رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حقنة هتلر».. الموت فى «شكة إبرة»

الفشل الكبدى أبرز
الفشل الكبدى أبرز مخاطر حقنة هتلر

تتكون من مضادات حيوية وكورتيزون... وأضرارها أكثر من نفعها.

 

فى الآونة الأخيرة انتشرت الإصابة بنزلات البرد والانفلونزا بشكل كبير فى مصر، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واعتماد الجميع على المراوح والتكييفات للتخفيف من حرارة الجو، ولجأ الكثيرون إلى استخدام حقنة البرد المنتشرة فى الصيدليات والمشهورة باسم «حقنة هتلر» للقضاء على الأعراض بسرعة، خاصة أبوخطوة فى ظل الضغوط .

 

الاقتصادية التى أجبرت الكثيرين على مواصلة العمل ليلاً ونهارًا، لذلك فهم يسعون إلى التخلص من أعراض البرد بسرعة، ولكن أحيانا تقع الكارثة وبدلا من أن يتخلص الإنسان من أعراض الانفلونزا يتخلص من حياته نهائيا نتيجة لتناول هذه الحقنة التى لا تناسب الجميع، ومع الإعلان عن عودة فيروس كورونا للنشاط مرة أخرى ودخولنا فى الموجة السادسة منه أصبح تعاطى هذه الحقنة ينذر بكارثة خاصة أن أعراض الانفلونزا تتشابه كثيرا مع أعراض كورونا.

 

البكتيريا السوبر والفشل الكبدى وتوقف عضلة القلب فى انتظار المرضى.

 

فمنذ عدة أيام فقد عامل خردة بمدينة بورسعيد يدعى طارق مصطفى السيد 50 عاما حياته بسبب هذه الحقنة المعروفة باسم «حقنة هتلر» بعد أن حصل عليها من إحدى الصيدليات القريبة من منزله للتغلب على إصابته بالأنفلونزا التى أصابته، وأكدت المعاينة الأولية للجثة أنه توفى نتيجة حدوث هبوط حاد بالقلب بعد حقنه بعدة ساعات.

هذه الحقنة يسميها البعض حقنة الـ«3*1» ويعتبرونها آخر صيحة للعلاج السريع لنزلات البرد والتى زادت خلال الفترة الأخيرة، ورغم انتشارها فى الصيدليات إلا أن وزارة الصحة حذرت بشدة من استخدامها بدون استشارة طبية، وهى عبارة عن تركيبة من المضادات الحيوية مع كورتيزون وفيتامينات يتم استخدامها دون وصفات طبية كعلاج سريع لنزلات البرد، وأكدت الوزارة فى تحذيراتها أنها قد تؤدى إلى فشل فى الكبد والأعضاء، وتوقف فى عضلة القلب ثم الوفاة.

 

جولة ميدانية

أطباء: تصيب مرضى كورونا بالجلطة فورًا.

 

جولة ميدانية أجرتها الوفد على عدد من الصيدليات فى المناطق الشعبية منها امبابة وأرض اللواء والوراق وبولاق الدكرور وكشفت الجولة عن تداول الحقنة المعروفة لدى الجميع بحقنة «البرد» فى كل الصيدليات وتباع بـ 45 جنيها ويصل السعر إلى 50 جنيهًا فى بعض المناطق، وأكد أحد الصيادلة إن حقنة البرد متواجدة فى كل الصيدليات تقريبا وهذا أمر عادي، وتختلف قيمتها من منطقة إلى أخرى بحسب حجم المضادات الحيوية التى يتم تركيبها فى الحقنة.

 

وأشار الصيدلى إلى أن هذه الحقنة تقبل على استخدامها معظم الفئات العمرية سواء كبار السن أو الشباب أو حتى الأطفال، وتابع: «الناس يهمها تخف بسرعة والاكثر اللى شغالين صبح وليل وميقدروش يريحوا يوم».

 

«الناس هنا كل همهم يخفوا بسرعة ومفيش حد مات قبل كده منها».. قالها أحد الصيادلة بسخرية شديدة مشيرا إلى أن حقنة هتلر أو حقنة البرد تحتوى على مضادات حيوية قوية قد تدمر الجهاز المناعى وتصيب الفرد بحساسية شديدة، ومع ذلك لم يشكو منها أحد».

