رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجيب ميقاتى يثمّن دعم مصر الدائم لبلاده ويوجه الشكر للرئيس السيسى

نجيب ميقاتي
نجيب ميقاتي

«السيسى» صاحب النهضة الحديثة فى مصر.. وحقق فرقاً شاسعاً فى سنوات معدودة

الأمة العربية بخير حينما تكون مصر بخير.. وسياساتها حكيمة فى التقارب بين الدول

لبنان لن ينسى مساعدات مصر فى انفجار ميناء بيروت وأزمة كورونا رغم الصعوبات

الحكومة اللبنانية حاولت منذ يومها الأول تأمين الأشياء الأساسية وقضت على «طوابير الذل».. وهدفى الأول وقف الانهيار التام

أولوياتى إنجاز المباحثات مع صندوق النقد الدولى وزيادة التغذية الكهربائية وإجراء الانتخابات فى موعدها

لابد من الفصل بين التحقيق القضائى بانفجار ميناء بيروت والتحقيق مع الرؤساء والوزراء وفقاً للدستور

الإبقاء على هذه الحكومة برئاستى ضمن هذا الإطار أفضل بكثير من استقالتها والعودة إلى الفراغ مجدداً

سيتم إجراء الانتخابات فى موعدها الدستورى قبل 21 مايو المقبل وأتمنى ألا يحدث تأجيل

ثمّن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى دعم مصر الدائم للبنان فى جميع المواقف والظروف والتحديات التى واجهتها البلاد، موجها الشكر لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكدا أنه صاحب النهضة الحديثة فى مصر.

وأضاف ميقاتى، فى حوار خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان، أنه سيزور مصر قريبا، مؤكدا أنه يسمع ويتابع ما يحدث على أرض مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى من تنمية وتعمير، مما حقق فرقا شاسعا وطفرة حقيقية وملهمة خلال سنوات معدودة، معتبرا أن الأمة العربية تكون بخير حينما تكون مصر بخير.

 واستعرض رئيس الحكومة اللبنانية دور مصر فى دعم لبنان خلال الفترات الماضية، مشيرا إلى أن لبنان لن ينسى أن مصر رغم الصعوبات كانت أولى الدول التى أرسلت طائرات من المساعدات والأغذية للبنان بعد انفجار ميناء بيروت البحرى العام الماضى، ولن ينسى لمصر مساعدته خلال جائحة كورونا بكل الأدوية اللازمة.

 وشدد على أن مصر هى الحاضنة العربية الحقيقية، وذلك لسياستها الحكيمة للتقارب بين الدول العربية، بالإضافة لاحتضانها لجامعة الدول العربية، مشددا على أن مصر تاريخيا هى «النفس العربى» للبنانيين، حيث يشعر كل لبنانى أن مصر دائما بجانبه، ولبنان حريص كل الحرص على المحافظة على هذا التاريخ.

 واستطرد قائلا: «أقولها بكل صراحة.. مصر بموضوع الغاز كانت هى الأشد حرصا على حصول لبنان على الغاز من أجل دعم لبنان وخدمته.. شكرا لمصر وشكرا للرئيس السيسى صاحب النهضة الحديثة فى مصر».

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أن سفير مصر بلبنان الدكتور ياسر علوى ينقل له دائما حرص مصر على الوضع فى لبنان ويؤكد أن مصر مستعدة دائما لمساندة لبنان فى أى شىء يمكنها القيام به.

 وحول الشأن اللبنانى، شدد «ميقاتى» على أنه مستمر فى رئاسة الحكومة، موضحًا أنها لا تعمل حاليا كمجلس وزراء ولكن تعمل كحكومة تنفيذية تقوم بالإجراءات التنفيذية كاملة، كما يقوم هو شخصيا بالتنسيق الكامل مع كل الوزراء من أجل سلامة العمل، مؤكدا أن مجلس الوزراء سيجتمع قريبا.

 وقال «ميقاتى» أنه وافق على تشكيل الحكومة فى هذا التوقيت الصعب، نظرا للظروف الصعبة التى كانت تعيشها البلاد فى ظل حكومة مستقيلة ومحاولتين لم تكتملا لتشكيل الحكومة - إحداهما قام بها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريرى - وذلك بالتزامن مع مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة.

