رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لما الشتا يدق البيبان| مخرات السيول .. أزمة كل عام

القمامة غطت مخرات
القمامة غطت مخرات السيول بحلوان

160 سداً و307 بحيرات صناعية و132 حاجزاً فى انتظار المطر.. والقمامة تسد أكبر مخرات القاهرة!

10 مليارات جنيه لمواجهة سيول العام الحالى.. وشركات النظافة تشتكى من سلوكيات المواطنين

مسئول التطهير: كلما طهرنا مخراً.. يلقى السكان النفايات فيه من جديد!

 

فيضانات وسيول بدأت مبكراً على غير المعتاد هذا العام فى العديد من البلدان منها السودان، التى شهدت فيضانات نتيجة مياه الأمطار فى حوض نهر السوباط، ما كبدها خسائر تقدر بملايين الجنيهات.

وفى مصر شهدت بعض المناطق بالقاهرة سقوط أمطار حسبما أكدت الدكتورة إيمان شاكر، وكيل مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، فى ظاهرة وصفت بأنها لا تتكرر كثيراً خاصةً أنه فصل الخريف يبدأ فى 23 سبتمبر وينتهى 20 ديسمبر من كل عام، ما جعل الجهات والأجهزة المعنية فى مصر تستعد لموسم أمطار غزير.

القمامة غطت مخرات السيول بحلوان

 وفقا لما قاله وزير الرى الدكتور محمد عبدالعاطى، فإن قطاعات الوزارة المختلفة تتابع لحظياً معدلات سقوط الأمطار على منابع نهر النيل، وهيدرولوجيا النهر، وقياس كميات المياه التى تصل إلى بحيرة السد العالى، كما تبحث السيناريوهات المختلفة لفيضان نهر النيل، مشيراً إلى أنّ لجنة إيراد نهر النيل تنعقد بشكل دورى لمتابعة الموقف المائى والتعامل بديناميكية فى إدارة المنظومة المائية.

«الوفد» تابعت أعمال التطهير والتنظيف التى قامت بها وزارة الرى لمخرات السيول فى منطقة حلوان منها مخر سيل غمازة الكبرى، ومخر سيل التبين، ومخر سيل كفر علو، ومخر سيل المعصرة، ومخر سيل وادى دجلة، ومخر سيل طرة.

شريف سيد صابر- الباحث فى معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس أوضح أن السيول هى تجمع لمياه الأمطار بكميات كبيرة، واندفاعها بشدة خلال شبكات الأودية المنتشرة بالأماكن المرتفعة، وتقوم الأمطار بنحت الصخور الجيرية والطباشيرية، فتتكون الأخاديد والجروف الصغيرة، كما فى شبه جزيرة سيناء.

القمامة غطت مخرات السيول بحلوان

وأشار إلى أنه هناك عدة عوامل تتسبب فى حدوث السيول، منها المناخ وخاصةً الأمطار التى تسقط على جبال الصحراء الشرقية والتى لا يمكن توقعها سواء من حيث زمن أو كمية الأمطار، مشيراً إلى أن طبوغرافية السطح من حيث وجود ارتفاعات هائلة تزيد من إمكانية وقوع سيول، خاصةً أن مقدار الانحدار يؤثر بشكل قوى على مدى قوة وسرعة المياه وتحولها إلى سيل جارف، فى حين إن قلة انحدار السطح تساعد فى زيادة فرصة تبخر المياه وتسربها إلى باطن الأرض.

ولفت إلى أن طبيعة الصخور نفسها المكونة لسطح الأرض لها دور فى زيادة أو نقصان حدة السيول، فمثلاً انتشار المفتتات الصخرية على منحدرات المنطقة تعتبر من العوامل الأساسية التى تزيد من القوى التدميرية لمياه السيل.

وأوضح أن سبل الحماية من السيول وتجنب مخاطرها لا تتم فقط عبر المخرات والسيول، لكن لا بد من الابتعاد عن العمران عن مناطق الكوارث، وتوجيه الإنذار للأفراد فى أوقات حدوث السيول من خلال أساليب التنبؤ الحديثة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، مشيراً إلى أنه محافظة البحر الأحمر تمتلك وحدة لنظم المعلومات تساعد فى ذلك، مع الاعتماد على بيانات هيئة الأرصاد الجوية المصرية.

