رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمود أباظة يكتب: خواطر حول الحوار الوطنى

بوابة الوفد الإلكترونية

 دعوة الرئيس إلى حوار وطنى أيقظت الحياة السياسية، فازدحمت الساحة بالأفكار والآراء والمقترحات، إلا أن النظرة إلى هذا الحوار قد تختلف من تيار سياسى إلى آخر وربما من شخص إلى آخر، وقد يكون من المفيد البدء بالتمييز بين نوعين من الحوار.

ــ الحوار الدائم الذى يجرى فى مداراته التقليدية: مجالس عامة، ناهيك عن الخاصة، الإعلام المقروء والمسموع والمرئى ثم فى وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت فى العقدين الأخيرين أرحب هذه المدارات وأكثرها حيوية، وهذا الحوار الدائم يدور حول قضايا المواطن من حيث كونه انسانًا داخل هذا الإطار الواسع، يختص الشأن الوطنى سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافياً، بنصيب كبير. وتعتبر درجة اتاحة هذا الحوار مقياسًا لمدى ازدهار الحريات العامة فى بلد من البلدان، وهو ما يفرض علينا العمل على تدعيم هذه الإتاحة وتأمينها، لآن الحريات العامة هى مصدر حيوية المجتمع التى تمكنه من الصمود فى وجه الأزمات والمضى فى بناء المستقبل الذى يريده ويرضاه.

ــ أما الحوار الوطنى الطارئ فتقتضيه مستجدات على الساحة الوطنية، كالأزمات الداخلية والخارجية أو فرص تلوح وتستوجب الاستفادة منها لحساب الوطن على أحسن وجه أو بداية مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطنى، إجمالًا كل ما يستدعى على وجه السرعة جهد القوى الحية تحت مظلة توافق مجتمعى واسع.

ــ ومن الواضح أن هذه المقتضيات مجتمعة تقف وراء دعوة الرئيس إلى الحوار الوطنى.

الأزمة:

نحن نواجه أزمة تضافرت فيها أسباب خارجية وداخلية لتجعل منها تحديًا يستدعى حشد الإرادة الوطنية لتخطيها، فإن كان وباء الكورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية قد سددا ضربات موجعة للاقتصاد العالمى، ونحن جزء من هذا الكل، فإن أخطارها علينا مضاعفة بسبب التوقيت الذى جاءتنا فيه، إذ إن الدولة بصدد إعادة بناء مرافقها العامة وتجديد بنيتها الأساسية التى أهملت لعقود طويلة حتى هبت رياح الثورة فأظهرت هشاشة الدولة القائمة. وكان علينا أن ننجز هذه المهمة وكأننا نسابق الزمن قبل أن يطيح الانهيار العام بما تبقى من هياكل ونسقط جميعًا فى هوة الدولة الفاشلة. وترتب على هذا السباق أن تجاوز الانفاق العام مواردنا المتاحة فتضخم الدين العام، وأصبحت خدمته عبئًا ثقيلًا على الموازنة العامة للدولة وقد تمكنا من النهوض به حتى الآن بفضل الإصلاح الاقتصادى الجرىء الذى أقبلت عليه الحكومة وتحمله الشعب بموروث حكمته، إلا أن الأزمات التى تهز الاقتصاد العالمى بعنف تجعل الاستمرار فى النهوض بعبء خدمة هذا الدين والاستمرار فى إنجاز مهمة إعادة بناء الدولة. بالاضافة إلى مساندة الفئات الأضعف فى المجتمع معضلة تستدعى مشاركة الخبراء وأصحاب الرأى وتبنى الفكر الخلاق الذى يتجاوز الخطوات المعروفة، ولكن الحلول الفنية أيًا كانت لا تعنى شيئًا إن لم تكن مرتكزة إلى توافق واسع يمكن الوصول إليه عبر الطريق السياسى والحوار خطوة أولى على هذا الطريق، ولاشك أن إدراك جميع الأطراف لهذه الحقيقة أهم ضمانات نجاح الحوار.

الفرص السانحة.

قد يبدو الحديث عن الفرص التى تلوح فى هذه الظروف مخاصمة للواقع أو تفاؤلًا مفرطًا، ولكن التاريخ يؤكد لنا أن الأزمات العالمية الكبرى سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية كالتى نعيش فى قلبها اليوم، تبشر ببزوغ نظم دولية جديدة، لأن الأزمة أظهرت قصور النظم القديمة وسلطت الضوء على ما أصابها من شروخ وتشققات تحتاج إلى تعديل أو تجديد كامل. وحتى لا نغوص فى تفاصيل لسنا بصددها هنا نكتفى بذكر جانبين من هذا النظام العالمى القائم بدت فيه هذه الشقوق.

