاع عنه باعتباره مستشار الاتحاد، وفوجئنا بأحد أفراد عشيرة جوالة الأداب يدعى «محمد سمير» يكسر باب مقر العشيرة وقال «أكسرلى الباب ده عشان نجيب الشوم ونكسرهم»، وخرجوا علينا بالشوم والسيوف وبدأت المشاجرة بين الطلبة وبعضهم وبعد تدخل الموظفين لحل المشكلة، استدعانا الدكتور محمد الطاووس، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وبعدها جاء غريب ليحضر معنا اجتماعنا بالوكيل باعتباره مستشار اتحاد كلية الحقوق ومحامى، وأثناء الاجتماع مع العميد حضر قائد الجوالة معنا وتم الصلح والاتفاق على إنهاء المشكلة وإصلاح المقر على حساب أسرة «نيو فيجين»، وانتهى الأمر بعد هذا الاجتماع، وبعد انتهاء اليوم الدراسى فوجئنا بكلام الطالبة أمنية حسن على صفحة الاتحاد على «فيس بوك» التى اتهمت غريب وطلبة حقوق بالبلطجة والتعدى عليها.
ومن هنا تستكمل أمنية حسن، الطالبة بالفرقة الثانية بقسم الحضارة الأوروبية والتى كانت أحد شهود العيان على الواقعة فقالت: الموضوع بدأ معى عندما لاحظت العشرات من طلبة كلية الحقوق قادمين على مقر الجوالة وفى أيديهم الشوم وقاموا بتكسيره وتهشيم الزجاج والاعتداء على الطلبة الموجودين، وبطبيعة عملى كمحررة فى شبكة أخبار جامعة عين شمس، قمت بتصوير لقطات فيديو وصور من هاتفى المحمول لبلطجية أسرة «نيو فيجين» أثناء التعدى على الطلبة، فلاحظنى غريب محمود والمشهور بالبلطجة فى الجامعة، فقال «هاتولى البت دى وهدد يوسف الشريف أمين اتحاد كلية الآداب» قائلاً: «لو الصور ماجتش الموضوع هيجى فى وشك انت».
واستكملت أمنية قائلة: بعدها ذهبت إلى مقر أسرة رسالة التى أنتمى إليها، فوجدت مجموعة من طلبة كلية الحقوق قادمين من خلفى وطلبوا منى أن أمسح الفيديو والصور التى يظهر فيها بلطجية كلية الحقوق، وهددنى أحدهم قائلاً: «أمسحى الصور أحسنلك لإنك متعرفيش مين غريب، لو حطك فى دماغه هيرمى على وشك مية نار ومش هيدخلك الجامعة تانى»، والكلام نفسه وجهوه لصديقتى، أمام مرأى ومسمع من الجميع، فاضطررت لمسح الفيديو والصور أمام هذه التهديدات، التى أعلم جيداً أنهم قادرون على تنفيذها فى أى وقت وداخل الجامعة، لأن إحدى صديقاتى كانت قد التقطت صوراً لأعضاء أسرة «نيو فيجين» أثناء الانتخابات وهم يعتدون على الطلبة، وهددوها وتعدوا عليها.
وتقول أميرة: بعد انتهاء الأزمة بين الطلبة: «صعدت إلى مكتب الدكتور وكيل الكلية الدكتور محمد الطاووس لأشكو ما تعرضت له من تهديدات وبلطجة وألقيت عليه ما حدث معى بالكامل، فما كان منه إلا أن طلب منى أن أمتنع عن النزول إلى الجامعة حتى فترة الامتحانات، وقال لى باللفظ أنا وعميد الكلية ورئيس الجامعة مش قادرين نحمى نفسنا، إبعدى عن الطلبة دول لأنهم بلطجية ومحدش هيحميكى، وعندما قلت له يعنى أشيل سلاح زيهم، قال لى إحنا فى دولة غابة ومفيش قانون شيلى مطوة دافعى بيها عن نفسك».
محمد سرحان، طالب بكلية الهندسة، ممثل حزب الدستور داخل جامعة عين شمس، أكد أن انتفاضة الجامعة الأخيرة جاءت لوضع حد نهائى لأسرة «نيوفيجين» وقائدها «غريب» الذى يتزعم عصابات البلطجة منذ عام 2007 وتحت رعاية أمن الدولة ويمارسون البلطجة على الطلبة وأعضاء هيئة التدريس وبالتحديد أعضاء حركة 9 مارس إلى أن أصبحوا كيانات شرعية، كما استطاعوا من خلال التزوير أن يصلوا إلى مقاعد اتحاد الطلاب، وأضاف «سرحان» بعد الثورة لم يعد الأمر مقبولاً، فكان

