عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

الشيخ محمد عمران
الشيخ محمد عمران

عندما فاضت روحه إلى بارئها فى أواخر عام 1994م لم تكلف جريدة أو مطبوعة واحدة نفسها بنشر خبر رحيله، واكتفت جريدة «اللواء الإسلامى» التى تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم بنشر خبرٍ باقتضابٍ شديدٍ عن رحيل سلطان الابتهالات والتواشيح الشيخ محمد عمران على عمود بصفحتها الثانية.

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

قال عنه الكاتب الكبير محمود السعدنى فى كتابه الشهير «ألحان السماء» إنه لم يظهر منذ فترة طويلة فى مجال التواشيح الدينية والمدائح النبوية صوت على هذا المستوى ولا موهبة من هذا الطراز، فقد كان «الشيخ عمران» يسير على درب الشيخ على محمود قارئ المسجد الحسينى آنذاك، وهو أحد الكبار الذين جددوا شباب هذا «الكار» والفن الروحانى، وإذا لم يكن سلطان الابتهالات لم يحقق شهرة وانتشارًا فى دولة التلاوة بما يليق بمكانته، فقد خلَد اسمه بأحرفٍ من نورٍ بين القراء والمنشدين على حدٍ سواء باعتباره آخر العباقرة بلا جدال. ويعلم «السميعة» أن عبقرية «عمران» لا يختلف عليها اثنان، فقد دانت له كل مقومات العطاء القرآنى والمدائح النبوية، حيث الصوت الجميل والإلمام بأحكام التلاوة والفهم العميق للمقامات الموسيقية وربما ظروفه الخاصة بعد أن كف بصره هى التى حالت بينه وبين العطاء الوفير للقرآن، كما أثرت فى نفسيته بعض الوقت دون جزعٍ أو عدم رضا بما قدَّره الله، وإذا كنا لم نر اهتمامًا من الصحف بخبر رحيله، لكن الله قدَّر له أن تذيع شهرته بعد وفاته ليظل اسم سلطان الابتهالات خالدًا حتى أن اسم الشيخ «عمران» صار يأتى فى مقدمة الصفوف فى عالم الإنشاد الدينى الذى تربع على عرشه الشيخ على محمود وسار على هديه إبراهيم الفران ومحمد الفيومى، وعبدالسميع بيومى والشيخ طه الفشنى والشيخ سيد النقشبندى باعتبار «عمران» مزيجًا من هذه الأصوات المتميزة، ليصبح «كوكتيل» شاملًا لهذه الأصوات الجميلة التى كانت تصدح فجرًا فى صلاة الفجر فى قلب الإذاعة المصرية.

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

نجله «محمود» لـ«الوفد»: ذاعت شهرته بعد رحيله.. و«النقشبندى» أول من اكتشفه.

 

«الوفد» انتقلت إلى مسقط رأس الشيخ عمران المولود فى مركز طهطا بمحافظة سوهاج والتقت بنجله الأكبر محمود فى هذا الحوار.

 