أولًا: نظام الأمن العالمى الذى أصبح بعد انهيار الاتحاد السوفييتى قائمًا على انفراد الولايات المتحدة كقوة أعظم بالقيام بدور شرطى العالم، أو ادعاء ذلك، لم يدم طويلًا لارتفاع كلفته من ناحية، ولصعود الصين كقوة عظمى وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة خطرًا رئيسيًا يستدعى حشد إمكاناتها المالية والعسكرية والدبلوماسية لمواجهته، بما أوجد حالة من الفوضى على الساحة العالمية حتى قامت الحرب الروسية الأوكرانية التى أعادت العالم إلى عصر الحرب الباردة بين الشرق والغرب مع ظهور بوادر تجعل تحولها إلى حرب ساخنة وارداً. أى أن الأساس الذى قام عليه السلم العالمى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يعد يفى بالغرض، وأيًا ما كان الأمر فإن هذه المواجهة المسلحة التى تدفع دول كثيرة أثمانًا عالية بسببها وهى ليست طرفًا فيها ولا مصلحة لها فى استمرارها ولا توسعها من باب أولى.

هذه المواجهة الخطرة بدأت تدفع الدول المتضررة إلى تكوين تكتل محايد يسعى إلى تحجيم الآثار المدمرة لهذا الصراع المسلح والسعى إلى ترجيح كفة السلام على ما سواها. بعبارة أخرى هناك نظام دولى جديد فى طور التكوين يتسع لكتلة جديدة تقف خارج المعسكرين المتنازعين أو بعبارة أدق تقف بينهما حفاظًا على مصالحها وسعيًا إلى تفادى انفجار عام يمكن أن يقضى على البشرية جمعاء. وفى ضوء هذه التحولات لابد أن يكون لمصر دور واضح فى إقامة هذا البناء الجديد بحكم موقعها الجغرافى وتراثها الدبلوماسى وصلاتها الخاصة بالعالم العربى والقارة الافريقية والعالم الاسلامى. وهذه الدوائر جميعًا تحتم عليها مصالحها عدم الانحياز يمينًا أو يسارًا بل السعى إلى تفادى الانفجار العام. وهذه الرؤية المستقبلية تقتضى حوارًا يضىء الطريق ويحشد القوى الحية وراء مسارنا الدبلوماسى فى المرحلة الجديدة التى يتجه اليها العالم بكل ما يستدعيه ذلك من جهد وكل ما يحمله من فرص مواتية.

ثانيًا: من الناحية الاقتصادية أصبحت العولمة الشاملة أساسًا للتجارة الدولية ومن ثم للاقتصاد العالمى خلال الثلاثين سنة الأخيرة والعولمة بالتعريف تتجه إلى تحجيم دور الدولة الوطنية كلاعب أساسى على الساحة الدولية، إلا أن أزمة الكورونا كشفت حدود العولمة عندما وجدت دول أوروبا الغربية نفسها فى حالة نقص شديد للكمامات وكذلك أجهزة التنفس الصناعى، لأن الدول التى تنتجها لبت حاجتها اليها أولاً، فلم يبق ما يكفى لتلبية حاجات دول أخرى. كما قاست كثير من الدول الأخرى من صعوبة الحصول على المصل المضاد لهذا الوباء حيث إن الدول المصنعة حجزته حتى تستوفى حاجة شعبها ونتيجة لذلك ظهر مصطلح السيادة الصناعية الذى يضع حدا للعولمة الشاملة، وسوف يظهر خلال السنوات القليلة القادمة أثر ذلك على أرض الواقع.

ــ أما الحرب الأوكرانيةـ الروسية فقد تسببت فى أزمة شديدة فى المواد الغذائية خاصة الحبوب والزيوت ويتوقع أن تمتد إلى اللحوم والألبان وذلك لأن الدولتين المتحاربتين من أكبر المنتجين والمصدرين للحبوب والزيوت على مستوى العالم. وبهذه المناسبة ظهر أيضًا مصطلح السيادة الغذائية.

