رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الغاز.. قاتل صامت فى بيوتنا

الغاز
الغاز

7 نصائح للنجاة من مشنقة غاز أول أكسيد الكربون.. أولها الاهتمام بفتحات التهوية

الخبراء: الغاز يسبب الخمول التام وعدم القدرة على الحركة فلا يستطيع الشخص الفرار فيموت فى مكانه

 يجب عدم الضغط على مفاتيح الكهرباء أو جرس الشقة أثناء تسرب الغاز

 تغطية أسطوانة الغاز المشتعلة ببطانبة مبتلة بالماء أولى خطوات مواجهة حرائق «البوتاجاز»

فى كل بيت مصرى قاتل صامت، يعيش معنا ونتعايش معه، ولكن مع أصغر خطأ فى التعامل معه يكون الثمن «العمر كله»، ويكون المصير «الموت خنقا».

آخر ضحايا هذا القاتل، أسرة كاملة فى الشرابية.. الزوج – مدير مدرسة– والزوجة والأبناء الخمسة.. تسرب الغاز داخل شقتهم فماتوا جميعا، دون أن يتمكنوا من الفرار والنجاة بأنفسهم، ودون أن تمتد إليهم يد لتنقذهم، والسر فى ذلك أن الغاز يتسلل دون أن يشعر به أحد، لأنه بلا رائحة أساسا وبالتالى لا يشعر به أحد، وفوق هذا يصيب من يصل إليه بحالة خمول كاملة تجعله عاجزا عن الحركة، فيظل فى مكانه حتى الموت!

حادثة الشرابية، أعادت من جديد طرح عشرات الأسئلة التى تتكرر دوما، عن سر انتشار حوادث الاختناق بالغاز فى فصل الشتاء، عن سبل النجاة من الموت خنقا بالغاز، وعن خطورة أسطوانات الغاز فى المنازل، وعن الأفضل فى الاستعمال سخان الغاز أم سخان البوتاجاز؟

الواقع يقول إن حادثة الشرابية، ليست الأولى من نوعها، ففى الساعات الماضية، وقعت حادثة أخرى نتيجة تسرب الغاز داخل شقة سكنية بمنطقة البساتين – بالقاهرة– راح ضحيتها رجل بالمعاش وزوجته، كما تم العثور على 3 جثث من أسرة واحدة داخل شقة سكنية بمنطقة الساحل- بالقاهرة– وتبين أن تسريب غاز وراء وفاتهم.

وفى محافظة القليوبية وقعت حادثة اختناق أخرى نتيجة الدخان الكثيف، إثر احتراق «رقية فحم» داخل غرفة النوم بغرض التدفئة من برد الشتاء، وقام الزوج «الضحية» بغلق منافذ الغرفة المتواجدين بها قبل النوم، وكانت النتيجة أن الزوج كاد أن يدفع حياته ثمنا لفعلته تلك.

وتزداد حوادث الاختناق بالغاز فى فصل الشتاء، والسبب كما يقول دكتور مجدى صليب- مدير مركز أمن صناعى سابقًا- هو عدم اتباع السلامة والأمان أثناء استخدام الأجهزة التى تعمل بالغاز ويتم استخدامها بشكل كبير فى فصل الشتاء وعلى رأسها الدفايات والسخانات والأفران».

ويضيف: «للنجاة من تلك الحوادث يجب على المواطنين عدم شراء الدفايات أو السخانات أو البوتاجازات من أماكن مجهولة المصدر أو مستعملة، لأن السخانات مجهولة المصدر والتى يصنعها عمال ورش بير السلم تتسبب فى فصل صمامات الأمان أثناء تسرب الغاز، وبالتالى يزداد حجم الكارثة كما يجب أن تكون التوصيلات سليمة مع الاهتمام بالصيانة الدورية والاكتشاف المبكر لأى ملاحظات سلبية تظهر على الأجهزة التى تعمل بالغاز.

ودعا «صليب»، المواطنين إلى عدم وضع الدفايات داخل غرفة النوم، لأن غلق الغرفة بإحكام يمنع دخول الهواء وبالتالى يتعرض كل من داخل الغرفة للاختناق.

