رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطاع الحرف اليدوية.. يواجه شبح الفناء

الحرف اليدوية
الحرف اليدوية

تعتبر مصر إحدى أشهر الدول عالميا فى صناعات الحرف اليدوية منذ مئات السنين، وخاصة صناعات السجاد اليدوى والنحاس والصدف وغيرها، وكانت منتجات هذا القطاع تجوب العالم. 

خلال العقود الثلاثة الماضية شهدت هذه الحرف إهمالا أصابها بالعديد من المشكلات أبرزها الجمود وعدم التطور فضلا عن تسريح العمالة المهرة وانخفاض أعدادها مقارنة بالماضى. 
تعتمد الصناعات اليدوية على المهارات والقدرات الذاتية للأفراد، وتحافظ على الصناعات ذات الطابع التراثى من الاندثار، ولذلك بدأت الدولة خلال السنوات القليلة الماضية إعادة الاهتمام بدعم تلك الصناعات وتطويرها لضمان استمراريتها واستدامتها، لأن مصر تتمتع بفنانين مهرة فى هذا القطاع الحيوى. 
يسهم الاهتمام بالحرف اليدوية فى إعادة تصدير تلك المنتجات لتوفير العملة الصعبة، حيث وفرت الدولة خلال الفترة السابقة حوافز فنية وتسويقية ومعارض لمنتجات الصناعات اليدوية لترويجها، إضافة إلى إنشاء قنوات اتصال مباشرة بين المصنعين والعملاء، الذين يستهدفون تلك المنتجات اليدوية، وبالتالى الاستفادة المتكاملة من التطوير وخلق فرص تشغيلية تسهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية. 
وشهدت صادرات الصناعات اليدوية المصرية فى العام الماضى ارتفاعا ملموسا لتبلغ نحو 245 مليون دولار، مقابل 208 ملايين دولار فى 2020. 
وتمثلت أبرز جهود الحكومة لدعم قطاع الحرف اليدوية، فى إدراج القطاع ضمن خطة دعم الصادرات اعتبارا من العام المالى 2021/2022، وتتمثل آليات المساندة فى دعم المصنعين فى المعارض الخارجية والداخلية، فضلا عن دور صندوق «تحيا مصر» فى إحياء صناعة السجاد والمفروشات من خلال توفير الأنوال للمصنعين بهدف تعظيم فرص العمل فى الريف المصرى وتسويق المنتجات عالميا.
وتنوعت المبادرات التى تم إطلاقها لدعم هذا القطاع فى السنوات الماضية، منها مبادرة «تتلف فى حرير»، التى جاءت بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى للنهوض بصناعة النول المصرى، لتقديم الدعم والمساندة لصغار العاملين بهذه الصناعة مع جذب منتجين جدد من الشباب والفتيات والسيدات وكذلك دعم القطاع الخاص للمساهمة فى تطوير صناعات الحرف اليدوية.
وتستهدف المرحلة الأولى من المبادرة توزيع ٥٠٠ نول على الأسر المصرية من العمالة غير المنتظمة بعدد ٢٠٠٠ مستفيد فى 6 محافظات من إجمالى 14 محافظة تستهدفها المبادرة وهى الفيوم، القاهرة، الجيزة، كفر الشيخ، المنوفية، والوادى الجديد.
وتضمن المبادرات أيضاً مبادرة «صنايعية مصر»، تحت إشراف وزارة الثقافة من خلال تدريب المشاركين وفق أحدث النظم الدراسية فى مجالات الخزف والنحاس، التطعيم بالصدف والخيامية وقشرة الخشب وفنون الحلى.
يشرف على التدريب نخبة متخصصة من الأساتذة والمتخصصين بكليات الفنون المختلفة، إضافة إلى الحرفيين ذوى الكفاءة العالية العاملين بمركز الحرف بالفسطاط.
وتهدف المبادرة إلى إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تعمل على تحسين دخل الفرد ورفع الدخل القومى وخلق أسواق جديدة جاذبة للسياحة.
كما يتم تنظيم عدة معارض للترويج للمنتجات اليدوية أبرزها معرض ديارنا ومعرض تراثنا، حيث يعد معرض ديارنا أقدم وأعرق المعارض فى دعم مجال الحرف اليدوية والحفاظ على الفنون التراثية من الاندثار، والذى يسهم فى الترويج للحرف اليدوية الأصيلة، وخلق فرص بيع مباشرة وفتح أسواق جديدة، كما يشهد معرض تراثنا إقبالا كبيرا أيضاً من الزوار وتحقيق مبيعات جيدة. 
وقال مسعد عمران، رئيس غرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات السابق، إن مصر لديها نحو 3 ملايين حرفى، لكن للأسف ثروة مهملة، ويعانون بشكل كبير منذ سنوات، سواء

