عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أكل الشوارع.. الموت فى «ساندوتش»!

مطاعم اكل
مطاعم اكل

فى أغلب الشوارع، والأسواق الشعبية ومواقف السيارات، وأمام المؤسسات الحكومية، توجد «عربة أكل».. «فول وطعمية»، «كشرى»، «كبدة وسجق» «شاورمة»، حواوشى.. وغيرها من أكلات اللحوم المصنعة.. أغلب زبائن تلك العربات من الشباب، الذين يفضلون الوجبات السريعة من اللحوم المصنعة، ويقبلون على شرائها رغم التحذيرات التى لا تتوقف عن خطورتها على الصحة، وتسببها فى إصابة آكليها بأمراض خطيرة، تصل إلى الأورام السرطانية!

 

أمل أحمد من سكان السيدة زينب، 30 عاماً، أكدت أنها شاهدت بعينيها فى منطقة السيدة زينب عاملا بأحد المطاعم، جالسا امام عربية كبدة يقوم بتجهيز الأطعمة على الأرض، ويقطع البصل والخضراوات، التى تفوح منها الروائح الكريهة دون تنظيفها بالماء.. وقالت: أغلب عربات الاطعمة تستخدم أغذية مجهولة المصدر، ومنتجات رديئة، وتضيف على منتجاتها توابل بكميات كبيرة لتخفى ما بها من روائح كريهة وطعم لاذع، وخاصة عربات الكبدة، التى يصاب كثير من زبائنها بحالات تسمم خطيرة»، مؤكدة أن شقيق إحدى صديقاتها تناول ساندوتشات كبدة من إحدى عربات الارصفة وبعد نصف ساعة ظهرت عليه اعراض التسمم فتم نقله إلى طوارئ أقرب مستشفى، وتم إنقاذه من الموت بأعجوبة.

أكل الشوارع.. الموت فى «ساندوتش»!

انتشار أطعمة فاسدة ومجهولة المصدر على العربات

 

 وأضافت «أغلب عربات الكبدة تخلط كبد و«قوانص» الفراخ، بالكبدة البرازيلي، إضافة إلى تجاوزات أخرى كثيرة تؤثر سلبا على صحة كل زبائنهم، وخاصة الاطفال الصغار.

وقال سيد حسن من سكان وسط القاهرة، 53 عاماً: إن منطقة وسط البلد يوجد بها عربات كبد وسجق وكشرى وحواوشي، وتعتمد فى بيع أكلاتها على أبناء المحافظات الذين يعملون فى القاهرة أو يزورونها، والذين يضطرون إلى تناول أطعمة هذه العربات، خاصة وأن أسعار المأكولات فى المطاعم صارت فوق طاقة قطاع كبير من المصريين».

 

وأضاف: أغلب أطعمة الـكبدة والسجق، تفوح منها روائح كريهة، ويحاولون إخفاء تلك الروائح بإضافة كميات كبيرة من خليط الثوم والفلفل الأخضر الحار والبهارات، فمع غياب الرقابة على تلك العربات، يتم استخدام لحوم مجهولة المصدر، ولا يعرف لها أحد تاريخ صلاحية».

 

وتابع: «حتى باعة الكشرى يبيعون أحيانا كشرى «حمضان» وعند مواجهة البائع يرجع السبب إلى الصلصة، زاعما تغير طعمها بسبب شدة درجة الحرارة!

الدكتورة نشوي شريف

وتكشف الأرقام الرسمية التى تعلنها جهات حكومية أن حجم الأغذية الفاسدة التى يتم تداولها على عربات الشوارع، بلغت معدلات خطيرة. فحسب بيانات وزارة الصحة والسكان، تم ضبط أكثر من 6 أطنان و617 كيلوجرامًا من الأغذية المتنوعة، و2472 لتر عصائر ومشروبات مجهولة المصدر وغير صالحة للاستهلاك، وذلك فى إطار جهود الوزارة لضمان سلامة الغذاء.

 

التسمم وتليف الكبد والسرطان.. أبرز أمراض الوجبات السريعة

 

جاء ذلك خلال عدة حملات شنتها الإدارة المركزية لمراقبة الأغذية فى مديريات الشؤون الصحية بجميع محافظات الجمهورية، خلال يوليو الجاري، ضمن الحملات الاستباقية التى تنفذها وزارة الصحة والسكان، على جميع المنشآت الغذائية، حرصا على صحة وسلامة المواطنين.

 

وأكد الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي، إعدام 16 طنا و238 كيلوجرامًا من الأغذية المتنوعة، وتحرير 1783 محضرًا لبعض المنشآت الغذائية، بسبب وجود عمالة غير حاصلة على شهادات صحية، بالإضافة لإيقاف 550 منشأة تُدار بدون ترخيص.

