رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"عيش الشعير".. خبز بنار الحرب

بوابة الوفد الإلكترونية

خبراء التغذية يرحبون.. الاقتصاديون: لسنا فى حاجة إليه.. ونقيب الفلاحين: إنتاجنا المحلى لا يكفى

بعدما اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تسعى مصر للبحث عن حلول بديلة لترشيد استهلاك القمح، ليس فقط لأن الدولتين من أكثر مصدرى القمح لمصر، ولكن أيضاً لأن هذه الحرب تسببت فى رفع أسعارالقمح العالمى، بنسبة تجاوزت 20% وفوق هذا فإن مصر تستورد أكثر من نصف استهلاكها من القمح.

ومؤخرًا أعادت وزارة التموين طرح فكرة خلط القمح بالشعير لإنتاج الخبز، وهى الفكرة التى أثارت العديد من التساؤلات حول إمكانية وآلية تنفيذها، وهل توجد دراسة للسوق والمواطنين ومدى تقبلهم لخبز القمح والشعير؟.. ومدى احتياجات مصر من استيراد الشعير، ولا سيما أن مساحات زراعته قليلة جدًا لا تتناسب مع حجم إنتاج الخبز حال تطبيق الفكرة.

وقال الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، إن مركز البحوث الزراعية قام بخلط القمح بالشعير لإنتاج رغيف الخبز، ليصبح بعد ذلك مقترحًا لخلط القمح مع الشعير لإنتاج رغيف الخبز، ولكن المساحة المنزرعة من الشعير لا تتعدى 250 ألف فدان وهذا غير كاف لهذه التجربة.

بدائل اقتصادية

خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، قال: إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسببت فى رفع أسعار الحبوب فى العالم بنسبة تجاوزت الـ 25%، مشيراً إلى أن مصر ليست فى حاجة إلى خلط القمح بالشعير لإنتاج رغيف الخبز لعدة أسباب. أولها اقتراب موسم حصاد القمح ما يوفر 9 ملايين طن قمح وهذا كافٍ لسد احتياجات المواطنين حتى نهاية العام، ثانيًا جاءت هذه الفكرة المطروحة دون دراسة وافية والإجابة عن العديد من التساؤلات منها هل ستستطيع الدولة تطبيق هذه الفكرة وما آلية نجاحها؟، هل أعدت دراسة مستوفية بالسوق والمواطنين ومدى قابليتهم لطعم العيش المخلوط بالشعير؟

وطرح الخبير الاقتصادى فكرة تحرير رغيف الخبز من سلطة وزارة التموين واعتبارها تابعة لسلطة جهاز حماية المستهلك مع منح الجهاز السلطة الرقابية على جميع المخابز مع توفير فروع لها فى جميع المحافظات حتى يتسنى له مراقبة السوق بشكل كافٍ، مع منح جهاز حماية المستهلك سلطة رقابية على رغيف الخبز فى المحافظات يتم تحديد سقف لسعر رغيف الخبز بالتعاون مع الغرف التجارية واتحاد الصناعات. 

وأكد الخبير الاقتصادى حال نجاح تجربة جهاز حماية المستهلك فى توصيل رغيف العيش بمواصفاته المطلوبة وسعره الحقيقى للمواطنين ستوفر الدولة ملايين الجنيهات التى تتكبدها سنويًا.

وتساءل الشافعى: التموين كثيرًا ما تقول إن رغيف الخبز بـ65 قرشًا فما الفارق بينه وبين الرغيف السياحى والذى يباع بـ50 قرشًا؟، فهل هناك مواصفات فارقة لهذه الدرجة؟، على الرغم أن الرغيف السياحى يكلف كثيرًا عن المدعم.

ترحيب الفلاحين

قال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين: إن اقتراح وزارة التموين بخلط القمح على الشعير ليس وليدة هذه الفترة بل كثيرًا ما طالبت العديد من الجهات بهذه الفكرة.