 وأضاف: «فى النهاية هذا الوطن يهمنا جميعا ويوجد شخص عليه أن يحمل كتلة النار، فعندما رشحنى زملائى فى نادى رؤساء الحكومة السابقين، ترددت جدا فى البداية لأننى أعرف أنها مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة، ولكن قبلت لأننا لا يمكننا أن نلقى بالبلد إلى هذا الشلل لأننا لا نجازى إلا أنفسنا، وأن نعمل شىء أفضل من ألا نعمل».

 وأشار إلى أن الحكومة لم تأتِ لتعويم شخص ولكن لتعويم البلد واستقراره أمنيا واجتماعيا، مؤكدا أنه يعى حجم المسئولية وضخامتها ومخاطرها ولكن بالنهاية يوجد شخص يجب أن يقول سأخوض هذه المرحلة الصعبة.

 وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أنه لا يملك العصا السحرية لحل التحديات التى تواجه لبنان، ولن يستطيع أن يقوم بالمستحيل ولكنه سيقوم بأقصى جهد لوقف الانهيار التام ولإنجاز الإصلاحات خلال فترة زمنية معنية، موضحا أن الحكومة حاولت منذ يومها الأول تأمين الأشياء الأساسية فقضت على «طوابير الذل»، مشددا على أن هدفه الأول وقف الانهيار التام.

 وحدد «ميقاتى» أولويات حكومته بثلاثة أمور، أولها إنجاز المباحثات مع صندوق النقد الدولى، معتبرا أن التوصل لاتفاق مع الصندوق ليس خيارا، لأنه تأشيرة لفتح الأبواب لكل الصناديق الدولية لإعادة النظر والتعاون مع لبنان، فيما اعتبر أن الموضوع الثانى هو إنتاج الكهرباء، مؤكدا أن الحكومة أمامها تحدٍ كبير بزيادة التغذية الكهربائية بشكل عاجل وإيجاد حل طويل المدى لهذه الأزمة.

 وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية أن الأولوية الثالثة تتمثل فى إجراء الانتخابات النيابية، مشددا على أن الانتخابات موضوع أساسى ومفصلى بالنسبة للبنان واستحقاق دستورى، مؤكدا الاستعداد لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة وفى وقتها دون أى ثغرة.

 وأكد «ميقاتى» حرصه على التعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برى وفقا للدستور، موضحا أن السلطة التنفيذية لكى تنفذ عملها عليها أن تكون على تنسيق مستمر مع رئيس الدولة حتى تنجح المهمة، ومشددا على السلطة التشريعية هى من اختارته لرئاسة مجلس الوزراء ومنحت حكومته الثقة وبدونها لا يستطيع النجاح وخصوصا أنها تساعد فى إصدار القوانين الأساسية والضرورية فى هذه المرحلة، مشددا على أنه لا يبحث عن خلافات أو الحساسيات أو العصبيات، وتركيزه فقط على إنجاح المهمة فى هذه المرحلة الصعبة.

 وحول علاقته بالوزراء، أوضح رئيس الحكومة اللبنانية أنه يتعاون مع كل الوزراء دون استثناء، مشيرا إلى أن الوزراء كل فى حقيبته يسعى ويقوم بما يجب القيام به على أكمل وجه لإنجاح مهمته ومهمة الحكومة، واصفا التعاون بالممتاز وأنهم على تفاهم كامل ولا هدف لهم سوى الإنقاذ فى هذه المرحلة.

 وردا على سؤال حول رضاه عن أداء حكومته منذ إعلان تشكيلها فى العاشر من سبتمبر الماضى حتى اليوم، أكد رئيس الحكومة اللبنانية أنه راض عن تشكيلة الحكومة ولكنه ليس راضيا عن أدائها إذا تمت مقارنة طموح اللبنانيين وطموحه بما أنجزناه، واستطرد قائلا: «آسف لست راضيا».