 

ودعت وزارة الصحة والسكان جميع المواطنين، إلى عدم شراء منتجات مجهولة المصدر، والتأكد من تاريخ الصلاحية، وسلامة المنتج حفاظا على الصحة العامة، مؤكدة استمرار الرقابة الدورية لضمان سلامة الغذاء.

الدكتور سعيد متولي

وكشف أحد العاملين فى أحد محلات «التيك اواي»- طلب عدم ذكر اسمه- أن الأطعمة التى تتبقى داخل المحلات أو عربات الكبدة والحواوشي، لا يتم التخلص منها، بل الاحتفاظ بها لليوم الثانى ومعالجتها بطرق معينة، وبيعها للمواطنين، رغم أن أجزاء كبيرة منها تكون فاسدة .

 

وأضاف: «هناك 3 طرق رئيسية لاخفاء فساد الأطعمة، أولها استخدام الخل مع الأطعمة التى تفوح منها روائح كريهة، وهو يمتاز بطعمه الحاد، والطريقة الثانية  استخدام «البابريكا» والشطة الحارة والفلفل الأسود والعديد من أنواع التوابل المختلفة لتغيير مذاق الطعام الفاسد، والطريقة الثالثة استخدام الليمون والفلفل الأخضر الحار والثوم لإخفاء الرائحة الكريهة التى تفوح من عربات الكبدة.

 

الباعة يتحايلون بالبهارات لإخفاء الروائح الكريهة.

 

وقال الدكتور محمد إسماعيل مدير المعهد القومى للكبد سابقاً، إن الاطعمة التى يتم ترويجها للمواطنين على الأرصفة، أو فى عربات التيك اوى او فى المواقف العشوائية وامام المؤسسات الحكومية- تشكل خطرًا على الصحة وتصيب الكبد بدهون خطيرة تسبب تليفه، وتسبب أورامًا كبدية.

 

وأضاف: «طمس فساد أطعمة الشوارع بالتوابل او بالحيل المتعددة الخاصة بالبائع تصيب جسم الإنسان بالتهابات الامعاء الدقيقة والغليظة والتسمم».

 

وأوضح أن الأطعمة التى يتم طهيها فى الزيوت المهدرجة وراء الإصابة بالأورام السرطانية، خاصة مع احتوائها على مواد حافظة، وتناول مثل هذه الأطعمة بشكل دورى يؤدى إلى نقص المواد المغذية والفيتامينات والمعادن بجسم الإنسان وهو ما يضر بجهاز المناعة خاصة عند الاطفال وتجعله أكثر عرضة للأمراض السرطانية.

 

وقال «إسماعيل»، إن هناك العديد من المخاطر التى تنتظر كل من تناول أطعمة الشارع، أولها ضعف الجهاز المناعى وتعرض الاطفال للإصابة بالعدوى والفيروسات، والالتهاب الحاد فى جدار المعدة والأغشية الداخلية للجهاز الهضمى، التسمم الغذائى لجميع الاعمار، بخلاف مشاكل عديدة فى الجهاز الهضمى أبرزها جرثومة المعدة والالتهابات وقرح الجهاز الهضمى.

 

وأشار مدير معهد الكبد القومى السابق، إلى أن المخاطر التى تتسبب بها أطعمة الشارع تشمل أيضا تدمير خلايا جسم الإنسان، وتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية قد تكون السبب فى الاصابة بأمراض الربو والجهاز التنفسى، إضافة إلى فقر الدم والضعف العام فى الجسم نتيجة عدم احتوائها على عناصر غذائية هامة لبناء الجسم، أطعمة الشوارع حفاظاً على سلامة أجهزة الجسم الداخلية من تلفها واصابتها بالامراض الخبيثة.

 

وتزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20% لدى الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة السريعة بمعدل مرة

أسبوعياً، وترتفع النسبة لدى من يستهلكونها بمعدل مرتين أو ثلاثة أسبوعياً لتصل 50%، بينما ترتفع لتصل حوالى 80% لدى من يتناولون الوجبات السريعة بمعدل 4 مرات أسبوعياً مقارنة بغيرهم، كما تزيد احتمالية إصابة الأفراد الذين يتناولون الأطعمة السريعة بمعدل مرتين أو أكثر فى الأسبوع بمرض السكري، لتصل إلى 27% مقارنةً مع غيرهم.