وأضاف «أبوصدام» أن فكرة خلط القمح بالشعير لإنتاج رغيف الخبز جيدة جدًا، خاصة أن القيمة الغذائية عالية جدًا، وطعمه أفضل بكثير.

وأشار نقيب الفلاحين إلى أن الكثير من أهالى محافظة مطروح يتناولون رغيف الخبز المخلوط بالشعير وغيرهم فى القرى الوجه البحرى يتناولون الرغيف المخلوط بالبطاطا وغيرهم يخلطون القمح بالذرة.

وأكد «أبوصدام» أنه فى حالة تطبيق الفكرة تحتاج مصر لاستيراد الكثير من أطنان الشعير لعدم توافر مساحات زراعية لها فى مصر، وذلك بسبب رخص سعر الشعير فى البيع فهو غير مفضل لدى الفلاحين.

وأشار نقيب الفلاحين إلى أن مصر تحتاج إلى زراعة قرابة 2 مليون فدان لإنتاج مليون ونصف المليون طن شعير فى حين أن أكثر مساحة يمكن زراعتها شعير 350 ألف فدان تقريباً، فى الوقت الذى تبلغ مساحة زراعة الشعير فى مصر نحو 243 ألف فدان ومتوسط إنتاجية الفدان 10 أرادب.

وتابع: حجم استهلاك مصر من القمح 16 مليون طن سنوياً ننتج منها 9 ملايين طن سنوياً ونستورد نحو 7 ملايين طن لإنتاج رغيف الخبز الذى يحتاج إنتاجه نحو10 ملايين طن من الأقماح.

 

فوائد الشعير

الدكتورة أمل السفطى، أستاذ الطب المهنى والبيئى بكلية طب قصر العينى، ومدير المركز القومى للسموم سابقاً، قالت: إن حبوب الشعير جيدة جدًا وهى حبوب كاملة تحتوى على الجلوتين، وغنية بالعديد من الفوائد الصحية لاحتوائه على الكثير من العناصر الغذائية والمعادن الأساسية والألياف.

وأضافت أنه على الرغم من أن الشعير - تاريخياً – كان مصدراً مهماً للغذاء على مستوى العالم، فإنه تم استبداله بحبوب أخرى مثل القمح والأرز على مدار الـ٢٠٠ عام الماضية، وأصبح يمثل نسبة صغيرة من استخدامات الشعوب مثل دمجه مع القمح لعمل الخبز والمكرونة والمخبوزات المختلفة.

وتابعت: بمقارنة حبوب الشعير مع حبوب القمح فكلاهما مغذيان إلا أن الشعير أغنى بالألياف وبيتا جلوكان الذى يخفض الكوليسترول إضافة إلى أنه أقل عرضة لفقد العناصر الأساسية والألياف أثناء المعالجة مقارنة بالقمح لذا تنصح به الجمعية الأمريكية للقلب.

واستكملت مدير المركز القومى للسموم سابقاً: من فوائد استخدام الشعير، ضبط مستويات ضغط الدم وذلك لاحتوائه على عناصر أساسية، مثل البوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم التى تسبب خفض مستويات ضغط الدم المرتفعة، والحفاظ صحة العظام لوجود الحديد والفسفور والكالسيوم والماغنيسيوم والمنجنيز والزنك وهذا باستخدام الحبوب نفسها أو عصير أو شراب الشعير. كما من فوائده أيضاً بحسبما قالته السفطى، الحفاظ على صحة القلب، لأنه يحتوى على الألياف الغذائية والبوتاسيوم ومجموعة فيتامين «ب» التى تفيد فى خفض مستوى الكوليسترول، كما يحتوى الشعير على السيلينيوم فيقلل خطر الإصابة بالسرطان.

أما عن الأضرار لدى البعض تكمن فى الحالات الآتية، يسبب الشعير فى مرض السيلياك أو حساسية الجلوتين، الحساسية من الحبوب، ومرض السكرى لانخفاض مستوى السكر بالدم، لذا يجب تعديل كميات أدوية السكرى عند تناول حبوب الشعير.