عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أرفض تجديد الخطاب التقليدى وأدعو لتجاوز عصر الجمود الديني

بوابة الوفد الإلكترونية

الإسلام دين التطور والتغيير ويعطى مساحات واسعة للاجتهاد البشري

«التقية» سلاح العقل المغلق الذهبى لخداع الآخرين والاستئثار بالحقيقة

عدم التمييز بين الثابت والمتغير فى الأحكام الشرعية أهم أسباب الفهم الخاطئ للإسلام

الفلسفة لاتتعارض مع الأديان..والشك المنهجى أول أساسياتها

القرآن الكريم يذّم طاعة السادة والكبراء دون برهان

مطلوب إزاحة «المرجعيات الوهمية» والعودة إلى الإسلام النقي

ناديت بتطوير علوم الدين لا إحياءها..والمسلمون يخلطون بين موروثاتهم الاجتماعية والإسلام النقي

الفن يلتقى مع الدين..و»معارك الكراهية «تقودها القوى الظلامية الإرهابية

«الوحى» إلهى المصدر..و»التراث» منجز بشرى قابل للرفض والقبول

إطلاق أكبر منصة تعليمية ذكية..ومبادرات قومية وعربية لتطوير العقل المصري

أطمح فى تغيير ماكينة التفكير عند الناس فى الحياة اليومية

المفكر الكبير الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الأديان رئيس جامعة القاهرة أحد القامات الفكرية المعاصرة التى أسهمت بدور كبير فى نشر الفكر الوسطى على المستويات الفقهية والفلسفية والعقدية والسياسية، له مؤلفات فى علوم الدين تدرس فى العديد من الجامعات،»الخشت» الذى يعد رائدًا فى علم فلسفة الدين فى العالم العربى بسبب كتاباته التى أسست لهذا التخصص بدءًا من تسعينيات القرن الماضى، لأنه استطاع التمييز بين العناصر العقلانية وغير العقلانية فى الأديان، جمع بين التعمق فى التراث الإسلامى والفكر الغربى حتى قدمت أعماله وكتاباته رؤية جديدة لتاريخ الفلسفة الغربية تجاوزت الصراع التقليدى منذ بداية العصور الحديثة، وتميزت مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلى والخلفية الإيمانية، حيث اختط منهجًا جديدًا فى فنون التأويل، يجمع بين التعمق فى العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية وتاريخ الأديان والفلسفة، ومن هنا يبقي» الخشت» امتدادًا طبيعيًا لسلسلة من المفكرين والفلاسفة الإسلاميين الذين بدأوا حياتهم الفكرية بدراسة الفقه والتصنيف فيه ثم انتقلوا إلى الفلسفة فأبدعوا فيها أيما إبداع، فقد قدم مشروعًا لتجديد الفكر الدينى متكئًا على العقلانية النقدية، حيث يرى ضرورة تطوير علوم الدين وليس إحياء علوم الدين القديمة، نظرًا لتجمدها الذى يحول القرآن من نص ديناميكى يواكب الحياة المتجددة إلى نص استاتيكى يواكب زمنًا مضى وانتهى. ودعا إلى تكوين خطاب دينى جديد رافضًا تجديد الخطاب الدينى القديمة فى مؤلفه « نحو تأسيس عصر دينى جديد» والذى أثار أزمة فى مؤتمر التجديد بالأزهر الشريف، منذ عام.

«الخشت» منذ أن تولى رئاسة جامعة القاهرة حتى استلهمت الجامعة تراثها الأصيل والمجيد فى عهده، واستطاعت استعادة أمجادها القديمة وجمعت تراثها العظيم الذى امتد عبر أجيال أحمد لطفى السيد وطه حسين ونجيب محفوظ إلى الدكتور مصطفى مشرفة والعالم الدكتور أحمد زويل رحمهم الله جميعا، والذين يعدون علامات فارقة فى تاريخها.

وقد شهدت الجامعة (الأم) العريقة فى عهد «الخشت» إنجازات وطنية كبرى وقفزت فى التصنيفات الدولية بشكل كبير لتشارك فى ملحمة بناء الوطن، والعديد من المبادرات التنموية، كما أن إنجازات» الخشت» فى المجالات البحثية والأكاديمية والتنموية لم تتوقف مما كان له أبلغ الأثر فى تقدم وتميز الجامعة.