ــ مجمل القول إن هذه الأزمة الكبرى بوجوهها المختلفة دعت إلى التفكير فى نظرة جديدة للاقتصاد العالمى يمكن الدولة الوطنية من آداء دورها الأساسى فى توفير الاحتياجات الضرورية لشعبها فى العسر واليسر. مما يقتضى اعادة النظر فى توزيع المراكز الصناعية الكبرى وكذلك مراكز تخزين البضائع ومسارات نقلها وفقًا لخريطة جغرافية جديدة تسهل لمختلف التجمعات الإقليمية الحصول على احتياجات دولها بيسر وفى زمن معقول. وهنا أيضًا فرص يمكن لمصر أن تستفيد منها بحكم موقعها الجغرافى واتساع مساحتها ووفرة اليد العاملة بها وكذلك حجم سوقها الداخلى.

 

وكل ذلك يستدعى عقل الأمة وخبرة أبنائها ويقظة حكومتها واصرارها على ازاحة جميع معوقات التنمية الشاملة، بما فى ذلك العمل على جذب الاستثمارات الوطنية والعربية والدولية. ومن الواجب أن يتناول الحوار الوطنى هذه القضايا لأن الخروج من الأزمة الحالية وثيق الصلة بتوقع ما بعد الأزمة، وهو ما يعيدنا إلى طريق السياسة ويضع الحوار فى مساره الأمثل.

ــ بناء الجمهورية الديمقراطية الجديدة.

< وأخيرًا،="" فإن="" بناء="" الجمهورية="" الديمقراطية="" الجديدة="" واجب="" علينا="" جميعًا="" بعد="" أن="" تجاوزنا="" فترة="" الريبة="" ومهدنا="" الأرض="" لهذا="">

لقد أطاح الشعب المصرى بنظامين سياسيين فى أقل من ثلاثين شهراً، أولهما تجاوزه الزمن واعاقة عجزه عن ملاحقة التغيرات السريعة والعميقة التى طرأت على المجتمع المصرى خلال العقود الثلاثة السابقة، فجفت الدماء فى عروقه وظهرت عليه علامات التحلل، فأسقطته صيحة الشعب فى 25 يناير. ثم وصل تنظيم الإخوان المسلمين إلى الحكم فى غمرة الأحداث الثورية، وشرعوا فورًا فى تأسيس نظام سياسى يقوم على اسطورة دولة الخلافة ووحدة الأمة الاسلامية التى لم تعد تمت للواقع بصلة، بعد نمو الروح الوطنية فى مختلف أقطارها، وهو المد الوطنى الذى تنكره الحركة الإسلامية بكافة أجنحتها بل وتعاديه بكل قواها فتنفصل عن الواقع القائم وتنعزل فى فقاعة من الوهم. مجمل

القول، إن المشروع الاخوانى اصطدم بالوطنية المصرية وتحطم على صخرتها يوم 30 يونيو 2013، حين خرجت الملايين تعلن سقوط حكم المرشد والمشروع الاخوانى فى بلد المنشأ. إلا أن التيار الاسلامى، لأنه عجز عن قبول الواقع الوطنى القائم لم يفهم أسباب سقوطه ولم يتردد فى رفع السلاح فى وجه الوطن واستباح دماء أبناء الوطن فوضع نفسه خارج إطار الوطن.

ولا شك أن انقاض النظامين قد غطت الساحة المصرية، وكان علينا بعد أن أعدنا الدولة إلى قلب الوطن، وهى على وشك السقوط فى هاوية الفشل، أن نرفع هذه الأنقاض ونعد الأرض للبناء الجديد، وكل ذلك اقتضى جهدًا ضخمًا وصبرًا على المكاره وتضحية بالأرواح والأموال. وقبل ذلك كله اقتضى توافقا وطنيا واسعا لم يخرج عنه سوى الخارجين على الوطن سواء من لاذ منهم بالهرب ووضع نفسه تحت حماية الأعداء ليتآمر على الوطن أو من قبع فى قلب هذا الوادى ينتظر فرصة لطعنه، وقد انتهت هذه المرحلة وبلغنا بر الأمان وها نحن فى مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطنى تفرض نفسها علينا.

