عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التصحيح الإلكترونى.. "بعبع" جديد للثانوية

بوابة الوفد الإلكترونية

خبراء يطالبون «التعليم» بمنح الطلاب فرصة للتظلم.. ومسئولون: لم تصلنا أى تعليمات حتى الآن

أيام قليلة وينتهى ماراثون امتحانات الثانوية العامة، لتسود بعده حالة أخرى من الخوف بين الطلاب وأولياء أمورهم بسبب التصحيح الإلكترونى، خاصة أنها تُعد التجربة الأولى من نوعها التى ستطبق فى مصر، فقد كانت ثانوية هذا العام حقل تجارب بدءاً من استخدام «التابلت» للحضور ونظام الأسئلة والتصحيح الإلكترونى لتدور التساؤلات فى أذهان الجميع: هل سيكون التصحيح الإلكترونى بالفعل ضماناً لنزاهة النتائج؟، وما الإجراءات التى ستتبع فى حالة تعرض أحد الطلاب للتظلم من النتيجة؟

مخاوف الطلاب وأولياء الأمور لا تكمن فى نزاهة التصحيح فحسب، بل من رُعب مشكلات النظام الإلكترونى خاصة أن طلاب المرحلة الأولى من الثانوية العامة والثانية قد عانوا خلال الفترة الماضية مع الامتحانات الإلكترونية من سقوط «السيستم» وخلافه.

رسائل عديدة وجهها طارق شوقى، وزير التربية والتعليم لأولياء الأمور لكى يطمئنهم حول نظام التصحيح الإلكترونى، حيث قال فى بيان له إن هناك جهداً كبيراً وراء كواليس التحضير من أجل تحقيق العدالة فى التصحيح.

كما نوه الوزير إلى أن مراكز التصحيح الإلكترونى ستكون جزءاً من غرف العمليات، ومؤمنة بشكل كبير، ليتم تصحيح «الشيت» الخاص بالإجابات، وأجرينا ترتيبات كبيرة للغاية، وهناك شاشات مركزية هدفها تأمين الأولاد والحفاظ على مجهوداتهم، قائلاً: «إن هناك 680 ألفاً يدرسون من 9 إلى 10 مواد، يعنى نتحدث فى ملايين من الأوراق».

وأشار الوزير إلى أنه تم زرع كاميرات مراقبة داخل اللجان لتتبع محاولة التسلل بهواتف محمولة، وقال «إن قانون الغش الجديد به حبس، ونتابع مجموعات «التليجرام» التى تتداول تلك الأمور، و«تهكير التابلت» جزء من محاولات الغش، وكل عصر له أساليبه وطرقه فى الغش».

كما قال «شوقى» إن من مميزات التصحيح الإلكترونى خروج النتيجة بدون أخطاء وأيضاً سرعة إعلان النتائج للطلاب، مشيراً إلى أن هناك أجهزة «ماسح ضوئى» يتم من خلالها تصحيح كراسات الإجابة الورقية للطلاب، مؤكداً أن التصحيح الإلكترونى لا يحتاج إلى مقدرى درجات أو مصححين لأن الجهاز به برامج عليها الإجابات الصحيحة لأسئلة الاختبارات.

بند خطير جدًا ورد فى بيان الوزارة سابقًا بشأن التصحيح الإلكترونى أثار الجدل وهو «لا يشترط أن يكون المتواجد داخل هذه الغرف معلمًا»، فكم من المخاوف انتابت أولياء الأمور من هذه الجملة الواردة، وتساءل البعض: «إذا حدثت مشكلة تقنية للأجهزة الخاصة برفع ورقة الإجابة ماذا سيحدث هل سيضيع مستقبل أبنائنا؟».

«الوفد» أجرت تحقيقًا موسعًا حول التصحيح الإلكترونى ورصدنا العديد من الأجوبة عن هذه التساؤلات نسردها لكم خلال السطور التالية:

 

 

خبيرة تربوية... أبناؤنا ليسوا حقل تجارب

قالت بثنية عبدالرؤوف، خبيرة تربوية، إن الميزة الوحيدة فى التصحيح الإلكترونى هى عدم تدخل العنصر البشرى فى التصحيح ما يحقق نزاهة النتائج، ولكن مشكلات التصحيح الإلكترونى عديدة وصعبة للغاية، ومن بينها: احتمالية تعرض التعامل الإلكترونى لـ«الهاكرز» فلا توجد ضمانات كافية لحماية النتائج فقد يتم استبدال اسم أو نتيجة وفى هذه الحالة تكون الكارثة أكبر حينما نعجز عن التعامل معها خاصة وإنها تجربة جديدة علينا.

