رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«شتلات القصب».. بشرة خير للفلاحين

شتلات القصب
شتلات القصب

خبراء: طرق الزراعة الحالية تعود لقدماء المصريين.. والنظام الحديث يزيد الإنتاجية

 

الصوبة الزراعية الواحدة تكفى لـ100 فدان والرى 3 أشهر فقط

 

قصب السكر محصول استراتيجى، ويأتى فى المرتبة الثانية بعد القمح من حيث الأهمية، لمساهمته فى إنتاج السكر.

 

إلا أن زراعته حالياً تواجه عدة مشاكل أبرزها اعتماد المزارعين على الأساليب القديمة والتى يمتد بعضها إلى عصر القدماء المصريين، واستخدام أساليب الرى بالغمر التى تستهلك كميات ضخمة من المياه..

 

ومن أجل ترشيد الرى وتوفير أكبر قدر ممكن من المياه، تشكلت لجنة مؤخرا من ممثلين لهيئة تنمية الصعيد والهيئة العربية للتصنيع ومعهد المحاصيل السكرية، للمرور على محطات البحوث الزراعية بكوم أمبو بأسوان والمطاعنة بالأقصر وشندويل بسوهاج، لمعاينة المواقع المخطط تنفيذ الصوب المجهزة بأحدث التقنيات الحديثة لإنتاج شتلات قصب السكر المعتمدة.

 

وأكدت اللجنة أن زراعة قصب السكر بنظام الشتلات المعتمدة والرى الحديث يسهم فى ترشيد المياه وزيادة الإنتاجية وتخفيض تكاليف ومستلزمات الإنتاج، ما يعود بالنفع على المزارعين.

 

وتتركز زراعة قصب السكر فى مصر بمحافظات الوجه القبلى (المنيا، سوهاج، قنا، أسوان) وتخدم فى معظمها المصانع التى تقوم باستخلاص السكر من القصب.

ويستهلك المصريون نحو 3 ملايين طن سنوياً، وتستورد مصر 700 ألف طن من الخارج، فيما يبلغ الإنتاج المحلى نحو 2.3 مليون طن سكر، منها مليون طن من القصب يتم إنتاجها من 360 ألف فدان، بينما الـ1.3 مليون طن سكر المنتجة من البنجر يتم إنتاجها من 600 ألف فدان.

 

من جانبه، قال الدكتور أيمن العش، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، إن طريقة الزراعة بالشتل أحدث تقنية مستخدمة فى زراعة قصب السكر فى أكبر دول زراعة للقصب، وستعتبر نقلة نوعية فى إنتاجه بمصر.

 

وأضاف العش أن استهلاك القصب للمياه حالياً 10 آلاف متر مكعب، بينما الاستهلاك الحقيقى له يتراوح ما بين 6 إلى 8 آلاف متر مكعب، مشيراً إلى أن أسباب استهلاك القصب لهذه الكميات الكبيرة من المياه حالياً تتمثل فى نظم الرى القديمة بالغمر وعمليات البخر والمسافة التى تستغرقها المياه حتى تصل إلى أراضى القصب منذ خروجها من السد العالى، فضلاً عن تسريب الماء الأرضى، ولذلك فإن تطوير زراعة القصب ونظم الرى من الممكن أن ترفع إنتاجية الفدان إلى 60 و65 طناً بدلاً من 46 و47 طناً حالياً، أى بنسبة زيادة تقارب 40% بخلاف توفير كميات كبيرة من المياه.

 

وأوضح مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، أن القصب فى مصر يتم زراعته حتى الآن بالطرق القديمة ومنها ما يصل إلى عهد القدماء المصريين، من خلال تخطيط المزارع للأرض ثم رمى عيدان القصب فى خطوطها ثم الردم عليها والرى بالمياه وبعدها يبدأ المحصول فى الإنبات، وهذه الطريقة قد ينتج عنها سوء توزيع للنباتات، وبالتالى محصول قليل.