وعلى مدار الساعة والنصف فى محراب الجامعة الأعرق فى مصر وتحت القبة الخالدة استقبلنا الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة فى مكتبه ليدور هذا الحوار حول جهوده وآرائه فى تجديد العقل الدينى والبحث فى الإسهامات الحداثية حول تأسيس عصر دينى جديد لعالم ومفكر جمع بين التبحر فى علم الفقه وأصوله من ناحية وبين النظر العقلى أى التفلسف من ناحية أخرى فأجاد فى كليهما، أكثر من كونه حوارًا عن إنجازات الجامعة فى عهده التى يشهد لها القاصى والدانى، وهذا نص الحوار.

بداية.. لماذا ترهلت الأمة الإسلامية وتخلفت عن دورها الحضارى بالرغم من أن القرآن والسنة بين يديها وكيف ترصد حالها الآن؟

 مع مرور أكثر من أربعة عشر قرنًا على ظهور الإسلام لازالت الفجوة واسعة بين الإسلام والمسلمين، فالإسلام «قرآنا وسنة صحيحة» يقدم نموذجًا عالميًا للدين الذى يلائم الطبيعة الإنسانية، ويعترف بالتنوع الكونى والإنسانى، ويعتبر التعددية سنة إلهية، ويميز بوضوح بين البشرى والإلهى، فالإسلام دين يؤمن بالتطور والتغير، ويعطى مساحات واسعة للاجتهاد البشرى ومراعاة المصالح المرسلة، والاستحسان.. إلخ، بينما المسلمون يعيشون فى جمود فقهى منذ أكثر من سبعة قرون، وفى خطاب وعظى إنشائى فارغ ومنفصل عن حياتهم اليومية، ولايزال المسلمون يخلطون بين موروثاتهم الاجتماعية التى ورثوها من بيئتهم والتصور الإسلامى النقى المستمد من القرآن العظيم والسنة المطهرة فقط، وينسون المعاملات والصدق والالتزام والدقة وإتقان العمل.

 وهل المسلمون يتعلقون بالشكليات أكثر من جوهر الدين؟

 يظن الكثيرون من المسلمين أن النجاة فى الدنيا والآخرة تتوقف على بعض المظاهر الشكلية والأقوال الجوفاء، وليس من خلال الالتزام والمسئولية، فسبيل الخلاص عندهم فى الشعارات والالتزام الصورى والمظهرى، وليس فى ممارسة العمل البناء فى تنمية بلادهم والعالم، وهم يخلطون بين العبادة الحق فى الدين والتى تقيم علاقة فعالة بين الإنسان والله فتمده بدافع شخصى متجدد لممارسة دوره فى إعادة بناء العالم، وبين العبادة المزيفة التى يمارسها المرائون، أو التى يمارسها الذين يخدعون أنفسهم ويظنون أنهم يسترضون الله تعالى بأداء بعض الطقوس ثم يسعون فى الأرض فسادًا، فيغشون ويكتمون الشهادة ويشيع بينهم عادة النفاق والرياء وسيادة مبادئ الإهمال والغدر وعدم الالتزام بالوعود.

 وما أهم أسباب الفهم الخاطئ للإسلام فى رأيكم؟

 تكمن أهم أسباب الفهم الخاطئ للإسلام فى عدم التمييز بين الثابت والمتغير فى الأحكام الشرعية وبين قطعى الدلالة من النصوص وظنى الدلالة منها، وبين المحكم والمتشابه فى القرآن، وأيضًا عدم التمييز بين الأحاديث المتواترة والأحاديث الآحاد، والأحاديث صحيحة النسبة إلى الرسول الكريم، والأحاديث الضعيفة والموضوعة كذبًا عليه صلى الله عليه وسلم، وبطبيعة الحال ينتج عن ذلك الخلط تضخم تشريعى مكبل للإبداع والحياة الإنسانية، كما تنتج منظومة الخرافات والمعتقدات والأحكام غير المنضبطة ومجموعة من القيم المعكوسة التى تولد عقولًا مغلقة وهشة، ويمكن بسهولة قيادتها نحو ممارسة الإرهاب ليس ضد الآخر فحسب بل ضد أبناء الدين الواحد والوطن الواحد.

 مؤلفاتكم تحمل نقدًا كبيرًا للعقل الدينى المغلق الذى لا يدرك من النصوص إلا القشور بعيدًا عن التعمق والإمعان فيها وإعمال العقل فما أهم ما يتسم به العقل المغلق وهل يعد أحد القيود على الفكر والثقافة؟

