عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية: أمريكا تستطيع حل قضية سد النهضة خلال أيام إذا توفرت لديها الإرادة السياسية

عباس شراقى
عباس شراقى

تخزين إثيوبيا 18.5 مليار متر مكعب من المياه سيحدث فوالق وزلازل فى منطقة سد النهضة


مصر كانت مرنة على مدار 10 سنوات فى التفاوض فى قضية سد النهضة فى مواجهة المراوغة الإثيوبية


التفاف الشعب حول الرئيس فى قضية سد النهضة يمنحه القوة فى اتخاذ القرار


تكثيف الخارجية المصرية نشاطها لتصحيح الادعاءات الإثيوبية تجاه دولتى المصب


تعيين مبعوث أمريكى جديد لمنطقة القرن الأفريقى يحقق مصالح أمريكا فى المنطقة الملتهبة بالمشاكل

 

أكد الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تصريحات إثيوبيا المتواصلة بأنها ماضية نحو الملء الثانى لسد النهضة، تأتى فى إطار مكاسب سياسية داخلية وموجهة للشعب الإثيوبى قبيل الانتخابات فى يونيو القادم، مؤكدًا أن طلب إثيوبيا بأنها مستعدة للتفاوض دائمًا رغم تملصها فى الوصول لاتفاق ملزم يرضى الأطراف الثلاثة، يُعد تحسينًا لصورتها أمام المجتمع الدولى، وتمهيده لقبول التخزين الثانى فى يوليو القادم.
وأضاف شراقى خلال حوار لـ«الوفد» أن مصر أثبتت حسن النية للرغبة فى الوصول لاتفاق عادل، بما لا يسبب أضرارًا لأحد، خاصة وأن الملء الثانى بتخزين 18.5 مليار متر مكعب سوف يؤدى إلى هبوط التربة فى المنطقة وتنشيط واتساع الفوالق القديمة، وزيادة نشاطها الزلزالى، بالإضافة إلى تغير التنوع الحيوى فى المنطقة نتيجة البيئة الجديدة والقضاء على بعض الحيوانات البرية، ونزوح آلاف السكان من مناطق غمر بحيرة السد، وارتفاع منسوب المياه الجوفية فى السودان بطول النيل الأزرق.
وأفاد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الالتفاف حول القيادة السياسية فى الأوقات الصعبة شىء طيب سواء كان ذلك داخليا أم خارجيا، مفيدًا أن ذلك يعطيها قوة فى اتخاذ القرار، وعلى المصريين فى الخارج مراجعة الجهات المسؤولة فى مصر قبل اتخاذ خطوات دولية مثل التقدم بمذكرات وتقديم شكاوى أو غيره.

وإلى نص الحوار..

