رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة فى عيادات الأسنان بسبب نقص "البنج"

السوق السوداء لبنج
السوق السوداء لبنج الأسنان ينتعش

سعر العبوة وصل لـ١٤٠0 جنيه وأطباء يحذرون من استخدام «غاز الضحك» بديلاً

طلاب الأسنان الأكثر تضررًا والعيادات مضطرة لتحمل الفرق حفاظًا على الزبائن

نقيب أطباء الأسنان: ليست المرة الأولى ونطالب بزيادة الإنتاج

ثلاث ساعات ظل خلالها على عبدالعال، ينتظر دوره للدخول إلى عيادة الأسنان داخل إحدى العيادات الطبية الخاصة، صوته يعلو شيئًا فشيئًا مع آلام ضرسه، وما إن نادى الممرض على اسمه للدخول حتى شعر بفرحة كبيرة أملاً فى التخلص من العذاب، دخل على العيادة وبعد الكشف والفحص، قال له الطبيب: «لا بد من خلع الضرس إلا أن هذا لن يحدث» صُدم الرجل من رد الطبيب وتحطمت أحلامه فى التخلص من ألم الأسنان والسبب نقص حقنة البنج.

حال على لا يختلف كثيرًا عن مئات المرضى المترددين على عيادات الأسنان خلال الأسابيع الماضية، حيث تفاقمت أزمة نقص حقن بنج الأسنان، حتى أصبحت مشكلة كبيرة يعانى منها الأطباء والمرضى على السواء، لذلك ترصد «الوفد» فى هذا التحقيق هذه المشكلة التى تمس قطاعاً كبيراً من الشعب المصرى.

محمود جمال، مواطن آخر، ظل يعانى آلام الأسنان طوال شهر كامل ولم ينجح فى علاجها بسبب عدم توافر البنج وظل يتردد على العيادات الطبية فى مختلف المناطق، ويكتفى الأطباء بوصف روشتة من المسكنات التى لا تشفى ولا تغنى، حتى تمكن فى النهاية من الوصول لأحد الأطباء لديه مخزون من البنج والذى تمكن من علاجه.

«والله كنت بموت حرفيًا.. لا عارف أنام بالليل ولا أعيش بالنهار» قالها محمود، واصفًا حالته أثناء التردد على عيادات الأطباء الذين كانوا يخبرونه بعدم تمكنهم من العلاج، وتابع: «فى الأول كنت فاكرهم بيتهربوا علشان يغلوا سعر الكشف ولكن بعد ما رحت للدكتور الرابع قال لى فيه أزمة فى البنج ومش لاقيينه».

 

أطباء أسنان: «السوق السودا هى الحل»

غاز الضحك بديل غير آمن.. ولكن «ما باليد حيلة»

قال «ع.خ» طبيب أسنان، إن بنج الإسنان عبارة عن مخدر موضعى للمنطقة المصابة يعطَى للمريض حتى لا يشعر بأى آلام أثاء علاج الأسنان المصابة، مشيراً إلى أن إجراء أى عملية فى اللثة حتى إن كانت بسيطة تحتاج للبنج، فهو يقوم على مبدأ تخدير أعصاب الأسنان عن طريق إرسال إشارت للمخ، ما يؤدى إلى عدم الشعور بالآلام، ومفعول البنج يسرى بعد دقائق معدودة من حقن المريض به، ويستمر ما بين 30 إلى 60 دقيقة، مؤكداً أن حقنة بنج الأسنان لا تتسبب مطلقًا فى فقدان الوعى على عكس التخدير العام وهذا يعنى أنه أكثر أمانًا، وغالبًا لا يتطلب أى إعداد خاص قبل استخدامه.

وتابع: «فيه ناس كتير هربت من العيادات بسبب عدم توافر البينج وهو سلاح أساسى لا بديل عنه فى علاج الأسنان»، مشيراً إلى أن لديه مخزوناً من بنج الأسنان تمكن من الحصول عليه من خلال السوق السوداء وكانت ثمن العبوة 500 جنيه وكل عبوة بها 50 أمبولاً.

واختتم كلامه قائلاً: «اللى ما بيتعاملش فى السوق السوداء مع أزمة نقص البنج مش هياكل عيش».

وأشار «ص. س» طبيب أسنان، إلى أن البنج قد يشكل خطراً كبيراً على المريض فى حالة إذا كان من مرضى الضغط الدم فبعد حقنه بالبنج قد يصاب بنزيف لا يستطيع الطبيب إيقافه، كما يعد خطراً على مرضى القلب، فيسبب البنج مشاكل صحية عديدة خاصة فى صمامات القلب، وأيضاً السيدات الحوامل خاصة فى الشهور الأولى من الحمل.

ونوه الطبيب إلى أن بعض المرضى المترددين على عيادات الأسنان قد يخفون حقيقة مرضهم على الطبيب حتى يتخلصوا من الأسنان التى تؤلمهم، ولا يعلمون أنهم بذلك يعرضون حياتهم للخطر.

