رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصنوعة من البلاستيك وتتفاعل مع الشمس وعوامل الجو: خزانات الأسطح.. الموت فى «شربة ميه»

خزانات الأسطح
خزانات الأسطح

التجار: خزانات مغشوشة فى الأسواق تنفجر عند تعرضها للشمس

 

مع بداية فصل الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة تتكرر أزمة الانقطاع المتكرر للمياه أو صعوبة وصولها، خاصة لسكان الأدوار العليا، ليجد هؤلاء أنفسهم مضطرين إلى استخدام خزانات المياه التى تعتبر «بيت للداء» خاصة فى فصل الصيف، حيث تنتشر فيها الجراثيم لتتسبب فى إصابة المواطنين بعشرات الأمراض.
 

 

تعد مشكلة انقطاع المياه عن الأدوار العليا واحدة من المشكلات التى تؤرق عدداً كبيراً من المواطنين فى مختلف مناطق القاهرة والجيزة، لذلك يبحث هؤلاء عن وسيلة لتيسير الحصول على الماء وذلك باستخدام مواتير المياه أو الانتظار لمنتصف الليل حتى يخف ضغط سحب المياه من الأماكن الأخرى ووصولها إليهم، ومنهم من يعمل على تخزين المياه لحين الحاجة إليها لذلك لجأ الكثيرون إلى تركيب خزانات المياه الضخمة التى يتم ترويجها فى الأسواق.

أطباء: تتحول إلى مأوى للميكروبات والفيروسات وتصيب الإنسان بأمراض خطيرة

وفى جولة داخل أسواق بيع خزانات المياه وجدنا خزانات بأحجام ضخمة قادرة على الاحتفاظ بكميات من المياه تتخطى الـ20 ألف لتر ويلجأ سكان المناطق التى تعانى من ضعف وصول المياه إليها مثل فيصل والسادس من أكتوبر والمرج وغيرها إلى شراء هذه الخزانات بشكل مكثف، فلا يوجد منزل أو عمارة إلا ويحتل سقفه خزان أو أكثر للمياه، ومع تداول أخبار عن تفاعل المواد البلاستيكية التى تصنع منها هذه الخزانات مع المياه أصبحت المخاطر الصحية تهدد مستخدمى هذه الخزانات فى كل مكان.
 

وطبقاً للقرار رقم 166 لعام 2001 الخاص بوزارة الصحة تتبع خزانات المياه الوزارة، كما ينص أيضاً على ضرورة تأكد مفتشى الصحة من استيفاء الخزانات الكائنة بالعقارات للاشتراطات اللازمة التى تنص عليها هيئة المواصفات، وأهمها وجود مادة عازلة تمنع الرشح ولا تسمح بتكوين طحالب أو فطريات مع مراعاة وجود غطاء مُحكم لمنع دخول الحشرات، بالإضافة لوجود بطاقة صحية لكل خزان مدون بها موقع الخزان ونوعه والمادة المصنوع منها ومادة العزل ومادة التبطين والشركة التى تشرف على تطهيره ومواعيد التطهير، على أن يتم التطهير مرة كل شهر.
 

وفى أثناء جولتنا بمنطقة السبتية وجدنا أن الخزانات الأكثر انتشاراً فى الأسواق قادرة على تخزين 500 لتر مياه للشقة الواحدة أعلى المنزل، وأكد سامح مصطفى تاجر خزانات مياه بمنطقة السبتية، أن هناك أنواعاً جيدة من الخزانات وجودتها معروفة وهناك أنواع غير جيدة وشعبية، ونصح التاجر المشترين بضرورة شراء الأنواع التى تعمل على معالجة المياه والمعتمدة من وزارة الصحة وهذه يصل سعرها إلى 700 جنيه للخزان الأبيض سعة 500 لتر، والخزان ذو اللون الأزرق 500 لتر بـ800 جنيه، والخزان الأبيض 1000 لتر يبدأ سعره من 850 جنيهاً إلى 1400 جنيه، والخزان الـ1000 لتر لون أبيض مستورد سعره يتخطى الـ2000 جنيه.
مواطنون: شر لا بد منه  «الصحة» مسئولة عنها بالقانون.. وعامل صيانة بـ«مقشة» هو المسئول الفعلى

وأضاف عامر سيد تامر، 42 عاماً، تاجر خزانات مياه، أن أفضل خزانات المياه التى يمكن غسلها وتطهيرها تبدأ من سعة الـ1000 لتر حتى يستطيع العامل الوصول لجميع أجزاء الخزان من الداخل والقدرة على الحركة داخله وإزالة الرواسب الناتجة عن تخزين المياه داخله لفترات طويلة وكذلك الأتربة التى سقطت من العواصف والرياح المحملة بالشوائب.