 

ونوه الصيدلى إلى أنه يتم تداول حقنة هتلر داخل الصيدليات بحذر شديد فلا يعطيها الصيدلى لأشخاص أغراب عن المنطقة حتى لا يقع تحت طائلة القانون.

الأمر نفسه أكده صيدلى آخر وقال إن الكارثة الأكبر حينما يحضر أحد الدخلاء على مهنة الصيدلة هذه الحقنة فلا يعلم المقدار الطبيعى للمضادات الحيوية التى يتم خلطها معا داخل الحقنة ووقتها تصبح العواقب وخيمة على الشخص الذى يستخدمها.

 

نقابة الصيادلة

 

بيان تحذيرى صدر عن مجلس نقابة الصيادلة بشأن حقنة هتلر، وما تسببه من موت مفاجيء، وقال الدكتور أحمد دومة، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن الحقنة ليست بجديدة علينا وكانت قد اختفت لسنوات ولكنها عادت من جديد بشكل ملحوظ ويقبل عليها البعض ظنًا منهم بأنها علاج فورى لنزلات البرد.

 

وأكد عضو مجلس نقابة الصيادلة أن الحقنة ليست علاجًا لنزلات البرد من الأساس، خاصة وأن كورونا وجميع نزلات البرد هى عدوى فيروسية وحقنة هتلر مضاد حيوى يهاجم العدوى البكتيرية فقط وليس لها علاقة بالفيروسات، ولكن استخدامها يؤدى إلى تدمير جهاز المناعة للفرد.

 

وأشار عضو مجلس نقابة الصيادلة إلى أن حقنة هتلر أشد خطورة على مرضى حساسية الصدر لأنها تركيبة يقوم بها أفراد دخلاء على مهنة الصيدلة وهم متواجدون بكثرة فى المناطق الريفية والعشوائية.

 

تحرك برلمانى

فى الوقت نفسه شهد البرلمان انتفاضة حول انتشار «حقنة هتلر» حيث قدم أحمد مهنى عضو مجلس النواب، طلب إحاطة بشأن انتشار الحقنة، وأشار البيان إلى أنه «مع تقلّبات الجو غير المستقرة، يُصاب عدد كبير من الأشخاص بنزلات البرد، حيث انتشر فى الآونة الاخيرة استخدام حقنة يزعم أنها تساعد فى علاج البرد ويطلق عليها حقنة هتلر، وهى عبارة عن مضاد حيوى، وكورتيزون ومسكن للآلام».

 

وقال النائب بأن هذه الحقنة تعد كارثة بكل المقاييس خاصة لما تسببه من الموت المفاجيء رغم اعتقاد البعض بأنها حقنة ساحرة لعلاج نزلات البرد ومقاومة للفيروسات، ولكنها فى الحقيقة تدمر جهاز المناعة كما أفاد الأطباء، كما أن الكورتيزون المتواجد فيها يؤثر على كفاءة اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

 

 وأكد النائب أنه تواصل مع العديد من الأطباء الذين أفادوا بأن «حقنة هتلر» تزيد من المضادات البكتيرية والتى قد تحتاج إلى مضاد حيوى أخر قوى حتى يكافح هذه البكتيريا، كما نوه النائب إلى تحذير منظمة الصحة العالمية من تناول المضادات

الحيوية دون استشارة طبيب، والتى تخلق نوعا من البكتيريا الضارة للجسم، كما أن الكورتيزون يضعف مناعة الجسم التى تقوم بمقاومة الفيروسات، مشيرا إلى أن الإفراط فى تناول المسكنات والأدوية بشكل عام يحدث اختلال فى وظائف الكلى وقد يؤدى إلى التهاب فى المعدة.

وطالب عضو مجلس النواب الجهات التنفيذية بضرورة شن حملات مكبرة على الصيدليات للتأكد من حظر تداول هذه الحقنة القاتلة.

