رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجماعة الإسلامية من العنف إلى مليونية "لا للعنف"

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ اندلاع ثورة 25 يناير، والشارع السياسى فى مصر يشهد عدداً من التحولات السياسية، نتيجة التغير الدائم لمؤشر السلطة ناحية التيارات السياسية المختلفة.

وتأتى الجماعات الإسلامية، على رأس التيارات السياسية التى تغير وضعها داخل المشهد السياسى، حيث انتقلت من صفوف المطلوبين لأجهزة الأمن، إلى صفوف اللاعبين الكبار.
ومؤخرا.. خرجت الجماعات الإسلامية إلى وهج السلطة، بعضها دخل الحياة الحزبية، وأصبح من رموزها، بينما دخلها آخرون بأفكار متشددة، لم تظهر آثارها بعد.
فبعد ثلاثين عاماً، من العزلة والإحجام عن المشاركة فى الحياة السياسية، قضوها فى السجون والمخابئ متوارين عن الأنظار فى المنازل، خوفا من بطش أجهزة النظام السابق، عادت الجماعات لتبث أفكارها فى الفضائيات، وتنشر بياناتها فى الصحف.
خرجت الجماعات عطشى للسلطة، ولإحياء الأفكار المتشددة من جديد، وفرضها على الساحة، بعدما استطاعت اجتذاب السلطة إليها من خلال إنشاء أحزاب سياسية.
وأصبحت الميادين والشوارع متاحة للجماعات، يفعلون فيها ما يشاءون.
ومن ضمن الأفكار التى اختزنتها الجماعات الإسلامية والجهادية منذ نشأتها، فكرة الإمارة الإسلامية الكبيرة، والتى تضم جميع الدول الإسلامية، كإمارات متحدة تحت راية الجهاد السوداء التى تحمل شعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وظهرت هذه الراية فى عدد من الأحداث السياسية التى شهدتها مصر مؤخراً، وكانت دائماً حاضرة فى جميع التظاهرات.. من ميدان التحرير أثناء المليونيات التى كانت تنظمها جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية، وصولا لأحداث العباسية، وانتهاء بمليونية اليوم أمام جامعة القاهرة التي تحمل عنوان «معاً ضد العنف».
وظهرت هذه الرايات مع أتباع الشيخ حازم أبو إسماعيل، بعد رفض اللجنة الانتخابية طلب ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وبالرغم من تفسير علماء الدين وقتها، وجود الرايات السوداء على أنها لا تمثل الإسلام فى شىء، ومن يرفعها لا يعلم مدلولها فى الإسلام، إلا أن هذه الرايات غير موجودة فى أصول السنة.. ومن يرفعها هم الشيعة فقط.
ومع اشتعال الأزمة الأخيرة بين النظام الحاكم والشارع ظهرت الجماعة الإسلامية كحليف جديد للإخوان وبديل لحزب النور الذي فضل لعب دور سياسي مستقل عن الإخوان.
وكان بعض شباب الجماعة الإسلامية قد اعتلى سور السفارة، وأنزلوا العلم الأمريكى، واستبدلوه بالعلم الأسود منذ عدة شهور عقب ظهور الفيلم المسىء للرسول
وأكد الشباب بعد ذلك، أن اقتحامهم للسفارة ورفع هذا العلم كان فقط بدافع دينى، وبهدف إبداء اعتراضهم بشكل سلمى على أى إهانة توجه للرسول الكريم، وليس كما ظن البعض أن العديد من الشباب قد انضم للتنظيمات الجهادية.
وتزامن رفع الأعلام السوداء على أسوار السفارة، مع ظهور بعض الدعوات الأخرى لتغيير العلم المصرى، ورفع النسر منه، واستبداله بشعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
ومن أكبر الداعين لهذه الفكرة، الشيخ أحمد عامر بقناة الناس الفضائية، والذى رفع العلم المقترح، معلنا بأن مصر ذات

هوية إسلامية.
وأشعل العلم الجديد مواقع «فيس بوك»، بعد نشر صوره، حيث دشن نشطاء إسلاميون عددا من الصفحات لتغيير العلم الحالى، ليكون مصحوبا بشعار التوحيد، أو استبداله براية الجهاد.
وقد تباينت أراء الخبراء حول المدلول السياسى للأحداث، وخطورة وجودها على الدولة المصرية.
قال كمال زاخر المفكر القبطى لـ«الوفد» إن الجماعة الإسلامية تتخذ مواقف قريبة من جماعة الإخوان والعلم جزء من أساسيات الدولة. ومحاولة تغييره أو رفع الرايات أو الأعلام أيا كانت، فهى تمثل تحديا صريحا لهيبة الدولة.
وأضاف أن الكرة الآن فى ملعب الدكتور محمد مرسى ومؤسسة الرئاسة، للتصدى لهذه المحاولات، ووقف العبث برموز الدولة.
وأوضح أن ظهور هذه الأعلام، هو إعلان العصيان على الدولة، ومحاولة لفرض رؤية فصيل على جميع الفصائل الأخرى.
أما عن رايات الجهاد والتى تحمل شعارات إسلامية، فقال إنها لا تعدو أن تكون مهاترات لا فائدة منها.
فمصر أكبر من أن تصبح ولاية ضمن إمارة إسلامية.. ومن يدعو إلى ذلك واهم، ولا يخرج ذلك عن كون هذه الجماعات تريد أن تثبت قوتها، وتعلن عن وجودها فى الأحداث المختلفة، منها أحداث السفارة الأمريكية الأخيرة ومليونية جامعة القاهرة، وأكد زاخر أن الدولة المصرية لا تحتاج إلى علم إسلامى لإثبات مرجعيتها الإسلامية. فالعلم الذى يرفرف فوق الأراضى المصرية لكل المصريين وليس للمسلمين فقط.
وقال إن هذه المحاولات لابد من التصدى لها، والوقوف لكل من يسعى إلى شق الصف الواحد بهذه الأفعال، ويخلط ما هو عقائدى وبين ماهو وطنى.
على الجانب الآخر، يرى الدكتور محمد الجوادى، الخبير السياسى، أن رفع هذه الرايات لا يجب أن يتم تضخيمه واعتباره مصدر خطورة على الدولة المصرية.
قال الجوادى إن الرايات السوداء، مجرد رأى من الآراء التى ظهرت على الساحة مؤخراً، ضمن مجموعة الأراء المختلفة ويجب احترامها جميعاً، وتقديرها حتى وإن كنا معارضين لها.