< البناء="" الجديد="" يجب="" أن="" يقام="" بجهد="" جميع="" المواطنين="" الذين="" تربطهم="" بالوطن="" رابطة="" المواطنة="" باعتبارها="" مناط="" الحقوق="" والواجبات="" العامة،="" دون="" تمييز="" بسبب="" الدين="" أو="" النوع="" أو="" العرق.="" ان="" المواطنة="" بهذا="" المعنى="" هى="" صك="" الانتماء="" وضمان="" المساواة="" ومنبع="" كل="" وفاق="" وطنى.="" وبداية="" هذه="" المرحلة="" تستدعى="" حوارًا="" وطنيًا="" يمهد="" الطريق="" لتلاقى="" الأفكار="" والآراء="" حتى="" تتحقق="" وحدة="" الجهود="" لبناء="" الغد="">

< وإذا="" عدنا="" إلى="" شعارات="" ثورة="" 25="" يناير="" فى="" أيامها="" الأولى="" لأمكننا="" تلخيصها="" فى="" الديمقراطية="" (وتضم="" الحرية="" والكرامة="" الانسانية)="" والعدالة="" الاجتماعية.="" وتعنى="" اتاحة="" فرص="" متساوية="" للجميع="" عند="" خط="" البداية="" واعداد="" شبكة="" أمان="" اجتماعى="" لمن="" تقعد="" به="" قدراته="" عن="" بلوغ="" مستوى="" الحياة="" الكريمة.="" وكذلك="" توفير="" وسائل="" العلاج="" والرعاية="" الصحية="" لجميع="" أبناء="" الوطن="" من="" خلال="" التأمين="" الشامل="" القائم="" على="" مبدأ="" التكافل.="" وأخيرًا="" اقامة="" نظام="" اقتصادى="" فعال="" يحقق="" التنمية="" الشاملة="" ويكفل="" الحاجات="" الأساسية="" للجميع="" ومنها="" الخبز.="" هذه="" هى="" الأسس="" العامة="" التى="" يجب="" أن="" يقوم="" عليها="" البناء="">

< ولابد="" أن="" نعترف="" بأن="" بعض="" هذه="" الأسس="" قد="" بدأنا="" فى="" ترسيخها="" فى="" المرحلة="" السابقة="" مثل="" التعليم="" الذى="" نعتبره="" إحدى="" الدعامات="" الأساسية="" للعدالة="" الاجتماعية،="" باعتبار="" أن="" اتاحته="" للجميع="" يحقق="" المساواة="" من="" نقطة="" البدأ،="" وقد="" أطلقنا="" مشروع="" اصلاح="" مرفق="" التعليم،="" وعلينا="" طرح="" ما="" تم="" فعلًا="" وما="" تبقى="" انجازه="" حتى="" يؤدى="" الحوار="" إلى="" تحقق="" الشفافية="" المطلوبة،="" لحشد="" قوى="" جديدة="" واعية="" تدعم="" هذا="" الاصلاح،="" وتدفع="" به="" إلى="" الأمام="" طوال="" السنوات="" التى="" يتطلبها="" انجاز="" هذه="">

< وتجديد="" مرفق="" الصحة="" العامة="" لإتمام="" خطة="" التأمين="" الصحى="" الشامل="" الذى="" يعتبر="" بدوره="" دعامة="" هامة="" من="" دعامات="" العدالة="" الاجتماعية،="" وينطبق="" عليه="" ما="" ينطبق="" على="">

< وأخيرًا="" مشروع="" حياة="" كريمة="" الذى="" انتظره="" الريف="" المصرى="" لأكثر="" من="" نصف="" قرن.="" مجمل="" القول="" إن="" البناء="" على="" هذه="" الأسس="" التى="" وضعت="" هو="" لب="" العمل="" فى="" اقامة="" الجمهورية="" الديمقراطية="">

< أما="" عن="" الاقتصاد="" الوطنى="" فلابد="" أن="" تستمر="" عملية="" تحديثه،="" وأن="" يدور="" حوار="" حول="" ما="" تم="" وما="" تبقى="" اتمامه.="" وفى="" مشروع="" الزراعة="" والرى="" فى="" مصر="" دليل="" على="" ادراك="" الدولة="" لأهمية="" هذا="" القطاع،="" وضرورة="" انجاز="" هذا="" المشروع="" الحداثى،="" ويبقى="" ان="" يساعد="" الحوار="" على="" ان="" يحظى="" هذا="" المشروع="" بالزخم="">