فى البداية يقول محمود محمد عمران نجل سلطان الابتهالات: ولد أبى بمدينة طهطا فى محافظة سوهاج بصعيد مصر يوم 15 أكتوبر عام 1944م، ولم يكمل العام الأول من عمره حتى فقد بصره بسبب تأخر طرق العلاج وقتها، وبعد أن أكمل سن الأربع سنوات أرسلته أسرته إلى كتاب الشيخ محمد عبدالرحمن حتى حفظ القرآن الكريم كله وهو فى سن العاشرة من عمره ثم أجازه وتعلم فنون التلاوة وقواعد التجويد على يد الشيخ محمود جنوط، والذى كان يذهب له فى بيته بمدينة طما شمال مدينة طهطا. ولم تمر شهور حتى نال ما أراد وأتقن فنون التجويد وقواعده. وقد لعب القدر دوره وقتها فى حياة والدى، حيث قابل الشيخ سيد النقشبندى الذى كان قد انتقل من قرية دميرة بمحافظة الدقهلية إلى مدينة طهطا ليعيش هناك ويتزوج بها، حتى تعلق قلب والدى وهو مازال طفلا صغيرًا بتواشيح وابتهالات الشيخ النقشبندى والذى أصبح قدوة والدى حتى أخذ بيده وعلمه فنون وقواعد الابتهالات ثم رافقه فى حضور ليالى الإنشاد الدينى، وكان «النقشبندى» صاحب صيت ذائع فى طهطا ومدن سوهاج بالكامل، ومراكز وقرى الصعيد حولها، حتى أنه كان مقرئ القرآن فى عزاء الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الجامع الأزهر الشريف الأسبق بالمراغة فى سوهاج. ويضيف «محمود»: نصحه النقشبندى بالنزوح إلى القاهرة، وبالفعل قبل أن يتم عامه الثانى عشر شقَّ والدى طريقه إلى القاهرة من أجل تعلم فنون المقامات والقراءات، وبالفعل التحق بمعهد القراءات فى طنطا ثم التحق بمعهد المكفوفين للموسيقى بجوار مسجد سيدى حسن الأنور فى مصر القديمة بالقاهرة، وهناك تعلم أصول القراءات والإنشاد على يد الشيخ سيد موسى الكبير الذى كان يعمل كبير بطانة للشيخ طه الفشنى وغيره من المشايخ الكبار فى خمسينيات القرن الماضى. وقد احتضن والدى وعلمه أصول « القوالة» والإنشاد والموشحات، وقد تأثر والدى بأصوات الشيخ محمد رفعت والشيخ على محمود والشيخ على حزين، وعبدالفتاح الشعشاعى وكامل يوسف البهتيمى ومحمود خليل الحصرى ومحمد صديق المنشاوى وعبدالباسط عبدالصمد، فقد كان يدرك أن لكل منهم بصمة خاصة وشخصية متميزة لا يمكن أن تتكرر، وقد ساعده ذلك على أن يكون مزيجًا من هذه الأصوات حتى أصبحت له مدرسة خاصة فى القراءة والإنشاد حتى أطلق عليه لقب «سلطان الابتهالات».

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

اعتمدته الإذاعة فى السبعينيات وسجل تترات للمسلسلات الدينية.

 

حب الموسيقى

ويستكمل نجل المبتهل الكبير قائلًا: بعد تخرجه فى معهد المكفوفين زادت أعباء المعيشة عليه مما دفعه للبحث عن مصدر رزق ثابت فتقدم للعمل فى شركة حلوان للمسبوكات، وبالفعل تم تعيينه هناك، وكان قارئًا للقرآن الكريم بمسجد الشركة وذاع صيته بين عمال الشركة، حيث كان بارعًا فى التلاوة، وقد ساعدوه حتى يكون قارئًا ومبتهلًا شهيرًا، ولم يثنه عمله بالشركة عن حبه وشغفه بالمقامات والقراءات، بل جمع مكتبة مليئة بشرائط الشيخ على محمود وطه الفشنى وكبار القراء، بالإضافة إلى أنه كان يحب سماع ألوان الموسيقى الغربية والخليجية وموسيقى إيران وتركيا، وحتى الموسيقى العالمية مثل موسيقى «بيتهوفن»، بالإضافة إلى جمعه التلاوات النادرة، حتى زادت مكتبته على ما يقرب من عشرة آلاف شريط لاهتمامه بالموسيقى، وهو ما يفيد المبتهل والقارئ فى معرفة فنون الصوت والأداء، وكان مثقفًا جدًا وتشعر أنه حاصل على أعلى الشهادات لدرجة أننى قابلت صديق والدى اسمه عمرو ناجى وكان يعد رسالة دكتوراه بمعهد الموسيقى العربية منذ فترة قريبة وقال لى إن والدى كان يصف له بعض الكتب لاقتنائها والتى استفاد منها فى أطروحته لنيل درجة الدكتوراه، مما يؤكد أن والدى كان يسعى للثقافة كثيرًا ويهتم بكل شيء وكان حريصًا على القراءة بطريقة «برايل».

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

الإذاعة

«عبدالوهاب» وصف صوته بالجبار.. وكبير بطانة «الفشنى» علمه فن «القوالة».

 

ويقول نجل الشيخ «عمران»: فى أوائل السبعينيات اعتمدته الإذاعة المصرية مؤديًا ومبتهلًا للموشحات، عندما ذاع صيته فى كثيرٍ من الأرجاء تقدم لها بهذه الصفة وليس بصفته قارئًا للقرآن الكريم، حتى بدأ بألحان للموسيقار حلمى أمين ثم شاركه بصوته فى ألحان برامج دينية غنائية منها «أسماء الله الحسنى» و«الحمد لله» قبل أن يؤدى ألحانًا أخرى للشيخ سيد مكاوى، وعندما سمعه الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب أثنى عليه كثيرًا وسجل معه بعض الابتهالات، منها:

الليل أقبل والوجود سكون

بالليل راحت تستريح جفون

وهناك أحلام الخيال توافدت

تسرى فتسبح فى الخيال عيون

والروح تمضى فى مجالات العلا

وهناك فى نهر الصفاء تكون

فضل من الله العظيم على الورى

ليل يجىء وسره مكنون

ويستكمل نجل «عمران»: كما أنشد والدى فى العديد من البرامج الدينية وفى الاحتفالات بالمولد النبوى وآل البيت والأمسيات والمناسبات التى أقيمت فى دار الأوبرا المصرية، كما سجل فى الإذاعة كمًا هائلًا من الأناشيد والابتهالات منها: «أدركنا يا الله» مع الشيخ سعيد حافظ، وقدم بعض التترات للمسلسلات الدينية وسجل «دعاء الصالحين»،

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

وابتهالات أخرى كثيرة حتى أصبح مرجعًا للكثير من القراء والمبتهلين لشدة إتقانه للأحكام وفنون المقامات والنغمات. وكان والدى أول من أحيا الأفراح بالقرآن والإنشاد الدينى، وكان أول منشد يهتم بالموسيقى الهندية والتركية، حتى أنه كان يحتفظ بأسطوانات لبيتهوفن وأغان هندية.

 

كما تعاقدت معه إحدى شركات الكاسيت لتسجيل بعض سور القرآن الكريم بصوته، قبل أن يشارك فى إحياء عدة ليالٍ فى الأوبرا كما اختير- قارئًا للسورة بمسجد أحمد عبدالمنعم خلف كوبرى الجامعة فى محافظة الجيزة، وحرص العديد من الإذاعات العربية على تسجيل القرآن جنبًا إلى جنب مع الابتهالات بصوت والدى فى البحرين وأبو ظبى وعمان وغيرها.

 

الصحافة تجاهلت خبر وفاته.. ولم يحب الشهرة.

 

رفض السفر للخارج.. ومكتبته الموسيقية تضم 10 آلاف شريط.

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

ويضيف نجل الشيخ «عمران» قائلًا: كنت أرافق والدى فى بعض الحفلات، وأذهب معه إلى بيوت بعض الفنانين مثل الموسيقار عمار الشريعى وهانى مهنا، والشيخ سيد مكاوى وعبدالعظيم محمد، فقد كان والدى مقتنعًا تمامًا بأن دراسة الموسيقى تساعده فى الإنشاد، وهو ما كان سبب إعجاب العديد من كبار الموسيقيين وبعض الفنانين وفى مقدمتهم الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذى اصطحبه ذات ليلة إلى منزله عبده داغر عازف الكمان الشهير، وكان والدى يتردد على بيت «داغر» لإحياء ليال فنية موسيقية، حيث قدما معًا عشرات الأغنيات والمواويل مثل «حلم» لأم كلثوم و«يا من هواه أعزه وأذلنى.. كيف السبيل إلى وصالك دلنى» و«فرح الزمان..اليوم حان الموعد» و«ناجاك قلبى خاشعًا ولسانى» وقد استمع له «عبدالوهاب» و«تسلطن» من صوته وإنشاده، وكان الموسيقار «عبدالوهاب» ينتوى تقديم مشروع غنائى دينى، يجمع فيه الكثير من الشعراء والمنشدين المعروفين، وبعد أن انتهى«عمران» من أداء قصيدة «يا سيد الكونين» ومطلعها: يا سيد الكونين جئتك قاصدًا..... أرجو رضاك وأحتمى بحماك... والله يا خير الخلائق إن لى قلبًا مشوقًا لا يروم سواك.. وحق جاهك إنى بك مغرم، أبدى «عبدالوهاب» إعجابه الشديد بما قدمه « داغر» و«عمران» حتى أن «عبدالوهاب» داعبه قائلًا: ( ياواد ياواد.. الله الله ياراجل يا جبار) وكان «عبدالوهاب» أيضًا رئيسًا للجنة الاستماع فى الإذاعة فقال له مرتين أو ثلاثًا: لابد أن تصبح قارئًا، ولكنه كان يرفض، فكان لا يحب «الشو الإعلامى».

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

وعن علاقته بالمشايخ يضيف: كان والدى مرتبطًا بالشيخ محمود رمضان، فهو من أولئك المشايخ الذين بدأ معهم « القوالة» الفنية والإنشاد، وكان الشيخ على محمود أستاذه الذى تعلم منه، وكان صديقًا للشيخ عبدالباسط عبدالصمد وإبراهيم الشعشاعى ونصر الدين طوبار، ومحمد الهلباوى ومحمود أبوالسعود، والشيخ النقشبندى الذى كان يعتبره الأب الروحى له، فهو سبب حبه لهذا المجال وفن الإنشاد، حتى أن أولاد الشيخ النقشبندى كانوا يعتبرون والدى الشيخ «عمران» شقيقًا لهم، فقد رباه وهو طفل منذ أن كان يعيش فى طهطا بسوهاج، حتى أن والدى كان يذهب إليه، ويمكث معه بالأيام، فعلاقته به علاقة التلميذ بأستاذه.