ونصح «عامر» المواطنين بشراء خزانات المياه سعة 1000 لتر بدلاً من الـ500 لتر لسهولة تطهيرها وتنظيفها وسهولة دخول عامل التطهير إليها، بسبب اتساع فتحة غطاء الخزان، بالإضافة إلى أن التكلفة المادية لسيارة نقل الخزان والعامل الذى يقوم بتركيبه وتكلفة كمالياته الخاصة بتشغيل الخزان لسحب المياه وطردها مرة واحدة تكون أقل من الخزان سعة 500 لتر.
 

وأكد مصطفى حسام، بائع خزانات مياه، على وجود شركات لتطهير الخزانات من الشوائب والبكتيريا، التى تتواجد بسبب تخزين المياه بشكل مستمر، ويتم التطهير بمواد كيماوية معتمدة، عكس ما يحدث من عمال السباكة الذين يحضرون زجاجات الكلور و«المقشة» ويقوم بتفريغ زجاجة الكلور داخل الخزان، وتمشيطه بالـ«مقشة» ثم يعيد تشغيل الخزان مرة أخرى فى دقائق، قائلاً: «إن الخزان يجب أن يتم غسله كل 6 أشهر».
 

وأضاف أنه من مميزات جودة الخزانات المعتمدة أنها تكون مضادة لأشعة الشمس ولا تتأثر بها، كما أن جميع الخزانات المعتمدة تتمتع بضمان 10 سنوات ضد عيوب الصناعة ويستطيع أى عامل سباكة تركيبه بشرط إتباع شروط الضمان الذى يباع بها، مشيراً إلى أن أفضل أنواع الخزانات فى الأسواق «البولى إيثيلين».
 

وأضاف أن بعض التجار يقومون ببيع خزانات صناعة شعبية مغشوشة بأسعار لا تتخطى الـ500 جنيه للخزان الـ1000 لتر، ولا يستطيع مواجهة أشعة الشمس أكثر من 7 أيام فقط، وعندما يتم ملؤه ينفجر بسبب عدم قدرته على تحمل ضغط المياه بداخله، ونصح المواطنين بشراء خزانات المياه من مصدرها الأصلى، وألا ينخدعوا بالأسعار الوهمية والتعامل مع الشركات المعتمدة لعملية التطهير وتجنب المنظفات الشعبية لتطهير الخزانات حتى لا يحدث تسمم لمستخدمى المياه المخزنة.

شر لا بد منه
مواطنون: شر لا بد منه  «الصحة» مسئولة عنها بالقانون.. وعامل صيانة بـ«مقشة» هو المسئول الفعلى

مواطنو المناطق الشعبية الذين يعانون من الانقطاع المتكرر للمياه أو صعوبة وصولها للأدوار العليا لا يجدون أمامهم مفراً سوى اللجوء لاستخدام هذه الخزانات التى تعتبر شراً لا بد منه، وهو ما أكده حسن محمود 28 عاماً من سكان فيصل بمحافظة الجيزة، مشيراً إلى أنه يسكن فى الدور العاشر، ومن الصعب وصول المياه إلى شقته بدون موتور سحب بسبب ازدحام المنطقة بالسكان والضغط الملحوظ على شبكة المياه، وأوضح «حسن» أنه فكر فى بيع الشقة للتغلب على مشكلة المياه ولكن المشترين أجمعوا على خصم 50 ألف جنيه من ثمنها الأصلى بسبب هذه المشكلة ما جعله يرفض البيع، وأضاف: عندما لجأت لسباك المنطقة نصحنى بشراء «موتور» من أغلى أنواع المواتير فى السوق لتوفير المياه وبالفعل حل الموتور الأزمة وكنت فى سعادة مفرطة، وبعد شهر بدأ سحب الموتور يضعف واحترقت الملفات الكهربائية بالدائرة

الداخلية للموتور.
 

وأوضح أنه توجه إلى السباك مرة أخرى ولكنه لم يده فبحث عن آخر فاقترح عليه تركيب خزان مياه، بالإضافة إلى تغيير موتور المياه وبالفعل قام بشراء خزان 500 لتر وموتور مياه جديد حتى تعود المياه إلى شقته مرة أخرى.
 

