عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الماسونية».. شبح الشر الغامض ونشر المؤامرات فى العالم

الماسونية
الماسونية

8 ملايين ماسونى فى العالم وفقا للمنظمة رسمياً والأعداد الحقيقية أكثر
 

فى يونيو من كل عام تعلن المحافل الماسونية فى العالم ومركزها الرئيسى الأكبر فى لندن احتفالاتها بمرور عام جديد على تأسيسها، من خلال طقوسها الغريبة المثيرة التى تحيطها الأسرار الغامضة والتساؤلات التى ظلت بلا أجوبة على مدى عقود طويلة.

وخلال الاحتفالية يتم إضافة أعضاء جدد للمنظمة الماسونية تحت شعار «الإخاء»، فيما ينظر إليها العالم كله بعين القلق والحظر خاصة المثقفين والمفكرين العقلاء وكل رجالات الديانات السماوية، الذين يعتبرون المحفل الماسونى مصدر الشرور فى كل العالم، ومصنع المؤامرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تصنع الشراذم والشللية المهيمنة، وتهدد القيم والأخلاق، وتعمد إلى تفكيك المجتمعات بتكريس قبول الرذيلة بكل الطرق خاصة من خلال الأعمال الفنية وتجنيد الفنانين وغيرهم من القوى الناعمة.

وتزداد المخاوف مع اتساع رقعة هذه المنظمة بأرجاء المعمورة، ويوم 24 الجارى تحل الذكرى 305 على إنشاء المحفل الماسونى، الذى لا يمكن لأى شخص لديه عقل متفتح أن يكذب وجود أهداف شريرة ومؤامرات وراء هذه المنظمة الخطيرة، التى تغلغلت فى كيانات كل المجتمعات غربا وشرقا ولم تسلم منها الدول العربية، «الوفد» تفتح الملف حول الحقائق والأسرار وراء المحفل الماسونى الأعظم، وهل ما يثار حوله واقع مجرد.

أم تضخيم وتهويل بسبب الغموض وعدم الشفافية التى تحيط به وبأعضائه؟

يدخل الشاب إلى البناية الكبرى معصوب العينين، يسير مدفوعاً من غيره عبر الممر عارى الصدر، يدخل إلى غرفة شبه مظلمة اسمها «الانعكاس»، يخلع فردة حذائه اليمين ويلبس بدلا منها فردة شبشب، يتخلى عما يحمله من نقود، ويطوى رجل بنطلونه الشمال حتى الركبة، أو يرتدى مجرد «سروال» قصير يكشف ركبتيه، حول عنقه قيد من سلسلة أو حبل، ويتم جره من رقبته ويقبع فى الغرفة لمدة نصف ساعة ليطهر نفسه بها من كل ما تركه خلفه من ارتباطات بدين وأهل وولاء وطنى، بعدها يتم جره من رقبته ليمثل أمام الحكماء ورئيس المحفل الأعظم، ينحنى راكعاً أمام الرئيس، يشهر حارس المحفل خنجراً مدبباً نحو قلبه علامة على قبوله الموت من أجل مبادئ الجماعة، ويردد هذا القسم «أقسم باسم مهندس الكون الأعظم ألا أفشى أسرار الماسونية ولا علاماتها، ولا أقوالها وتعاليمها وعادتها، وأن أصونها فى صدرى إلى الأبد، أقسم بمهندس الكون الأعظم ألا أخون عهد الجمعية وأسرارها، لا بإشارة ولا بالكلام ولا الحركات ولا نشره بالطبع وبلا بالحفر ولا بالتصوير.

