رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مافيا الدروس الخصوصية تتحدي الحكومة!!

بوابة الوفد الإلكترونية

الدروس الخصوصية تتوالى، ولا تتوقف ابدا.. فقبل أن يدق جرس نهاية الثانوية العامة 2022، وقبل أن تجف أحبار ورق إجابات امتحاناتها، وقبل شهرين كاملين من موعد بدء العام الدراسى الجديد، انطلق ماراثون الدروس الخصوصية ثانوية 2023!.. وسيتبعها مع مطلع الشهر القادم الدروس الخصوصية لجميع السنوات الدراسية!

ومن الآن بدأ المدرسون وأصحاب السناتر فى الإعلان عن انطلاق الدروس الخصوصية، وشرع أولياء الأمور فى الحجز المبكر لأبنائهم فى مجموعات الدروس، مع كبار أساتذة التدريس.

وهذا يعنى أن وزارة التعليم فشلت فى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، وفشلت أيضا فى إيجاد بديل مناسب، يقلل من الإقبال على تلك الدروس، رغم أن الوزارة أكدت حينما اطلقت منصة حصص مصر أن المنصة ستتيح للطلاب تجربة تعليمية فريدة، توجههم للتعلم من خلال التطبيق وممارسة المعرفة بدلًا من الحفظ، كما ستزود الطلاب بالمهارات اللازمة للإجابة عن الاختبارات وفقًا لنظام الامتحانات الجديد، من خلال مدرسين أكفاء معتمدين من الوزارة ومدربين على النظام الجديد لفهم المناهج والتعامل مع نظام التقييم الجديد.

ورغم كل ذلك انطلق ماراثون الدروس الخصوصية مبكرا جدا، واقبل الطلاب وأولياء الأمور عليها.. محسن شوقى 55 عامًا -عامل ميكانيكى من سكان امبابة- أحد أولياء الأمور الذى يعيش تجربة فريدة، حيث فؤجئ بأن سيكون لديه ابنتان فى الثانوية العامة، رغم أن احداهما أكبر من الأخرى بعام كامل.. ويقول «محسن شوقى» لى ابنة تخوض امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وأخرى فى الصف الثانى الثانوى، وستكون فى العام القادم بالصف الثالث الثانوى، وفؤجئت بها تخبرنى بأن مدرسي الدروس الخصوصية يتواصلون مع الطلاب هاتفيا لدعوتهم للتسجيل فى الدروس الخصوصية للعام الجديد 2023، وهكذا صار لى بنتان فى الثانوية العامة، رغم أن إحداهما تسبق الأخرى بعام! وأضاف «الحجوزات بأحد سناتر منطقة حدائق القبة بالقاهرة للثانوية العامة للعام الدراسى الجديد 2022-2023، بلغت مبلغ 250 جنيها جدية الحجز للمادة الواحدة للمواد النظرية، وبسعر 350 جنيهًا فى المواد العملية، و500 جنيه لمادة الرياضيات والفيزياء، وهناك خدمة أخرى اتجه إليها بعض مدرسى مواد الثانوية العامة، وهى خدمة الدروس الخصوصية أونلاين دون مقابلة الطلاب، أو أولياء الأمور مع دفع القيمة المالية عبر خدمة «الكاش» وإرسال الملازم إلكترونية للطلاب التى تسدد المصروفات.

وقالت نرمين محمد 43 عامًا من سكان الشرابية ربة منزل، إن السناتر تفتح ابواب الحجز للعام الدراسى الجديد 2023، رغم أن طلاب الثانوية العامة لعام 2022 لا يزالون فى مرحلة الامتحانات، وكثير من الطلاب وأولياء الامور يسارعون فى تسجيل الحضور للمواد التعليمية للعام القادم، حتى يضمن الطالب الفوز بمقعد داخل السناتر، وإلا سيكون مجبرا على الوقوف طوال الدروس»

واضافت: لا توجد أماكن اضافية فى السناتر، وكل عام يزداد عدد الطلاب المقبلين عليها، ولمواجهة ذلك يكون لكل طالبين كرسى واحد فقط بالتبادل، واحيانًا يكون لكل ثلاثة طلاب كرسى واحد بالتبادل، ولا يوجد رادع ضد السناتر من الافعال الاستغلالية التى تحدث تجاه الطلاب وأولياء الامور»

وأشارت إلى أن مصروفات السناتر تتخطى الـ20 الف جنيه فى العام الواحد.. وقالت «لا أستطيع سداد تكاليف الدروس الخصوصية إلا عن طريق الدخول فى جمعيات».

محمد محمود طالب فى الصف الثانى الثانوى، وصف الدروس الخصوصية بأنها رحلة عذاب يعشيها طلاب الثانوية العامة.. وقال «أغلب مدرسى السناتر ليس لهم علاقة بالتعليم، ولكن زاد من شهرتهم ومن إقبال الطلاب عليهم، أن بعضا من أسئلة امتحانات نهاية العام، تتداول فى السناتر».

وأضاف «انطلاق الدروس الخصوصية فى وسط إجازة الصيف وقبل شهرين كاملين من بدء الدراسة تحرم طلاب الثانوية العامة، من الاستمتاع بالإجازة الصيفية، وتزيد من الضغوط النفسية والتعليمية عليهم».

ووافق الرأى أحمد صلاح -طالب ثانوى- ويقول «المدرسون جعلوا العام الدراسى 10 شهور كاملة، وهو أمر لا يتحمله أغلب الطلاب».

ووافقتهما كريمان سعيد -طالبة ثانوى- قائلة «والله حرام اللى بيعملوه المدرسين، مع الطلاب، بحرصهم على بدء الدروس الخصوصية مبكرا، وفى عز أجازة الصيف».

