رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستشفى بولاق العام ... لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة

مستشفى بولاق العام
مستشفى بولاق العام

مستشفى بولاق الدكرور واحد من أكبر المستشفيات التى تقدم الخدمة الطبية لآلاف المرضى البسطاء الذين لا يستطيع أغلبهم دفع أسعار العلاج الخاص، إلا أن حال المستشفى لا يختلف كثيرا عن حال الحى الذى تقع به، فكما يسود الزحام والتكدس ونقص الخدمات الحى الشعبى الكبير.


يسود المستشفى نفس الحالة من الزحام والفوضى والإهمال والبلطجة، حيث يسيطر عدد من البلطجية على أبوابها، ولا يسمحون لضحايا الحوادث والحالات الخطيرة بالدخول إلى الطوارئ إلا بعد دفع 50 جنيها لتوفير طبيب فى الحال، وبذلك أصبحت مستشفى بولاق الدكرور ضد المنظومة التى يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسى على النهوض بها وتوفير  خدمة طبية مميزة للمصريين.

 

 

فعندما تخطو قدماك عتبات المستشفى ترى العجب العجاب فبدلا من الهدوء الذى لابد أن يسود أى مستشفى، تستمع إلى صوت مرتفع يقول «يــا مهـــــوّن .. هوّنها علينا هذا الصوت يصدر من عمال البناء الذين يعملون وسط المرضي، حيث تشكل «الهرجلة» مشهدا يوميا داخل الصرح الطبي، الذى يعتمد عليه أكثر من مليون مريض، منهم كبار السن وأطفال داخل منطقة بولاق الدكرور وما حولها، ونتيجة لهذه الأعمال يتعرض المرضى لرياح محملة بالرمال وغبار الاسمنت دون تدخل المسئولين بتخصيص اوقات للعمل بعيدا عن أوقات استقبال المستشفى للمرضى، فى الوقت نفسه لم يلتفت مدير المستشفى إلى ما يقع من كوارث طبية.
مستشفى بولاق  العام ...  لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة

 

 

فى العيادات الخارجية بالمستشفى كشفت جولة «الوفد» عن غياب كامل للأطباء والمرضى على السواء، بل أن معظم الأدوار المخصصة للعيادات الخارجية تسكنها القطط والكلاب، وبعضها مغلق بالأبواب الحديدية حتى لا يتمكن أحد من الدخول إليها.
 

وقالت نرمين ابراهيم35 عاماً من سكان المنطقة، أن طفلها البالغ من العمر سنة ونصف سقط على الأرض أثناء اللعب وظل يصرخ، واتجهت به إلى مستشفى بولاق الدكرور  لتوقيع الكشف الطبى عليه، فقال طبيب العظام أنه يحتاج إلى إشعة مقطعية على الحوض والساقين، فذهبت إلى قسم الأشعة لتجده خاليا من الموظفين، وأضافت: صرخت بصوت مرتفع ليسعفنى أحد فخرج أحد الموظفين قائلا: «الأطباء المتخصصين بيمشو بدرى وانا اللى هعملك الاشعة، وعند اعطائه روشتة طبيب العظام لمعرفة تفاصيل الأشعة المطلوبة، قال «حدديلى المكان اللى بيوجعه وانا هعملك الأشعة»، وطلب منى وضع الطفل على الجهاز وامساكه ليلتقط صورة الاشعة سريعا».

 

أعمال الترميم تتم فى ساعات العمل الرسمية.. والمرضى يعانون الاختناق بسبب الرمل والأسمنت

إدعاء المرض ظاهرة جديدة لبيع الأدوية المدعمة للمرضى والمسئولون فى خبر كان

.. مرضى يتعرضون للسرقة فى زحام الانتظار.. وشكلوى من سوء المعاملة
 

ومن جانبه قال شاكر حسن35 عاماً، بأن الأطباء يجتمعون فى غرفة الباطنة يتناولون الطعام والمشروبات، وبجوارهم أفراد  الأمن الذين يمنعون المرضى من الدخول إلا بعد انتهاء الأطباء والممرضين من تناول الطعام وانتهاء الأحاديث الشخصية التى قد تمتد لساعات.
 