وتابعت: «فى التصحيح الورقى حينما نرصد أخطاء يمكننا مراجعة الورقة والتعديل عليها لكن فى التصحيح الإلكترونى من الصعب فعل ذلك فهل هناك ضمانات كافية لحماية حقوق أبنائنا طلاب الثانوية العامة؟».

كما نوهت إلى أنه ليس هناك كوادر بشرية قادرة على التعامل مع هذه التجربة بالشكل الكافى ما يعيق القدرة على التصرف فى أوقات الأزمات حال حدوثها فى غرف التصحيح الإلكترونى، ولهذا أكد الوزير أن الشخص المتواجد داخل غرفة التصحيح ليس بالضرورة أن يكون معلمًا.

وأكدت الخبيرة التربوية أن صعوبة تصحيح الأخطاء الإلكترونية كارثة ستواجه الكثير من الطلاب وأولياء أمورهم خاصة أنه تم رصد الكثير من الأخطاء سابقاً، وعلى أثرها استعاد الطلاب درجاتهم مرة أخرى ولكن مع التصحيح الإلكترونى ما الأمر؟، واختتمت: «كنت أتمنى ان تتم هذه التجربة على المرحلة الابتدائية أو الإعدادية وليس على مستقبل الأبناء فى الثانوية العامة».

وعما إذا كان عصر المصحح اليدوى سيختفى؟، ردت الخبيرة التربوية قائلة بالتأكيد عصر المصحح اليديوى والذى كان يسافر إلى المحافظات سنويًا سيختفى بعد ظهور التصحيح الإلكترونى، مؤكدة أنه سيتم تصحيح كل مادة على حدة فور الانتهاء منها.

 

نائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق: النظام الإلكترونى يضعف مهارات الكتابة عند الطلاب

قالت د. ماجدة نصر، عضو مجلس النواب السابق، ونائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق، إن التصحيح الإلكترونى يقلل من نسبة الأخطاء فى التصحيح اليدوى التى كانت تحدث فى السنوات السابقة، وأضافت «نصر» أن الوزارة التجأت لنظام «البابل شيت» لتقليل الأخطاء ولضمان وجود إجابة الطالب الأصلية، خاصة أن من المعوقات الخاصة بالنظام الإلكترونى عدم ضمان تسجيل الإجابة.

وطالبت «نصر» بضرورة وجود نظام للتظلم مع التصحيح الإلكترونى وخاطبت أولياء الأمور بضرورة المطالبة بذلك فور انتهاء الامتحانات لضمان حقوق الطلاب، وتابعت: «مفيش نظام كامل 100%.. وحتى إن وجد خطأ 2% من النظام.. الطالب من حقه أن يعيد تصحيح إجاباته».

كما أشارت إلى أن النظام الإلكترونى فى الامتحانات جيد جدًا مع ظروف جائحة كورونا، ولكن بعد انتهاء الموجة لا بد من النظر مرة أخرى فى المنظومة التعليمية حتى يتسنى للمعلمين اكتشاف مهارات الطلاب فى المواد العلمية مثل الرسومات الهندسية والأحياء وغيرها من المواد العملية.

وأضافت أن استمرار المنظومة الإلكترونية يضعف بالتدريج من مهارات الكتابة عند الطلاب.

 

مديرية التعليم بأسيوط: لم نتلق أى تعليمات بشأن التعامل مع تظلمات الطلاب

قال طارق الدسوقى، مدير إدارة المتابعة الميدانية بمديرية التربية والتعليم بأسيوط، إن الوزارة حتى الآن لم ترُسل لهم أى معلومات بشأن الإجراءات المُتبعة حال تقدم أى طالب ثانوية عامة بالتظلم على نتيجته فى التصحيح الإلكترونى.