 العقل المغلق هو كالحجرة المظلمة التى ليس بها نوافذ، ولا ترى النور، ومن بداخلها لن يرى شيئًا، ولا يتنفس إلا هواء قديمًا، وصاحبه أشبه بالطفل داخل رحم أمه، وكل عالمه هو هذا الرحم، لأنه غير متصل مع العالم الخارجى، ولا يمكن أن يخرج من هذا العالم إلا بإرادته، فهو يظن أن الخروج من هذا العالم مهلكة، ولا يستطيع صاحب العقل المغلق أن يتجاوز ذاته أو عالمه الخاص، ولا يستطيع أن يتجاوز أفكاره المظلمة، ويعتبرها يقينية قطعية لا تقبل النقاش، أما عن سمات صاحب هذا العقل فهى الاستئثار بالحقيقة، فهو يزعم أنه وحده الذى يعرف الحقيقة، ثانيًا عدم الرغبة فى فتح قنوات للحوار مع الآخر، وإذا اضطر لذلك لا يقدم تنازلات، ولا يدخل فى عهد إلا كان ضعيفًا ثم إذا قوى ينقضه على الفور، والتقية هى سلاحه الذهبى فى خداع الآخرين، ولا يبحث عن الأرضيات المشتركة مع التيارات الأخرى وينغلق على نظام قيم معين بصورة جامدة، ولديه ثقافة التسلط والتحكم فى الآخرين، ويعتبر المخالفين له على الباطل المطلق أو كفرة.

 كتابكم «مدخل إلى فلسفة الدين» ما أبرز الخطوط العريضة التى أردت طرحها فيه؟

 هذا الكتاب يسعى للتعريف بفلسفة الدين مجالًا معرفيًا مستقلًا ومتميزًا وعلاقته بالعلوم الأخرى والوقوف على طائفة من الموضوعات التى يتناولها فلاسفة الدين مثل ماهية الدين والعلاقة بين الدين والفلسفة والألوهية والوحى والنبوة والمعجزات وماهية العبادات ووظيفتها ومشكلة الشر والحياة الأخرى ومنطق تطور الدين بهدف إعادة التفكير العقلانى الحرفى، الدين من حيث هو دين وتكوين التفكير الدينى، وهذا يعد أحد العوامل الرئيسية للخروج من دائرة الفهم المغلوط للدين الذى نعانى منه فى عصرنا والذى نتج عن سيطرة عقول مغلقة على الساحة الفكرية طوال القرون السابقة، وأردت أن يكون الكتاب حلقة مهمة للانتقال من التقليد إلى الاجتهاد ومن الاتباع إلى الاستقلال ومن منهج حفظ المتون إلى منهج نقد الأفكار، ومن التفكير الأسطورى فى طبيعة العلاقة مع المطلق إلى تكوين رؤية علمية للكون والحياة، من خلال اتباع منهجية علمية صارمة تقتفى معالم المنهج العقلانى والنقدى والمقارن.

 وماذا تقصد بفلسفة الدين وهل تعنى الفلسفة الإسلامية؟

 ليس صحيحًا أن فلسفة الدين هى الفلسفة الإسلامية، فالفلسفة الإسلامية هى الفلسفة التى تكونت فى عصر الدولة الإسلامية والتى شكلها الفارابى وابن سينا والكندى وغيرهم من الفلاسفة، لكن فلسفة الدين أمر مختلف، فهى معنية بالدين ذاته وليس بآراء الفلاسفة حول الدين، وفلسفة الدين هى إعمال العقل، النقدى والتحليل النقدى لعلم أصول الدين وعلم أصول الفقه، وأكاد أقول إن فلسفة الدين الجديدة، هى علم الكلام الجديد، لأن علم الكلام هو علم أصول الدين، ففلسفة الدين هى علم أصول الدين الجديد. وهى تجمع بين علمين علم أصول الدين «العقائد» وعلم أصول الفقه الذى يتعلق بأصول الشرائع، وهى معنية بالأديان كلها من حيث هى دين وليس بالدين الإسلامى فى حد ذاته، لكن فيلسوف الدين يركز بطبيعة الحال على الدائرة الدينية التى ينتمى لها هو، فـ»كانط» تركيزاته أكثر على المسيحية، و»هيجل» كل تركيزه أكثر على المسيحية، ففلسفة الدين هى التحليل النقدى العقلانى لأصول العقائد وأصول الشرائع، ومن ثم هى أحد أهم علوم الدين، وهى غير الفلسفة الإسلامية وغير الفلسفة الدينية، فالفلسفة الإسلامية ويمثلها «الكندى والفارابي» نتيجة جهودهما فى شرح الفلسفة اليونانية وربما إبداعاتهما أيضًا، وهى أمور لا تتعلق بالدين، لكن فلسفة الدين هى فى دراسة الدين من حيث هو دين، والدين من حيث هو دين هو علم أصول الفقه وعلم أصول العقيدة، ومن ثم فهى علم فى قلب علوم الدين التى تهتم بأصول العقائد والشرائع. فهى غير الفلسفة الدينية التى تقوم على فيلسوف يبدأ بالإيمان ويبرره عقليًا، لكن فيلسوف الدين يبدأ من العقل، ثم يذهب إلى الدين أو الإيمان وفلاسفة الدين أنواع، فهناك من يبدأ بالعقل وينتهى إلى أشياء مضادة للدين وهناك من ينتهى إلى الإيمان، وكتبى كلها تشعر بها أنك تصل فى النهاية إلى الإيمان، فأنا أبدأ بالشك المنهجى والعقل النقدى، وأنتهى إلى الإيمان، وتميز بين العناصر المعقولة ولا المعقولة فى الأديان.