‏< كيف="" ترى="" التحركات="" الدبلوماسية="" التى="" تقودها="" مصر="" لحشد="" الرأى="" العام="" العالمى="" والمنظمات="" الدولية="" لدعم="" الحقوق="" المصرية="" فى="" مياه="" نهر="">
- كثفت الخارجية المصرية نشاطها الخارجى منذ أكثر من عام، لشرح وجهة النظر المصرية وتصحيح الادعاءات الاثيوبية تجاه مصر والسودان، وآخر تطورات سد النهضة عندما تحدثت للسفراء الأجانب والأفارقة بالقاهرة، وزيارات وزير الخارجية لبعض الدول الكـبرى دائمة العضوية مثل فرنسا، والدول العربية، واختتمت الأسبوع الماضى بالجولة الأخيرة لدول أعضاء مكتب الاتحاد الأفريقى ومجلس الأمن.
< أطلق="" المصريون="" فى="" الخارج="" حملة="" عالمية="" على="" مستوى="" العالم="" تحت="" عنوان="" «قدها="" وقدود»="" لتأييد="" الرئيس="" السيسى="" فى="" جميع="" القرارات="" التى="" يتخذها="" حول="" سد="" إثيوبيا،="" هل="" ترى="" لتلك="" الحملات="" دورًا="" فى="" لفت="" نظر="" العالم="" لقضية="" سد="" النهضة="" والحقوق="" المائية="">
- شىء طيب أن يلتف الشعب فى الداخل أو الخارج حول القيادة السياسية فى الأوقات الصعبة مما يعطيها قوة فى اتخاذ القرار، وعلى المصريين فى الخارج مراجعة الجهات المسؤولة فى مصر قبل اتخاذ خطوات دولية مثل التقدم بمذكرات وتقديم شكاوى أو غيره، مع إبراز دور المثقفين فى الخارج فى توضيح موقف مصر ووقوفها بجانب دول منابع النيل فى مشروعات التنمية شريطة عدم الضرر.
< السودان="" يلوح="" بملاحقة="" إثيوبيا="" قضائيًّا="" فى="" حال="" واصلت="" الملء="" فى="" غياب="" اتفاق="" ثلاثى="" يضم="" مصر،="" هل="" يمكن="" مقاضاة="" إثيوبيا="" ومدى="" شرعية="" تلك="">
- التصريحات السودانية بالملاحقات القضائية للحكومة الاثيوبية أو الشركات العاملة فى سد النهضة تُعبر عن غضب الحكومة من التصرفات والاستفزازات الاثيوبية المتتالية بأن التخزين الثانى سوف يتم فى يوليو 2021، سواء باتفاق أو دون اتفاق، ورفض المبادرات السودانية من تشكيل لجنة دولية كوسيط، أو عقد اجتماع على مستوى رؤساء الوزراء، ومن الأفضل والأقوى دراسة أى خطوة جيدًا والتنسيق مع مصر.
< مع="" تعيين="" إدارة="" الرئيس="" الأمريكى="" مبعوثًا="" جديدًا="" لمنطقة="" القرن="" الأفريقى،="" هل="" يعكس="" ذلك="" احتمالية="" أن="" يكون="" هناك="" دور="" أمريكى="" أكثر="" فعالية="" وجدية="" فى="" حل="" أزمة="" سد="">
- تعيين مبعوث أمريكى جديد لمنطقة القرن الأفريقى ليس منصبًا مستحدثًا، وهذا التعيين يحقق مصالح أمريكا فى المنطقة الملتهبة بالمشاكل، خاصة بعد زيادة النشاط الروسى فى المنطقة، وتزايد المشاكل الحدودية بين اثيوبيا ومعظم جيرانها، ومشكلة التيجراى، والأمن فى مضيق باب المندب، ومازلنا نتطلع لدور أمريكى أكثر فاعلية بارسال مبعوث خاص بقضية سد النهضة فقط، أو تدخل وزير الخارجية الأمريكى بنفسه، وتستطيع الإدارة الأمريكية حل قضية سد النهضة خلال أيام اذا توفرت لديها الإرادة السياسية.
< كيف="" ترى="" التصريحات="" الأثيوبية="" الأخيرة="" التى="" تتحدث="" عن="" عدم="" فشل="" مفاوضات="" سد="" النهضة="" وأن="" الحل="" بأيدينا="" إذا="" توافر="" حسن="">
- تحاول اثيوبيا تحسين صورتها أمام المجتمع الدولى، وتمهده لقبول التخزين الثانى فى يوليو القادم، وعليها أن تثبت حسن نيتها فهى التى انسحبت من مفاوضات واشنطن فى اللحظات الأخيرة فى الوقت الذى وقعت فيه مصر بالأحرف الأولى، أيوجد حسن نية أكثر من ذلك؟
< ما="" هى="" المخاطر="" والأضرار="" المرتبة="" على="" الملء="" الثانى="" لسد="">
- تتعدد مخاطر التخزين الثانى دون اتفاق بين مخاطر نقص مياه وبيئية وقانونية وسياسية مثل فرض سياسة الأمر الواقع بالانفراد بالتخزين، وتكراره فى السنوات القادمة، وعند انشاء سدود جديدة، فضلاً عن خسارة مائية قدرها 13.5 مليار متر مكعب بالاضافة إلى البخر والتسرب الذى يقدر بحوالى 2.5 مليار متر مكعب أخرى.
بالإضافة إلى أن وزن البحيرة بتخزين 18.5 مليار متر مكعب سوف يؤدى إلى هبوط التربة فى المنطقة وتنشيط واتساع الفوالق القديمة، وزيادة نشاطها الزلزالى، فضلا عن حجز الطمى الذى تعتمد عليه الزراعة فى السودان فى زيادة خصوبة التربة الزراعية، مما يدفع المزارعين فى السودان إلى استخدام الأسمدة التى ينتج عنها تلوث المحاصيل والتربة

