عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الزيت المستعمل.. أقصر طرق الموت السريع

 بائع متجول ينادى
بائع متجول ينادى لشراء الزيت المستعمل بأرض اللواء

إعادة تدويره فى مصانع «بير السلم» وبيعه للمطاعم

 

«زيت مستعمل للبيع.. الكيلو بـ10 جنيهات».. نداء متكرر يسمعه الكثير من سكان القاهرة والمحافظات المختلفة، حيث تجوب عربات صغيرة و«تروسيكلات» الشوارع لجمع زيت الطعام المستعمل وشرائه من المواطنين دون أن يعرفوا ما هو مصيره، وكيف يتصرف فيه أصحاب هذه العربات المتجولة.
 

ولكن «الوفد» كشفت عن كارثة حقيقية بعدما رصدت خط سير أحد الباعة الذين يتجولون فى الشوارع لشراء الزيت المستعمل، وكانت البداية من منطقة أرض اللواء بالمهندسين حينما بدأ أحد الباعة ينادى لشراء الزيت المستعمل، وهرع إليه عدد كبير من سكان المنطقة الأهالى لبيع الزيوت التى احتفظوا بها لهذا الغرض، وظل البائع يتجول فى شوارع المنطقة لجمع أكبر كمية ممكنة من الزيت حتى وصل إلى «بولاق الدكرور».
 

بسؤال البائع الذى يدعى سليمان السيد، قال إن هذه الزيوت يعاد تدويرها من جديد وتباع للمطاعم أو لورش السيارات، وأضاف أنه يقوم بجمعها من الأهالى مقابل 10 جنيهات للكيلو، بعد أن ارتفعت أسعارها من 5 جنيهات خلال السنوات الماضية نتيجة لزيادة إقبال المواطنين على بيع الزيت المستعمل، بالإضافة إلى استغلال أصحاب الورش الخاصة بإعادة تدوير الزيت لرغبة الأهالى فى التخلص منه وارتفاع قيمة المواد المستخدمة فى عملية إعادة تدويره.
 

وحول كيفية إعادة تدوير الزيت داخل الورش، رد البائع قائلاً إنه تتم إضافة كيلو نشا مذاب فى ماء بارد على كل 20 كيلو زيت، ويتم خلطها جميعًا جيدًا، ثم يتم رفعها على النار وتترك لعدة دقائق حتى يقوم النشا بسحب كل الشوائب فى الزيت وتتحول هذه الشوائب إلى كتل صغيرة أسفل الإناء الذى يتم غلى الزيت فيه، وبعدها تتم تصفية الزيت مرة أخرى فى أوان بلاستيكية كبيرة.
 

وأشار البائع إلى أن بعض المصانع المجهولة تقوم بشراء الزيت المستعمل لعمل الشيبسى المضروب، كما هو الحال مع أصحاب الكثير من مطاعم الفول والفلافل الذين يقومون بشراء هذه الزيوت لأنها أرخص بكثير من الزيوت ذات العلامات التجارية.  
 

الأمر نفسه أكده أحد أصحاب مطاعم الفول والفلافل فى منطقة «إمبابة» قائلًا: إن منطقة «أبوالنمرس» هى الأشهر فى عمليات تدوير الزيت المستعمل وكذلك فى الطالبية بفيصل، حيث يتجول أصحاب العربات لجمع الزيت المستعمل من المواطنين سواء بـ10 جنيهات أو 12 جنيهًا فى المناطق الشعبية مثل «المنيب» و«فيصل» و«بولاق الدكرور» و«أرض اللواء» وبعدها يتم التجميع والتحويل فى حى «الطالبية» ببعض المخازن التى لا تعلم عنها محافظة الجيزة شيئًا.
 

