رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البيضة والحجر لايف على الإنترنت

أعمال السحر عرض مستمر
أعمال السحر عرض مستمر

أحدهم يستعرض مهاراته فى حل عقد البنات خلال 60 دقيقة

خبراء يحذرون من النصب الإلكترونى.. وقانون التجارة الإلكترونية هو الحل

على طريقة فيلم «البيضة والحجر» الذى جسّد فيه الراحل أحمد زكى شخصية أحد الدجالين، نجح العديد من النصابين فى اقتحام دنيا «السوشيال ميديا» والإنترنت، وأصبحت هذه الوسائل طريقهم للشهرة وتحقيق أرباح طائلة بل إنهم أبدعوا فى الترويج لأنفسهم من خلال إعلانات مدفوعة وفيديوهات يشاهدها كل رواد الإنترنت.

«جلب الحبيب والزوج بطاعة عمياء خلال ساعة ويصبح خاضعا ذليلا لك».. رسالة مسجلة بالفيديو متداولة على عدد من الصفحات لأحد الأشخاص يدعى علمه بالسحر. تكشف هذه الرسالة أن ممارسات السحر والشعوذة لم تعد قاصرة على الغرف المغلقة فقط، بل أصبحت علانية على الـ«فيس بوك» ليعلن أصحابها مواكبة العصر كغيرهم من أصحاب الأنشطة.

محرر «الوفد» حاول كشف زيف «النصاب» وتواصل معه عبر الماسنجر للتأكد من هويته وكيفية تواصله مع عملائه وما كواليس ألاعيبه على الضحايا؟

 

ادعى محرر «الوفد» أن إحدى قريباته تعانى من مشكلات كبيرة مع خطيبها، بكونه عديم الخبرة فى التعامل مع النساء، وعدم تجاوبه معها، كما أنها تعانى من ضعف مهاراته فى الحديث، وقال له إن الفتاة ستتواصل معه عبر حسابها الخاص.

«مولانا هل ممكن نتواصل معك؟».. هكذا كانت بداية الحديث بين محرر «الوفد» والشخص الذى يدعى الدجل، فى المقابل رحب الطرف الثانى بالحوار، وقال إنه يستعد للتواصل وما أن بدأنا الحديث حتى وجدنا محاولة الاتصال بالفيديو من طرفه.

رفضنا التواصل معه بالفيديو بحجة ضعف الشبكة، وأخبرنا الشيخ الوهمى بأنه يقوم بتحضير الجن، فى الوقت الذى يحدثنا فيه، وسأل عن اسم خطيب الفتاة وعمره واسم والدته.

بالطبع أجبنا على الأسئلة بأسماء وهمية، وفوجئنا بأنه يقول إنه وجده فى كتابه، وأكد أنه شخص معدوم المشاعر وعدم الخبرة فى التعامل مع النساء، كما أنه لا يفقه شيئاً عن الحب.. وسألته عن الحل؟

فقال إنه يفعل ما يسمى بـ«الطلسم المطلسم»، وخلال ساعة على الأكثر سيتحول لشخص آخر وخبرته فى النساء كبيرة وأنه سيصبح لبقا فى الحديث. واستكمل الشخص حديثه طالبًا قيمة «العمل» وهو ألفا جنيه، وحول طريقة الإرسال، قال: «عندى فوادفون كاش.. وهذا رقمى».

الكارثة الحقيقية ليس فقط فى زيف هذا الرجل أو خداعه، بل فى انسياق الكثير من الفتيات وراءه، فكم من التعليقات على صفحته بشأن جلب الحبيب، وغيرها من الأسئلة من فتيات من فئة المتعلمات.

الأمر ليس قاصرا على هذا الشخص الذى يدعى قدرته على جلب الحبيب فى ساعة واحدة فقط، ولكن هناك العشرات من أمثاله، فبضغطة واحدة على الـ«فيسبوك» يمكنك أن تجد عشرات الصفحات التى تدعو لذلك مع اختلاف الأسماء منها صفحة «جلب الحبيب فى أسرع وقت»، و«جلب الحبيب لأم خالد».

ومن بين الصفحات التى لفتت أنظارنا صفحة لشخص يدعى «الشيخ عبدالله»، ويدعو إلى الكتابة على ظهر الفتيات لجلب الحبيب، ويردد هذه الرسالة على صفحته: «طهر نفسك ومكانك وخد 28 ورقة فى كل ورقة تكتب الآية الكريمة «إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون» وفى ظهر الورقة اكتب حرفا من حروف الأبجدية واجعل فى كل ورقة حبة فل ولبان.. ثم اقرأ الآية الكريمة على كل ورقة ووكل خدامها وخدام الحرف بجلب وتهييج مطلوبك قبل أن تقوم من مقامك حتى ترى المطلوب ماثلا أمامك فخذها سرا من عندى لتعلم قوة الروحانيات وتعرف المصداقية».

عشرات التعليقات رصدناها خلال التجول بين هذه الصفحات، البعض من سيدات يطلبن المزيد من الاستفسار وأرقام التواصل على الخاص، ومبلغ الخدمة المقدمة، بينما ظهرت تعليقات أخرى تحذر من هذه الصفحات التى يطلب أصحابها أفعالا غير أخلاقية مقابل الخدمة.