بسبب ثورات 2011 و2013 ثم تعويم الجنيه فى 2016 وارتفاع الأسعار ثم جائحة كورونا. 
وأضاف «عمران» أن الدولة تحاول قدر المستطاع مساعدة عمال الحرف اليدوية سواء من خلال مبادرات الرئيس السيسى أو جهاز تنمية المشروعات ومركز تحديث الصناعة وغيرها من الجهات. 
وأوضح رئيس غرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات السابق، أن معظم الصناعات اليدوية تعانى من تسرب العمال إلى صناعات ومهن أخرى بسبب ضعف العائد المادى وحركة السوق خلال السنوات السابقة، واضطرار العامل إلى البحث عن عمل آخر لتغطية تكاليف المعيشة والأسرة الملزم بها. 
وأشار إلى أن الورش تضطر إلى تسريح العمالة، لأن حركة البيع والشراء ضعيفة، كما أن الاهتمام بالحرف اليدوية كان غائبا خلال السنوات السابقة التى قد تمتد إلى 30 سنة، ولولا تدخل واهتمام الرئيس السيسى بهذه الحرف خلال الأعوام القليلة الماضية لكانت اختفت. 
وأكد «عمران» أن الحل للحفاظ على هذه الحرف هو ضرورة إنشاء الحكومة نظاما يندرج تحته عمال الحرف اليدوية، وتحديث التصميمات الخاصة بكل حرفة، وتطوير الجودة، وعمل دراسات للأسواق الخارجية على أرض الواقع وليس من خلال مكاتب التمثيل التجارى أو الإنترنت، حتى نعلم احتياجات الأسواق الخارجية وأذواقها لزيادة الصادرات المصرية إليها. 
وأضاف: «السجاد اليدوى والمشغولات النحاسية كالنجف والديكورات ثم الصدف والأرابيسك، تعد أهم الصناعات التى من الممكن أن نعول عليها فى زيادة الصادرات، لأننا نتميز فيها والدول المنافسة لنا تتعرض لمشكلات سياسية واقتصادية حاليا مثل سوريا، ولذلك نحن نستطيع استغلال هذه الفرصة لزيادة حصتنا فى الأسواق الخارجية، لكن للأسف لا يوجد نية لدى المسئولين لاستغلال مثل هذه الفرص، لأننا نعانى من مشكلات فى التصدير وتنظيم المعارض الخارجية». 
وطالب «عمران» الدولة بسرعة الاجتماع مع المتخصصين فى الحرف اليدوية للتعرف على مشكلاتهم ووضع حلول فورية لها، لأنه خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر لن نجد فى مصر عمال للحرف اليدوية، وسينتقلون إلى حرف ومهن أخرى أو يشتروا «توك توك» يحصلون منه على ربح سريع بدلا من الوضع الصعب الآن، مضيفا، «الرئيس السيسى يعمل فى وادى والمسئولين فى وادى آخر، هو يسير بسرعة الصاروخ وهم يعملون ببطء».