رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مستشفى أم المصريين .. بلا قلب

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 5 مشاهد تكشف كوارث طبية بمستشفى أم المصريين.. وشهود عيان: «إحنا بنتبهدل»

>> الكشف جماعى على المرضى.. وأدوات طبية مجهولة المصدر فى الجراحات!

> المرضى يشترون مواد مطهرة ومخدرًا سريع المفعول من باعة رصيف المستشفى

 

الأمراض مطروحة للبيع على أبوابها، وعزرائيل يستقبل المرضى فى ممراتها.. عن مستشفى أم المصريين فى الجيزة حدث ولا حرج.. إهمال.. فساد.. ورحمة غائبة

غض المسئولون الطرف عما يحدث داخلها مما جعلها عنوانًا لمعاناة المرضى

على الأوراق الرسمية، وطبقاً لموقع المستشفى على قاعدة بيانات وزارة الصحة، فإن المستشفى تؤدى رسالتها بشكل جيد للمواطنين، خاصة وأنها تحتوى على معمل للتحاليل الطبية و24 عيادة خارجية فى تخصصات (الأطفال – الباطنة – الجلدية – النفسية والعصبية – الأسنان – الأنف والأذن – النساء والتوليد – الرمد) إلى جانب 6 عيادات خارجية (باطنة – عظام – نساء وتوليد – جلدية – أنف وأذن – رمد).

وتتنوع الخدمات العلاجية المقدمة من المستشفى كما أنها تغطي التخصصات الطبية التى يحتاجها المريض، لوجود العديد من الخدمات الطبية المتنوعة، منها وحدة أشعة (رنين مغناطيسي–أشعة مقطعية)، وحدة لعلاج القدم السكرى، وحدة حروق 20 سريرًا وملحقًا بها قسم لعمليات التجميل، وحدة مناظير جهاز هضمى علوى وسفلى، منظار جراحى، عيادة نفسية وعصبية، وحدة أشعة للكشف المبكر عن سرطان الثدى، جهاز تنظيم ضربات القلب ووحدة رسم قلب بالمجهود، جهاز موجات صوتية على القلب.

هكذا تقول بيانات المستشفى على الإنترنت، أو العالم الافتراضى أما الواقع الحقيقى فالأمر مختلف، ونكتفى بخمسة مشاهد رصدتها الوفد، داخل المستشفى تعكس حالها وحال مرضاها، ومسئوليها وأطبائها وممرضيها وعمالها.

المشهد الأول: ابن السبعين يموت وحده فى الممر

بمجرد أن تطأ قدماك المستشفى التى أنشأت لتقديم رعاية صحية للمرضى، ستكتشف أنها تحولت إلى منظومة معاناة لاستغلال المرضى والقضاء على حياتهم.

وكان المشهد الأول من نصيب رجل يتخطى السبعين من العمر ملقى على سرير فى ممر المستشفى تتعامد عليه أشعة الشمس الحارقة، كان يتوجع بصوت عالٍ من شدة الالم، ورغم «تأوهاته» العالية، إلا أن ممرضات المستشفى تجاهلنه تماما، وكان ما يحدث له أمرًا طبيعيًا لا يستحق أن يتوقف أمامه أحد من العاملين بالمستشفى!

وصف أحد المرضى منظر المسن «بمشهد الموت»

حكاية أخرى بطلها سيد محمود 65 عاما -بالمعاش- من سكان الجيزة متقاعد والذى يحتاج إلى الكشف فى عيادة العظام بشكل دورى.. يقول نظرا لترددى الدائم على المستشفى فوجئت فى أحد الأيام بأحد أفراد أمن المستشفى ينهرنى ويقول لى «اقعد فى البيت مش كل شوية تيجى تقرفنا احنا مش ناقصين».

ويضيف «سيد»: بكيت فى صمت حتى لا ألفت انتباه من حولى، وخصوصا زوجتى التى كانت ترافقنى لمساعدتى على التنقل بالكرسى المتحرك.

المشهد الثاني.. الكشف جماعى..والعلاج موحد!

فى غرفة عيادة الاطفال يجتمع اكثر من عشر اسر فى وقت واحد داخل العيادة التى لا تتخطى مساحتها 20 مترا مربعا، فيما يلتف خمسة اطفال امام مكتب الطبيبة، التى تشخص حالتهم دفعة واحدة!