وأشار إلى أنه بعد إعادة تدوير الزيت يتم بيعه لبعض أصحاب محلات الفلافل من معدومى الضمير، ولهذا يجد الكثير من المواطنين البطاطس المعروضة ببعض المحلات لها لون قاتم بعض الشيء وكذلك الطعمية والفول يكون له طعم مختلف عن الطبيعى بعد إضافة بعض «البهارات».
الضربات الاستباقية متواصلة ضد مشترى الزيت المستعمل

«السريحة» يشترونه من «ربات البيوت».. وسعر الكيلو 12 جنيهاً
 

حملات حكومية

حديث أصحاب محلات الفول والفلافل أكدته حملات الحكومة خلال الأسابيع الماضية، حيث تمكنت محافظة الجيزة من خلال مركز ومدينة أبو النمرس من ضبط مخزن لتجميع زيوت الطعام المستعملة التى تتم إعادة تصنيعها وإدخالها فى بعض الصناعات، وتم ضبط طن من الزيوت المستعملة فى المخزن ما تم ضبط عدد 2 تروسيكل تستخدم فى تجميع الزيوت المستعملة.
 

كما تمكن مسئولو «حى الطالبية» من ضبط مصنع يدار بدون ترخيص ومخالف للاشتراطات البيئية والصحية يقوم بتجميع الزيوت المستخدمة بالمنازل والمطاعم، وبلغ حجم المضبوطات 1800 لتر زيوت مستخدمة غير صالحة للاستخدام مرة أخرى.
 

ومن محافظة الجيزة لمحافظة الإسكندرية، شنت مديرية التموين والتجارة الداخلية، حملة مكبرة على مصنع غير مرخص لتجميع زيت الطعام المستخدم، بمنطقة مشروع ناصر بأبيس، وأسفرت الحملة عن تحريز كمية تقدر بـ40 ألف لتر زيت طعام مستخدم، وعدد ٢٠ خزان بلاستيك فارغًا سعة الخزان ألف لتر، وعدد ٣ مواتير رفع.
بعض المضبوطات داخل مخازن الزيت المستعمل

يهاجم جهاز المناعة.. ويصيب بالسرطان وأمراض القلب
 

مخاطر صحية

قال الدكتور ياسر مختار، أستاذ أمراض الباطنة بجامعة أسيوط، إن زيادة درجة حرارة الزيت على 100 رجة مئوية يتسبب فى أضرار كبيرة على جسم الإنسان، فمع إعادة تدوير الزيت وزيادة درجة حرارته تحدث الأكسدة التى تتسبب فى إصابة المواطنين بسرطان المعدة والقولون.
 

وأشار أستاذ أمراض الباطنة إلى أن هذه الأكسدة تؤدى إلى تغير خصائص الزيت من حيث اللون والطعم والرائحة، وبالتالى يصبح غير صالح الاستهلاك الآدمى، كما أن هذه الزيوت ترفع نسبة الكوليسترول فى الدم مكونة دهون ثلاثية ضارة تعمل على رفع ضغط الدم وانزيمات الكبد مما يؤدى إلى الإصابة بتصلب الشرايين وحدوث جلطات.
 

وأكد أستاذ أمراض الباطنة أن أعراض الإصابة بالسرطان لا تظهر إلا بعد سنوات وحينها يفاجأ الشخص بإصابته بسرطان القولون والبنكرياس والمعدة.
 

من جانبها، قالت الدكتورة أمل السفطى، أستاذ الطب المهنى والبيئى بكلية الطب جامعة القاهرة إن فكرة إعادة تدوير زيت الطعام المستخدم تعد من الأفكار الاقتصادية المهمة ولكنها تتسم بمقدار كبير من الخطورة على صحة المستخدمين لهذا الزيت المعاد تدويره.
 

وأضافت قائلة: «إن إعادة تدوير الزيوت قد تسبب الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة لاحتوائه على مركبات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والألدهيدات التى تتكون بالتعرض لدرجات الحرارة العالية، كما يتم تكسير الروابط الكيميائية وتحلل المادة الغذائية فيه وإنتاج المواد المؤكسدة التى تغير طعم ولون ورائحة الزيت.
 

وتابعت: هذه المواد المؤكسدة تهاجم الجهاز المناعى والكبد وترفع نسب الكوليسترول الضار فى الدم وتؤدى إلى الشيخوخة المبكرة، وتؤثر على جدار الأوعية الدموية، وعضلة القلب، والكبد، والقدرة الذهنية والبدنية والعصبية للإنسان، كما قد تؤدى إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية منها سرطان القولون والبنكرياس والمعدة.
 