 إذن الدين يحتاج إلى فلسفة وهل الفلسفة لا تتعارض مع الدين؟

 الفلسفة من حيث هى فلسفة لا تتعارض مع الدين، فهى طرائق فى التفكير، لأن الفلاسفة طرقهم ومناهجهم فى التفكير تختلف، فهناك الفلسفة العقلانية النقدية، وهناك التحليلية، والظاهرتية، والوجودية، فهى طرائق متعددة، لكن هناك بعض الفلاسفة ينتهون إلى نتائج مختلفة مع الدين لكن أكثر الفلاسفة مؤمنون، ولذلك أقول لك إن الأساس فى الفلسفة هو الشك المنهجى، وأقول إن قليلا من الفلسفة يؤدى إلى الكفر، وكثيرا منها يؤدى إلى الإيمان، ولذلك هناك فلاسفة كثيرون جدًا مروا بمراحل الشك وانتهوا إلى الإيمان وهم الأغلبية، فالفلسفة من حيث كونها فلسفة لا تتعارض مع الدين، لكن من حيث الفلاسفة، فبعضهم يتفقون وبعضم يختلفون، وبعضهم يتقربون وبعضهم يبتعدون، وفى النهاية هذه مسألة حرية «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف:29) وهذه طبيعة بشرية، والفلسفة الآن تختلف عن المراحل السابقة، فكل مرحلة لها طابع خاص، فالفلسفة فى مصر تشمل تخصصات متعددة منها علم أصول الدين وعلم أصول الفقه، فعلوم الدين جزء من الفلسفة.

 هل يوجد فرق بين «الوحي» و«التراث» وماذا عن اتهام كتابكم «نحو تأسيس عصر دينى جديد» بأنه ينال من الثوابت؟

 نعم.. فالوحى هو الإسلام «قرآنًا وما بينته منه السنة الصحيحة» وهو إلهى المصدر، اما التراث فهو منجز بشرى نقدر بعضه ونرفض بعضه، ومن الخطأ بل من الجور على الدين أن نعد الاجتهادات الفقهية أو التفسيرية من أى نوع دينًا مقدسًا، فالدين فى ثوابته وحى مطلق، لكن تفسيره عمل بشرى نسبى متطور خاضع لاختلاف الزمان والمكان والتقدير العلمى فى ضوء اعتبارات المصالح العامة والمرسلة، ومن الخطأ دمجه فى بنية وتكوين المقدس، ومن يفعل ذلك من البشر فإننا نخشى عليه من الشرك، لأنه يعطى لنفسه سلطة إلهية تتعارض مع مفهوم التوحيد النقى والشامل للواحد المالك وحده للحقيقة المطلقة، فالمطلق هو من يملك الحقيقة المطلقة، أما النسبى وهو ما سوى الله فلا يملك إلا حقائق نسبية، من أجل ذلك قال تعالي: «وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون» «الحج 68 69».

وقال أيضًا: «قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين» «سبأ: 24»

ومن هنا فليس من الابتداع فحص التراث فحصًا عقلانيًا نقدياَ وليس ما ندعو إليه فى كتاب «نحو تأسيس عصر دينى جديد» ينال من الثوابت، بالطبع لا، لأن هذه الثوابت من القرآن والسنة الصحيحة المتواترة وهى ليست جزءًا من التراث، بل هى فوق التراث، ومن المغالطة التوحيد بين الوحى والتراث، لأن فى هذا إضفاء للقداسة على أعمال بشرية، وهو ما يعارض التوحيد الخالص، فكل ما جاء بعد اكتمال الدين ليس ديناَ وإنما هو محاولات بشرية قابلة للصواب والخطأ، فقد بدأت الكلمة الإلهية فى الإسلام بـ «اقرأ باسم ربك الذى خلق» وانتهت بـ «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينًا»، فالدين اكتمل بإعلان إلهى، وهذه هى كلمته الأخيرة، وهنا انغلقت دائرة الكلمات المقدسة، إذن كل ما جاء بعد ذلك فى التراث ليس دينًا بل هو مجرد اجتهادات بشرية وليس لبشر العصمة سوى الرسول المعصوم فى أمر الدين بالوحى، فالقرآن الكريم لا توجد فيه آية واحدة تعين شخصًا سوى الرسول للحديث باسم الحقيقة الدينية، والرسول لم يرد عنه أى حديث متواتر به تحديد لشخص بعينه ليحمل الرسالة بعده، بل القرآن يذم طاعة السادة والكبراء دون برهان محكم لمجرد أنهم سادة وكبراء، قال تعالى: «وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا». (الأحزاب:67)