الزراعية والمياه.
أيضًا زيادة البخر وانخفاض درجة الحرارة نسبياً وتغير فى المناخ المحلى خاصة الأمطار لمنطقة سد النهضة، وتحليل النباتات والأشجار وتأثيرها على جودة المياه نتيجة انتشار بعض المواد العضوية والبكتريا، وغمر مياه البحيرة لمناطق تعدينية للذهب والنحاس واليورانيوم والبلاتينوم المصاحبة بالعناصر الثقيلة التى تنتقل إلى مياه النهر.
بالإضافة إلى تغير التنوع الحيوى فى المنطقة نتيجة البيئة الجديدة والقضاء على بعض الحيوانات البرية وحيوانات التربة، ونزوح آلاف السكان من مناطق غمر بحيرة السد، وارتفاع منسوب المياه الجوفية فى السودان بطول النيل الأزرق.
< هل="" تتوقع="" تقديم="" مصر="" والسودان="" تنازلات="" للوصول="" لاتفاق="" حول="" أزمة="" سد="">
- يجب إبداء المرونة أولاً من الجانب الاثيوبى المتعنت طوال الوقت، فى المقابل توجد مرونة مصرية على مدار عقد كامل وظهرت تحركات مصر الإيجابية خلال المفاوضات وحافظت على التفاوض والبناء مستمر، حيث وافقت مصر على أن تكون اللجنة الفنية الحالية وطنية وليس بها خبراء دوليون كما أرادت اثيوبيا فى أغسطس 2014.
أيضًا وافقنا على عمل دراسات هيدرولوجية وبيئية اجتماعية اقتصادية دون هندسة وأمان السد كما طلبت اثيوبيا، بخلاف الموافقة على اختيار المكتب الفرنسى الذى فرضته اثيوبيا وقبلنا ان يكون المكتب الهولندى مساعدًا والذى انسحب بعد ذلك معترضًا.
بالاضافة إلى الموافقة على التقرير الاستهلالى للمكتب الفرنسى ورفضته اثيوبيا، بالإضافة إلى اتفاق واشنطن رغم ما فيه من تخزين أولى 18.5 مليار متر مكعب فى السنة الأولى، وأكملنا التفاوض رغم عدم إجراء أى دراسة من الدراسات التى أوصت بها لجنة الخبراء الدولية 2013 حتى اليوم.
أيضًا وافقت مصر على سرية تقرير لجنة الخبراء الدولية حتى اليوم رغم نقده للنقص الشديد للدراسات الاثيوبية لسد النهضة، بخلاف الموافقة على التفاوض تحت رعاية الاتحاد الأفريقى رغم انسحاب اثيوبيا قبلها من واشنطن.
 ووافقت مصر على أن تكون مفاوضات الاتحاد الأفريقى على مستوى وزراء الرى فقط دون الخارجية، بخلاف الموافقة فى الجولة الأولى للاتحاد الأفريقى أن يكون دور المراقبين مشاهدة فقط ولا يتحدثون الا اذا طلب منهم بناء على طلب اثيوبيا، ومع ذلك نتفاوض طوال 10 سنوات ولم نذكر الاتفاقيات التاريخية الخمس التى تنكرها اثيوبيا.
< كيف="" ترى="" إعلان="" مجلس="" الأمن="" الوطنى="" الإثيوبى="" بأن="" البلاد="" ماضية="" فى="" عملية="" الملء="" الثانى="">
- اجتماع مجلس الأمن الوطنى الإثيوبى يعبر عن تفاقم الصراعات الداخلية، وأن هذه التصريحات موجهة بالدرجة الأولى تجاه الشعب الاثيوبى قبيل الانتخابات فى يونيو القادم، وفى نفس الوقت تضر بسير المفاوضات لأنها تعبر عن التعنت الاثيوبى بالانفراد فى الملء والتشغيل.
< إثيوبيا="" دائمًا="" تعلن="" الملء="" الثانى="" من="" وجهة="" نظرك="" كيف="" ترى="">
- التصريحات الإثيوبية بالملء الثانى لم تتوقف خلال الشهور الماضية وتزداد حدة كلما اقتربنا من الانتخابات العامة الاثيوبية، وبدأت اثيوبيا بالفعل فى تجهيز السد بعدما فتحت أول بوابتين عند منسوب 545 مترًا لتصريف المياه الزائدة يومى 14 و17 ابريل 2021، وقد جف الممر الأوسط وأصبح الآن جاهزًا لوضع الخرسانة ورفعه إلى منسوب 595 مترًا.
البعض يتحدث عن جولة جديدة من المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى وبرعاية أمريكية خلال الأيام المقبلة.. هل يمكن للاتحاد الأفريقى التوصل لاتفاق ملزم؟ وهل يمتلك آليات أو أدوات فنية لإبرام ذلك الاتفاق أو إجبار إثيوبيا على التوقيع؟
- هناك محاولات لعودة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى فى وجود وسيط دولى، إلا أن إثيوبيا ترفض مبدأ الوساطة، وترحب بهم كمراقبين، وقد يلعب المبعوث الأمريكى الجديد دورًا فى تحديد دور اللجنة الدولية للتوفيق بين وجهة نظر مصر والسودان بالوساطة، ووجهة اثيوبيا بالمراقبة فقط بحل وسط ممكن أن تكون لجنة مسهلة للمفاوضات، واقتراح حلول وسط فى النقاط الخلافية للوصول إلى اتفاق يقبله الجميع قبل يوليو القادم.