بينما فجر طبيب آخر، رفض ذكر اسمه، مفاجأة من العيار الثقيل، قائلاً إن هناك الكثير من عيادات الأسنان الخاصة لجأوا إلى استخدام ما يسمى بـ«غاز الضحك» وهو بديل للبنج كان يستخدم لتخدير الأطفال حتى لا يخشوا الدخول لعيادات الأسنان، ويستخدمه بعض الأطباء الآن كبديل عن بنج الأسنان الذى أصبح الحصول عليه مشكلة لكثير من أطباء الأسنان.

وعرف الطبيب غاز الضحك بأنه أكسيد النيتروز، وهو عبارة عن مادة مثبطة عندما يدخل إلى الجسم يشعر الإنسان بالاسترخاء والسعادة وقد يصاب مستخدمو الغاز بهلوسة خفيفة بعد استخدامه الذى يتم من خلال الاستنشاق، وقد يشعر الإنسان أيضا بأن ذراعيه وقدميه ثقيلة.

ونوه الطبيب إلى أن استخدام غاز الضحك بدون إشراف طبى أو الاسراف فى استخدامه قد يؤدى إلى الإدمان، وهنا يكمن الخطر الذى قد يصل إلى الموت أحيانا، فعندما يستخدمه الإنسان بكميات كبيرة يظهر أثره المميت على جميع أنحاء الجسم.

وبحسب الطبيب، فإن غاز الضحك يؤثر أيضاً على قوة القلب والجهاز العصبى ما يؤدى إلى إغماء متعاطيه فى بعض الحالات، وتابع قائلاً: «استنشاق الغاز بكثرة يؤدى إلى نقص الأكسجين بالدم ما يسبب الوفاة».

وقالت الدكتورة ريتاج عبدالرحمن، طبيبة أسنان فى إحدى العيادات الخاصة، إن أسعار الكشف ثابتة على الرغم من وجود أزمة فى بنج الأسنان، وأضافت أن عدداً كبيراً من الأطباء فى العيادات الخاصة لديهم مخزون يكفيهم للمرور من الأزمة، ولكن فى حالة وجود مريض يستدعى خلع ضرسه فى الحال يتم تحويله لطبيب آخر حال عدم توافر حقنة البنج.

وعن أسعار الكشوف، قالت إن سعر الكشف يختلف من منطقة لأخرى ومن طبيب لآخر، ففى المناطق الشعبية يتراوح الكشف بين 50 جنيهاً و100 جنيه وفى المناطق الراقية تصل قيمة الكشف لـ150 أو 200 على حسب الطبيب، وتابعت: «الطبيب لا يستطيع رفع سعر الكشف حتى لا يخسر زبائنه من المرضى» ولذلك نتحمل نحن كأطباء قيمة هذا الارتفاع فى أسعار البنج حتى لا يتوقف عملنا.

 

تاريخ استخدام غاز الضحك

حديث الطبيب عن غاز الضحك وأنه سلاح ذو حدين من الممكن أن يكون علاجًا للمرضى بديلاً عن بنج الأسنان، وقد يكون سلاحاً للقتل جعلنا نبحث عن تاريخه.

غاز الضحك علميًا هو أُكسيد النايتروز، ويعود استخدامه لعام 1793 بواسطة العالم الإنجليزى جوزيف بريستلى، وهو عبارة عن جزىء بسيط فى تركيبه فهو يتكوّن من ذرتى نيتروجين وذرة أكسجين، وبعد استخدامه من قبل الأطباء لاحظ البعض عدة علامات منها شعور الشخص بالضحك، ولهذا السبب سُمى بغاز الضحك، وقديماً كان يستخدمه طبيب الأسنان لتجنب استخدام الإبرة المسكنة للطفل.

وفى مجال التخدير الطبى، يخلط غاز الضحك مع مواد أخرى لإحداث التخدير العام فيساعد فى التقليل من سمية المواد الأخرى عن طريق تقليل تركيزها وإحداث التخدير؛ ولكن لا يستخدم كعامل مفرد فى التخدير العام نظرًا لآثاره السمية.

 

نقيب أطباء الأسنان يطالب الشركات بحل الأزمة

قال الدكتور إيهاب هيكل، النقيب العام لأطباء الأسنان، إن أزمة نقص بنج الأسنان عادت للمرة الثالثة، ولكن ما يحدث الآن فاق التوقعات لا سيما مع القطاع الخاص، ما دفع جميع أطباء الأسنان للتعامل بالروشتات.

وأضاف د. «هيكل» أن السبب وراء تفاقم الأزمة هو معاناة شركات الأدوية من إجراءات الإفراج عن شحنات بنج الأسنان، مشيراً إلى أنه تلقى شكاوى عديدة،  وأكد أن مصدر الحصول على بنج الأسنان فى مصر هو شركتان، واحدة للتصنيع وأخرى للاستيراد.

