رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفسطاط.. تنبض بالحياة

بوابة الوفد الإلكترونية

الحي العتيق يودع أحزانه و يرتدي ثوب الحضارة .. والمومياوات الملكية تحوله لمزار عالمي

 خبير: مصر القديمة تحتضن كنوز أثرية لم يتم اكتشافها حتى الآن

الفسطاط ليست مجرد مدينة في حي  مصر القديمة لكنها متحف مفتوح زاخر بالمناطق التراثية منها جامع عمرو بن عاص والكنيسة المُعلقة والمعبد اليهودي، وقرية الفواخير المشهورة بتصنيع كل أشكال الفخار الذي يتم تصدره بكميات كبيرة للدول الأوروبية والعربية.

وتستهدف خطة التطوير إعادتها كمنطقة جذب سياحي وإعادة الواجهة الحضارية للمنطقة، وذلك من خطة تحويل حديقة الفسطاط إلى حديقة مركزية وإنشاء مطاعم وكافتيريات تطل على بحيرة عين الصيرة، وممشى سياحى بطول البحيرة ومسرح مكشوف يطل عليها، وفندق بالقرب منها وبمحيط متحف الحضارات، بالإضافة إلى 6 كبارى وعدد من الطرق لخدمة المنطقة وربطها بالطرق الرئيسية.

وأكد رئيس الحكومة أنه من ضمن خطة التطوير إنشاء قرية ثقافية تضم أنشطة النسيج التراثي، والعروض الفنية الفلكلورية، واستوديوهات الفنانين، ومنطقة مطاعم ومقاهي تقليدية تقدم أطباق المطبخ المصري، ومعرضًا وبازارات للحرف اليدوية التقليدية والهدايا، ومعرضًا للفنون التشكيلية يضم قاعات ندوات وتدريب، وساحة للمهرجانات، لتنظيم فعاليات ومعارض والأنشطة الثقافية، ومسرحا مفتوحا.

وفي الفترة الأخيرة اتخذت الحكومة خطوات واسعة في تطوير المنطقة والقضاء على العشوائيات بها من خلال هدم الأبنية المخالفة التي كانت تحجب جمال المكان الأثري الذي تم بناؤه في عصر فاتح مصر  عمرو بن العاص، وتم وضع مخطط عام  لربط بين المناطق التاريخية من خلال وسائل نقل عام نظيفة ومتنوعة مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية والتلفريك وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة، حيث من المفترض أن يربط التلفريك بين حديقة الفسطاط وحديقة الأزهر، بينما يربط الأتوبيس الكهربائي بين القاهرة الفاطمية والفسطاط.

علاوةً على ذلك، إزالت محافظة القاهرة كافة الورش والأفران العشوائية بالمنطقة، وقامت بإنشاء قرية الخزف وهي عبارة عن مجموعة من الورش والأفران تم بناؤها على طرز هندسية كي تستوعب كل أصحاب الورش الذين كانوا يعملون في المنطقة قبل إزالتها.

واعتبر عدد من المتخصصين والعاملين بالمشروع أن هذه الخطة بادرة أمل وستعود على البلاد بالكثير من الفوائد نظرا لأهمية المنطقة التاريخية والتي اكتسبت شهرة كبيرة عقب نقل المومياوات الملكية إليها، ما يعني أنه سوف يأتي إليها ملايين الزوار من جميع دول العالم، كما أكدوا أن اهتمام مصر بالمناطق التاريخية تقديرا منها لأهمية هذه الأماكن ووعيها بحضارتها ومدى ضرورة الحفاظ على هذا الإرث العتيق.

من جانبه، قال المرشد السياحي عبدالرحمن الطويل من منطقة الفسطاط إن الفسطاط عانت من الإهمال لعقود طويلة، وخنقتها الكتل الخرسانية الأسمنتية من كافة الجوانب وأصبحت في أشد الحاجة إلى حديقة مركزية، وقرار التطوير اعترافا من قبل المسئولين

بقيمة المكان التاريخية وامتدادها الجغرافي.

ونوه إلى أنه الفسطاط ليست منطقة المتحف وعين الصيرة وحديقة الفسطاط ومدينة الفسطاط الجديدة فحسب، بل هي حي مصر القديمة كله وتخوم الأحياء التي تحيطه شمالا وجنوبا، فالفسطاط- بظواهرها التاريخية- تمتد من ميدان أبو الريش وشارع بيرم التونسي بحي السيدة زينب شمالًا، حتى جبل إسطبل عنتر ومسجد أثر النبي جنوبًا.

وأشار إلى أنه ما يمكن فعله لتطوير الفسطاط تاريخيًا وأثريًا هو إجراء حفائر أثرية جديدة في كامل المساحة التي ما زالت مكشوفة، التي تستهدف الحكومة إنشاء حديقة مركزية بها، فحفائر الفسطاط الكبرى أجريت خلال النصف الأول من القرن العشرين، لافتا إلى أنه الفسطاط تفتقر إلى حفائر جديدة، خصوصا في التل الضخم الواقع شمال شرق الجامع العتيق وشمال منطقة حفائر علي بهجت، أما إنشاء أي منشآت جديدة دون القيام بحفائر قبلها فسيكون إهدارًا آثمًا لفُرص اكتشاف ما زال كامنا بباطن الفسطاط من الكنوز.

وأوضح أنه لابد أن تراعي خطة التطوير ضبط الطرز المعمارية لجميع الأبنية بحي مصر القديمة وزمام الفسطاط التاريخي كله بما يلائم الطبيعة التاريخية، ومنع الارتفاعات الشاهقة التي استفحلت كالأورام بين كورنيش النيل غربًا وجامع عمرو بن العاص وحصن بابليون شرقًا، وتعديل تصاميم واجهات المباني بما يناسب الطرز الإسلامية للفسطاط والقاهرة عموما، ومنع هدم البيوت القديمة المبنية بالحجر لأصالة طرازها وملاءمته للمكان، وتسجيل آثار الفسطاط غير المسجلة ومساجدها القديمة التي شوهتها الأوقاف والأهالي كمسجد ساعي البحر ومسجد سيدي حسن الأنور.

ولفت إلى أن لا بد من تحسين الطبيعة العمرانية والمعيشية لمناطق أطراف الفسطاط ذات الطبيعة الخطرة مثل: خرطة الشيخ مبارك وعزبة خير الله، مع الحفاظ على الطرز التاريخية فيما يُستجد إنشاؤه عند إحلال هذه المناطق، وتزويدها بالمؤسسات الثقافية والاقتصادية المناسبة لطبيعة المدينة.