عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

3 خطايا في حزب الإخوان


أضاعت جماعة الإخوان فرصة تاريخية لترويج تجربة ديمقراطية كانت ستكون الأولى بعد ثورة 25 يناير، مما أهدر فرصة كان من شأنها أن تعزز من وضعيتهم السياسية في الشارع المصري وتروج لحزبهم الجديد "الحرية والعدالة".

فرغم الترقب المنتظر لاجتماعات مجلس شورى الجماعة مؤخرا، وما نتج عنه من قرارات، فإن النتائج لم تحظَ برضا المراقبين، ولم تتفاعل مع تطورات ما بعد 25 يناير، خاصة في ظل نبرة استياء طالت "جزءا" من الشارع الإخواني، لاسيما الشباب منه.

لم تُبث صورة واحدة على موقع الجماعة الرسمي لما قالت عنه إنه "انتخابات" تمت لاختيار الدكتور محمد مرسي رئيسا للحزب، والدكتور عصام العريان نائبا له، والدكتور محمد سعد الكتاتني أمينا عاما، وهو ما وصفه البعض بأنها أشبه بحركة "تعيينات" أقرها مكتب إرشاد الجماعة وصدق عليها مجلس الشورى، في الوقت الذي كان البعض يترقب فيه - وفقا للقواعد السياسية المتعارف عليها - إجراء انتخابات بين مؤسسي الحزب تختار هيئته العليا، والتي بدورها تنتخب رئيسا للحزب.

الغريب أن الكثير من أعضاء مجلس شورى الجماعة ليسوا أعضاء في الحزب، لكنهم شاركوا في عملية اختيار قياداته، والتي لم يعرف شكلها أو آليتها بعد، كما رفض الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب في تصريحات له الكشف عن نسبة التصويت التي حظي بها، ووصف تلك الفترة بـ"الانتقالية" !!.

اختيار ثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد لتولي أبرز المواقع القيادية في الحزب، اعتبره البعض قصورا سياسيا، الأمر الذي أثار المخاوف من أن الحزب "تحت التأسيس" في طريقه ليكون صورة مستنسخة من مكتب الإرشاد، أو بشكل أصح سيخضع لوصايته، مما يفقده ديناميكيته في الشارع السياسي، وسط تساؤلات عن دور أعضاء مجلس شورى الجماعة، ونواب كتلتها البرلمانية في المجلس السابق، وعدم تصعيد أي منهم لأي موقع قياديي بـ"الحرية

والعدالة".

الخطيئة الثالثة ترتبط بتغييب دور جيل الوسط والشباب، فرئيس الحزب الدكتور محمد مرسي من مواليد عام 1951، ونائبه العريان مواليد 54، والأمين العام الكتاتني من مواليد 1952، أي أن قيادات الحزب الثلاثة سيتجاوزون الستين خلال فترة قيادتهم للحزب، في الوقت الذي يظل الحديث فيه عن دور جيل الأربعينات والثلاثينات حبرا على ورق.

الأزمة لا تتعلق بالإخوان فقط، ويمكن القول أنها أزمة مجتمع .. جميع وزرائه ومحافظيه ورؤساء الهيئات والشركات والتنظيمات السياسية فيه بين الستين والسبعين، وبعضها فوق الثمانين، الأمر الذي يعزز القول بأنه لكي تصل لموقع قيادي في أي مؤسسة لابد أن يبيض شعرك، وتبدو عليك علامات الشيخوخة.

هناك تساؤلات مكتومة داخل الصف الإخواني عن غياب القيادي جمال حشمت، والدكتور حلمي الجزار، والنائب البرلماني السابق محمد البلتاجي، وحازم فاروق، وأشرف بدر الدين، ومحسن راضي، وصبحي صالح، وأحمدأبوبركة، والصيدلي أحمد رامي، ورموز أخرى تحظى بثقل داخل وخارج الجماعة، لكن يبدو أن شعرها لم يبيض بعد !!.

على أي حال تظل الممارسة الفعلية لحزب "الحرية والعدالة"هي الفيصل والحكم، وسط آمال معلقة عليه داخل الإخوان خاصة، والإسلاميين بشكل عام، بتكرار تجربة حزب العدالة والتنمية التركي، فهل يتحقق ذلك؟.