تواصلنا مع عدد من المتخصصين بشأن هذا الملف للإجابة عن عدد من الأسئلة منها: لماذا تنساق الفتيات المتعلمات وراء هذه التخاريف؟، وكم شخص يستخدم «السوشيال ميديا» قد يكون معرضا لمثل هذه الممارسات غير القانونية؟ وما حكم الشرع فى هذه الحالة؟.

 

كارثة

وصفت الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، هذه الممارسات التى تحدث على السوشيال ميديا بالكارثة الحقيقية لكثير من الشباب والفتيات والسيدات الذين ينساقون وراء الخرافات، وقالت إن الفراغ العاطفى من أهم أسباب انسياق الفتيات وراء خزعبلات السوشيال ميديا.

وأضافت «عيسوى» أن «شياطين الإنس» يعزفون على وتر احتياجات الفتيات للعاطفة فيتسللون إلى قلوبهن عن طريق الادعاء بالعلاج الروحانى أو بكونه طبيبا نفسيا وغيرها من المهن التى من شأنها أن تتسلل إلى خصوصيات الآخرين.

وأشارت إلى أن انعدام خبرة الفتيات فى التعامل مع الشوسيال ميديا ضمن أسباب الإيمان بهذه النماذج من مدعى العلم الروحانى، فكم من الفتيات اللاتى اشتكين خلال الفترة الماضية من الوقوع فى هذا الفخ، كما أشارت إلى أن الانسياق وراء هذه الخرافات ليس فقط من قبل الفتيات الأميات لكن هناك الكثير من المثقفات ينسقن وراء هذه الأوهام من باب التمكن من العيش فى حياة أفضل، وتساءلت: «كيف لواحدة لا ترى شخصًا أمام عينيها أن تطمئن له وتعطيه جميع أسرار حياتها بهذه السهولة، وغالبا ما تكون هذه الكتابات سببا فى ابتزازها عاطفيًا أو ماديًا».

 

نصب

بعد تزايد الممارسات الخاطئة من قبل المواطنين على «السوشيال ميديا» وتعرض الكثير لعمليات النصب، أعلنت الحكومة عن مشروع قانون التجارة الإلكترونية المقدم لمجلس النواب، وكشف محمد الجندى، خبير أمن المعلومات، تفاصيل حولها.

وقال «الجندى»: إن مشروع القانون يهدف إلى حماية المواطنين من جميع عمليات النصب الإلكترونى سواء شراء منتج أو التعامل مع الدجالين، فضلاً عن تنظيم كل ما هو متعلق بالمعاملات التجارية، عن تحصيل الدولة ضرائب وقيمة مضافة تدخل مواردها تصل قيمتها إلى مليارات الجنيهات، فضلاً عن تنظيم الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى، مع تنظيم آلية تحصيل ضرائب على تلك الإعلانات والمعاملات التجارية.

وأكد «الجندى» أن مشروع القانون يهدف أيضاً إلى غلق الباب أمام مجهولى الهوية من مستخدمى «السوشيال ميديا»، الذين يستغلون عدم وجود ضوابط لنشر الإعلانات الوهمية لاصطياد الضحايا.

يذكر أن تقرير وزارة الاتصالات عام 2019 بشأن عدد مستخدمى الإنترنت يؤكد من خلاله أن عددهم فى مصر 40.9 مليون، منهم 36.51 مليون مستخدم عن طريق الهاتف المحمول.

وأشار التقرير إلى أن الفئات العمرية الأكثر استخدامًا لـ«السوشيال ميديا» ما بين 25 إلى 34 عامًا بنسبة 32 %، وفى المرتبة الثانية تأتى الفئات العمرية من 18 إلى 24 عامًا بنسبة 27%، وتذيلت القائمة الفئة العمرية من 35 إلى 44 عامًا بحسب التقرير المذكور سابقًا. بينما كان متوسط عدد الساعات التى يقضيها المستخدمون على الإنترنت قرابة ثمانى ساعات، ومتوسط عدد الساعات التى يقضيها المستخدمون على «السوشيال ميديا» ثلاث ساعات

من جانبها قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر: إن اللجوء إلى أعمال السحر مرض وجهل داخل العقول مؤكدة أن من يسلك هذا الطريق خرج عن دائرة الإيمان. وأضافت «نصير» أن الممارسات الإعلامية لها دور كبير فى لجوء بعض السيدات لهذه السلوكيات المشينة، مشيرة إلى أن الشخص يكفيه الاستعاذة بالله من العيون الحاسدة.

وأوضحت «نصير» أن هناك نوعا من الحسد يتمنى فيه الحاسد أن تزول النعمة من صاحبها وتعود إليه وهذا ما تفعله بعض النساء مع الدجالين، فالأمر ليس فقط فى جلب الحبيب بل فى الرغبة فى إزالة النعمة من الغير. كما وجهت رسالة إلى رجال الدين الذين يعتلون المنابر فى الإعلام المرئى، قائلة: إنه لابد أن يشدد على أن التمادى فى مسألة الحسد بهذا الشكل يعد مرضا يصيب بعض الناس.

أعمال السحر عرض مستمرأعمال السحر عرض مستمر