وأرضى إن حنثت بالقسم أن تحرق شفتاى بحديد محمى، وأن تقطع يداى ويحز عنقى، وتعلق جثتى فى محفل الماسونية، لأكون عبرة وعظة لغيرى حتى لا يخونوا العهد، ثم تحرق جثتى وتنثر فى الهواء حتى لا يبقى شىء من جنايتى»، وهكذا يصبح هذا الشخص عضوا ماسونيا مبتدئا، وبعد أن يقضى شوطاً فى الأخوية، يتحول إلى متدرب، عليه أن يؤدى قسماً جديداً وهو «أقسم أن أقطع صلتى بكل والروابط التى تربطنى بمطلق الروابط كالأب والأم والأخوة والزوجة والأبناء والملوك والرؤساء، وكل من حلفت له بالأمانة والطاعة ومطاردة كل ما سواها»، أى أنه لن يدين بأى قسم أو ولاء آخر سبق بما فيها حتى ولائه لبلاده أو احترام علمها.
«الماسونية».. شبح الشر الغامض ونشر المؤامرات فى العالم
 

كل هذا ليس جزءاً من رواية، ولا مشهد فيلم سينمائى، أنه ما يحدث على الطبيعة وأرض الواقع داخل المحفل الماسونى، سواء فى المركز الرئيسى له فى لندن، أو فى أى نزل أى مقر له بدولة أخرى فى العالم، بعدها يتم منحه رموز الماسونية وهى «فرجار» أى «برجل» هندسى، وقطعة أخرى من المعدن على شكل زاوية تسعين درجة، الفرجار والزاوية هما رمز البنائين الأحرار الذين تزعم المنظمة أنهم بنوا الكون وبنوا هيكل سليمان، كما يمنحونه شريط قياس طوله 24 بوصة رمز إلى الأربعة والعشرون ساعة فى اليوم، وهو ما يعنى أنه فى خدمة المنظمة طوال الوقت وفى كل لحظة، بجانب مطرقة خشبية صغيرة علامة قوة الضمير، وأزميل دلالة على فوائد التعليم.
 

أما عرى الصدر، فهو رمزهم للقوة وأنه رجل ليس امرأة، عصابة العينين، رمز أنه كان أعمى لا يبصر الحقائق قبل انضمامه للمنظمة، تخليه عن نقوده دلالة أنه دخل المنظمة فقيرا، وأن كل نعمة وثراء ستظهر عليه فيما بعد سيكون بفضل الماسونية، الركبتان العاريتان، رمز لعدم إخفائه أى أسرار أو معلومات أو أشياء خطيرة يمكن أن تضر أعضاء المحفل أثناء تنصيبه عضوا، جره من رقبته رمز الطاعة العمياء لأهداف ومطالب المنظمة، ركوعه أمام رئيس المحفل، رمز الولاء وعدم إفشاء الأسرار، مجرد أن يصير عضوا أصبح من المستحيل أن يغادر المنظمة أو ينشق عنها، أو يفشى أى من أسرارها للعامة، وإلا سيكون جزاؤه مريعاً، حيث يصدر أعضاء المحفل حكمهم عليه فى اقتراع سرى يصدق عليه رئيس المحفل، ويكون العقاب واحدا من الآتى: تلفق له تهمة ليسجن بفضيحة مدى الحياة وهذا أبسط عقاب، أو تقطع يداه، تحرق شفتاه ويقطع لسانه، يتم إفقاده الذاكرة والإدراك بضربه فى مقدمة رأسه ضربات معينة بآلة من الحديد، أو قتله بأى صورة من الصور، على أن يبدو القتل كعملية انتحار أو حادث عارض، وتذكرنا هذه العقوبات بما يحدث للمنشقين عن عصابات المافيا وكارتيلات المخدرات فى العالم.
«الماسونية».. شبح الشر الغامض ونشر المؤامرات فى العالم

 وحقائق الماسونية لا تكشف لأتباعها إلا بالتدريج حين يرتقون من مرتبة إلى مرتبة وعدد المراتب ثلاث وثلاثون، أعلاها «الحكيم الأعظم» أو السيد الأكبر، فالمنظمة الماسونية تشبه حكومة مدنية متشدد الأحكام، منتشرة الأعضاء فى أرجاء المعمورة، ولكنها مغلقة على أسرارها، وتحيطها كل شبهات الشر والمؤامرات القذرة ضد دول ومؤسسات وأشخاص ممن لا ترضى عنهم المنظمة، أو يرفضون الانصياع لأوامرها.
 