أعراض خطيرة

والتقطت الدكتورة أمل السفطى أستاذ الطب المهنى والبيئى بكلية الطب ومدير مركز السموم بجامعة القاهرة، أطراف الحديث مشيرة إلى إن حقنة هتلر تتكون من مضاد حيوى بالإضافة إلى كورتيزون ومسكن قوى، كما تحتوى على مضاد حيوى عشوائى، وهذا هو السبب فى خطورتها على صحة المواطنين، خاصة وإنها تحتوى على كمية كبيرة من المضادات الحيوية التى تدمر الجهاز المناعى ولهذا لابد من استشارة الطبيب قبل التفكير فى استخدامها.

 

وبشأن الأعراض الجانبية لـ«حقنة هتلر»، قالت الدكتورة أمل، إنها قد تظهر بعد دقائق من استخدامها أو خلال ساعة على الأكثر، وتظهر فى صورة طفح جلدى بسبب قلة المناعة، مع انتشار الفطريات فى الجسم والتهابات فى الأمعاء، وتشنج فى المعدة، وإسهال حاد، وآلام أثناء البلع، وفقدان لحاسة التذوق، والتهاب فى الصدر، والتحسس، والأكثر خطورة من كل هذا هو ظهور البكتيريا المستأسدة المقاومة للمضادات الحيوية.

 

وحذرت الدكتورة أمل من ظهور ما يسمى بـ» البكتيريا السوبر» مع استخدام حقنة هتلر نتيجة لاستخدام المضادات الحيوية بكل عشوائى، مما تتسبب فى نشأة مناعة تدريجية لدى البكتيريا ضد العلاج، ولذلك تصبح سوبر لأنها تقاوم العلاج وتصبح قادرة على التغلب على المضادات الحيوية، كما أنه قد تحدث مقاومة لمضادات الميكروبات حيث تطرأ على الكائنات المجهرية طفرات جينية تؤدى إلى إيقاف عمل الأدوية المضادة للميكروبات، وبمرور الأيام تنشأ مجموعة من الجراثيم الخارقة المستأسدة التى تقاوم معظم المضادات الحيوية.

دكتورة امل السفطي

وأشارت مدير مركز السموم إلى أنه بعد تعاطى حقنة هتلر يصبح جسد الفرد مجالًا مفتوحا على مصرعيه للعدوى التى تهدد بحدوث أوبئة عضال قد تودى بحياة المصابين بهذه الجراثيم الخارقة، بالإضافة إلى زيادة تكلفة العلاج

 

كما نوهت السفطى إلى أن الفرد الذى يعيش مع غيره ممن يتناولون المضادات الحيوية باستمرار يجعل منهم أيضاً حاملين لهذا النوع من البكتيريا العاصية، وتابعت: «القصة دى بنشوفها فى أطقم التمريض فى المستشفيات الكبرى فى العالم كله».

 

وحول الكورتيزون والذى يعد أحد مكونات حقنة هتلر، فقالت إنه يقلل المناعة، ويحبس السوائل داخل الجسم، ويؤدى إلى ورم وزيادة الوزن ويسبب العصبية واعتلال المزاج والارتباك وقلة التركيز والإصابة بقرح المعدة وارتفاع ضغط العين وغشاوة فى عدسة العين وارتفاع سكر الدم وهشاشة العظام وفقدان الشهية، وضعف العضلات الهيكلية، وضعف نمو الأطفال وفشل كلوى وقصور فى القلب واحتشاء فى عضلة القلب وفقر الدم.

 

خطر على مرضى كورونا

الدكتور ماجد عبدالعظيم

وقال الدكتور ماجد عبدالعظيم، مدير المركز الحضرى بساحل سليم بمحافظة أسيوط، إن حقنة هتلر شديدة الخطورة على مرضى كورونا خاصة ممن يعانون من حساسية شديدة، مؤكدا أنها قد تؤدى إلى تعرضه لجلطات قد تؤدى إلى الوفاة.

 

وأشار الدكتور «ماجد» إلى ضرورة حظر تداول هذه الحقن داخل الصيدليات حفاظًا على أرواح المواطنين، وتابع: «تعاطى العلاج الذى يشمل نسبة كبيرة من المضادات الحيوية لابد أن يتم تحت إشراف الطبيب».

 

ونوه مدير المركز الحضرى إلى أنه فى حالة تأكد الصيدلى من عدم إصابة المريض بكورونا وأنه مصاب بالانفلونزا العادية فليس من حقه صرف هذه الحقنة له من الأساس.