أمينة شوقى 35 عاما من سكان الجيزة، أم لطفلين الاول يعانى من مغص والثانى التهابات جلدية متكررة.. تقول «توجهت إلى عيادات أطفال أم المصريين للكشف وتشخيص حالتا طفلى الاثنين وكانت المفاجأة أن الطبيبة تكشف على أكثر من خمسة أطفال فى وقت واحد وكان التشخيص موحد لجميع الأطفال، والكارثة أن الطبيبة حددت علاجا واحدا لطفلى المصاب بالمغص، ولطفلى الثانى المصاب بالتهابات جلدية!

المشهد الثالث «إتاوات وخداع أمن الطوارئ»

هذا المشهد كارثى، ولم نكن لنصدقة إلا بعد أن أكده لنا عدد غير قليل من مرضى المستشفى.. أول الشهود، محمد سمير 24 عاما من سكان منطقة الهرم، ويقول إن والده عامل يومية فى مطعم بالهرم وأثناء تجهيزه المأكولات أصابت «السكينة» يده بجرح قطعى فنزف دماء كثيرة، وتدخل بعض زملائه العاملين بنفس المطعم لوقف النزيف ولكن لم يستطع أحد السيطرة على الدم المتدفق، وعلى الفور توجهوا به إلى قسم طوارئ مستشفى أم المصريين لاسعافه.

وأضاف: توجهت إلى طوارئ أم المصريين بعد أن اخبرنى زملاء والدى بما حدث، وعند دخولى من بوابة استقبال طوارئ المستشفى استوقفنى رجل أمن بالمستشفى وسأل عن اسم المريض الذى سأزوره، فأخبرته، فرد قائلا موجود فى غرفة الجراحة العامة ولكن قبل الدخول ادفع 10 جنيهات عشان ممنوع دخول أكثر من فرد مع الحالة، والمصاب معاه اتنين من زملائه فى الغرفة» وعلى الفور وافقت ودفعت الـ10 جنيهات وطلبت وصل بقيمة الرسوم فقال فرد أمن بالمستشفى «العشرة جنيهات بالحب» وانصرفت مسرعاً متوجها لأبى فى غرفة الجراحة العامة ووجدت ابى لا يزال ينزف ويصرخ من الألم بعدما خيطوا الجرح بدون إعطائه حقن التخدير، والمفاجأة أننى لم أجد معه أحدًا، واكتشفت أن فرد الأمن خدعنى ليحصل على العشرة جنيهات.

المشهد الرابع: علاج المريض.. بأدوات ملوثة

الكارثة أخرى رصدتها الوفد فى المستشفى تتمثل فى عدم وجود ادوات طبية ومواد مطهرة ومحلول ملح للتعقيم الجروح، وكل طبيب يطلب من أهل المصاب شراء المستلزمات الطبية اللازمة لخياطة الجرح وتعقيمه واحضار مخدر سريع المفعول والتى يقوم بائع مجهول ببيعها على الرصيف المواجه لبوابة المستشفى الرئيسية دون اعتراض من أى مسئول!.

الكارثة أكدها لى نفس المصدر السابق (محمد سمير) والذى اضطر أمام توجع والده أن يشترى الأدوات الطبية وخاصة امبولات التخدير المطلوبة لتسكين الألم عند خياطة الجرح المصاب به والده.

ويتابع «المصيبة بعد كل هذا وعند الخروج من استقبال الطوارئ بمرافقة أبى نظر إلى فرد الأمن وقال عايزين حلاوة خروج بابا بالسلامة، ولم أشعر بنفسى إلا وانا فى مشاجرة كلامية بسبب خداعه لى قبل الدخول للحصول على 10 جنيهات، فيما كان أبى يتألم بسبب عدم وجود ادوات طبية لإسعافه أو تخدير الجرح أثناء الخياطة قبل حضورى.