لابد من ثورة طلابية جديدة تطالب بتطهير الجامعة وإعادة هيكلة الأمن الإدارى غير القادر على حمايتنا، ومحاسبة رئيس الجامعة ونائبه اللذين شاهدا الطلبة يتعرضون للبلطجة أمام قصر الزعفران وجلسوا يشاهدونهم دون أى تدخل منهم.

فى القاهرة: «صيدلة وهندسة» يقودان الحركة الطلابية للقضاء على الفساد

وفى جامعة القاهرة لم يختلف الحال كثيراً عن مثيلاتها فى عين شمس، فالتعنت الإدارى نفسه والبلطجة والإهمال فى كل مكان، بدأت بفضيحة اللحوم الفاسدة الموردة إلى المدينة الجامعية ومنع الأمن للطلبة من التظاهر داخل الجامعة وكانت آخر المشاهد فى كليات الصيدلة والهندسة بالرغم من اعتبار هذه الكليات ضمن كليات القمة، إلا أن الوضع لم يقل سوءاً عن غيره فى الكليات الأخرى.
أزمة كلية الهندسة بدأت بتظاهرة من الطلبة للتضامن مع الطالبة جهاد التى لقيت مصرعها بجامعة المنصورة تحت عجلات سيارة الدكتورة ليلى الزلابانى مع طلبة حركة أحرار المقبوض عليهم فى أحداث جامعة المنصورة، وانتهت المظاهرة بالقبض على الطالب عمرو ربيع، رئيس جمعية رسالة وأحمد لطفى، ومصطفى السيد، بدعوى محاصرة مقر الجامعة وإثارة الشغب وهو ما نفاه الطلبة، مما دفعهم للاعتصام داخل مقر الكلية والخروج فى مسيرات إلى دار القضاء العالى ومكتب النائب العام للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين.
أما كلية الصيدلة فالتعنت الإدارى يظهر فى أبهى صوره، بدأت الأزمة هناك بتعرض إحدى الطالبات لحادث سير داخل ممر الجامعة بعدما صدمتها سيارة لأحد الأساتذة بالجامعة، وغضب الطلبة لهذا الحادث خاصة أنه ليس الأول من نوعه حيث تكرر الأمر مع عدد من الطلبة من قبل ومازالت إدارة الجامعة تصر على السماح للأساتذة باستخدام ممرات الجامعة كجراج للسيارات، بالرغم من وجود مكان مخصص لذلك.
مما دفع أمين اتحاد طلبة الكلية الطالب عمر عبدالمولى للحديث مع العميدة الدكتورة عزة أغا، وطالبها بتحسين أحوال الكلية فما كان منها إلا أن أصدرت قراراً بفصله تعسفياً لمدة أسبوع، فغضب الطلاب وتظاهروا داخل مقر الكلية وطالبوا بإقالة الدكتور عزة أغا، عميدة الكلية، والدكتورة منال ماهر، وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب، وإلغاء التحقيقات التعسفية ضد الطلاب، والاستجابة لمطالبهم وحقهم فى مكان آدمى للنشاط ومعامل مجهزة للنشاط العملى لطلاب الكلية بصفتها كلية عملية.
ووزع الطلاب بياناً تضمن الأسباب التى دفعتهم للتظاهر ضد إدارة الكلية، وأهمها تأدية الطلاب للامتحان العملى وسط طفح المجارى، والأنشطة لا تلقى الرعاية المطلوبة والتعتيم على الميزانية والامتناع عن العمل باللائحة الطلابية الجديدة، وفصل الطالب عمر محمد، أمين اتحاد الطلاب، لمطالبته بتحسين أحوال الكلية هى أبرز الأسباب التى دفعتهم للتظاهر ضد إدارة الكلية، على حد قولهم.
ووقع على البيان اتحاد طلاب الكلية وطلبة القوى السياسية والمستقلين.
وأثناء تظاهر الطلبة تعدت الدكتورة منال ماهر، وكيلة الكلية، على الطلبة باللفظ واستفز أعضاء هيئة التدريس الطلبة المتظاهرين، حتى وصل الأمر إلى إلغاء امتحانات طلبة الفرقة الخامسة وتوعد الأساتذة للطلبة بوضع امتحانات صعبة والتعنت ضد الطلبة فى التصحيح عقاباً لهم عما وصفوه بالتجاوز نحو إدارة الكلية.