أصولها ونشأتها

المنظمة الماسونية ذات انتماءات يهودية غامضة محكمة التنظيم، ترتدى قناعاً إنسانياً للأعمال الخيرية، وتهدف من وراء ذلك إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وهى تدعو فى مبادئها بصورة ضمنية إلى الإلحاد والإباحية والفساد، وماسونية مشتقة من الكلمة الإنجليزية «ماسون فرى» وماسون تعنى عامل أو بناء، وفرى تعنى حر، أى البناء الحر، ويرمزون بها إلى البنائين الأحرار الذين بنوا هيكل سليمان، وعقيدتهم أن المهندس الأعظم هو من بنى الكون، وليس الله الواحد الأحد، هدف المنظمة الرئيسى والأكبر إنشاء مملكة إسرائيل الكبرى، لكنها ترفع فى العلن شعارات رنانة وجذابة مثل الإخاء والحرية والمساواة، وتتوشح بالأعمال الخيرية فى العالم، ومن هذا المنطلق تجمع تبرعات بالمليارات سنويا.
 

 ولدت الماسونية الحديثة فى لندن 24 يونيو عام 1717، ولا يزال يوم 24 يونيو يحتفل به باعتباره العيد الماسونى الرئيسى، وتم الإعداد لعمل دستور لها عام 1723، ومن ثم تأسيس المحافل العظمى فى كل الأماكن ومنها محفل الشرق الأعظم الفرنسى عام 1773، رغم ذلك تشير وثيقة تاريخية مخطوطة باللغة العبرية كشف عنها تاجر مجوهرات برازيلى يدعى لوران جورج صموئيل للرئيس البرازيلى دبّر عام 1897، أن نشأة الماسونية القديمة تعود إلى عام 43 للميلاد، على يد الرومانى هيرودس أغريباس ملك فلسطين، الذى شكّل مع ثمانية رجال يهود جمعية سرية اسمها «القوة الخفية»، وكان هدفهم القضاء على دعوة المسيح عيسى عليه السلام التى أخذت بالانتشار بالرغم من مزاعمهم بصلبه، ظلت الجمعية تتوارث سرها الخطير وتمارس التآمر، حتى قرر قادتها فى منتصف القرن الثامن عشر إعادة تشكيلها وفق طقوس هيكلية جديدة، وتسميتها بالماسونية «فرماسون» أى البناء الحر، وتم تأسيس هيكلها الأول تحت مسمى محفل إنجلترا الأعظم وللماسونية صلة وثيقة ببرتوكولات صهيون، إذ يقول حكماء صهيون فى البند الخامس عشر من بروتوكولاتهم: أنه من الطبيعى أن نقود نحن وحدنا الأعمال الماسونية، لأننا وحدنا نعلم أين ذاهبون وما هو هدف عمل كل من أعمالنا , أما «الغوييم» -أى الدرجة الثانية من البشر الأدنى والأحقر فى المكانة وفقا لهم- فإنهم لا يفهمون شيئا، حتى ولا يدركون حتى النتائج القريبة.
 

ماسونية فى كل العالم

فى بريطانيا حيث المقر الأعظم للماسونية، يتصاعد الغضب الشعبى خاصة من المتدينين والمثقفين المحايدين ضد المنظمة وتصرفاتها، ويؤكدون أن معظم الشرور والمؤامرات التى تحدث فى دول العالم، ومن بريطانيا تنبثق باقى المحافل، ويدافع عيسى الطحان من أصول عربية العضو بالمحفل الماسونى فى بريطانيا فى تصريحات تليفزيونية عن هذا بقوله إن سبب الشبهات والاتهامات الموجهة للمنظمة ترجع للسرية التى تفرضها المنظمة على عملها وأعضائها، وهى سرية للحفاظ على طقوس المنظمة وتم توارثها منذ 305 سنوات، فيما يعترف ستيف وايت رئيس نقابة الشرطة السابق فى بريطانيا، أنه عارض بشدة وجود بناية لضباط ورجال الشرطة الماسونيين بداخل الإدارة العامة للشرطة، وقال إن الأمر كان مثيرا للقلق والشبهات من استغلالهم نفوذهم الماسونى ضد المصلحة العامة للشعب، خاصة أنهم كانوا من المعارضين لأى عمليات إصلاح داخل الشرطة نفسها أو فى أدائها مع المواطنين، وكان نصيبه استبعاده من رئاسة النقابة بقرار غامض غير مبرر، وكشف أن جماعة الماسونية بالشرطة كانت وراء نقل العديد من قيادات الشرطة إلى أماكن أخرى بعيدة عقابا لهم على معارضتهم للماسونية، ولم يستبعد فى تصريحاته أن يحدث هذا داخل القضاء أو البرلمان وهى المؤسسات الديمقراطية بالمملكة، إذ يوجد داخل البرلمان البريطانى 10 أعضاء على الأقل ماسونيون، وتوجد غرفة خاصة لهم فى مبنى البرلمان لممارسة طقوسهم الغريبة، وهو ما يثير لغطا دائما فى بريطانيا، ويثير المخاوف من سيطرة التوجهات الماسونية على قرارات البرلمان والتشريعات.
 