واستكمل قائلاً: «أجرت هيئة الدواء زيارة ميدانية لشركة الإسكندرية فور مخاطبتها بالمشكلة لزيارة إنتاج كمية بنج الأسنان وبدأ فعلاً خط الإنتاج».

حاول النقيب العام لأطباء الأسنان حل الأزمة لعدم تكرارها عن طريق زيادة الإنتاج وتسهيل إجراءات الإفراج عن شحنات البنج حيث يتطلب الأمر إجراءات كثيرة من الفحص والموافقات وغيرها من الإجراءات الروتينية المعقدة.

وأشار إلى أن المؤسسات الخاصة تعانى من الأزمة أكثر من الجهات الحكومية، نظرًا لتقدير الشركات للأخيرة لما تقدمه من خدمات للمرضى من محدودى الدخل، فتمنحها نصف كمية الإنتاج والباقى يكون للقطاع الخاص وتابع: «بعض الأطباء فى العيادات الخاصة لديهم مخزون من البنج تم استيراده من كولومبيا وثمن العبوة الواحدة 450 جنيهًا»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من أطباء الأسنان معرضون لخسائر كبيرة بعد هروب زبائنهم من العيادات لعدم توافر البنج والبحث عن آخرين تمكنوا من تأمين أنفسهم مع الأزمة.

وناشد د.هيكل الشركات الخاصة إنتاج بنج الأسنان بمخاطبة النقابة العامة لأطباء الأسنان فى حالة الشعور بحدوث أزمة فى الإنتاج حتى تتمكن النقابة من التصرف وتعيد توزيع الحصص على الأطباء.

 

 

الأسعار وصلت إلى 1400 بعد 300 جنيه:

رحلة البحث عن حقنة بنج

السوق السوداء صاحبة الكلمة العليا.. وطلاب طب الأسنان المتضرر الأول

التجار: الأسعار فى زيادة مستمرة ونقص المعروض أهم أسباب الأزمة

فى شارع بستان الفاضل الأشهر فى بيع المستلزمات الطبية للأسنان، بدأ محرر «الوفد» جولته الميدانية فى البحث عن علبة بنج، وبسؤال عدد من أصحاب المحلات علمنا منهم أن بيع البنج أصبح فى السوق السوداء لنقصه الشديد فى الأسواق الشرعية، وأشار أحد الباعة إلى أن عبوة البنج وصلت لـ1400 فى بعض المحلات بعدما كانت بـ 300 جنيه، ولا يتم بيعها بشكل علنى إنما يتم ذلك من خلال العلاقات والوساطات، وهذا ما تسبب فى نقصها فى العيادات الخاصة ومع قانون العرض والطلب أصبح سعر العبوة فى الارتفاع.

واستكملت «الوفد» جولتها على المحلات وقال أحد البائعين إن الأزمة ليست جديدة بل ظهرت من قبل فى عام 2017، واختفت عبوات البنج قرابة 9 أشهر كاملة ووصل سعر العبوة وقتها إلى 2000 جنيه إن وجدت.

وسرد البائع أسعار عبوات البنج خلال الشهور الماضية وقال إن البنج الفرنسى كان يتراوح بين 600 إلى 800 جنيه، والإسبانى بـ500 جنيه، مشيراً إلى أن طلاب كلية الأسنان هم المتضررون الأكبر فى مثل هذه الأزمات فالأطباء يعوضون خسارتهم فى ثمن الكشف إنما الطالب مجبر على شراء العبوة لاستكمال دراسته.

بينما فجر بائع آخر مفاجأة أخرى قائلاً إن أغلب عبوات البنج المتوافرة فى السوق منتهية الصلاحية ويتم بيعها بتاريخ صلاحية جديد.

وعمّ إذا كان غاز الضحك يباع فى السوق السوداء؟، رد أحد البائعين قائلاً إنه اختفى تمامًا بعدما علم الجميع عواقبه الوخيمة على صحة المرضى، فهو يؤثر سلبا على الرئة حيث يقلل من كمية الهواء الفعلية التى يأخذها الجسم مع كل نفس، وبالمقابل يزداد عدد الأنفاس لمحاولة تعديل النقص؛ أما بالنسبة للعضلات فيعمل غاز الضحك على زيادة نشاط العضلات وانقباضها لذلك يسبب بغاز الضحك.

كما يؤثر الغاز بحسب حديث البائع على صحة المخ بعد تدفق الدم عليه ويصاحب ذلك ارتفاع فى ضغط الدم وهو أيضاً يعطى الأثر التسكينى، والشعور بالنعاس، والارتخاء، كما يستخدم كمخدر أثناء إجراء عمليات الأسنان الجراحية، وفى جميع الأعمار المختلفة.