رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحية لكل إيد شقيانة

بوابة الوفد الإلكترونية

 يواجهون أعباء الحياة بالصبر والرضا، ويواصلون العمل ليلًا ونهارًا، بدون أية ضمانات أو تأمين على حياتهم، أملًا فى جبر خواطرهم ببعض الجنيهات ليشعروا بثمار عمل يومهم الشاق ..وفى رمضان يكون للعمل والشقا مذاق خاص.

 

وبحسب الإحصائية الصادرة من اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا، فإن هناك قرابة مليون و700 ألف من العمالة غير المنتظمة فى مصر حصلوا على منحة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المرحلة السادسة بقيمة إجمالية تقدر بمليار جنيه.

 

بينما أعلن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى بيان سابق، أن العمالة غير المنتظمة فى مصر تمثل أكثر من 40% من العاملين فى البلاد، والبالغ عددهم 30 مليونًا.. ولكل من هؤلاء حكاية خاصة تجمع بين التشويق والاثارة  والحكمة..

 

«فواكه» بائعة الجرائد: رزقى فى رمضان مُضاعف

 

 

الساعة تدق السادسة صباحًا، تخرج بائعة الجرائد من منزلها فى أرض اللواء مترجلة حتى تصل لمحطة البحوث بالدقى، على الرغم من عمرها الستينى إلا أنها ما زالت تعافر مع الحياة، وقالت: «ربنا مبينساش حد ومدينى الصحة علشان محتجش لحد».

 

«فواكه»، سيدة لا تفارق شفتيها الابتسامة، لسان حالها شاكر المولى عز وجل على نعمته عليها، تروض مصاعب الحياة بالرضا والوجه البشوش.

 

«الحياة دى مدرسة.. ياما اتعلمت منها.. وكمان من قرايتى للجرائد شوفت الكثير»..

 

«فواكه» لم تستكمل تعليمها وتوقفت عند المرحلة الإعدادية، وقالت إن ظروف والدها المادية كانت لا تسمح لاستكمال التعليم فكانت تنظر لغيرها من الفتيات فى سنها بنظرة الغيرة ولكن مع مرور السنوات اقتنعت بأن كل شيء رزق، وتابعت: «كل اللى خرجوا من الكليات قاعدين فى البيوت مش شغالين».

 

بائعة الجرائد أم لفتاتين، وكانت زوجة لبائع جرائد وبعد وفاته قررت استكمال مسيرته، قالت: «مكنتش أعرف أبيع ولا أشترى حاجة الا الجرائد علشان شربت الشغلانة من جوزى».

 

ومع حلول رمضان، قررت بائعة الجرائد متابعة نشاطها بنفس عدد ساعات العمل، وقالت: «اللى زيى لو بطل يشتغل يموت من الجوع.. ورمضان شهر العمل مش الكسل».

 

وحول موقف أبنائها منها لكونها سيدة فى الخمسين من عمرها وتحتاج المساعدة ردت قائلة: «عيالى كل واحد فيهم عايش حياته والدنيا تلاهى.. كلهم متجوزين».

 

وأشارت «فواكه» إلى أن رزقها فى رمضان مضاعف على الرغم من أن أعداد القارئين للجرائد نفس العدد، ولكن يشترون الجرائد بكميات كبيرة.

 

من بيع الجرائد استطاعت فواكه تربية أبنائها، حتى استكملوا تعليمهم وتزوجوا، لكن فى رمضان يحاولون أن يقضوا معى بعض الأيام ليؤنسوا وحدتى، خاصة وأن هناك العديد من الأيام تمر عليها وتشعر فيها بالوحشة فور أن تعود لمنزلها، وتابعت: «ساعات بحس بالخوف إنى أموت وملاقيش حد ينقذنى.. وجيرانى على طول بيحاولوا يتواصلوا معايا ويطمنوا عليا عارفين بحالى ووحدتى».

 

«فرغلى» بائع الملابس الجاهزة: الصيام برىء من الكسل

 

 

رجل قوى البنيان، تركت سنوات عمره الخمسون أثرها على وجهه الشاحب المليء بالتجاعيد، 15 عامًا ظل خلالها يواصل عمله كـ«بياع ملابس» على أرصفه منطقة العتبة، يستقبل زبائنه بابتسامة أملًا فى شرائهم بعض الجلاليب الجاهزة أو القمصان، حتى يتحصل على بعض الجنيهات ليشعر بثمار يوم رمضان الذى قضاه على الرصيف.

 

فرغلى جمال، بائع الملابس الجاهزة، من سكان منطقة عابدين، يتجول بمنتجاته حتى يصل إلى سوق العتبة منطقته المفضلة منذ سنوات طويلة، وبجوار المترو تجده جالسًا فى سكينة، يرفض طريقة الأصوات العالية كغيره من البائعين الذين ينادون المارة للشراء.

 

وقال: «كل واحد ربنا كاتب رزقه.. فمهما حاولت مش هتاخد أكتر من رزقك»، يشير «فرغلي» إلى أنه مثل غيره من البائعن يواصلون عملهم فى نهار رمضان، يقضون قرابة 9 ساعات على الرصيف، وقبل المغرب بساعة يعود لمنزله يتناول وجبه الإفطار ويعود للعمل من جديد بعد العشاء.

 

وتابع: «الحياة تعنى العمل، ومن لا يعمل يكن أقرب ما يكون إلى المتشرد»، يشير إلى أنه يجد الكثير من البائعين يتصارعون فى نهار رمضان بحجة الجملة الشهيرة «إحنا صايمين ومش عاوزين تعب».

 

واستكمل حديثه: «عمر الصيام ما كان كده.. الصيام شغل واجتهاد ومثابرة وصبر وتهذيب للنفس واللى مش قادر ميتعبناش معاه».