فيما يكشف الكاتب البريطانى ستيفن مايك فى كتابه «الأخوة» تفاصيل صادمة حول ضباط الشرطة والماسونية، ويشير أن 13% من رجال الشرطة منتمين للماسونية، 10 آلاف بريطانى ماسونى، وأن رئيس المحفل فى إنجلترا الأكبر منذ 50 عاما هو الأمير إدوارد، وهو دوق ولاية كنت ونجل شقيقة ملكة بريطانيا، وهو ما يثير تساؤلات حول وجود عضو من العائلة المالكة على رأس المحفل الماسونى، ويكشف الصحفى البريطانى محرر الشئون الداخلية لبريطانيا أن نخبة كبيرة من المسئولين ورؤساء المؤسسات فى بريطانيا والعالم أعضاء بالمحفل الماسونى، مؤكداً أن عضوية المحفل الماسونى تساعد على اعتلاء أعلى المناصب، فالماسونيون يساندون بعضهم البعض فى مجموعات قوية، ويقول إنه ليس من السهل أن تغادر عضوية الماسونية كما يزعم زعماؤها، الخروج منها يعنى التهديد للحياة، وهناك من يتم تلفيق جرائم واتهامات ضدهم بما فيهم ضباط شرطة يحاولون الخلاص من عضوية المنظمة، والتهم جاهزة، ويمكن حتى أن يلفقوا له تهمة تصوير أفلام إباحية للأطفال، ليقضوا على مستقبله، وفى عام ستة وتسعين أعلنت لجنة الشئون الداخلية فى البرلمان البريطانى تقريرا حول أكثر ما يقوض ثقة الشعب فى المؤسسات العامة، هو معرفة أن بعض الموظفين الحكوميين أعضاء فى منظمة سرية أهدافها تحقيق المصالح الخاصة.
 

يوجد فى العالم 8 ملايين ماسونى رسمياً وفقا لكتب الماسون، ولكن الواقع أن الأعداد أكبر بكثير، وتضم الماسونية الحديثة أعضاء من كل الفئات، خاصة النخب من محامين، أطباء، صحفيين، رجال شرطة، جيش، قضاء، وهكذا، بشرط ألا يقل عمر العضو عن 21 عاما، وفى الولايات المتحدة الأمريكية يوجد أكثر من 800 ألف ماسونى، ويليها فى العدد فرنسا التى تضم محفل الشرق الأعظم، وروسيا وبها 400 ألف ماسونى، ورغم أن الروس يعتبرون كلمة «ماسون» مرادفة لكلمة «مؤامرة»، فهى تمثل لهم السياسة خلف الكواليس، إلا أن القياصرة الروس كانوا ماسونيين، وانتشرت محافل الماسونية فى نيجيريا، ماليزيا، تايلاند، إندونيسيا، وغيرها كانتشار الأوبئة، وضمت الماسونية قادة وزعماء وشخصيات هامة سابقا ولاحقاً، على غرار رؤساء أميركا، جورج واشنطن، ثيودور روزفلت، فرانكلين روزفلت، ترومان، ورئيس وزراء إنجلترا تشرشل، المصرفى روتشيلد، أقطاب السيارات سيتروين، هنرى فورد، وغيرهم الكثير.
 