 هل يمكن تجديد الخطاب الدينى وما الخطوات المطلوبة للدخول إلى عصر جديد للدين؟

لا أؤمن بتجديد الخطاب الدينى التقليدى، لأن تجديد الخطاب الدينى عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر دينى جديد، وقد شرحت تفصيليا الإجابة عن هذا السؤال فى كتابى «نحو تأسيس عصر دينى جديد» من أجل تكوين خطاب دينى من نوع مختلف وليس تجديد الخطاب الدينى التقليدى، ويقتضى الدخول إلى عصر دينى جديد مجموعة من المهام العاجلة أهمها تفكيك الخطاب الدينى وتفكيك العقل المغلق ونقد العقل النقلى وفك جمود الفكر الإنسانى الدينى المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية، حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم، وليس هذا التفكيك للدين نفسه، وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنسانى الدينى الذى نشأ حول «الدين الإلهى الخالص» فعملية الانصهار أو التفكيك التى نتحدث عنها ليست على طريقة التفكيكيين الجذريين مثل «جاك دريدا» وإنما هى عملية تفكيك من أجل إعادة البناء على أرض نظيفة، فالتفكيك المرفوض هو الذى لا يعيد البناء وهو التفكيك من أجل التفكيك ونتيجته لا محالة هى الفوضى التى يريدها أعداء الإسلام والوطن سواء من الخارج أو من الداخل.

وما مفهوم التفكيك وهل يمكن إلقاء الضوء على مراحل عملية التفكيك التى تطالب بها؟

 أولًا التفكيك فى أحد معانيه هو رد المركب إلى عناصره البسيطة التى يتكون منها، وهو بهذا المعنى قريب من «التحليل» الذى يستخدمه الأطباء ليتعرفوا على المرض، ويستطيعوا أن يشخصوا الدواء حسب الخلل أو نوع الفيروس أو البكتيريا.. إلخ، ويحمل تفكيك الخطاب الدينى شيئًا من هذا المعنى الطبى، فلابد من تفكيك التراث ورده إلى العناصر البسيطة التى يتكون منها، حتى يمكن التمييز بين العناصر الحية والعناصر الميتة، ومن ثم يسهل استبعاد العناصر الميتة منه وإبقاء العناصر الحية ثم تنميتها وتطويرها وإضافة عناصر جديدة لها حتى تصير كائنًا حيًا معاصرًا يحقق مقاصد الوحى ومصالح الناس ويقيم أسباب العمران، وبالتأكيد أن هذا النوع من التفكيك سوف يرد الدين إلى حالة الوضوح الأولى التى كان عليها، بحيث يكون «النص الأصلي» هو المركز الحقيقى للمعنى وليس المرجعيات البشرية التى كانت تفكر لعصرها هى وليس لعصرنا نحن.

أما عن مراحل عملية «التفكيك» فتشمل: المرحلة الأولى وهي: «الشك المنهجي» والمرحلة الثانية هى التمييز بين المقدس والبشرى فى

الإسلام، والمرحلة الثالثة: إزاحة كل «المرجعيات الوهمية» التى تكونت فى «قاع» التراث، وبعد التفكيك يأتى التأسيس وأهم أركانه الركن الأول: تغيير طرق تفكير المسلمين، والركن الثانى تعليم جديد منتج لعقول مفتوحة وأسلوب حياة وطريقة عمل جديدة، والركن الثالث تغيير رؤية العالم.. تجديد المسلمين، والركن الرابع: تأسيس مرجعيات جديدة، والركن الخامس هو العودة إلى الإسلام الحر «الإسلام المنسي» والركن السادس: نظام حكم يستوعب سنن التاريخ.