 

«إسلام» صنايعى سيراميك بـ«ليسانس آداب»: العمل عبادة

 

 

تحمل المسؤولية منذ صغره، عاش طفولته بشكل مختلف بعيدًا عن أقرانه الصغار.. ظروفه الاجتماعية دفعته لكى يعيش سنًّا تفوق عمره الحقيقى بسنوات طويلة.

 

ومع وصوله المرحلة الإعدادية أصبح العمل جزءًا لا يتجزأ من حياته، ففى ايام الدراسة يكثف ساعات الاستذكار لتحقيق حلم والديه بالالتحاق بوظيفة مرموقه، وفى الإجازة يكثف من ساعات العمل كـ«صنايعى سيراميك».. هكذا عاش «إسلام».

 

اسمه بالكامل إسلام رجب عبدالعال، نشأ فى أسرة متوسطة الحال بمحافظة أسيوط، والتحق بكلية الآداب قسم الآثار المصرية، وبعد تخرجه ظل مثل غيره من الشباب يبحث لسنوات عن عمل حكومى ولكنه فشل.

 

رفض «إسلام» الاستسلام لظروف الحياة، وعجزه عن الحصول على «الوظيفة الميري» وقرر

مواصلة عمله كـ«صنايعى سيراميك»، وقال إنه رفض انتظار الوظيفة، وقال: «بيصعب عليا الشباب اللى قاعدين على القهاوى.. ببقى عاوز اقولهم شوفلك أى صنعة اشتغلها علشان تبقى راجل قدام نفسك على الأقل».

 

«العمل عبادة ورمضان شهر الاجتهاد».. يشير الشاب إلى أنه يواصل عمله فى رمضان، بل إنه كثف ساعات العمل فى فترة الصيام وبعد الإفطار خاصة مع متطلبات الحياة التى تضاعفت.

 

«فودة» رئيس المجلس القومى لحقوق العمال: العمالة غير المنتظرة وجدت من يحنو عليها

 

 

قال حسام فودة، رئيس المجلس المصرى لحقوق العمال، إن الحكومة أولت اهتمامًا كبيرًا للعمالة غير المنتظمة، خلال الفترة الماضية، والذين يبلغ متوسط عددهم  3 ملايين عامل فى مصر.

 

وأضاف رئيس المجلس المصرى لحقوق العمال، أن وزارة القوى العاملة قدمت لهم العديد من المشروعات الناجحة منها صرف الـ 100 ألف جنيه لأسرة العامل الذى توفى فى حادث عمله، وتابع: «من الضرورى أن يتواصل العمال مع وزارة القوى العاملة لمعرفة حقوقهم كاملة ومعرفة الخدمات المقدمة لهم، وذلك عن طريق الخط الساخن للوزارة، فضلاً عن صندوق الحالات الحرجة التى تقدم إسهاماتها للعمال الذين يحتاجون للمساندة الذين تعرضوا لحوادث سواء حرق أو كسر وغيرها».

 

كما نوه بأن المجلس المصرى لحقوق العمال والفلاحين، قدم العديد من الخدمات للمواطنين خلال الفترة الماضية منها القوافل الطبية، وقوافل بيطرية، فى نزلة السمان والهرم، وغيرها من نوافذ بيع المنتجات الغذائية وكل ذلك فى المناطق العشوائية.. واختتم رئيس المجلس القومى لحقوق العمال كلامه قائلا: «العمالة غير المنتظرة وجدت أخيرا من يحنو عليها».

 

 

«وسطاء» يحتالون على العمال مقابل تشغيلهم بمقابل هزيل

 

«أبوعيطة» وزير القوى العاملة السابق:

 

 

قال كمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة السابق، إن أكثر فئة مظلومة فى مجال العمل هم العمالة غير المنتظمة، فلا توجد لهم أى ضمانات صحية فكثير منهم من يتعرض لحوادث مريرة سواء بالإصابة بالعجز الكامل أو الحرق وغيرها من حالات الوفاه، وتشرد أسرهم، مؤكدًا أن جميع العمالة غير المنتظمة يعملون بدون اشتراطات مهنية، ما يجعل حياتهم على «كف عفريت».

 

وأضاف أن مع بداية جائحة كورونا من المفترض خلق فرص عمل جديدة للعمالة، كما حدث فى دول الغرب، لكن نحن فى مصر أصدرنا قرار وقف المبانى الذى كان يشغل آلاف العاملين، وتابع: «مهنة المعمارى دى بتشغل 90 وظيفة فى اليوم ما بين البناء والسباك والنجار والكهربائى ومحلات الفول وسائقى المواصلات وغيرهم من المهندسين».

 

وتابع وزير القوى العاملة السابق: بموجب وقف المبانى تشرد الآلاف من العمال.

 

ونوه «أبوعيطة» إلى وجود أكثر من مشكلة تواجه العمالة غير المنتظمة فى مصر منها عدم توافر قاعدة بيانات لهم، ومنها لا يوجد رقم محدد فى مصر لعدد العمالة غير المنتظمة».

 

وأضاف «مشكلة أخرى تواجه العمالة وهى «الجهات الوسيطة» التى تحتال على العمال، من خلال تشغيلهم للشركات بمقابل مادى غير حقيقي، فإذا كان العامل يتقاضى 200 أو 300 جنيه، يكون الوسيط قد تحصل على 1000 جنيه.

 

وتابع: «أعرف الكثير من العمال يجلسون فى منازلهم بالشهور ويقبلون استغلالهم مقابل ملاليم نظير توفير المأكل والملبس لأبنائهم، كما أعلم أحوال عشرات من الأسر مشردين فى الشوارع بسبب تشرد رب الأسرة».