ونصحت ابتسام محمد أحد أولياء الامور، طلاب الثانوية العامة بعدم اللجوء للدروس الخصوصية.. وقالت «أنصح الجميع بالاكتفاء بمشاهدة المراجعات على اليوتيوب».

واضافت «فى العام الماضى كانت لى ابنة فى الثانوية العامة، وفى العام الحالى كان لى ابن فى الثانوية العامة، ولمست بنفسى أن متابعة الشرح والمراجعات، فى موقع الوزارة أفضل كثيرا من حضور الدروس الخصوصية فى السناتر».

وقالت داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف اولياء امور مصر «بينما لايزال طلاب الثانوية العامة يخوضون امتحانات نهاية العام الدراسى 2022، بدأ الطلاب الناجحون فى الصف الثانى الثانوى فى حجز مقاعدهم فى الدروس الخصوصية للعام المقبل 2023.. وقالت «أولياء الامور يشعرون دوما بالخوف بسبب عدم قدرتهم على التكيف مع النظام الجديد للتقييم إلا من خلال الدروس الخصوصية سواء فى السناتر أو البيوت، مشيرة إلى أن الحجز المبكر يضمن للطالب الحصول على مكان لدى المدرسين المشهورين، مؤكدة أن الدروس الخصوصية أصبحت واقعا فى

ظل تراجع دور المدرسة فى تقديم الحصص العامة وغياب مجموعات التقوية داخل فصول المدرسية.

وتابعت الحزاوى، لابد أن تعتمد الثانوية العامة على آلية تقييم أخرى غير الامتحانات، حتى يخف الضغط على الطالب وولى الأمر، فامتحان الفرصة الوحيدة هو الذى يزيد من حدة التوتر والقلق الذى يشعر به الطالب داخل قاعات الامتحانات، طالبة من وزارة التربية والتعليم ضرورة طرح فكرة وجود التحسين من جديد، حتى يستطيع طالب الثانوية العامة دخول أكثر من محاولة لتحسين درجته ويكون بمقابل مادى مناسب.

مضيفًة: «يجب على الوزارة النظر بجدية فى وقف تطبيق التلجرام أثناء انعقاد الامتحانات، لأنه يعد الوسيلة الرئيسية التى تعتمد عليها لجان الغش الإلكترونى»

وقدمت الحزاوى، نصائح هامة لأولياء الامور عن كيفية اختيار المدرس المناسب للأبناء، على رأسها ضرورة الاستعانة بآراء الدفعة القديمة فى اختيار المدرس، ويجب عدم الاكتفاء برأى طالب أو اثنين، بل يجب توسيع دائرة السؤال عن المدرسين لاختيار أفضلهم، فمن الخطأ اختيار مدرس بناء على شهرته، فلربما كان المدرس ذو الشهرة الاقل يتيح تفاعلا أكبر مع الطلاب»

وتقول الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبير التربوى، إن سناتر ومدرسي مرحلة الثانوية العامة على مدار السنوات السابقة، يعلنون عن بدء حجز الدروس الخصوصية للعام الجديد قبل بدء العام الدراسى بشهور، والطلاب المتأخرون عن الحجز قبل شهر أغسطس لا يتوفر لهم مكان داخل السناتر،

وأضافت عبدالرؤوف، أن هناك سببين فى الصراع على التسجيل فى الدروس الخصوصية، اولهما عدم وجود قناعة مجتمعية بما تقدمه المدارس، كما أنه لا يوجد انتظام بالعملية التعليمية فمعظم المدارس تعانى من عجز ملحوظ فى مدرسي المواد الاساسية؛ مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء، لافتة إلى أن أولياء الامور يعتقدون أن الدروس الخصوصية هى مصدر التعلم الوحيد والوسيلة الوحيدة للحصول على درجات عليا.

وتابعت عبدالرؤوف، «الدروس الاونلاين لا تخلو من مشاكل، فبعض الحصص تتخطى الـ8 ساعات متواصلة، والميزة الوحيدة فيها هى أنها توفر الوقت وتكاليف اجرة المواصلات، وتوفير عنصر الاطمئنان على الابناء بسبب حضور الطالب الدروس داخل منزله الخاص لكن فى المقابل «مش كل المواد بتقدر تسجلها عن طريق الاونلاين ومش كل المعلمين شاطرين فى الاونلاين ومش فى كل المواد ينفع انك تأخدها اونلاين».

وواصلت الخبير التربوى، لابد من توفير مرحلة الدروس الاونلاين وإدراك أن بعض الطلاب تعتمد على التواصل المباشر مع المدرس، بسبب عدم قدرة كافة المدرسين على مهارة التواصل الاونلاين، وأولياء الامور غير قادرين على اكتشاف مهارة المدرس إلا بعد تسجيل المواد وحضور الطالب الشرح،

وفى واقعة الغش التى تحدث كل عام فى امتحانات الثانوية العامة، قال الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، أن تم ضبط المتسببين فى تصوير بعض أسئلة مادة الفيزياء «من داخل سيارة» بالقرب من لجنة أبو زعبل البلد بإدارة الخانكة التعليمية بمحافظة القليوبية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى من أوراق «الامتحان الاحتياطى ولا تخص أى طالب».

وقد تم إحالة المتسببين للتحقيق وسوف تعلن الوزارة نتيجة التحقيق الاسبوع القادم، ولا يخفى على أحد المحاولات المستميتة لتشويه صورة الامتحانات المصرية، لا سيما انها تسير بانتظام شديد، وأن المتسبب ليس طالبا من الاساس وان هذه الورقة ليست ورقة امتحانية، وإنما من مظروف الاسئلة الاحتياطية.