 واستطرد «ميقاتى» فى حواره مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان قائلا: «بعد حوالى 20 يوما من تشكيل الحكومة تعطلت بسبب ما حدث فى أحداث الطيونة وإصرار الثنائى الشيعى على الفصل بين التحقيق القضائى بانفجار ميناء بيروت والتحقيق مع الرؤساء والوزراء، حيث لدينا فى الدستور المجلس الأعلى وهى محكمة كاملة متكاملة مؤلفة من 8 قضاة من أعلى رتب قضائية إضافة إلى 7 نواب».

 وأضاف أن ما يقوم به القضاء من دمج محاكمة الرؤساء والوزراء مع التحقيق القضائى أثار تباينات، مؤكدا أن الفصل بين التحقيقين ضرورى حيث أن للعسكريين محكمة عسكرية وللقضاء هناك تفتيش قضائى وأيضاً أوجد الدستور هذه المنظومة لمحاكمة الرؤساء والوزراء، ولذلك هناك فريق يصر على الفصل قبل عودة مجلس الوزراء.

 وحول خياراته الحالية للخروج من الوضع الراهن وتعطيل اجتماعات مجلس الوزراء لقرابة 50 يوما، قال ميقاتى: «أمامى خياران، أولهما دعوة مجلس الوزراء للاجتماع واستئناف العمل، ولكن لسنا فى مرحلة استفزاز لأحد فى لبنان كما أنها ليست طريقتى أن استفز أحدا فى هذا الظرف بالذات، فطريقتى لم الشمل وإيجاد المخارج اللازمة، أما خيارى الثانى «ربما» استقالة الحكومة ولكن أختار أهون الخيارين، الأول الإبقاء على هذه الحكومة برئاستى ضمن هذا الإطار هو أفضل بكثير من استقالتها والعودة إلى الفراغ مجددا».

 وأكد أن اللبنانيين لديهم أمل اليوم بما تسعى إليه الحكومة من مفاوضات مع صندوق النقد الدولى ومع إجراء الانتخابات النيابية ومع وجود حلول اجتماعية يومية للبنانين، مشيرا إلى أن الحكومة إذا استقالت فلن تستطيع التفاوض مع صندوق النقد الدولى وربما يقول البعض كيف يمكن إجراء انتخابات فى حكومة تصريف أعمال وأيضاً الأمور الأساسية لسير أعمال الدولة ستقف، معتبرا أن الأفضل الإبقاء على هذه الحكومة والسعى مجددا لتجاوز هذه المرحلة وتفعيل عمل الحكومة، وانعقاد مجلس الوزراء والقيام بالعمل اللازم.

 وردا على سؤال عن مبادرة البطريرك المارونى بشارة بطرس الراعى لعودة العمل الحكومى لطبيعته، أكد رئيس الحكومة اللبنانية أنها محاولة طيبة وجيدة والأهم أنها مبنية على الدستور، ولا حل إلا ضمن هذه المبادرة.

 وجدد تأكيده على إيمانه بفصل السلطات، موضحا أن القضاء عليه أن يقوم بتنقية نفسه وإصلاح نفسه بنفسه، وذلك عبر مجلس القضاء الأعلى، موضحا أنهم الآن بصدد إتمام هذا المجلس معبرا عن الثقة به أن يكون على قدر المسئولية وإعادة تنقية القضاء.

 وأضاف أن الدستور أعلى من القانون، فعليه أن ينظر للمواد الدستورية التى تؤكد على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وأخذها بعين الاعتبار وفصل الموضوع عن التحقيق العدلى العادى، مشددا على أن مجلس القضاء الأعلى عليه مسئولية تصحيح المسار.

 وحول الحديث عن مقايضات لتطيير التحقيق مقابل عودة اجتماعات المجلس، شدد «ميقاتى» على أنه لا صحة لهذا الأمر، وردّ بحسم قائلاً: «غير وارد إطلاقا المقايضات».