مخرات حلوان

القمامة غطت مخرات السيول بحلوان

أكوام من القمامة.. تملأ أهم مخرات السيول وأطولها وأقدمها فى القاهرة، والممتد من وادى حوف مروراً بحدائق حلوان وصولاً إلى المعصرة، ما جعل بعض شركات النظافة تتدخل بشكل فردى وأحياناً التنسيق بين هيئة النظافة والصرف الصحى ورؤساء الأحياء للتأكد من عملية التطهير الكاملة للمخرات وبالوعات صرف مياه الامطار المنتشرة بكافة شوارع القاهرة والبالغ عددها 20452 بالوعة منها 2146 تم إنشاؤها حديثاً هذا العام

«خالد النجار» مهندس ومسؤول بشركة النهضة المسؤولة عمليات التنظيف فى حلوان، أشار إلى أن الشركة تقوم من تلقاء نفسها وطواعية منها فى عمليات تطهير مخرات السيول والمتابعة الدورية لرفع أى مخلفات بها أولاً بأول، وأحياناً يكون ذلك بالتنسيق مع الأحياء المتواجدة بها مخرات (حلوان والمعصرة) والتأكد من استعدادات تلك المخرات لاستقبال السيول المتوقعة حال حدوثها.

 ونوه إلى أن الشركة تعانى كثيراً بسب سلوكيات بعض المواطنين بالمنطقة، لافتاً إلى أنهم كلما قاموا بعمليات التطهير والتنظيف، تلقى الناس القمامة والقاذورات مرة أخرى فى المخرات، رغم أنه يوجد بالمنطقة عربات تأتى من الـ7 إلى 10 صباحاً لتجميع النفايات من المنطقة، لكن البعض يتحجج بأنه لا يستيقظ مبكراً ولا يستطيع اللحاق بالعربة المخصصة للقمامة، ما يضطره إلى إلقائها فى المخرات.

ولفت «النجار» إلى أن الشركة قامت بالعديد من حملات التوعية لنصح المواطنين وتحذيرهم من خطورة إلقاء القمامة فى المخرات، نظراً للأضرار الشديدة الناجمة عن هذا الأمر فى حال وقوع سيول بالمنطقة، فضلاً أن تراكم النفايات فى المنطقة بهذا الشكل يتسبب فى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة ويشكل خطورة على الأطفال.

وأوضح أنه رغم ما يقومون به من حملات سواء للنظافة أو للتوعية، فإن سلوكيات المواطنين كما هى، ولا أحد يهتم بالصالح العام، علاوةً أن معظم الأهالى يتركون أبناءهم لكى يلهو ويلعبوا فى المخرات، متجاهلين خطورة هذه التصرفات على صحتهم.

واستكمالاً للجهود الحكومية لمواجهة مخاطر السيول، وضعت خطة محكمة للانتشار السريع للمعدات وفرق الطوارئ للتواجد بشوارع العاصمة لمواجهة أى طارئ أو تجمع مياه فى أى موقع من خلال التنسيق بين الاحياء وفروع شركة الصرف الصحى وشركة مياه القاهرة وهيئة النظافة والحماية المدنية والمرافق لتوزيع الشفاطات العملاقة والنافورى والمواتير الحديثة بالمحاور الرئيسية ومنازل ومطالع الكبارى والأنفاق ومناطق تجمعات الأمطار، والتأكد من صيانة الشفاطات المتوافرة بالأحياء لتسهيل إزالة اى تجمعات مائية بما لايؤثر على انتظام الحركة المرورية او غلق الشوارع، مع غرفة للعمليات المركزية بالديوان للاستجابة السريعة لأية بلاغات أو شكاوى خاصة بأماكن تجمع المياه.

القمامة غطت مخرات السيول بحلوان

تطهير وتشييد

ليست مخرات السيول وحدها التى تبلغ أكثر من 97 مخراً فى كافة محافظات الجمهورية، تحظى بأهمية وعناية الحكومة، بل هناك العديد من المشروعات نفذتها الدولة لتفادى لحوادث السيول التى تجتاح البلاد سنوياً وتختلف وتيرتها من عام لآخر، فعام تكون بسيطة ولا تشكل خطورة، وآخر يكون مدمراً لكل

شىء.

 فحسبما أعلنت الحكومة تم الانتهاء من تنفيذ 633 منشأة بسعة تخزينية تصل إلى 266.34 مليون م3 استعداداً لتخرين المياه، وتم تنفيذ 160 سداً، و307 بحيرات صناعية، و39 جسر حماية، كما تم تنفيذ 93 حاجزاً وقناة صناعية.

وتمكن مجموعة من العلماء من وضع أول خريطة قومية رقمية إلكترونية تفصيلية عن السيول فى مصر، لإعداد نظام مبكر يمكن الجهات التنفيذية ومتخذى القرار من تنفيذ كافة الإجراءات والتدابير التى تتيح لها الحد من الآثار السلبية لهذه الكوارث والاستفادة منها بقدر الإمكان فى تخزين المياه الزائدة كمخزون للمياه الجوفية.