 وما الأدوات أو الآليات التى ترونها ضرورية لإحداث التغيير؟

 لن يتحقق كل ذلك دون توظيف مجموعة من الآليات لتحقيق «حلول قصيرة ومتوسطة المدى» وذلك لـ «صناعة عقول» مفتوحة على الإنسانية فى ضوء العودة إلى المنابع الصافية «القرآن والسنة الصحيحة»، وتغيير المرجعيات التقليدية وتأسيس فقه جديد وتفسير جديد وعلم حديث جديد، ودون هذا لن نستطيع صناعة تاريخ جديد نخرج فيه من هذه الدائرة المقيتة لكهنوت صنعه بشر بعد اكتمال الدين وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين، فمن الضرورى تجاوز عصر الجمود الدينى الذى طال أكثر من اللازم فى تاريخ أمتنا العربية من أجل تأسيس عصر دينى جديد.

 كيف تقرأ عملية الإصلاح الدينى خاصة أنك ناديت بتطوير علوم الدين وليس إحياءها؟

 عندما ظهر دعاة الإصلاح بداية من القرن التاسع عشر، ودعوا إلى التحديث والإصلاح الدينى لم يقم أى منهم بمحاولة «تطوير علوم الدين» بل قاموا بـ «محاولة إحياء علوم الدين» كما تشكلت فى الماضى، وكأن النهضة تحدث بإحياء العلوم القديمة، على الرغم من أن العلوم القديمة هى علوم بشرية نشأت لكى تواكب العصر الذى وجدت فيه من مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبالتالى قد لا تكون مناسبة لعصور أخرى لها ظروفها وواقع حياتها التى قد تتباين تباينًا جليًا عن سابقتها، والعلوم التى نشأت حول الدين علوم إنسانية تقصد إلى فهم الوحى الإلهى، فالقرآن الكريم إلهى، لكن علوم التفسير والفقه وأصول الدين وعلوم مصطلح الحديث وعلم الرجال أو علم الجرح والتعديل، إلخ، علوم إنسانية أنشأها بشر، وكل ما جاء بها اجتهادات بشرية، ومن ثم فهى قابلة للتطوير والتطور، وهذه مسلمة واضحة وليست اكتشافًا، لكن المتعصبين الذين تجمد عقلهم وتجمد معهم كل شيء رفضوا الاجتهاد وتمترسوا خلف التقليد، وهم لا يعرفون ولا يريدون معرفة أن من المنطق الفاسد والخلط الزعم بأن أية علوم شرعية هى مباديء وقواعد يقينية مطلقة تصلح لكل زمان ومكان، فالبشر ذوو عقول نسبية متغيرة، والحقيقة تتكشف تدريجيًا ولا تأتى دفعة واحدة إلا من خلال «وحي» بل إنَّ الوحى نفسه جاء عبر ثلاث وعشرين سنة وترك مساحة للجهد البشرى فى اكتشاف الحقائق والوقائع فى الكون، وبالتالى أدعو لتطوير علوم الدين وليس إحياءها.

هل الفن يلتقى مع الدين خاصة أن هناك يقينا بأن ثقافة الفن لا تجتمع مع ثقافة الإرهاب؟

 الفن يلتقى مع الدين، لأن كلا منهما يتعامل مع الروح والوجدان، وإذا كانت هناك معتقدات دينية خاطئة يحملها العقل الدينى الضال، فإن هناك فنًا عشوائيًا يحمله الوجدان الاجتماعى المريض، ولهذا لن نجد وجدانًا مريضا تحمله روح مطمئنة، ولن نجد إرهابيًا يحب الجمال الفنى ومعركة زائفة ضد الأعمال الفنية وكأن أعداء الإنسانية هم فى الوقت نفسه أعداء للإبداع الفنى، فالفن يلعب دورًا جوهريًا فى تنمية المشاعر من أى نوع وبناء على نوعية المحتوى والشكل يمكن للفن أن يرتقى أو يهبط بالتنوع الإيجابى وأيضًا يمكنه أن يدعم وينمى النوع السلبى، فالفن يمكن أن ينمى المشاعر المحبة للحياة والجسارة والتصالح مع النفس والإباء والتواضع وعزة النفس والكرامة والشعور بالجمال، والفن قد ينمى مشاعر العدم وانفعالات الكراهية والسخط والجبروت والحقد والغضب والضغينة والانتقام والميل إلى القبح، ومن ثم يكون وقودًا لمعارك الكراهية التى تقودها القوى العدمية الظلامية المعادية للحياة التى ترفع لواء العنف والتدمير والإرهاب والحرب فى معارك الأيديولوجيات.