 

السفر

ويقول محمود نجل الشيخ محمد عمران: لم يكن والدى يفضل السفر، رغم أن معظم المشايخ كانوا يسافرون للخارج ويتقاضون مبالغ كبيرة نظير هذا السفر للدول الإسلامية لإحياء الليالى القرآنية والإنشاد والمدائح النبوية، لكن والدى تعلق بالسيدة زينب حتى رحيله، ولم يخرج من مصر إلا لأداء الحج والعمرة، وكانت أول رحلة حج له تحت رعاية نادى الزمالك، فقد كان زملكاويا متعصبًا، ويشجعه كثيرًا، وقد سجل ابتهالات دينية لبعض الدول العربية مثل الإمارات وقطر وعمان، كما دعت قناة فلسطينية لاستضافته لمدة أسبوعين فى المسجد الأقصى، لكن لدواعٍ أمنية تم رفض هذه الزيارة، فجاء بعض الفلسطينيين العاملين فى القناة للحصول على مقاطع بصوته للقرآن الكريم لإذاعتها فى القناة وتم تسجيل 15 حلقة تقريبًا بصوته.

الشيخ محمد عمران.. سلطان الابتهالات والتواشيح

عائلته وأبناؤه

ويضيف نجل سلطان الابتهالات قائلًا: جدى توفى حين كان والدى عمره صغيرًا وكان ترتيبه الأول بين ثلاثة أبناء ذكور وثلاث إناث، وكان ترتيب والدى الأول فى إخوته الذكور، وعندما كف بصره دعت جدتى بأن يكون من حملة كتاب الله واستجاب الله لدعائها وحفظ والدى كتاب الله فى سن مبكرة.

 

وحينما نزح إلى القاهرة تزوج والدتى عام 1972م ورزقه الله بخمسة أولاد، ثلاثة ذكور هم محمود عمران (ليسانس حقوق) و«رحاب» (بكالوريوس تجارة) و«على» (بكالوريوس سياحة وفنادق)، و«أسماء» (بكالوريوس تجارة)، وأخيرًا شقيقى «أحمد» الذى توفى وعمره خمس سنوات ونصف السنة، وقد أثرت وفاته على والدى لأنه ارتبط به كثيرًا، وتوفى شقيقى عام 1986م ومات والدى فى عام 1994م وطوال هذه المدة لم يتوقف والدى عن البكاء يوميًا حزنًا على رحيل شقيقى، وكثيرًا ما كنا نسمعه وهو يبكى داخل غرفته عندما يستمع لأحد الشرائط التى كان يسجلها لابنه قبل رحيله، حتى انقضى أجل والدى بعده بسنوات قليلة بسبب الحزن عليه والمرض، فقد كان حنونًا جدًا ويخاف علينا كثيرًا،  خاصة أنه كان يشعر أن كف بصره يعوقه عن حمايتنا كثيرًا. وقد جمعنا كثيرًا من تراثه، وهناك كثير من الشباب كونوا جروبات على وسائل التواصل الاجتماعى لحفظ تراث الشيخ محمد عمران، ولم ينتهج مسلك والدى إلا ابنى على محمود محمد عمران وهو طالب بالفرقة الأولى بكلية الحقوق، وهو متيم بجده ودخل مسابقة بالجامعة حصل فيها على المركز الأول فى الغناء والمركز الثانى فى الإنشاد، وأتمنى أن يصبح مثل جده رحمه الله.

الرحيل

فى الليل يارب وفى الأسحار

أدعوك يا الله وأنت الباري

أنت الذى أوجدتنا وخلقتنا

أنت العليم بدقة الأسرار

بيديك أنت الأمر يارب الورى

وإليك.. وإليك وإليك يرجع

محكم الأقدار

وعن أيامه الأخيرة يقول نجل الشيخ «عمران»: أصيب والدى بمرض السكر الذى جعله يسقط صريعًا قبل أن يتم الخمسين من عمره بأيام قلائل ليرحل فى السادس من أكتوبر عام 1994م ويوارى جثمانه فى مقابر «ترب النخال» بجوار مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة بالقاهرة.