اتحاد عربى ماسونى

وفى نوفمبر عام 2011 أعلنت المنظمة عن تشكيل الاتحاد العربى الماسونى، ولم تنجو مصر من المنظمة الماسونية، فأنشأ نابليون فى القاهرة سنة 1800م محفلا ماسونيا اسمه «إيزيس» كان بمثابة عين على أى نشاط إسلامى فى المنطقة، بعد ذلك أنشأ الإنجليز محفل «يوحنا» سنة 1882، وأصبحت منظمة الروتارى والليونيز التى تتبعها اندية تضم النخب فى المجتمع تنتمى لمنظمة الماسونية، وأصبح معروفاً فى أوساط الوطنيين المصريين والمثقفين أن هدف المنظمة الماسونية إنشاء مملكة يهودية كبرى، ومحاصرة مصر وليسقط الخليج بعدها، بعد أن بدأوا يتمكنوا من الشام بخلق ميلشيات مزعومة وأضلعها الخفية والتى تصب كلها فى مصلحة إسرائيل.
 

وارتبطت الماسونية فى مصر بالمؤامرات ومحاولة استقطاب الفنانين والشخصيات المهمة، وتردد أنها وراء إفلاس الفنان إسماعيل ياسين، بسبب نكتة ألقاها فى أحد الحفلات يسخر فيها من الماسون، وحاولت المنظمة استقطاب الفنان يوسف وهبى، لكنه طرد مندوبها، وأصبح يلاحظ بعدها وجود مرشدين للماسونية فى حفلاته، وعنما انتشرت اتهامات حول الماسون فى مصر، وانهم وراء مؤامرات أضرت بمصر من خلال التعاون مع منظمات يهودية وإسرائيلية، وممارستها عمليات الاستقطاب لشخصيات مصرية، قرر جمال عبدالناصر عام 1960 إغلاق جميع المحافل الماسونية فى مصر، وأصدر أوامر للفنانين المصريين وكل الشخصيات بالانسحاب من هذه المنظمة بعد تكشف حقيقتها، وكان هؤلاء قد تم تنصيبهم ماسونيين عام 1952 فى محفل «نسمات التاج»، وبعد وفاة جمال عبد الناصر استعادت الماسونية نشاطها فى مصر.

لمساندة المنضمين إليها، ورفعهم إلى أماكن الشهرة، وإغداق الأموال عليهم ببذخ، ويتم إمداد هؤلاء الأعضاء بالمال تحت زعم أنهم وكلاء عمل لرجالات مال وأعمال بالخارج، وتثور حاليا اتهامات حول بعض الفنانين الذين اشتهروا فجأة ولا يتمتعون بمواهب فنية حقيقية، وظهرت عليهم مظاهر الثراء، بأن المنظمة الماسونية وراء ذلك، بينهم فنان التقى بمجموعة من اليهود مؤخرا والتقط معهم بعض الصور.
 

مؤامرات واقعية لا نظرية

لا يقع حادث فى العالم، مصيبة، كارثة بشرية، انقلاب، ثورات، اغتيالات لشخصيات هامة، انتشار لأمراض وأوبئة غامضة، إلا وورد ذكر الماسونية فى خلفيتها، ويتم تداول ذلك إعلاميا، أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعى، أو فى منتديات المثقفين ورجالات السياسية والمفكرين والعلمى، فرغم مرور 305 أعوام على تأسيس المنظمة الماسونية الحديثة إلا أنها المنظمة

الأكثر انغلاقًا، يُنسب إليه نفوذ لا يُصدق فى العالم، وثروة لا توصف، ومؤامرات سرية، وإسقاط حكام وثورات، فى الحقيقة دوائر كثيرة فى مجتمعات الدول تشير بأصبع الاتهام فى وضوح إلى تحكم الماسونية فى أغلب زعماء وقادة العالم، وأنها هى من تجيء بأكثرهم إلى السلطة لخدمة أهدافها وتحقيق مصالحها ومصالح أعضائها، وأنها وراء تأجيج الصراعات، وتفكيك المجتمعات، وتأليب القتال بالدول على أسس عرقية أو دينية طائفية، ورفع شخصيات لا تستحق إلى الأضواء لانهم أعضاء بالمحفل الماسونى، والقضاء على شخصيات أخرى من الكفاءات لانهم ليسوا ماسونيين، لإفقاد المجتمعات الثقة فى نفسها، وتدميرها، وإعلاء اللا أخلاقيات للوصول إلى المناصب والكراسى.
 