 ماذا عن دور التعليم فى عملية الإصلاح وهل هو نتاج وضع ثقافى غير جيد؟

أكبر مشكلة يواجهها العالم الإسلامى هى مشكلة العقول المغلقة التى تكونت فى ظل أنظمة تعليمية مختلفة تعتمد على استرجاع المعلومات وكأنها أجهزة تسجيل أو «هاردات» وليست عقولًا تبحث وتفكر توازن وتختار وتبتكر، ويزداد التحدى أمامنا فى مصر فى ظل الوضع الخطر الذى يشير إلى ارتفاع نسبة الأمية فى بلادنا رغم مرور أكثر من قرنين على بدء عملية التحديث التى بدأتها مصر مع مطلع القرن التاسع عشر ورغم مرور قرن ونصف القرن تقريبًا على مشروع على مبارك ولائحة إصلاح التعليم عام 1868 وستة وسبعين عامًا على كتاب «مستقبل الثقافة فى مصر» لطه حسين عام 1928 وتزداد المشكلة تأزمًا، ولا يمكن تجاوز هذه الحالة من العقم التعليمى دون التحول السريع والجذرى إلى مناهج جديدة عصرية تستفيد من مناهج الدول المتقدمة وتطبق طرائق التعليم الحديثة التى تستهدف تكوين عقول منهجية مفتوحة وبناء شخصية إنسانية متوازنة الأركان «روحًا وجسدًا ووجدانًا ونفسًا تحت قيادة عقل واعٍ يقود ويوجه، فصنع الشخصية القادرة على العمل السياسى والفكرى والإدارى هى مهمة العملية التعليمية، لأن التعليم هو العامل الأكثر تأثيرًا فى معادلة الشخصية، ولعل هذا التصور قريب من المعنى الذى كان يقصده طه حسين عندما أشار فى كتابه «مستقبل الثقافة فى مصر» إلى أن معاهد العلم ليست مدارس فحسب، ولكنها قبل كل شيء وبعد كل شيء بيئات للثقافة بأوسع معانيها، ولذلك فإن الجامعة بيئة لا يتكون فيها العالم وحده، وإنما يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذى لا يكفيه أن يكون مثقفًا بل يعنيه أن يكون مصدرًا للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضرًا بل يعنيه أن يكون منتميًا للحضارة، فإذا قصرت الجامعة فى تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين، فليست خليقة أن تكون جامعة وإنما هى مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة وما أكثرها، ولذلك فإن التعامل مع التعليم على أنه جزيرة منعزلة عن البحث العلمى كان خطيئة كبرى كرستها الطرائق القديمة التى تتعامل مع العملية التعليمية باعتبارها عملية تقوم على الحفظ والتلقين، وعلينا الآن الربط المنهجى بين التعليم والبحث العلمى لتعلم فنون البث والاكتشاف والابتكار حتى يكون التعليم هو البوابة الذهبية لبناء مصر المستقبل.

 على مدى السنوات الماضية بذلت جامعة القاهرة جهودًا كبرى على المستويات العلمية والتعليمية وحققت تقدمًا غير مسبوق فى مجال التصنيفات العالمية فماذا عن ذلك؟

 بالفعل شغلت الجامعة موقع الصدارة ضمن أفضل جامعات العالم محققة قفزات مئوية فى أكثر التصنيفات، وتقدمت سبعة أضعاف، حيث جاءت من أفضل الجامعات العالمية المرموقة فى 8 تصنيفات دولية، ودخلت الجامعة لأول مرة فى تاريخها فى الفئة من 301 400 جامعة على مستوى العالم فى تصنيف شنغهاى الصينى، وتقدمت فى تصنيف «QS» البريطانى فى عدد 21 تخصصًا بنسبة 110%، وتقدمت فى تصنيف التايمز العالمى للتخصصات وقفزت 150 مركزًا دفعة واحدة بنسبة ارتفاع 30٪ وكانت الجامعة المصرية الوحيدة ضمن أفضل الجامعات العالمية فى 7 تخصصات علمية مجتمعة، واحتلت المرتبة الـ 178 بالتصنيف الإنجليزى «التايمز» بنسبة تقدم 25٪ لعام 2020 بين جامعات دول الاقتصاديات الناشئة، وحققت طفرة فى التصنيف الإسبانى للجامعات «وبيوميرتكس»، حيث تقدمت 213 مركزًا فى ثلاث سنوات، كما تقدمت فى تصنيف «يو إس نيوز» الأمريكى وشغلت المرتبة الـ «448» على مستوى العالم بتقدم 14 مركزًا، بالإضافة إلى تصنيف «CWUR» حيث جاءت فى المرتبة 452 عالميًا، وتقدمت فى التصنيف الإسبانى الـ 14 مركزًا محتلة المركز الـ 299 من 6459 جامعة، وتصدرت الجامعات المصرية والإفريقية فى التصنيف الهولندى «ليدن» واحتلت المركز الـ 308 عالميًا وضمن أفضل 1٪ من بين 30 ألف جامعة عالمية.