< يبقى="" باب="" إقامة="" البناء="" الديمقراطى="" الذى="" يمكن="" أن="" يبتلع="" كل="" المحاور="" الأخرى="" على="" أهميتها،="" وذلك="" لأن="" الشعب="" المصرى="" منذ="" ثورة="" 1919="" يسعى="" لتحقيق="" الديمقراطية،="" ولكنه="" كبطل="" الأسطورة="" اليونانية="" الذى="" يحمل="" صخرة="" ضخمة="" يريد="" أن="" يضعها="" على="" قمة="" الجبل،="" وكلما="" قارب="" أن="" يحقق="" غرضه="" بعد="" جهد="" جهيد="" تجذبه="" الصخرة="" إلى="" أسفل،="" فيعاود="" الكرة="" بإصرارعنيد.="" وهذا="" الباب="" يشمل="" الحريات="" العامة،="" وسيادة="" القانون="" والتعددية،="" وضوابط="" العلاقة="" بين="" الحاكم="" والمحكوم="" وتحقيق="" التوازن="" بين="" السلطة="" التنفيذية="" والسلطة="" التشريعية،="" باعتبار="" أن="" هذا="" التوازن="" هو="" ضمان="" استقلال="" القضاء="" واستقراره.="" وهنا="" أيضًا="" نحن="" لا="" نبدأ="" من="" فراغ،="" فلدينا="" دستور="" ينص="" على="" معظم="" هذه="" المبادئ،="" ويضمن="" حق="" الشعب="" فى="" اختيار="" حكامه="" ومراقبتهم="" ومحاسبتهم="" وتغييرهم="" عند="" الاقتضاء،="" من="" خلال="" مؤسسات="" دستورية="" جيدة="" التركيب،="" يكون="" تفعيلها="" مسئولية="" جميع="" الأطراف،="" وقد="" تحتاج="" إلى="" بعض="" التعديل="" فى="" ضوء="" التجربة="" العملية،="" ولكن="" ذلك="" لا="" يستدعى="">

< أما="" حقوق="" الانسان="" فهى="" تتسع="" لتشمل="" الحقوق="" الاجتماعية="" والاقتصادي،="" وفى="" القلب="" منها="" الحقوق="" السياسية="" لب="" الحريات="" العامة.="" وكفالة="" هذه="" الحقوق="" وضماناتها="" هدف="" دائم="" من="" أهداف="" الحركة="" الوطنية="" المصرية="" منذ="" أكثر="" من="" قرن،="" وقبل="" أن="" تصبح="" مصدر="" رزق="" للبعض.="" ومن="" هنا="" يجب="" تحصينها="" من="" اعتداء="" بعض="" الأجهزة="" عليها="" بحكم="" العادة="" أو="" ظنًا="" منها="" أن="" ذلك="" ضرورة="" لحماية="" الأمن.="" وفى="" الحالتين="" لا="" مكان="" لهذه="" التجاوزات="" فى="" الجمهورية="" الجديدة.="" ومن="" ناحية="" أخرى="" يجب="" ألا="" نسمح="" للجهات="" الخارجية="" رسمية="" كانت="" أو="" أهلية،="" أن="" تستغل="" الرغبة="" فى="" الحفاظ="" على="" حقوق="" الانسان="" أداة="" للنيل="" من="" سيادة="" الأمة="" واستقلال="">

< الخلاصة،="" يجب="" ألا="" ننتظر="" من="" هذا="" الحوار="" طال="" أو="" قصر،="" والإطالة="" هنا="" خير="" من="" الاختصار،="" حلولًا="" سحرية="" للمشاكل="" القائمة="" ولا="" تغييرات="" سريعة="" فى="" بعض="" الأمور="" التى="" تحتاج="" إلى="" تغيير،="" ولكن="" علينا="" أن="" نحرص="" على="" أن="" يؤدى="" هذا="" الحوار="" دوره="" الأساسى="" فى="" اضاءة="" الطريق="" أمام="" الحكومة="" التى="" اختارها="" الشعب،="" والتى="" تبقى="" مسئولة="" أمامه،="" بحيث="" تكون="" سياستها="" وقراراتها="" مبنية="" على="" رؤية="" أقرب="" ما="" تكون="" إلى="" الواقع،="" فنكون="" بذلك="" قد="" خطونا="" خطوة="" هائلة="" نحو="" عودة="" السياسة="" إلى="" الحياة="" العامة،="" بعد="" غياب="" طويل="" وفى="" لحظة="" الوطن="" أحوج="" ما="" يكون="" إلى="" هذه="">