وحسبما قال الدكتور ممدوح عابدين، رئيس شعبة الجيولوجيا بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد، فإن الفريق استند فى عمل الخريطة إلى جميع الدراسات السابقة المتوافرة فى الهيئة المصرية للثروة المعدنية وهيئة الاستشعار عن بعد والجامعات وأكاديمية البحث العلمى، وتم إنجازها لتغطى مصر بالكامل لتحديد الأماكن المعرضة لمخاطر السيول وبصورة رقمية لأول مرة حتى تتوافر أمام كل الجهات، مشيراً إلى أنهم يستهدفون المناطق الأكثر تضرراً من السيول.

مع أن مصر تصنف بـ«دولة جافة»، أى لا تتأثر بالأمطار لدرجة كارثية، إلا أنه على فترات متباينة تأتى سيول للبلاد مخلفةً وراءها خسائر بشرية ومادية، منها سيل السبعينيات والذى وقع فى منطقة العريش عام 1975 وأسفر عن تدمير 200 منزل ووفاة 17 شخصاً وتشريد 300 أسرة، وسيل طابا ووقع فى وادى نوبيع وتير فى سيناء عام 1987.

 كما وقعت عدة سيول فى التسعينات منها فى وادى علم 1990، وأسيوط وسوهاج عام 1994، وعلى ساحل البحر الأحمر عام 1996، وفى القرن الحادى والعشرين تنوعت الحوادث التى لم تنقطع من العام 2000 حتى 2016، كان أشهرها سيول رأس سدر بقرية أبوصويرة، حيث تهدم 500 منزل، وتبوير مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية.

وفى هذا الإطار، قال عبدالعاطى الشافعى، خبير الموارد المائية، إن هناك مناطق معينة تتميز بالسيول والتى غالباً ما تحدث فيها بين الخريف والشتاء، منها جبال البحر الأحمر وجنوب سيناء، مشيراً إلى أن خطورة السيل تتوقف على كمية الأمطار وشدة الانحدار والبعد أو القرب من المدن.

وأوضح «الشافعى» أنه تحدث كل عدة سنوات أمطار غزيرة فى أماكن متفرقة، وأهم ما يميزها أنها غير منتظمة وغير محددة المكان، ومن أشهر السيول فى السنوات الأخيرة سيول رأس غارب أكتوبر 2016، مشيراً إلى أن وزارة الرى تستفيد من مياه الأمطار بإنشاء السدود وحفر الآبار لتخزين المياه وتطهير المخرات لضمان وصول المياه الى أقرب مجرى مائى سواء النيل أو البحر.

ونوه إلى أن الدولة تحركت سريعاً لمواجهة مخاطر السيول، وذلك عبر تجهيز مجموعة من البحيرات الصناعية لتخزين المياه وتجمعها فى حفرة محددة، فى الوقت ذاته يتم إنشاء السدود لحماية المنشآت الحيوية والمرافق العامة والطرق، كما تم أخذ الاستعدادات الكاملة لتطهير مخرات السيول ومصارف المياه، وأخذ الحيطة والحذر لتجنب أضرار أية سيول حدثت خلال السنوات الماضية.

ومن بين هذه التحركات، ما قامت به محافظة مطروح، حيث وضع أساس سد وادى الشقوق المعروف بوادى إسماعيل بمنطقة الكيلو 4 شرق مدينة مرسى مطروح بتكلفة 11 مليون جنيه، ووصل طوله 54 متراً من أسفل و5 أمتار من أعلى وبارتفاع 6 أمتار، وامتداد 160 متراً بين جانبى الوادى، وذلك ضمن مخطط إقامة 9 سدود بمدينة مرسى مطروح.

وحسب ما قاله خالد شعيب، محافظ مطروح، فإن هذه الجهود نتيجة ما شهدته مدينة مرسى مطروح من سقوط أمطار كثيفة تحولت إلى سيول العام الماضى ببعض المناطق منها الكيلو 4، لذلك تم البحث عن حلول مستدامة تحقق الاستقرار للأهالى مع الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار فى رى الزراعات وتوفير مصادر مياه دائمة، ومنع خطر السيول خاصة مع التغييرات المناخية وتحقيق أقصى استفادة لأهالى المنطقة من المزارعين دون أى ضرر لأحد.

 

إنفوجراف

استعدادات الحكومة للأمطار

20452 بالوعة فى شوارع القاهرة

97 مخراً فى كافة الجمهورية

160 سداً لتخزين المياه

307 بحيرات صناعية لتفادى حوادث السيول