ونصح مدير مركز أمن صناعى سابق، المواطنين، بفتح النوافذ الخاصة بالشقة لدخول هواء باستمرار وفى حالة استنشاق رائحة الغاز فى البيت يجب أولا غلق محابس البوتاجاز والسخان وكذلك محبس الغاز الرئيسى، مع التأكد من غلق الغاز من المقبض المتواجد على الماسورة أو بجانبها فى اتجاه عقارب الساعة».

الشتاء.. وأول أكسيد الكربون

تكرار حوادث تسرب الغاز، دفع مركز السموم التابع لكلية الطب جامعة الإسكندرية إلى التحذير من خطورة «القاتل الصامت» وهو أول أكسيد الكربون، تزامنًا مع فصل الشتاء والاستعمال المتكرر للأجهزة التى تعمل بالغاز.

وقال المركز فى بيان له، «مع فصل الشتاء، لابد أن ينتبه المواطنون إلى خطورة أول أكسيد الكربون الناتج عن استخدام سخانات ودفايات فى المنازل، مشيرا إلى أن أول أكسيد الكربون، وهو غـاز سام عديم اللون والرائحة، وغير مهيج للأغشية المخاطية، ولا يشعر الشخص به، لذلك يسمى بالقاتل الصامت، على عكس الغاز الطبيعى الذى تتم إضافة رائحة نفاذة له».

واضاف المركز فى بيانه أن مصادر اطلاق غاز أول اكسيد الكربون تشمل سخانات الغاز فى الحمام، الدفايات، الأفران، الشوايات التى تعمل بالغاز أو الفحم، المصانع التى تحرق الغاز أو الفحم، مجففات الملابس أو المركبات، موضحًا أعراض وعلامات التسمم به، الصداع الشديد المستمر، الدوخة والإرهاق، الارتباك وزغللة فى العين، صعوبة فى التنفس، ألم فى الصدر وغثيان وقيء.

وقدم المركز 5 نصائح للنجاة من تسرب الغاز القاتل، أولها التأكد من عمل السخانات والدفايات بكفاءة وعدم وجود أى تسريب، وعدم غلق فتحات التهوية فى البيوت، وعدم إشعال موقد الفحم أو الخشب فى الأماكن المغلقة، وترك الباب مفتوحا عند استخدام البوتاجاز أو السخان، وعندالشعور بصداع وغثيان ودوخة وتشنجات يجب التوجه فورا لمركز السموم.

فتحة التهوية بر الأمان

هل لاسطوانات البوتوجاز دور فى حوادث تسرب الغاز؟.. السؤال يتكرر بشكل دائم مع كل حادثة، ويجيب عنه المهندس مدحت يوسف خبير الغاز والطاقة فيقول، إن عوامل الأمان المستخدمة فى اسطوانة البوتاجاز أو عوامل الأمان المستخدمة فى عملية الغاز الطبيعى تعد أقصى درجات الأمان، وتحقق للمواطن حياة آمنة، ولكن الأزمة تكمن فى أن الأشخاص لا يلتزمون باشتراطات الأمان التى وضعتها شركات توصيل الغازل للمنازل، واولها الاهتمام بالهويات التى تمثل طوق نجاة لإنقاذ أرواح أسرة المنزل، إذا حدث تسريب غاز دون علم أحد، ورغم ذلك فإن البعض يسد فتحة التهوية المخصصة للمنزل لمنع دخول الفئران والحشرات!

وأضاف «إذا حدث تسرب للغاز فأول ما يجب فعله هو فتح جميع نوافذ الشقة لعودة الاوكسجين للمنزل، خاصة أن غاز

أول وثانى أكسيد الكربون أثقل من الهواء الجوى، وبالتالى يحيط بالإنسان بشكل كامل ويطرد الهواء وما فيه من أوكسجين إلى أعلى الشقة، وبالآتي فلا يجد من يتعرض للغاز أوكسجين يتنفسه فيموت مختنقا بعد ثوان قليلة، ومن هنا كانت أهمية الإسراع بفتح جميع النوافذ فور تسرب الغاز».