وقد ورد ذكر الماسونية فى تفجيرات 11 سبتمبر لبرجى التجارة العالمى فى نيويورك، من أجل ضرب الإسلام والمسلمين، وفى تأجيج ثورات الربيع العربى من خلال أحد مبادئهم وهى خلق الفوضى، وفى عمليات اغتيالات كبرى تعرض لها ساسة ونجوم فكر وأدب وفن، أما لرفضهم الانضمام للماسونية وتنفيذ أهدافها، أو لمحاولة خروجهم من المنظمة، أو إفشاء بعض أسرارها إعلامياً، وجاء ذكر الماسونية بأنها من تسيير أعمال منظمة الصحة العالمية وتتحكم فى قراراتها وتصريحاتها، وأن منظمة الصحة العالمية أداة الماسونية فى مؤامرة كورونا والإرهاب البيولوجى ضد الإنسانية، وأنها وراء نشر الرعب من فيروسات سابقة ولاحقة، وأن مجلس إدارة العالم الماسونى اجتمع لتوزيع ثروات فيروس كورونا، واستفادت المنظمة من مقتل مئات الآلاف، بهدف خفض تعداد سكان العالم وفقا لمخطط لديها، واستفادت من حصص شركات الأدوية لتصنيع اللقاحات.  ومن مكامن خطورة المنظمة أن الأعضاء بها يضحون بدمائهم من أجل عشيرتهم، أو مقابل كسب الشهرة والوصول لأعلى المراكز والمراتب، كما تناولت تقارير استخباراتية غربية مقتل عدد من المشاهير بشكل أو بآخر على أيدى ماسونيين لعدم انصياعهم للأوامر وتنفيذهم الخطط المفروضة، ومن هذه الأسماء مايكل جاكسون، مارتن لوثر كينج جون كيندى، أنا نيكوا سميث، ويتنى هيوستن، روبرت كيندى، توباك شاكولر، بوب مارلو، بروس لى، الفيز برسلى، الليدى ديانا، موتسارت، الذى أشيع أنه تسمم لأنه كشف أثناء عزفه مقطوعة «الفلوت السحرى» أسرار الماسونية، ولعل وفاة مايكل جاكسون أكثر التصاقاً باتهام الماسونية، ففى عام 2005 تم تسريب تسجيل صوتى لمايكل مع مدير أعماله وكان خائفاً، وهو يقول: لقد جعلونى أشهر شخص فى العالم، وأنا مجرد سلعة، والآن يريدون التخلص منّى، لأنهم يستطيعون فعل أى شيء فى أى وقت، إنهم ليسوا الحكومة، إنهم أكبر من أى حكومة. كما أكدت شقيقته «لاتويا» فى مقابلة على الهواء أن وفاة شقيقها كانت مؤامرة وتزامنت مع وقت كان يفكر فيه باعتناق الإسلام، وقالت إن معظم أغانيه كان يحارب فيها منظمات سرية، فكان من الأولى التخلص منه، كما قالت ابنته فى أحد اللقاءات «نعم والدى قتل، أن هناك منظمة سرية وراء مقتله وهى معروفة وأكثر شرًا من الشياطين أنفسهم.
 

كما أشارت أصابع الاتهام إلى أن المنظمة الماسونية وراء اغتيال كون كيندى الرئيس الأميركى السابق، بعد أن كشف فى إحدى خطاباته عن وجود منظمات سرية فى أمريكا، وشدد على التصدى لها، وصدرت كتب ومؤلفات عديدة فى أميركا تشير إلى أن اغتياله كان نتيجة لكونه لم يعد رجل المرحلة كما أراده الماسون، فلم يشعل الحروب على المستوى المطلوب وكان أمامه عام آخر لتضع له المنظمة بديلا بواسطة الانتخابات، فتم اغتياله ونفذ الجريمة (لى هارفى أزوالد) والذى اغتيل فى اليوم التالى قبل أن يتم استجوابه، على يد أزولد، ثم قتل أزوالد أيضاً، فتم إغلاق الملف باتهام أزوالد.
 