وفى منطقة الخصوص قال جورج عادل، 47 عاماً، إن خزانات المياه هى المنقذ الوحيد للأبراج السكنية الجديدة، بسبب ضعف صعود المياه باستمرار دون مواتير سحب ذات تكلفة عالية، وصيانة دورية تتخطى ثمن الموتور نفسه، وأصبح البديل الوحيد لأزمة انقطاع المياه، وتعطل الموتور هو الخزان خاصة أنه غير مكلف على الإطلاق، ويستطيع أى فرد تطهيره كل فترة وتنظيفه من أى شوائب عالقة بداخله، مشيراً إلى أنه فى المناطق الشعبية الجديدة يتم ترويج بيع الخزانات المغشوشة للسكان الجدد، بسبب عدم علمهم بشراء الخزانات من قبل ويتم استغلالهم من قبل عمال السباكة، معدومى الضمير ويفاجئ السكان من بعد تركيب الخزان بأيام قليلة بصوت انفجار أعلى العقار وعند اكتشاف مصدر الصوت يفاجئ السكان بأن الخزانات الجديدة هى التى انفجرت لاحتوائها على كميات كبيرة من المياه.
 

ونصح بشراء خزانات المياه من الشركات المعتمدة والموثوق بها وإحضار شركات التطهير الخاص بها وعدم تركها لحارس العقار ليطهرها قائلاً: «إن غش خزانات المياه وصل إلى عمليات التطهير التى يتولاها حارس العقار».

بؤرة للميكروبات
 

على جانب آخر، قال الدكتور سعيد متولى، إخصائى التغذية العلاجية، إن تخزين المياه يشكل أضراراً كبيرة على جسم الإنسان بسبب ارتفاع نسبة الميكروبات وزيادة الأملاح المعدنية، وأضاف أن جسم الإنسان يحتوى على 62% من المياه التى تساعد على انتظام سيولة الدم بمعدل مثالى وضبط الضغط الدم ورفع مستوى التركيز، لافتاً إلى أن رفع المياه للعقارات الكبيرة وتخزينها فى خزانات بلاستيكية مع ارتفاع درجة حرارة الشمس يحولها إلى بؤرة من الميكروبات والفيروسات بنسب متفاوتة.

وأضاف «متولى» أن المياه الجارية تنخفض فيها نسبة الميكروبات، قائلاً: «إن المياه الجارية لا يوجد أفضل منها صحياً لتناولها واستخدامها فى طهى الطعام والنظافة الشخصية، والدولة تقوم بتطهيرها من الميكروبات وترفع من كفاءتها لتكون صالحة للشرب والاستخدام الآدمى، ولكن الإنسان يحول هذه المياه من مياه صالحة معالجة إلى سم قاتل».
 

وتابع «متولى» أن هذه الخزانات يزيد فيها نمو الميكروبات والفيروسات وتتكون على جدرانها طبقات من الريم والأملاح شديدة الخطورة، وغالباً ما تتغير طبيعة المياه التى عادة تكون بلا لون ولا طعم ولا رائحة، لتتحول إلى مياه راكدة داخل الخزانات ذات لون وطعم ورائحة.
 

وأشار خبير التغذية العلاجية إلى أن الخزانات المصنوعة من البلاستيك تتأثر بحرارة الشمس وهو ما ينعكس على درجة حرارة المياه، التى تصبح ضارة جداً على الجسم وتحديداً على الكبد، ولو صنعنا خزانات من الحديد سيتكون الصدأ داخلها والمعادن الثقيلة التى تضر جسم الإنسان مما يؤدى إلى إصابته بأمراض خطيرة.

والتقطت أطراف الحديث الدكتورة إيمان سند أستاذ الأمراض الجلدية، مشيرة إلى أن مياه الخزانات تحتوى على درجة ملوحة عالية وتؤثر على جلد الانسان بأضرار مختلفة، أشهرها جفاف الجلد وإذا أصيب الشخص بجروح أو تقرحات جلدية تساعد على زيادة الإصابة، ومن الصعب علاجها إلا بالابتعاد عن المياه المخزنة، موضحة أن تخزين المياه يساعد على تكاثر الجراثيم الدقيقة سواء البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسات.
 

وطالبت سند، بعدم استخدام المياه المخزنة للشرب أو الاستحمام بسبب شدة خطورتها على الإنسان لأنها بؤرة لتكاثر الجراثيم والفيروسات الخطيرة، قائلة: «مياه الخزانات غير صالحة للشرب» ومن أشهر الأعراض التى تظهر على مستخدميها: حساسية الجلد بسبب احتواها على الأملاح المعدنية بنسبة كبيرة، وإصابة الشخص بالاحمرار الجلدى والجفاف والتشققات وقد تصل إلى الإكزيما كما أنها تؤثر على الشعر وتؤدى إلى تلف البصيلات وجفاف الشعر وتقصفه، ونصحت أستاذ الأمراض الجلدية بعدم استخدام المياه المخزنة إلا فى غسيل الملابس فقط.