المنصورة ومصر الدولية انتصرا على تعنت الإدارة ضد الطلبة

بدأت شرارة الثورة تشتعل فى الجامعات المصرية على غير العادة بعيداً عن جامعات القاهرة وعين شمس معقل الحركات الطلابية، ولكن جاءت من الجامعات الخاصة وبالتحديد جامعة مصر الدولية، التى ثار طلابها ضد الإهمال الإدارى فى حق الطلبة ورفض الإدارة لبناء كوبرى مشاة على طريق مصر ــ الإسماعيلية لحماية الطلبة خاصة بعد وفاة أحد الطلاب وإصابة عدد كبير منهم فى حوادث سير على هذا الطريق.
وبعد محاولات كبيرة من الطلبة لتوصيل صوتهم إلى الإدارة، كان الرد بفصل الطالب محمود الدمياطى ومعه مجموعة من الطلبة، مما دفعهم للتظاهر داخل الجامعة والاعتصام حتى تحقيق مطالبهم بتنفيذ مشروع الكوبرى وإلغاء الفصل التعسفى للطلبة وبعض الطلبات التى تتعلق بالدراسة، كتحديد لائحة الدرجات وإلغاء نسب الحضور فى نتيجة الامتحان.
وأثناء اعتصام الطلبة فوجئوا باللواء ممدوح عبداللطيف، مدير الأمن المدنى بالجامعة، يتعدى عليهم ومعه مجموعة من البودى جاردات وأزالوا خيم الاعتصام وضربوا الطلبة بالخرطوش والشوم وأطلقوا فى وجههم طفايات الحريق، مما زاد من سقف مطالب الطلبة المتظاهرين الذين أصروا على إقالة مدير أمن الجامعة ونائب رئيس الجامعة وبالفعل تحقق ما سعى الطلبة من أجله، وتبدأ الجامعة فى الانتظام من السبت المقبل، بعد توقف دام لأكثر من شهر.
وفى الأسابيع الأخيرة شهدت جامعة المنصورة جريمة إهمال فى حق الطلبة، وهى مصرع الطالبة جهاد موسى تحت عجلات الدكتورة ليلى الزلابانى، وتم التعتيم على الحادث ولولا صراخ طلبة حركة أحرار ضد الإدارة والمطالبة بسرعة التحقيق مع الدكتورة لما عرف أحد بقضيتها، حيث نظم طلبة حركة أحرار مظاهرة داخل مقر جامعة المنصورة، انتهت باشتباكات بين الطلبة ومجموعة من البلطجية داخل الحرم الجامعى وامتدت إلى الشوارع المحيطة بالمكان، وعلى إثرها تم القبض على طلبة حركة أحرار وثار من أجلها الجميع فى جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، ونظم طلبة جامعة القاهرة مسيرة انضم إليها طلبة من جامعات حلوان وعين شمس والجامعة الألمانية والأمريكية والبريطانية، للمطالبة بعودة الأمن إلى الجامعات والإفراج عن الطلبة المحبوسين من حركة أحرار.