 

من جانبها، قالت الدكتورة نشوى شرف استشارى علاج الاطفال والسموم، إن أخطر أنواع الاطعمة التى يتناولها الإنسان فى الطرق والنوادى وأماكن العمل هى أطعمة «الفاست فود»، التى تصيب بتسممات غذائية بسبب إضافة النكهات التى تهدف إلى تغير الطعم والتوابل التى تضاف بكثرة حتى يفقد الانسان الشعور بالرائحة الكريهة التى تفوح من أطعمة الشوارع تحديداً.

دكتور محمد اسماعيل

وأشارت إلى أن النكهات الخاصة بأطعمة «الفاست فود» تعمل على جذب الانسان لتناولها مرة أخرى حتى بعد إصابته بالتسمم، وعلى سبيل المثال مرقة الدجاج من اخطر النكهات التى تستخدمها ربات البيوت فى تغير أطعمة المنازل.

 

وأضافت «شرف»، أن التسمم الغذائى غالباً ما يكون بكتيريا وفيروسيًا ويصيب جسم الانسان، والتسمم الغذائى له العديد من الاعراض مثل الغثيان والقيء المستمر، وقيء الدم، والإسهال المائى أو الدموى والذى يستمر لعدة أيام، ومغص البطن الشديد، الحمى، الجفاف والذى قد يؤدى إلى الوفاة فى حال لم تتم معالجته بسرعة، وقد تشمل علامات وأعراض الإصابة بالجفاف ما يأتي: جفاف الفم والعطش الشديد، والشعور بالدوار، وقلة أو عدم التبول، وتسارع نبضات القلب.

 

وأشارت إلى أنه يمكن لأى شخص أن يصاب بالتسمم الغذائي، إلا أن هناك فئات محددة من الأشخاص قد يتأثرون بشكل حاد فى عملية التسمم الغذائى مثل المرأة الحامل، الرضع والأطفال الصغار، كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا، والمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة مثل مرضى السرطان أو الإيدز، والامراض المزمنة، مثل مرض السكري، وأمراض صمامات القلب، وأمراض الكلى، ومرض التهاب الأمعاء، مشيرة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة فى فصل الصيف جرس انذار للامهات للحفاظ على الاطفال من الجفاف التى يصيبهم بسب تناول اطعمة الشوارع.

 

ونصحت استشارى علاج الاطفال والسموم، بتناول السوائل والمياه والعصائر الطبيعية عند الإصابة بالتسمم والتوجه إلى اقرب مركز عند الشعور بالاعراض التسمم المختلفة والاهتمام بعمل بعض الخطوات لتشخيص التسمم الغذائى مع سرعة إجراء الفحص البدنى وإجراء بعض الفحوصات الطبية، لفحص الدم، وتناول العلاج المناسب، والابتعاد عن أطعمة الشارع التى تشكل خطرًا على جسم الانسان.

 

وأكد أخصائى التغذية سعيد متولي، أن أطعمة الشوارع و«الفاست فود» واستخدام الزيوت المهدرجة فى أغلب الاطعمة التى يتم ترويجها فى الشوارع شديدة الخطوة على صحة الإنسان، فعند الشعور بالجوع يعتمد الإنسان على نوعين من الأطعمة.. الأول يملأ المعدة بدون فوائد حتى لا يشعر بالجوع، والآخر أكل صحى مفيد. لافتاً إلى أن المناطق الشعبية تشتهر بتقديم أطعمة برائحة ولون وطعم مميز وعند تناولها تشعر بالشبع، وبذلك يصبح العملاء راضين عن أطعمة الشارع رغم أن تلك الأطعمة السبب الرئيسى فى انتشار أورام الكبد والفشل الكلوى، والاصابة بمرض السكرى وجرثومة المعدة ومختلف الامراض السرطانية.

 

وأضاف «متولي» أن جميع أصحاب المأكولات الجاهزة يروجون لاطعمتهم تحت شعار«الخلطة السحرية» حتى يكون لكل مكان بصمة خاصة فى إعداد الاطعمة يتعود عليها المواطنون، دون أن يعرفوا السر وراءها، وهذا السر فى الغالب يكون إخفاء طعم أو رائحة كريهة فى الطعام ولو أن أى انسان من اصحاب الامراض المزمنة تناول الاطعمة فحياته كلها ستكون مهددة.

 

وتابع أخصائى التغذية، أن الإنسان لابد أن يكون على معرفة بعلم الثقافة الغذائية للحفاظ على صحته وأعضاء جسده من المخاطر، مقترحاً أن يتم إنشاء أقسام للأطعمة الاورجانيك داخل جميع المطاعم تحتوى على خضراوات وفاكهة ولحوم طازجة صحية بدون أى مواد حافظة بأسعار مخفضة.