وكشف لنا أحد أفراد الأمن فى المستشفى- رفض ذكر اسمه- أن الأطباء يعملون لمدة ساعة ونصف فقط قبل موعد انصرافهم من المستشفى، فهم يأتون فى الصباح ويجلسون فى إحدى الغرف للحديث مع بعضهم البعض، وبعدها يبدأون فى الكشف على المرضى، وأشار إلى أنه لا توجد لجان من وزارة الصحة أو من إدارة المستشفى تراقب عمل هؤلاء الأطباء أو تحاسبهم.
مستشفى بولاق  العام ...  لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة

وأثناء الجولة على العيادات وجدنا طبيبة بجوارها أحد الاشخاص ويدور بينهم حوار عائلى  ولا تهتم لزحام المرضى على ابواب العيادة او الكشف عليهم.. وفى السياق ذاته اشتكت سيدة 65 عاماً من طول انتظارها فى ممر المرضى وغبار الاسمنت والرمال يطوف حولها، ولا تستطيع التنفس من شدة  الالم الذى تعانى منه فى صدرها.
 

وطالبت السيدة الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان التحقيق فى الوقائع التى تحدث داخل مستشفى بولاق الدكرور من اهمال الاطباء وترك المرضى بين نار الالم ونار انتقال العدوى إليهم بشكل متعمد أو اصابتهم بأمراض أخرى بسبب الاهمال وتشغيل عمال البناء اثناء انتظار المرضي.
 

قسم العظام بلا تمريض

وعلى أبواب عيادة العظام تجلس عاملة النظافة بالزى الرسمى وتقوم بتنظيم المرضى فى طوابير ولا احد يستطيع مخالفة تعليماتها، وتتحدث بحدة مع المرضى وتنادى على المريض مرة واحدة، فإذا لم يستجب تنادى على المريض الذى يليه، بينما يتصارع المرضى على الباب لدخول العيادة ، وبعد النجاح فى الدخول يجد المريض ثلاثة أطباء فى استقباله الاول يتحدث مع المريض والثانى يشخص الحالة والثالث يكتب روشتة العلاج.
 

وأكد سيد محمود 65 عاماً من سكان منطقة بولاق الدكرور أنه  توجه لقسم العظام بمستشفى بولاق العام لتوقيع الكشف الطبى عليه، إلا أنه فوجئ بتكدس المرضى أمام العيادة، ولم يجد ممرضة تنادى على المرضى، وكانت المفاجأة عندما فتح باب العيادة  ودخل بنفسه  ليتأكد  من وجود أطباء بها، ليجد اثنين من الأطباء بالعيادة، الأول كان نائما، بينما يفحص الثانى مريضة كانت تعانى من آلام فى الكتف دون ارتداء كمامة او اتخاذ أى اجراءات احترازية، وبسؤال الطبيب متى يستطيع الدخول رد قائلا: «صوتك مايعلاش  لما الممرضة تيجى هتنظمكم وتدخلوا بالطابور اطلع بره واقفل الباب».
 

أين المدير؟

وبحثت سميرة حافظ 53 عاماً من سكان بولاق الدكور، عن مدير أمن مستشفى بولاق الدكور ومدير المستشفى بسبب سرقة «اوراق علاجية» منها وسط الزحام، بسبب عدم وجود أفراد أمن لمتابعة المرضى أثناء صرف العلاج من شبابيك الصيدلية، ولكن لم يساعدها أحد فى الوصول إلى المسئولين، بينما تطوع أحد عمال النظافة قائلا: «اسالى عند الباب الرئيسى عن المفقودات الخاصة بيكى وهتلاقى اللى يساعدك هناك» وتوجهت إلى باب المستشفي، وبحثت عن مساعد لها حتى تستطيع إعادة بطاقة التأمين الصحى والبطاقة الشخصية والروشتات العلاجية، لتفاجئ بأحد البلطجية يطلب منها 100 جنيه مقابل احضار  الاوراق العلاجية بدون الهاتف المحمول، ووافقت على الفور وأعطت البلطجى الـ100 جنيه وحصلت على الاوراق الضائعة

وانصرفت من المستشفى مسرعة، وطالبت سميرة من مسئولى مستشفى بولاق الدكرور بالتصدى للبلطجية الذى يسيطرون على المستشفى بأكملها دون تصدى أى شخص لهم، أو منعهم من ممارسة سرقة المرضى داخل المستشفي».
مستشفى بولاق  العام ...  لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة

وتابعت ليلى شكري43 عاماً من سكان  الجيزة، إن الأطباء يعاملون المرضى بمنتهى الإهانة ، بالإضافة لعدم اتخاذ أى إجراءات احترازية بين المرضي، فلا أحد يرتدى الكمامة أو يستعمل المواد المخصصة للتعقيم،  وفى صيدلية المستشفى يتم إغلاق شبابيك صرف العلاج بالساعات، مما يترتب عليه تكدس المرضى أمام  الشبابيك، ويستغل النشالين هذه الحالة لسرقة ما فى جيوب المرضى من جنيهات قليلة تساعدهم على العودة لمنازلهم، وعندما يعترض أحد يقال له «متجيش تقف قدام الشباك عشان تاخد علاجك روح اشترى من اى صيدلية بره».
 