وحول ضعف التغذية الكهربائية بالبلاد، قال ميقاتى، فى حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط: «نحن بحاجة إلى الوقود لتوليد الكهرباء لأنه ليس لدينا الأموال اللازمة لشراء وقود، خاصة أن التعرفة الكهربائية بموجب أسعار النقد الحاصلة ليست مجدية.. وبعد مفاوضات، وافق البنك الدولى على إعطائنا قرض بقيمة 250 مليون دولار لتغطية ثمن الوقود للعام القادم من مصدرين، الأول هو الغاز المصرى، والمصدر الثانى هو استيراد الكهرباء من الأردن، حيث انتهينا ووقّعنا وبدأ العمل بالإجراءات اللازمة ولكن تفاجأنا بأن أنبوب الغاز الذى يربط الحدود السورية بلبنان بحاجة إلى إصلاحات يعنى بحاجة إلى أموال وبحاجة إلى وقت قرابة 6 أسابيع لإصلاحه».

 وأضاف أنه تم تحويل مبلغ للشركة المسئولة عن إصلاح الخط، متمنيا أن تنجز المهمة فى أسرع وقت لتوصيل الغاز الذى تعتمد عليه لبنان فى إنتاج الطاقة الكهربائية ويؤدى إلى إنتاج حوالى 450 ميجاوات بما يكفى لإعطاء من 4 إلى 5 ساعات إضافية عما تعطيه الحكومة اليوم اعتمادا على الوقود القادم من العراق.

 وعبر عن تمنياته بأن تتم زيادة ساعات التغذية الكهربائية قبل رأس السنة ولكن الأعطال التى حدثت فى الأنبوب هى السبب فى التأخير، مشددا على أنه لا علاقة لتأخير تحسين التغذية الكهربائية بعدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء.

 وحول رفع الدعم عن الوقود، قال ميقاتى: «ليس لدينا أى احتياطى من النقد الأجنبى بتاتا لدعم أى سلعة حتى الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية والأمراض المزمنة، نحن اليوم بدأنا التقنين بالدعم لهذه الأدوية الضرورية للمواطن اللبنانى ولكن لم يبق لدينا دولار واحد لدعم أى سلعة كانت».

 وفيما يتعلق بالارتفاع الكبير والعشوائى فى سعر صرف الدولار أمام الليرة بالسوق غير الرسمية، أكد «ميقاتى» أن هناك بعض المستفيدين من سعر الصرف عبر المنصات غير الرسمية، معبرا عن اعتقاده بأن تتم معالجة نقدية أولا وعلى المواطن أن يعى أن هذه الأسعار تكون فقط من أجل الاستفادة فى هذه المرحلة.

 وأشار إلى أن مصرف لبنان أوجد منصة رسمية تسمى «صيرفة» وهى تقوم بأعمال التحويل من اللبنانى للدولار يوميا ويوجد حوالى 5 آلاف ليرة لبنانية فرقا بين سعر المنصة والسعر فى السوق السوداء.

 وعن الانتخابات، أكد ميقاتى أن الحكومة ليست معنية بالخلاف حول تعديلات القانون، مشددا على أن السلطة التنفيذية تنفذ القوانين وستقوم بإجراء الانتخابات قبل 21 مايو المقبل وهو موعد انتهاء ولاية المجلس الحالى، أيا كان تاريخ إجرائها.

 وحول ما تردد عن مساع لتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، تمنى رئيس الحكومة اللبنانية ألا يحدث ذلك، موضحا أن رد الفعل دوليا ومحليا سيكون سلبيا، داعيا إلى عدم الانجرار لهذا الأمر وأن تقوم الانتخابات فى وقتها دون أى تردد.

وردا على سؤال حول نية الترشح للانتخابات، أكد أنه لم يحسم أمره فى ذلك لأنه منكب فى الوقت الحاضر على عمله الحكومى وسيعلن عن ذلك فى الوقت المناسب.

وتطرق اللقاء إلى العلاقات اللبنانية الخليجية، مؤكدا أن لبنان على استعداد لإزالة أى شوائب فى العلاقات، مجددا رغبة بلاده فى إقامة أفضل علاقات مع دول الخليج لأن لبنان يشعر بالأمان حينما يكون الأخ الكبير بجانبه.

 وقال «لبنان كان وسيبقى عربى الهوية والانتماء وهو عضو مؤسس وعامل فى جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وامتنا بروح الروابط التاريخية التى تجمع بين دولنا وشعوبنا».