عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستشفى الدمرداش.. «سويقة» طبية تبحث عن رقيب

بوابة الوفد الإلكترونية

كل الأرقام التى يتداولها المسئولون عن مستشفى الدمرداش، أرقام مبهرة، فهو مستشفى يستقبل نحو 2 مليون مريض سنويًا، ويجرى 650 ألف عملية جراحية فى العام (حسبما أكد المسئول الأول عنها) هو مستشفى مبهر بكل المعانى.

ولكن إذا ما تجاوزنا الأرقام الرسمية للمستشفى سنجد على أبوابها وداخل ممراتها وفى عياداتها تتجسد كل معانى المعاناة والألم فى وجوه البسطاء وكبار السن الطيبين الذين يفترشون الأرض بالساعات الطوال، فى انتظار وصول الأطباء، أو موعد الزيارة، للاطمئنان على ذويهم المرضى.

 

مأساة مفجعة يعيشها الزائرون والمرضى كل يوم داخل مستشفى الدمرداش بداية من رحلة دخول البوابات، مرورًا بطوابير انتظار الدور وزيارة المرضى وأقسام الطوارئ، وصولًا لصرف الأدوية من الصيدليات الخارجية، والاحتجاز فى غرف خاصة للحالات الحرجة، بالإضافة إلى أن بنك الدم يتم غلقه أحياناً دون إبداء أسباب.

وفى مشهد غير آدمى يتكرر باستمرار، يستحوذ الموظفون على الكراسى المتحركة الخاصة بالمرضى غير القادرين على الحركة، ويحرمون المرضى منها؛ ليحولوها إلى كراسى لنقل البضائع والأجهزة من مكان لآخر ومع توالى نقل البضائع تهلك الكراسى الجديدة المخصص للمرضى وتتحول إلى خردة.

وأمام هذه الحالة يلعب التوك توك دوراً مهماً فى نقل المرضى داخل المستشفى فى مشهد مثير لا يمكن أن تراه فى أى مكان فى العالم.

وفى ممرات عيادات الدمرداش يتزاحم المرضى مع فجر كل يوم حتى يتمكن من مقابلة الطبيب لتشخيص حالتهم الصحية، وغالبًا لا يحضر الأطباء إلا بعد الساعة الثانية ظهراً، ويكتفون بالكشف على عدد قليل من المرضى، ومن لم يصبه الدور من المرضى ينصرف إما للنوم على الأرض بجوار عيادة الكشف، لانتظار طبيب يجرى الكشف الطبى عليهم ومنهم من يقرر النوم على بلاط المستشفى.

وفى ممرات المستشفى من الداخل تجد أبواب العنابر مفتوحة على اتساعها، وكأنها غرف مهجورة يسكنها الأشباح، وفى نهاية الممر صندوق قمامة امتلأ عن آخره، وأحاطت به القمامة دون أن تجد من يسأل عنها.

وإذا تجاوزت كل هذه الأمور ستجد متسولين يتسابقون فى مد أياديهم إليك، مبتكرين عبارات جديدة، لحث المحسنين على التصدق عليهم، وأكثر ما يكررونه من نداءات هى عبارة: «لو ساعدتنى ربنا هيشفيك».

ويلجأ بعضهم للحيلة المعروفة، إذ يطلبون مساعدتهم فى سداد تكاليف الكشف على أطفالهم وشراء الأدوية من الصيدليات الخارجية.

 

وفى مشهد يتعجب له الزائرون والمرضى بجوار بوابة المستشفى بشارع العباسية ينتشر أمن المستشفى ودورهم الوحيد هو ضبط كل من يحاول تصوير المشاهد المأساوية التى تحدث أمام وداخل المستشفى، ومن يتم

ضبطه يتعرض للضرب وتمزيق ملابسه.

وحدث بالفعل أثناء جولتنا بالمستشفى أن اعتدى 7 من أفراد أمن المستشفى على سيدة وأولادها الاثنين أثناء دخولهم لزيارة مريض وتجمع الزائرين لحمايتهم من اعتداء افراد الأمن عليهم بسبب صراخ السيدة المسنة لاستغاثتها بالزائرين؛ للتصدى لاعتداء الأمن عليها، وقال أحد المرضى: إن الأمن يوميًا يعتدى بالضرب على الزائرين، ولا يراعى كبار السن.

أما الزيارة فهى عملية مأساوية، حيث يصطف المئات من الزائرين وكبار السن منذ الصباح الباكر فى ساحة مستشفى الدمرداش مفترشين الأرض، لانتظار زيارة مرضاهم والحالات الخطرة وسط التزاحم بدون أى إجراءات وقائية من كورونا، وغيرها من الأمراض فى ظل الاوبئة المنتشرة، فالجميع لا يرتدى كمامة.

وفى مبنى مستشفى الأطفال، الذى يضم عيادة أمراض الغدد الصماء- قصر القامة- وعيادة الطفل التوحدى- الطفل مفرط الحركة- التبول اللاإرادى- صعوبة التعلم- قسم وحدة الأورام والدم، تجد أهالى المرضى يفترشون الأرض، انتظارًا لوصول الأطباء وبسبب طول الانتظار يصطحب بعضهم معه «كاتل» لتحضير الشاى، وأوانى الأطعمة المختلفة، حتى يبدو المشهد لمن يراه، وكأنهم فى رحلة طوال اليوم.

محمود إبراهيم 19 عاماً من سكان غمرة، أصيب بالتسمم فاصطحبه أصدقاؤه بين الحياة والموت إلى مركز علاج السموم باحثين عن طبيب داخل المركز لإسعاف صديقهم واستقبلهم الأطباء بهدوء وعدم اكتراث، رغم أنه كان قد فقد الوعى تمامًا، وقال لهم أحد الأطباء ضعوه على السرير، فصرخ أحدهم وقال: «محمود بيموت أنقذوه من فضلكم» فرد أحد الأطباء قال لهم: «إحنا ما نعرفش هو واخد ايه.. اعرفوا وقولولنا وإحنا نسعفه»، هكذا كان رد الطبيب، معتقداً أنه تعاطى مخدرات أو مسكرات وتعامل معه بطريقة لا إنسانية.