وأضافت أن هذه الحالة من الفوضى ينتج عنها مشاجرات بين المرضى، ومع ذلك لم تتدخل إدارة المستشفى لحلها رغم الشكاوى العديدة التى توجه بها عشرات المرضى إلى مدير المستشفى للتدخل لحل أزمة صرف العلاج وعدم تكدس المرضى فى ظل انتشار الاتربة الناتجة من أعمال الترميم فى المستشفى

الواسطة عامل بناء.
 

وفى مشهد كارثى يتوسط عامل بناء لمريضة داخل مستشفى بولاق الدكرور لدى عاملة بالمستشفى لصرف روشتة الادوية الذى وصفها الطبيب للمريضة مقابل مبلغ مالى على وعد بأن يوفر لها عددا أكبر من شرائط البرشام الموصوفة لها فى الروشتة، بالإضافة إلى جميع الانواع المذكورة فى الروشتة دون نقص اى نوع منها وهو ما حدث بالفعل، وكانت المريضة تحتاج إلى استفسار عن كيفية تناول الادوية  واحتلت  عاملة المستشفى دور الطبيب المعالج وقامت بشرح كامل عن الترتيب وكيفية تناول الادوية واستمعت إليها المريضة والعامل لاستكمال شرحها مقابل «20 جنيها».
مستشفى بولاق  العام ...  لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة

وأضاف ابراهيم خالد35 عاماً، أن الصيدلى المسئول عن صيدلية بولاق الدكرور يبدأ فى فتح الشبابيك الساعة 12 ظهرا، بعد الصلاة وشرب كوب الشاى وعند صرف العلاج، نفاجئ بأنه علاج واحد لجميع الحالات رغم اختلاف الأعراض والأمراض، وعندما واجه المرضى الصيدلى بهذا الأمر قال له «هو ده اللى عندنا اشتكوا الاطباء لمدير المستشفي».
 

 ومن حين لآخر تنشب مشاجرة بين البلطجية المسيطرون على أبواب المستشفى وأحد المرضى حتى يحصلوا على الأدوية المتوفرة فى الصيدلية وعدم الاعتراض او التحدث مع الصيدلى عن اسباب منح أدوية واحدة للمرضى رغم اختلاف الأمراض التى يعانون منها.
 

وتشكو م. خ 30 عاماً من سكان بولاق الدكرور، من إهمال الاطباء الذين شخصوا الحالة المرضية لطفلها المصاب بطفح جلدى وقاموا بعلاجه على مدى أسابيع طويلة دون جدوى، وقالت: أحضر الطفل إلى المستشفى كل اسبوع وأخبره  أن العلاج ليس لا يأتى بنتيجة مع الطفل، بل أن الحالة ساءت أكثر حتى وصلت إلى كل اجزاء جسم الطفل، مشيرة إلى أن الاطباء كانوا يصفون «الفيتامين» للعلاج وأقوم بصرفها من الصيدلية ولكنها لا تأتى بنتيجة، وأضافت أن الطبيب قال لها «إنتى مش هتعرفى أكتر منا واحمدى ربنا انك بتاخدى الفيتامين ولو مش عاجبك التشخيص روحى للعيادات الخاصة وادفعى 500 جنيه وخدى علاج تاني» وأشارت إلى أنها وقفت فى طابور الصيدلية بالساعات، حتى تمكنت من صرف فيتامين ومضاد حيوى شراب، طالبة من الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، توفير اطباء ليستمعوا إلى شكاوى المرضى وتشخيص حالتهم بشكل صحيح ووصف العلاج المناسب لهم فهذه أبسط حقوقنا.
 

أدوية للبيع

وتستمر مشاهد الفوضى فى مستشفى بولاق الدكرور العام بقيام بعض ضعاف النفوس بالوقوف فى طابور المرضى ودخول العيادات لتوقيع الكشف عليهم، وبما أن الطبيب يسمع الأعراض فقط ويصف العلاج، يقوم هؤلاء بإبلاغ الطبيب بإصابتهم ببعض الأعراض وبناء عليه يصف الطبيب العلاج الذى يحصل عليه المريض المزيف من صيدلية المستشفى بالمجان، ويقومون ببيعه للمرضى الذين تتشابه حالاتهم مع إدعاءات هؤلاء مقابل مبلغ مالى يتم الاتفاق عليه.