 وماذا عن آليات التحول الرقمى بجامعة القاهرة؟

 تم إطلاق أكبر منصة تعليمية ذكية من أقوى نظم التعليم الذكى عالميًا، مع رقمنة العملية التعليمية للمحاضرات والمقررات والتعليم المدمج وإجراء تجارب تعليم عن بعد بحضور وزير التعليم العالى وتركيب أحدث الشاشات التعليمية الذكية التفاعلية وتدريب أعضاء هيئة التدريس ومسئولى الكليات من خلال خبراء دوليين وإطلاق مسابقة للتميز فى التعليم والامتحانات عن بعد، والعمل المتواصل على إنشاء البنية المعلوماتية للجامعة وفق مستوى عالمى بدءًا من قواعد البيانات الموجودة إلى لوحة القيادة ودعم اتخاذ القرار والتحصيل الالكترونى للمستحقات والرواتب وتوسيع دائرة الخدمات المميكنة والمترابطة وفتح باب التحويل إلى كليات الجامعة الكترونيًا وتقديم الخدمات والأنشطة.

ماذا عن أهم المبادرات التى قامت بها الجامعة فى إطار دورها التنموى والخدمى تجاه المجتمع؟

 شاركت الجامعة بفاعلية فى المبادرات القومية والعربية والإفريقية انطلاقا من دورها المجتمعى والتنموى والخدمى ومسئولياتها تجاه المجتمع بمختلف قطاعاته وعلى سبيل المثال منها مبادرات «حياة كريمة» و«بناء الإنسان المصري» و«صنايعية مصر» و«مودة» و»100 مليون صحة» ومكافحة «فيروس سي» والتقليل من قوائم الانتظار بالمستشفيات والأمراض غير السارية والكشف عن السمنة والتقزم، كما ساهمت الجامعة فى المبادرات الإفريقية بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019 ومن أهمها إطلاق مشروع 1000 قائد إفريقى ومبادرة «إفريقيا تتكلم العربية»، كما تم تحويل كلية الدراسات الإفريقية إلى بيت خبرة إفريقية وتطوير دورها فى دعم التوجهات القومية نحو إفريقيا، ونجحت الجامعة فى إطلاق مبادرة لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى المجتمع ومبادرة توعية بأصحاب متلازمة داون، بالإضافة إلى عددٍ من المبادرات التى أطلقناها فى إطار مشروع تطوير العقل المصرى وتغيير طرق التفكير.

 أخيرًا.. المفكر الكبير الدكتور «الخشت» ماذا عن مشروعكم الفكرى الذى تطمح إلى تحقيقه؟

 أطمح فى العمل على تغيير «ماكينة التفكير» لدى الناس، لأن بنية العقل المصرى تنطوى على إشكاليات ضخمة تجعله بعيدًا عن طرق التفكير الصحيحة سواء فى العلم أو الدين أو الحياة اليومية، والمسألة هنا لا تتعلق فقط بالعلم وطرق إنتاجه بل تتعلق بضرورة تغيير طرق تفكير الناس فى الحياة اليومية وفى العمل والمجتمع والسياسة، ومن ثم يجب فض الانفصام بين العلم الذى يدرس فى الكتب وطرق تفكير رجل الشارع والمشتغل بالدين أو الإعلام أو غيره من منابر الرأى والتعليم والثقافة.

«الخشت» فى سطور

مفكر وكاتب مصرى رئيس جامعة القاهرة

 أستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمعاصر

 جمع بين التعمق فى التراث الإسلامى والفكر الغربي

 تتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلى والخلفية الإيمانية

 صاحب نظرية جديدة فى تطور الأديان

 تولى العديد من المناصب العلمية منها:

 المستشار الثقافى بالسفارة المصرية بالرياض 2013

 نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الطلاب 2017

 تولى رئاسة الجامعة 2017

 بلغت مؤلفاته أكثر من 41 كتابا منشورا و27 بحثا محكما

 من مؤلفاته « نحو تأسيس عصر دينى جديد «و»معجم الأديان العالمية» و»أسس بناء الدولة الحديثة».

 حقق 24 كتابا من التراث الإسلامى

 حصل على العديد من الجوائز العلمية فى العلوم الإنسانية والاجتماعية منها: جائزتان للنشر العلمى الدولى، وجائزة شخصية العام من السفارة المصرية بالسعودية.

 تم تصنيفه من كرسى اليونسكو للفلسفة فى موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين عام 2017.

 أصدر كرسى اليونسكو للفلسفة عام ٢٠٢٠ مجلدا كبيرا عن فلسفته، كتبه ٢٨ أستاذا من الجامعات العربية والإسلامية ومحررون أجانب.