«الميثان أخطر من الغاز الطبيعى»

تكرار حوادث الاختناق بالغاز الطبيعى، ليس معناه أن الغاز الطبيعى أشد خطورة من غاز أسطوانة الغاز العادية، فالعكس هو الصحيح، فغاز أسطوانة الغاز هو الأشد خطورة حسبما يؤكد اللواء جمال حلاوة مساعد الوزير للحماية المدنية السابق، ويقول: «يجب على كل مواطن أن يدرك الفرق الكبير بين غاز أسطوانة البوتاجاز «غاز الميثان» والغاز الطبيعى، فالأخير أخف، ولكن من رحمة الله على الناس أن جعل غاز الميثان ذا رائحة نفاذة يشمها الإنسان بمجرد بدء تسربه، وبالآتي يتعامل مع الأمر بشكل فورى، أما الغاز الطبيعى فهو بلا رائحة وبالتالى يظل يتسرب دون أن يشعر أحد به».

واضاف «تسريب الغاز، يكون فى الغالب بسبب ترك محبس الغاز مفتوحا ومن طبيعة الغاز أنه أثقل من الهواء فيتراكم الغاز أسفل غرف الشقة ويتصاعد تدريجيًا ويصيب الشخص المتواجد داخل المكان بالتخدير الكلى.. فيشعر بالخمول التام وعدم القدرة على الحركة فلا يتمكن من مغادرة المكان».

وحذر «حلاوة»، من سخانات المنازل الذى تعمل بالغاز، مشددا على ضرورة أن تكون هناك تهوية علوية وتهوية سفلية للسخانات، مع إجراء عمليات صيانة دورية لها، كما أن التوصيلات الخاصة بالسخان والبوتاجاز يجب أن تكون مطابقة للمواصفات، مع عدم الاستعانة بعمال الشوارع الذين يعملون فى توصيل خراطيم الغاز بدون علم الشركة المختصة بأعمال الغاز الطبيعى.

وشدد «حلاوة»، على تركيب أنابيب البوتاجاز بمعرفة المختصين، مع مراجعة التوصيلات الخاصة بالغاز باستخدام الصابون السائل سواء الأنبوبة أو السخان، ومنع توصيل الأنبوبة مباشرة للبوتاجاز دون «أفيز»، ومنع الاقتراب من وصلات الغاز الطبيعى، إلا بمعرفة الشركة، وإخطارها قبل إجراء أى تعديلات بها فمن اختصاصات الشركة أن ترسل فنيا ومهندسا لمتابعة التعديلات وتوافق على التعديلات التابعة للسلامة والأمن، منعا لحدوث أى تسرب، موضحًا أن التعامل السليم والوقاية من غاز البوتاجاز، يبدأ بالتأكد من عدم وجود تسريب فى أنابيب غاز البوتاجاز، مع متابعة الكشف على البوتاجاز وكل ما يتعلق بالوصلات والمفتاح من وقت لآخر، كما ينبغى بعد الانتهاء من استخدام غاز البوتاجاز إغلاق الأنبوب والمفتاح الخاص به جيدًا لحين الاستخدام مرة أخرى.

وكشف «حلاوة»، عن أن سبب تكرار الكثير من حوادث الغاز هو تشقق خرطوم الغاز بعد فترة من الاستخدام فيؤدى إلى تسريب مخفى عن أنظار المواطن.

وأشار مساعد الوزير للحماية المدنية السابق، إلى أنه حال تسرب غاز يجب على قاطنى الشقة فتح نوافذ المكان، وغلق المحبس، مع الاتصال بشركة الغاز أو غرفة الحماية المدنية على رقم 180، وعدم الاقتراب من أى مفاتيح للكهرباء أو جرس الشقة، للوقاية من حدوث انفجار، أو اشتعال فى المكان، ويجب قبل النوم مراجعة جميع وصلات مواسير الغاز وأنابيب البوتجاز، لمنع حدوث أى تسريب.

ويبقى سوال يتعلق بالسخان الكهربائى وسخان الغاز، فأيهما أكثر أمانا؟.. يجيب حسن لمعى تاجر أدوات منزلية، على وجه العموم فإن أنظمة التدفئة بالسخان الكهربائى أسهل وأرخص فى التركيب مقارنة بالتدفئة المركزية بسخان الغاز التى تتطلب توفير أسطوانة غاز وتغييرها باستمرار.

وأضاف: «تسويق سخانات الغاز ضعيف جدًا– حاليا– بعد انتشار حوادث تسرب الغاز، فتجنب الكثيرون شراء سخانات الغاز حرصًا على حياتهم من تسريب الغاز، وحاليا أكثر المقبلين على شراء سخان الغاز هم أصحاب المحلات حتى يحصلوا على مياه ساخنة سريعًا».