 

وأشار إلى أنه من الممكن تطوير زراعة القصب من خلال عملية «شتل القصب» عن طريق عمل صوبة زراعية خارج الأرض بمساحة 1000 إلى 2000 متر نزرع فيها النبات ثم نجلب هذه النباتات إلى الأرض الأساسية ويكون هناك فارق بين كل عود وآخر فى خطوط الأرض نحو 50 سنتيمتراً، وبذلك نضمن أن نضع فى الأرض نباتات حية فى أماكنها المخصصة، وبالتالى تزيد الإنتاجية، ونتخلص من سوء توزيع النبات.

 

ولفت إلى أن الإنتاج الخاص بالصوبة الزراعية الواحدة فى القصب يكفى لزراعة 100 فدان قصب، كما أن رى هذه الصوبة يكون خلال 3 أشهر فقط، بينما لو زرعنا كالمعتاد فى الأرض سوف نستهلك كميات هائلة من المياه فى نفس الـ3 أشهر حتى ينبت القصب.

 

وتابع: «من الممكن استخدام نظم رى حديثة فى القصب منها نظام

الرى تحت السطحى، ويكون من خلال خراطيم تنقيط يتم دفنها فى الأرض على بعد 40 سنتيمتر، ويتم زرع النباتات فوقها والمياه التى تصعد على جذر النبات يتم من خلالها التحكم فى الأسمدة وزراعة المحصول بشكل عام، كما يمكن استخدام نظام الرى بالتنقيط، وبالفعل بدأنا فى مصر زراعة 1200 فدان بهذا النظام ويعطى إنتاجية جيدة، لأن احتياجات القصب الحقيقية من المياه من الممكن أن تصل إلى 6 و7 آلاف متر مكعب وليس 10 آلاف كما يحدث حاليا فى الرى بالغمر».

 

وقال الدكتور مصطفى عبدالجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية التابع لمركز البحوث الزراعية، إن استخدام نظام شتلات القصب سيكون فى المساحات الجديدة التى يتم زراعتها سنويا وتقدر حاليا بـ50 ألف فدان.

 

وأضاف «عبدالجواد»، أن هذه الطريقة فى الزراعة ستوفر كميات كبيرة من المياه المستخدمة فى رى محصول القصب تقترب من النصف، مشيراً إلى أن زراعة القصب حالياً تعتمد على «العقلة» ويتم ريها من 3 إلى 4 ريات على الأقل حتى يصل طول الشتلة إلى 30 سنتيمتراً وتستطيع الإنبات، ولكن فى النظام الجديد سيتم توفير 3 ريات من المياه المستخدمة.

 

وأوضح رئيس مجلس المحاصيل السكرية، أن التوفير سيكون من خلال زراعة الشتلة فى صوب جاهزة متخصصة باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية، ثم زراعتها فى المساحات الجديدة للقصب، وبالتالى سينخفض استهلاك الفدان من المياه إلى 8 آلاف متر مكعب بدلاً من 12 ألف حالياً، وفى حالة استخدام نظام الرى بالتنقيط وهو الطريقة الأقرب للتنفيذ ضمن خطة الدولة لتحديث نظم الرى سنخفض الكمية إلى 6 آلاف متر بدلا من 12 ألفاً، أى النصف تقريباً.

 

وأشار «عبدالجواد» إلى أنه فى حالة الزراعة بـ«العقلة» تكون هناك براعم كثيرة لا تُنبت وبالتالى لا تحافظ على الكثافة النباتية، أما الشتلات فإنها تحافظ على الكثافة النباتية، ولذلك من المتوقع أن يتراوح إنتاج فدان القصب بنظام الشتلات بين 60 و70 طناً بينما حالياً يتراوح بين 40 و45 طناً.

 

وتابع: «الفدان يحتاج إلى 7 آلاف شتلة والشتلة تعطى 10 عيدان قصب فى المتوسط، وبالتالى الإنتاج سيرتفع والتكلفة ستنخفض على الفلاح، والمصانع سيتوافر لديها كميات كبيرة من القصب لإنتاج السكر، الذى من المتوقع أن تبدأ مصر فى تصديره العام المقبل، ولذلك فالمنفعة ستكون لمختلف أطراف المنظومة الزراعية فى نظام الشتلات سواء الفلاح أو المصانع والشركات أو الدولة».