وأكد «الدسوقي» أنه من يتواجد فى غرف التصحيح الإلكترونى لا بد أن يكون على دراية كافية بكيفية التعامل مع الماكينات الخاصة لرفع ورق الامتحانات حتى يمكنه التصرف فى أى أزمة تحدث، وليس الشرط هنا أن يكون مؤهله حاسبات ومعلومات أو أن يكون مدرس حاسب آلى.

كما نوه مدير إدارة المتابعة الميدانية إلى احتمالية حدوث ما يسمى بـ«هاكرز» النظام ومنها قد يتعرض الكثير من الطلاب إلى الظلم فى نتائجهم، فلابد أن تكون الوزارة قد وضعت أنظمة حماية كافية للحافظ على حقوق الطلاب خاصة أن الثانوية العامة مرحلة حساسة ترسم مستقبل الأبناء وأولياء أمورهم.

«الطالب دوره فقط أنه يختار الإجابة».. يتابع «الدسوقى» فى تصريحاته قائلاً إن الطالب فى الامتحانات الإلكترونية يكون دوره فقط هو اختيار الاجابة حتى فى المواد العملية مثل الأحياء والهندسة فجميع الرسومات يتم اختيارها إلكترونيًا ولا يقوم الطالب برسمها مما يضعف مستواه العلمى.

وأشار «الدسوقي» إلى أن أهم ميزة فى التصحيح الإلكترونى سرعة إعلان النتائج مقارنة بالتصحيح الورقى.

 

مدرسون: التصحيح الإلكترونى خطوة ضمن الألف ميل لتطوير المنظومة

أشاد عدد من المدرسين بنظام التصحيح الإلكترونى، مؤكدين أنه سيعود بالنفع على المنظومة بأكملها بداية من الطالب الذى ظل يستذكر دروسه طوال العام ويخشى أن يتساوى بغيره من الغشاشين، مرورًا

بأولياء الأمور الذين سيطمئنون إلى نظام التصحيح بعدم تدخل أعداء النجاح ممن يريدون الإساءة إلى بعض الطلاب بأعينهم أو المدرسة بعدم نجاح الطلاب

وقال جاد فتحى، موجه بالتربية والتعليم، إنه على مدار السنوات الماضية تقدم الكثير من الطلاب بطلبات لإعادة تصحيح أوراقهم وبالفعل حصل البعض منهم على درجات أعلى، وثبت أن هناك أخطاء من المدرسين فى عمليات التصحيح بسبب السرعة ومحاولة إنجاز الأوراق وإعلان النتيجة فى وقت قياسى.

وأشاد «جاد» بالتصحيح الإلكترونى قائلاً إنها خطوة ضمن الألف ميل لتطوير منظومة التعليم، يسعى من خلالها الدكتور طارق شوقى بالنهوض بالعملية التعليمية.

وأيده الرأى جمال السيد، مدرس ثانوى عام، قائلاً إن التصحيح الإلكترونى سيساهم فى الإعلان المبكر لنتائج الثانوية العامة فضلاً عن تجنب الأخطاء البشرية فى التصحيح كما كان السنوات الماضية، فكم من الطلاب يطالبون بالتظلم من درجاتهم.

وتابع: التصحيح الإلكترونى يبدأ بعد وصول الأوراق من كونترولات المحافظات وتسلمها وهو ما يوازى ٣ أيام بعد انتهاء الامتحان، كما أن هذه الغرف مؤمنة بالكامل ولا يجرؤ أن يدخلها أحد سوى العاملين فيها فقط.

وأشار إلى أنه من مميزات التصحيح الإلكترونى أن الكمبيوتر هو من سيتولى التصحيح دون تدخل أى طرف بشرى، مؤكداً أن جميع المتواجدين داخل هذه الغرف سيكون معهم تصاريح أمنية للقيام بوظائف خارج إطار التصحيح تماماً، حيث يقومون فقط بإدخال الأوراق على «الاسكانر» أو الماسح الضوئى، ليتولى الكمبيوتر عملية التصحيح بالكامل.