وسبق كل هذا تفجر قضية كبرى فى بريطانيا حول تورط ضباط شرطة ماسونيين مع كبار المجرمين، وسهراتهم معا، وتم القبض عليهم ومحاكمتهم، وعزلهم من الشرطة، منهم المجرم البريطانى الخطير «كينيث نوى» الذى انضم للمحفل بتوصية من ضباط ماسونيين، وهو الذى ارتكب جرائم قتل وسرقة واتجار فى مسروقات وغيرها من الجرائم وحكم عليه بعد ضبطه بالسجن مدى الحياة، وكان مدعوماً من الحركة الماسونية بقوة.
 

النزُل والرموز

فى كل دولة تقريبا بالعالم يوجد محفل ماسونى أكبر، وتتبعه عدة نُزُل «بيوت» يعيش به الإخوة الماسونيون أو يجتمعون فيه، ولا يتم قبول الغرباء، ويتم التأكد من أن الشخص ماسونى أو راغب فى العضوية بتلقى هاتف من المحفل الرئيسى أو قيادة «النزل الشقيق» إذا وجد الماسونيون غريبًا فى دائرتهم، يحذرون بعضهم البعض بجملة «إنها تمطر» وقد يصرخ أحدهم: أين الشمس فى الفناء؟

يجتمع الإخوة الماسونيون فى النزل مرة واحدة فى الشهر، ويتم فيه قبول الأعضاء الجدد، ويجب أن يحظى المرشح الجديد بتوصيات من 2-3 «إخوة» من الأعضاء، ويتم عرضه أمام الإخوة والرئيس عبر طقوس تم ذكرها، ورموز الماسونية مستمدة كلها من أدوات البناء، الفرجار، الزاوية القائمة، البوصلات، المطرقة، المسطرة؛ النجوم الخماسية والسداسية، مثلث بداخله عين كاملة الرؤية موضوعة بالداخل، ولا تندهش حين تعرف أن علامة الماسونية النموذجية مرسومة على ورقة الدولار الأمريكى فمعظم رؤساء الولايات المتحدة ينتمون إلى الماسونية، كما انها مرسومة على العملة الأوكرانية فئة الـ500 هريفنيا.
 

وبجانب العلامات والرموز، يمكن اكتشاف الماسونيين داخل أى مجتمع، عندما تجد هؤلاء فى عصبة واحد متماسكة، أو شلة «برتيتة»، يساند بعضهم بعضاً رغم اختلاف توجهاتهم الأيديولوجية أو السياسية، حيث يعملون بكل الطرق على دفعهم إلى مراكز سلطة ونفوذ، وحال وصول أحدهم أو بعضهم، يقوم بجذب الباقين معه، وستلاحظ علامات الثراء على هذه المجموعة بصورة مفاجئة، وإذا سألهم أحد يزعمون أنهم مندوبو أعمال لرجالات مال وأعمال بالخارج لاستثمار أموالهم، وهذا غير حقيقى، إنها أموال التبرعات التى تجمعها المنظمة ومن رسوم العضوية التى تصل إلى 100 دولار سنويا فى أميركا، 400 - 600 يورو فى أوروبا، 300 دولار فى روسيا، بالإضافة إلى التبرعات الطوعية، وتوزع أغلبها على أعضائها وعوائلها لإثرائهم فوق سطح مجتمعاتهم، ولينفذوا أهداف الماسونية، فالمنظمة تملك المليارات من الأموال ولها حسابات سرية فى بنوك العالم خاصة سويسرا، ويكفى أن نقول إن المحفل الرئيسى فى بريطانيا، يوزع سنويا من 18 : 22 مليون جنيه استرلينى على عائلات الماسونيين من أموال تم جمعها عبر التبرعات، وفقا لتقارير رسمية ماسونية.
 