شهادة ثانية لإبراهيم محمود 25 عاما من سكان الجيزة الذى قال إنه توجه لطبيب استقبال الطوارئ بمستشفى أم المصريين يشكو من جرح فى القدم سبب له خراجًا، فنظر إليه الطبيب وقام بكتابة روشتة، وطلب إحضار مواد مطهرة وكريم مضاد حيوى وشاش ولاصق طبى من البائعين المتواجدين أمام المستشفى، يضيف إبراهيم «أحضرت للطبيب ما طلبه من بائعى الأدوات الطبية المجهولة من على الرصيف المجاور للمستشفى، وقام بفتح «الخراج» وطلب إعادة عملية التطهير يوميا، وكانت المفاجأة أن الجرح تورم وأخرج إفرازات أخرى أثناء عملية التطهير الأولى، وامتلأ بالصديد مما سبب لى ارتفاعًا فى درجة الحرارة وعدم القدرة على الحركة، فتوجهت إلى طبيب فى عيادة خارجية خاصة وقلت له ما حدث وقال لى بعد التشخيص إن مواد التطهير التى تباع أمام المستشفيات على الأرصفة فاسدة وهى السبب الرئيسى فى التهاب الجرح».

شهادة ثالثة قالها إبراهيم خالد 56 عاما من سكان الجيزة الذى يعانى من الألم أسفل الظهر ولا يستطيع التحرك.. ويقول «وصلت للمستشفى فى الساعة 11 والنصف صباحا، وتوجهت إلى شبابيك تذاكر العيادات الخارجية فقال أحد الموظفين أن المستشفى «شطّبت» ولا يوجد تذاكر.

وأضاف: أنه يعانى من ألم شديد فى الظهر ولا يستطيع الانتظار لليوم الثانى للعرض على طبيب المستشفى ولا يوجد تعليمات صادرة من وزارة الصحة والسكان بعدم استقبال المرضى أثناء تواجدهم على شبابيك التذاكر، فتوجهت إلى مدير عام المستشفى لتقديم شكوى ضد موظف شباك تذاكر العيادات الخارجية مما حدث معى، إلا أن سكرتير مدير المستشفى رفض دخولى، وتركنى فى معاناتى مع ألمى وعدم قدرتى على تحمل الألم».

شهادة رابعة قالتها نهى حسن من سكان بنها، والتى جاءت لمستشفى أم المصريين من أجل الكشف وأخذ علاج مرض السكر والمتابعة مع طبيب سكر وغدد صماء مؤكدة أنها جاءت للمستشفى منذ الصباح الباكر وقامت بحجز تذكرة للعيادة الخارجية، ولكن لم يأتِ الطبيب حتى الساعة 12 ظهرا وهناك عدد كبير فى انتظاره ومكان الانتظار حار جدا وغير آدمى للمرضى».

وأضافت «يحدث كل هذا فنصبح فريسة لأسعار الكشف الخارجى بالعيادات الخاصة وهو مرتفع جدا ولا يقل عن 300 جنيه للكشف فقط وتقوم بدفع مبلغ آخر أثناء الاستشارة.

 

المشهد الخامس: منتجات طبية مجهولة المصدر.. والشراء بأمر الأطباء

توجهت «الوفد» إلى بائعى الأدوات الطبية أمام المستشفى، لنكتشف أنها منتجات مجهولة المصدر لا يعلم بائعها شيئا عنها سوى بيعها لمن يدفع ثمنها.

سيد محمود 38 عاما من سكان الجيزة، كان يبحث عن اربطة وجبس لعيادة الطوارئ لأخيه الصغير بسبب كدمات أصيب بها وطالب الطبيب بعمل جبيرة لمدة 15 يومًا.. وقال «وصف لى طبيب الطوارئ الشراء من بائع الجبس أمام أبواب المستشفى وقال جميع المستلزمات الطبية متوفرة لديه وتوجهت على الفور إلى بائعى المستلزمات وقال إن الجبس غير متوفر لديه وأعطانى رباطًا جاهزًا للتجبيس وقال «الدكتور مش هيقولك حاجة وهيوافق عشان الجبس اللى عندى خلص» وعدت إلى الطبيب وفوجئت أنه لم يسالنى عن شيء واستخدم لأخى الصغير المستلزمات الطبية التى قمت بشرائها من بائعى الأدوات والمستلزمات الطبية أمام رصيف مستشفى أم المصريين!