ولكن ما هو التصرف الأمثل حال عدم قدرة الماسح الضوئى أو «الاسكانر» على تمييز أى إجابات فى «البابل شيت»؟، رد على هذا السؤال، أحمد جاد، مدرس ثانوى قائلاً إن فى هذه الحالة يتم عرض «البابل شيت» على 3 أشخاص لمساعدة الكمبيوتر فى تمييز الإجابة التى كتبها الطالب، ثم يتم إعادة ورقة «البابل شيت» لـ«الاسكانر» مرة أخرى ليتولى الكمبيوتر تصحيحها وتقدير الدرجات وجمعها منعا لأى أخطاء بشرية.

 

استشارى علم النفس: تدريب الكوادر البشرية أولاً

الدكتورة ايمان عبدالله، استشارى علم النفس والعلاج الأسرى، قالت إن شعور الأهالى بحالة الهلع من التصحيح الإلكترونى تعود لعدة أسباب منها إيقانهم بأن الخطأ وارد فى كل شىء، فإذا كان الصانع لهذه الإلكترونيات قد يخطئ فما بالنا بالمعدات نفسها.

وأكدت استشارى علم النفس، أن عدم إعلان وزارة التربية والتعليم عن وجود نظام التظلم أثار القلق بين أولياء الأمور والطلاب فهذا أمر طبيعى مع الخوف من كل ما هو جديد.

وأشارت إلى أن أى نظام جديد لا بد من التأهيل له مقدمًا فمع التصحيح الإلكترونى كان من الواجب أن نؤهل الكوادر البشرية أولاً، ونؤهل أبنائنا نفسيًا لذلك، وحتى إن أردنا التطبيق فكان من الواجب تطبيقه على المراحل الأساسية من التعليم ما يؤهل غيرهم فى المراحل الأخرى لتقبل الأمر، وليس فى الثانوية العامة تلك المرحلة التى تعد حرجة لجميع الأسر ويتوقف عليها مستقبل الأبناء، وتابعت: «كان المفروض ندرب أبنائنا فى الإجازة الصيفية على كل ما هو جديد بالتربية والتعليم وذلك سينعكس عليهم بالايجاب ويتغلبون على حالة الرعب».

كما نوهت الدكتورة إيمان إلى أن ذاكرة الأهالى بها سيناريوهات مرعبة مع الثانوية العامة من خلال سقوط «السيستم» فى الامتحانات وغيرها من التجارب المريرة مع كل ما هو جديد ولهذا يشعرون الآن بحالة من الرعب، ولهذا كان من الواجب على وزارة التربية والتعليم أن تفرض مواد تمد الطلاب بالمهارات الخاصة لتنمية مواهبهم فى التعامل مع الإلكترونيات ومواكبة كل ما هو جديد.

ونوهت استشارى علم النفس إلى أن المشكلات التى تندلع بين الطلاب وأولياء أمورهم بسبب تجاهل البعض من الطلاب لاستذكار دروسهم يرجع إلى عدم تحديد الهدف للابناء وتشتيت انتباههم، فلابد أن يكون للطالب هدف معين يسعى لتحقيقه بالاستذكار، كما وجهت رسالة إلى أولياء الأمور بعدم الضغط على الأبناء فيمكن منحهم وقت للتسامر أمام التلفاز ومشاهدة البرامج والأفلام الكوميدية لكسر حدة الملل ولكن بالقدر المعقول والذى لا يتسبب فى ضياع الوقت.

وأكدت أن تحفيز هرمونات السعادة لأبنائنا الطلاب سيعود عليهم بالنفع فى تثبيت المعلومات فى الذاكرة، مشيرة إلى ضرورة ألا يقل عدد ساعات النوم عن 6 ساعات، مع تناول 7 تمرات أو ملعقة عسل فور الاستيقاظ من النوم كل ذلك ينشط الذاكرة دون التعرض للهبوط بسبب السكريات.

كما يجب على الطلاب أن يتجاهلوا كل التجارب المريرة مع الامتحانات والتركيز فقط فى كل ما هو آتٍ، وحال أن نتذكر أى تجربة مريرة لابد أن نتخذ منها عبرة ودرس وتحويلها لطاقة إيجابية، مشيرة إلى أن ليس كل العلماء كانوا متفوقين دراسيًا بل كانوا يتميزون بالتفكير المرن فى التعامل مع الأمور والمشكلات.