عندما يصافحك الماسونى سيضع إبهامه على مفصل كف يدك أو راحة يدك ويضغط عليها، عندما يطلب الاستغاثة سيضع يده على رقبته، ستجده فى المحافل والمناسبات يرفع سبابته بالقرب من عينية أو فمه، ويتم التقاط الصور له وهو فى هذا الوضع، قد تجده يحمل فرجارا «برجل» صغيرا، أو جسم معدنى أو من البلاستيك على شكل زاوية قائمة، أو قد تراه يرتدى خاتمًا ودبوسًا وربطة عنق برموز وشعارات الماسونية مثل المربع والبوصلة، والخواتم خاصة من الرموز التى تساعد أعضاء المنظمة على التعرف على بعضهم البعض.
 

كما أنهم اخترعوا حروفا مختلفة عن الحروف التى يعرفها الناس ورموزا مختلفة وعبارات خاصة بهم مملوءة بالغموض كرسمة العين داخل المثلث، لتعبر عن عين الشمس أو الحقيقة بوصف أنهم يرون العالم، أما المثلث فهو رمز مهندس الكون الأعظم.
 

وسائل للاستقطاب

للماسونية وسائل جذب للعضوية بها بما تحمله من شعارات الإخاء والحرية والمساواة وإقامة العدل والتعايش بسلام، وتقديم مغريات أخرى مثل إطلاق الألقاب الفخمة على العضو، والإغراء بالمال وبالوظائف وبالنساء، وللأسف تستقطب مسلمين ومسيحيين كما تستقطب يهودا وملحدين، نتيجة الجهل بأهدافها الحقيقية وعلاقتها ببروتوكولات صهيون والحركة الصهيونية العالمية التى تهدف لإقامة إمبراطورية يهودية عالمية على أنقاض خراب البشرية، حيث قال «بوكاسا» أحد زعمائهم: «تأكدوا تماما أننا لسنا منتصرين على الدين إلا يوم تشاركنا المرأة فتمشى فى صفوفنا»، وقال زعماء الماسون فى مؤتمر عقد فى بولونيا: « يجب علينا أن نكسب المرأة لنبدد جيوش المنتصرين للدين، وقال «دور فويل» أحد زعماء الماسون: «ليس الزنا بإثم»، وقال الماسونى «براغون» فى كتابه رسوم النساء فى الماسونية: «الفضيلة مرذولة عند الماسونيين والماسونيات لأنها ضد اتجاه الطبيعة»، وجاء فى نشرة سرية ماسونية: « ليس من بأس بأن نضحى بالفتيات فى سبيل الوطن القومى وماذا عسى أن نفعل مع قوم يؤثرون البنات ويتهافتون عليهن وينقادون لهن»، ولا ينسى التاريخ توصيات المؤتمر الماسونى الكبير الذى عقد عام 1889م فى ذكرى الثورة الفرنسية وجاء فيه «أن هدف الماسونية هو تكوين حكومات لا تؤمن بالله، فيما أعلن مؤتمر باريس عام 1900م: «إن هدف الماسونية هو تكوين جمهورية لا دينية عالمية».
 

فى النهاية لا ينبغى أن نهول أو نبالغ والتهويل فى تضخيم شرذمة شريرة أهدافها نشر الشر والمؤامرات والفساد من أجل التمهيد لإقامة دولة يهودية كبرى، كما لا ينبغى فى نفس الوقت التهوين من أمرها حتى تتمكن من مواصلة تنفيذ مخططاتها دون أن يشعر بها أحد.
 

إقامة دولة يهودية كبرى هدف المحفل الأعظم والتضحية باستقرار العالم هو الثمن

المنظمة تملك المليارات من التبرعات وتدفع 22 مليون جنيه إسترلينى لعائلات الماسون فى بريطانيا فقط

لغز وفاة مايكل جاكسون واغتيال جون كيندى ونجوم سياسة وفن ضمن أسرار الماسونية

عام 1960 أغلق  جمال عبدالناصر  المحافل الماسونية فى مصر عندما اكتشف مؤامراتها الخطيرة لصالح إسرائيل

الخروج من التنظيم الماسونى يعنى الموت أو السجن بتهم ملفقة وفضائح جنسية

اتهام المنظمة بالوقوف وراء تفجير برجى التجارة بنيويورك ودعم الثورات والفتن الطائفية بالدول