وأوضحت أنه أثناء عملية الأكسدة يتكون ما يسمى «الحرة» للأوكسجين النشط، الذى يسبب تفاعلات داخل جسم الإنسان مع عملية الأيض، وحرق الطاقة، فتهاجم المادة الوراثية «الحمض النووى للخلايا» مسببة تسرطن الخلايا.
 

وقالت «السفطي» إن تتم إعادة تدوير زيت الطعام بإضافة مادة الـ«بيتاكاروتين» والمواد المبيضة أو تراب التبييض أو (الأسمنت الهندي) كما يطلق عليها البعض «البودرة السحرية» أو «سليكات الأمونيوم» التى تغير صفات الزيت مثل «اللون والطعم والرائحة» أى من حيث الشكل الظاهرى فقط بينما تظل عوامل الخطورة كامنة به.
 

وأشارت إلى أن الهدف الرئيسى والأسمى من تدوير زيوت الطعام المستخدمة هو خدمة الاقتصاد الوطنى وتوفير الطاقة فى الوقت الحالى الذى يعتبر تحديًا كبيرًا يواجه العالم كله، خاصة أن البترول وهو المصدر الرئيسى للطاقة فى العالم على وشك النفاذ، كما أن الاحتياج إلى الطاقة النظيفة يعد تحديًا آخر.
 

 وأضافت أن إعادة استخدام الزيوت بعد التنقية جائز ولكن فى صناعة الصابون السائل المستخدم فى تنظيف الأوانى أو الجليسرين أو إنتاج الوقود الحيوى (البيوديزل) للحفاظ على البيئة وعدم تلويثها.
 

وشددت «السفطي» على ضرورة فرض رقابة صارمة على عمليات التصنيع وتعزيز دور الجهات المختصة والرقابية مثل وزارة البيئة ومباحث التموين على التفتيش وضبط المواد الغذائية المغشوشة وتغليظ العقوبة على مرتكبى هذه الجرائم لتضييق الخناق على المتاجرين بصحة المواطنين، مؤكدة ضرورة اقتصار استخدام هذا الزيت على الأغراض الصناعية غير الآدمية.

بعض المضبوطات داخل مخازن الزيت المستعمل

استخدامات آمنة

بعد هذه المخاطر الناجمة عن بيع الزيت المستعمل للباعة الجائلين، كيف يمكن للسيدات استغلال الزيوت المستعملة فى المنازل بطريقة آمنة؟

هناك العديد من الطرق لاستخدام هذه الزيوت المستعملة بطريقة آمنة منها: أغراض التشحيم المنزلية إذ يعد زيت الطهى المستخدم مادة فعالة يمكن استخدامها لتشحيم العديد من الأشياء فى المنزل مثل المفصلات التى يصدر عنها صوت مزعج والأقفال الصدئة، كما يساعد زيت الطهى المستخدم أيضاً فى منع الصدأ على الأسطح المعدنية، كما يمكن استخدامه لتزييت مكان المفتاح، فإذا كان المفتاح عالقًا بشكل منتظم فى أقفال منزلك، فإن صب بعض زيت الطهى عليه سيمنعه من الالتصاق.
 

كما يمكن استخدام الزيت المستعمل فى المنزل كزيت للمصباح، إذا كان لديك هذا النوع من المصابيح التى تعمل بالزيت، حيث يمكن استخدام زيت الطهى المستخدم لتزويد المصباح بالوقود، كما يمكن استخدامه كملمع للأثاث.
 

كما يمكن استخدام الزيت المستعمل كعلف للحيوانات عن طريق رش بعض الزيت المستخدم على طعام الكلاب والقطط مما يحسن مذاقه، ويمكن أيضاً خلط بعض الزيت مع بذور الطيور، وأيضاً يدخل الزيت المستعمل فى صنع الصابون، ويمكن لسيدة المنزل صنع الصابون باستخدام زيوت الطبخ المستعملة بطريقة سهلة وموفرة.
 

خبراء: مطلوب رقابة صارمة من مباحث التموين